البيئة البحرية .. التغيرات المناخية تهدم التنوع الحيوي

 

شبكة النبأ: تسببت التغيرات المناخية في حدوث تغيرات خطيرة في النظام البيئي يمكن ان يسهم بفقدان التنوع الحيوي على سطح الأرض، الذي يشهد ارتفاع كبير في درجات الحرارة وهو ما سيكون له مخاطر كبيرة على البيئة البحرية التي تأثرت بشكل سلبي بتلك التغيرات التي ستكون سبب بفقدان وانقراض الكثير من الإحياء البحرية المهمة كما يقول بعض الخبراء خصوصا مع غياب الخطط والاتفاقات الدولية. وفي هذا الشأن فقد قالت دراسة دولية إن المحيطات تواجه خطرا أكبر مما كان يعتقد في السابق بسبب "ثلاثي خطير" هو الاحتباس الحراري وتناقص مستويات الاكسجين وزيادة الحموضة. وأوضحت الدراسة أن درجة حرارة مياه المحيطات آخذة في الارتفاع مما يدفع الكثير من الأسماك المطلوبة تجاريا باتجاه القطبين رغم تباطؤ وتيرة ارتفاع درجة حرارة الجو هذا القرن. وقال البرنامج الدولي لحالة المحيطات الذي يضم مجموعة من كبار العلماء "جرى التهوين كثيرا من شأن المخاطر التي تتعرض لها المحيطات والأنظمة البيئية التي تدعمها."

وقال التقرير الذي شارك في اعداده الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة "حجم ومعدل اضطرابات الكربون في الوقت الحالي وما ينتج عنها من زيادة حموضة مياه المحيطات هو أمر لم يسبق له مثيل في التاريخ المعروف للارض." وترتفع درجة حرارة المحيطات بسبب الحرارة الناجمة عن تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

ويمكن للأسمدة ومياه الصرف التي تذهب في المحيطات أن تسببا زيادة في نمو الطحالب التي تقلل مستويات الاكسجين في المياه. كما يمكن أن يسبب ثاني أكسيد الكربون في الهواء زيادة في الحموضة عندما يتفاعل مع مياه البحر. وقالت الدراسة "الثلاثي المميت المكون من زيادة الحموضة والاحتباس الحراري ونقص كمية الاكسجين يضر على نحو خطير بإنتاجية وفعالية المحيط."

الى جانب ذلك ذكر تقرير للبنك الدولي انه يجب على الشركات القيام بدور أكبر في المساعدة على انقاذ الثروة السمكية التي تتعرض للاستنزاف في اطار جهود لتفادي إلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها بالمحيطات. وذكرت الدراسة التي أعدها 21 خبيرا بينهم وزراء وأكاديميون ونشطاء يهتمون بالحفاظ على البيئة ورؤساء شركات ان سياسات حماية المحيطات من الصيد الجائر والتلوث وتغير المناخ كانت في أحيان كثيرة غير فعالة.

وأوصت الدراسة بمزيد من عمليات الشراكة بين شركات القطاعين العام والخاص والحكومات والمجتمعات المحلية وجهات اخرى لحماية النظم الايكولوجية التي تعد المصدر الرئيسي للبروتين لمليار شخص أغلبهم في الدول النامية. وجاء في التقرير "هناك حاجة الى نقلة نوعية في الكيفية التي نستخدم بها موارد المحيطات ونحافظ عليها للتعامل مع القصور الراهن."

واللجنة التي شكلها البنك الدولي واحدة من عدة مجموعات تحاول ايجاد سبل للتعامل مع التهديدات التي تتعرض لها المحيطات. وعلى سبيل المثال تبحث المفوضية العالمية للمحيطات بصورة منفصلة كيفية حماية المياه التي تقع خارج نطاق ولاية الدول. وحدثت اخفاقات عديدة رغم نداءات سابقة بالتحرك وعلى سبيل المثال فانه في قمة للأمم المتحدة في جوهانسبرج عام 2002 تم تحديد هدف يرجح أنه لن يتحقق وهو النهوض بالمصايد العالمية بحلول عام 2015.

ويقدم التقرير الذي يقع في 29 صفحة الخطوط العريضة لتحرك مجموعة تضم 140 دولة أخذت على عاتقها السعي للتوصل الى حلول لهذه المشاكل.

 وقال أوفه هو جولبير رئيس اللجنة ومدير معهد التغير العالمي بجامعة كوينزلاند في استراليا "من الضروري وجود رؤساء كبريات شركات الأطعمة البحرية حول الطاولة." وقال ان تحسين الإدارة سيسهل تطبيق الدروس المستقاة من جزء من العالم في مكان آخر. وأضاف "نفس المشاكل التي تحدث في الشعب المرجانية في تايلاند تحدث في تنزانيا." وتابع "يتعلق هذا بانشاء المنبر الذي يمكن من خلاله تبادل الافكار وتطوير التقنيات كمجتمع عالمي."

من جانب اخر عثر على حوالى 753 دلفينا كبيرا نافقا على الساحل الأطلسي منذ تموز/يوليو، هو عدد يتجاوز المستويات القياسية المسجلة قبل 25 عاما ويعزى على الارجح إلى فيروس شبيه بفيروس مرض الحصبة، بحسب ما كشف علماء أميركيون. وقد جنحت جيف الحيوانات إلى الساحل الأطلسي في الولايات المتحدة من ولاية نيويورك (شمال شرق الولايات المتحدة) إلى ولاية فلوريدا (جنوب غرب الولايات المتحدة).

وهذا الرقم المسجل في خلال خمسة أشهر هو أكبر بعشر مرات من معدل الدلافين النافقة المسجل في خلال سنة. وتخشى السلطات اعداد بعد أعلى من الدلافين النافقة على سنة، بما أن العدد القياسي السابق كان 740 دلفينا سجل في خلال سنة بين العامين 1987 و 1988، بحسب علماء خدمة الارصاد الجوية الأميركية (ان إو إيه إيه). ويتعذر على العلماء أن يأكدوا بعد أن الفيروس الموربيلي هو السبب في نفوق هذه الحيوانات، نظرا لحالة الجيف المتدهورة جدا التي تعرقل إجراء الفحوصات اللازمة. بحسب فرانس برس.

لكن بعض العناصر تدفع إلى الظن أن الفيروس الموربيلي (الذي يشمل فيروس الحصبة) الذي أصاب الدلافين يوسع نطاق انتشاره بين هذه الحيوانات. ولا ينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان الذي قد يصاب ببكتيريا أو غيرها من الجراثيم المتواجدة في جيف الحيوانات التي يوصى بالاتصال بالاخصائيين عند العثور عليها على الشاطئ.

خطر الإندثار

هل يعرض احترار منطقة المحيط الهادئ المعروف في أميركا الوسطى بظاهرة إل نينيو أرخبيل غالاباغوس الشهير في الإكوادور لخطر الاندثار؟ للإجابة عن هذا السؤال، قررت مجموعة من العلماء سبر أغوار المحيط. ولم يثبت بعد أي رابط بين هذه الظاهرة وخطر اندثار الجزر، غير انه يشتبه في أن إل نينيو الذي يؤدي أيضا إلى أمطار غزيرة يؤثر سلبا على الاصناف البحرية الفريدة من نوعها في هذا الأرخبيل الذي يقع على بعد آلاف الكيلومترات عن ساحل الإكوادور.

وشرح إدواردو إسبينوزا المسؤول عن الأبحاث البحرية في منتزه غالاباغوس الوطني (بي ان جي) أن "المناخ لم يتأثر بظاهرة الاحترار المناخي طوال مئات السنوات . وستسمح لنا الدرسات التي سنجريها بمعرفة إذا كان التغير المناخي يؤدي إلى اشتداد ظاهرة إل نينيو وتسارع وتيرتها".

ومن المفترض أن يطلق فريق من الباحثين مهمة علمية لا مثيل لها للتعمق في دراسة هذا الخلل المناخي والمساهمة في حماية الأرخبيل الذي استند إليه عالم الأحياء البريطاني تشارلز داروين في نظريته حول التطور. ولمدة سنتين، ستسبر ستة روبوتات أغوار المياه المحيطة بالأرخبيل بغية جمع معلومات عن التيار البحري في أعماق المياه المعروف ب تيار "كرومويل" الذي يسمح بتجدد مخزون المواد الغذائية التي تقتات منها الأنواع البحرية. ويتعاون في تنفيذ هذه المهام كل من مركز الجيش للمحيطات (إنوكار) ومركزي الابحاث الأميركيين "دبلويو إتش أو إل" و"سكريبس".

وقال ويلينغتون رنتيريا أحد المسؤولين في مركز "إنوكار" أن إل نينيو ترك آثارا في غالاباغوس. وقد أدى ارتفاع الحرارة خصوصا إلى اندثار جميع الشعاب المرجانية تقريبا". ومنذ فترة وجيزة، لفت كل من البرنامج الدولي لحالة المحيطات والاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة إلى ثلاثة عومل تعانيها المحيطات هي الاحترار العالمي وانخفاض الأوكسيجين وتحمض المياه. وتشكل جزر غالاباغوس المدرجة في قائمة تراث الإنسانية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بعد أستراليا أكبر محمية بحرية في العالم، وهي تمتد على 133 ألف كيلومتر مربع.

وبين العامين 1982 و1998، كان لظاهرة إل نينيو تداعيات وخيمة على الارخبيل، من قبيل تدمير الشعاب وتراجع عدد طيور البطريق قيد الانقراض، بالإضافة إلى طيور الغاقة وسحالي الإغوانة وسمك القاروص. وبعض الأنواع قد نفقت من الجوع بعد حرمانها من المواد الغذائية، إذ أن هذه الظاهرة المناخية تخفض إنتاجية المياه. وشرحت جوديث دينكينغر عالمة الأحياء في مركز علوم البحار التابع لجامعة سان فرانسيسكو في كيتو "لاحظنا ان سحالي الإغوانة تصبح أصغر وأهزل من جراء ظاهرة إل نينيو". بحسب فرانس برس.

وقد يتطلب الأمر ما بين 15 إلى 30 عاما لكي تستعيد الحيوانات توازنها بين معدلي الولادة والنفوق بعد هبوب ظاهرة إل نينيو التي تتراوح وتيرتها بين سنتين وثماني سنوات. ولا يستبعد العلماء احتمال ان تؤدي ظواهر مناخية أخرى إلى انقراض الأنواع، بحسب جوديث دينكينغر التي أكدت أن الحياة البحرية في الأرخبيل تتدهور بوتيرة أسرع من الحياة البرية.

الشعاب المرجانية تتكيّف

على صعيد متصل أظهرت دراسة مولتها الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي وأجراها علماء من الوكالة وشركاء أكاديميون دوليون أن الشعاب المرجانية قد تكون قادرة على التكيف مع ارتفاع معتدل في درجات حرارة المناخ، وتحسين فرص بقائها على قيد الحياة حتى نهاية هذا القرن، في حال حصول تخفيضات كبيرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وذكرت الوكالة أن النتائج تشير أيضًا إلى أن الشعاب المرجانية تكيّفت بالفعل مع جزء من ارتفاع درجات الحرارة الذي حصل حتى الآن.

وأفاد بيان صفحي نشرته الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن المشرفة الرئيسية على الدراسة شيريل لوغان، التي تعمل معيدة في قسم العلوم والسياسة البيئية في جامعة ولاية كاليفورنيا مونتيري قالت إن "الأعمال السابقة التي أجريت على تشكل النماذج أوحت بأن الشعاب المرجانية قد تختفي بحلول منتصف هذا القرن. أما دراستنا فقد أظهرت أنه إذا تمكنت الشعاب المرجانية من التكيّف مع ارتفاع درجات الحرارة التي حصلت على مدى 40 إلى 60 سنة الماضية، فقد تتمكن بعض الشعاب المرجانية من البقاء على قيد الحياة حتى نهاية هذا القرن". والجدير بالذكر أن علماء من هذه الجامعة ومن جامعة كولومبيا البريطانية في كندا شاركوا الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في إجراء هذه الدراسة.

هذا ويرى العلماء أن بإمكان المياه الدافئة أن تساهم في العملية المحتمل أن تكون قاتلة والمعروفة باسم "التبيض"، التي يقذف خلالها المرجان الذي يبني الشعاب المرجانية الطحالب التي تعيش داخل أنسجته. ويحصل تبييض المرجان عندما ترتفع درجة حرارة المحيطات بواقع درجة مئوية أو درجتين فقط (2-4 درجات فهرنهايت) فوق درجات الحرارة الاعتيادية خلال فصل الصيف. ونظرا لأن تلك الطحالب تزود المرجان بمعظم غذائه، فإن التبييض الممتد لفترات طويلة والأمراض المرتبطة به تقتل الشعاب المرجانية في أحيان كثيرة.

قالت الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إن الأنظمة البيئية للشعاب المرجانية الاستوائية هي من بين أكثر الأنظمة البيئية تنوعًا في العالم، وإنها توفر الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للعديد من الدول على شكل الأمن الغذائي، إذ أن الأسماك التي تعيش في الشعاب توفر الغذاء وفرص العمل في صيدها، فضلاً عن العائدات الاقتصادية الناتجة عن السياحة.

وتؤكد الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن الدراسة، التي نشرت على الانترنت في مجلة بيولوجيا التغيير العالمي تستكشف مجموعة من ردود الفعل الخاصة بالتكيف المحتمل للمرجان تجاه الإجهاد الحراري الذي حدده العلماء في السابق. وأضافت الوكالة أن البحث يشير إلى أن الشعاب المرجانية قد تكون أكثر قدرة على الصمود مما كان يعتقد في السابق نتيجة دراسات سابقة لم تأخذ بالاعتبار تأثيرات التكيف المحتملة.

وتوقعت الدراسة أن تتمكن الشعاب المرجانية، من خلال التكيف الوراثي، من تخفيض المعدل المتوقع حاليًا للتبيض الذي تسببه درجة الحرارة بنسبة تتراوح بين 20 و80 بالمئة من المستويات التي كانت متوقعة بحلول العام 2100، في حال حصلت تخفيضات كبيرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

قال مارك إيكين، مدير برنامج رصد الشعاب المرجانية في الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وهو البرنامج الذي يتولى قياس مستويات تبييض المرجان في جميع أنحاء العالم، إن "الأمل الذي يبعثه هذا العمل يمكن تحقيقه فقط إذا حصل انخفاض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن نشاطات الإنسان". وأضاف، "إن التكيف لن يبطئ اضمحلال الشعاب المرجانية في حال واصلنا زيادة معدل استخدامنا للوقود الأحفوري."

وخلص لوغان إلى القول "إنه لن يكون بمقدور جميع الأنواع التكيف بسرعة كافية أو بنفس النسبة، ولذا فإن المجموعات المرجانية سوف تبدو وتعمل بصورة مختلفة عن الآن." وذكرت الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بأن الأبحاث تركزت على ارتفاع درجة حرارة المحيطات، ولكن تمَّ توثيق العديد من التهديدات العامة الأخرى لأنواع المرجان التي تؤثر على بقائها على قيد الحياة على المدى الطويل، مثل الأمراض التي تصيب المرجان، وارتفاع حموضة المياه والترسبات.

وتشمل التهديدات الأخرى للشعاب المرجانية ارتفاع منسوب مياه البحر، والتلوث، والأضرار الناجمة عن العواصف، وممارسات صيد الأسماك المدمرة، والحصاد المباشر للمرجان لأجل تجارة الزينة. واستنادًا إلى تقرير "العام 2000 لوضع الشعاب المرجانية في العالم"، فإن شعاب مرجانية كثيرة قد انقرضت من حول العالم خلال العقود الأخيرة، مع خسارة نسبة 20 بالمئة من الشعاب المرجانية على الصعيد العالمي بسبب الارتفاع في درجات الحرارة خلال ظاهرتي "إل نينو" و"لا نينيا" عامي 1998-1999، وقد تم توثيق فقدان نسبة مقدارها 80 بالمئة من الغطاء المرجاني في منطقة البحر الكاريبي، حسب ما أكده بحث نشر عام 2003. ولاحقًا تمَّ التوثيق بأن نسبتي الانخفاض السالفتين صحيحتين في العديد من الدراسات الأخرى وبأنها اتجاهات مستمرة.

وتدعو المقالة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لاختبار معدل وحدود استجابات التكيف المختلفة لأنواع الشعاب المرجانية عبر خطوط العرض وأحواض المحيطات لتحديد ما إذا، كانت الشعاب المرجانية قادرة على الاستجابة إلى زيادة الإجهاد الحراري وإلى أي مدى. وبالإضافة إلى لوغان، فقد شارك في إعداد الدراسة أشخاص الآخرون هم جون دون من مختبر ديناميات السوائل الجيوفيزيائية في الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وايكين من فريق مراقبة الشعاب المرجانية في الوكالة، وسيمون دونر من قسم الجغرافيا في جامعة كولومبيا. وقد مول الدراسة برنامج المحافظة على الشعاب المرجانية في الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

وتلعب الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي دورًا هاما في الجهود الأميركية والبرامج الدولية الشاملة الرامية للتصدي لتغير المناخ. ويتم دعم موارد الوكالة من خلال شبكات رصد ومراقبة تغير المناخ العالمي، وعلماء مشهورين عالميًا ونماذج مناخية تستخدم أحدث الوسائل المتقدمة. وتتعاون الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي مع علماء، على الصعيد الوطني والدولي، لجمع وتبادل البيانات المهمة حول الجو والمحيطات لاستخدامها في نماذج حديثة لتحسين التوقعات حول الطقس والمناخ في جميع أنحاء العالم.

طيور البطريق

على صعيد متصل انطلقت بعثة أسترالية إلى أنتركتيكا لدراسة مخلفات طيور البطريق في ظل تأثير الاحترار المناخي على السلسلة الغذائية في منطقة القطب الجنوبي. وقال الباحثون التابعون للقسم الحكومي المعني بشؤون أنتركتيكا في أستراليا أن الهدف منها هو أولا التعمق في دراسة العادات الغذائية لطيور بطريق أديلي وثانيا تحديد آثار تحمض المحيطات على العوالق والبكتيريا وهي أصغر الكائنات المتواجدة في النظام البيئي للقطب الجنوبي.

وفي إطار هذه المهمة، ستشرف باربرا فينيكه المتخصصة في الطيور المائية على دراسة المواقع التي هجرتها طيور البطريق مع استخراج الأرواث القديمة لتحديد كيفية تغير النظام الغذائي لهذه الطيور على مر السنين وتداعيات هذه التغيرات على ادارة الاحياء البحرية في المحيط الجنوبي. وقالت العالمة "هذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها مهمة من هذا القبيل في المنطقة، ونأمل أن تساعدنا على معرفة إذا كان النظام الغذائي لطيور بطريق أديلي قد تغير في الماضي". بحسب رويترز.

ومن المزمع أيضا أن يقوم فريق متخصص في علم الأحياء الجرثومية بدراسة آثار التحمض المتزايد للمحيطات على الجراثيم تحت إشراف أندرو دايفيدسن. وشرح الباحث أن "الجراثيم تعد أساس الشبكة الغذائية البحرية، وهي تدعم الحياة البحرية في المحيط الجنوبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وهي بمثابة محرك للمضخة البيولوجية أي العملية التي تنقل خلالها الأحياء البحرية ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي إلى أعماق المحيطات". ولفت إلى أن نسبة ثاني أكسيد الكربون في مياه البحار قد تؤثر تأثيرا كبيرا على الشبكات الغذائية. وتمتلك استراليا ثلاث قواعد في منطقة أنتركتيكا هي ديفيس وكايسي وموسن، فضلا عن محطة فرعية رابعة في جزيرة ماكاري.

فشل دولي

من جانب اخر فشلت في استراليا المفاوضات الدولية الرامية الى انشاء محميات بحرية في القارة المتجمدة الجنوبية "انتاركتيكا" بعد اصطدامها بمعارضة كل من الصين وروسيا، كما افاد دبلوماسيون ومنظمات غير حكومية. والمؤتمر الذي تشارك فيه 24 دولة اضافة الى الاتحاد الاوروبي تحت اسم "اتفاقية المحافظة على الموارد البحرية الحية في أنتاركتيكا" انعقد في هولبارت في جزيرة تاسمانيا الاسترالية، لكنه مني بثالث فشل له منذ 2012.

وخلال المؤتمر طرحت الولايات المتحدة ومعها نيوزيلندا انشاء محمية بحرية شاسعة تبلغ مساحتها 1,25 مليون كلم مربع في بحر روس. اما فرنسا واستراليا والمانيا فدعت من جهتها الى انشاء سبع محميات على الواجهة الشرقية للقارة المتجمدة الجنوبية المطلة على المحيط الهندي بمساحة اجمالية تبلغ 1,6 مليون كلم مربع، وهو ما رفضته روسيا والصين في حين ان اي صدور اي قرار يتطلب اجماع الاعضاء. بحسب فرانس برس.

واعرب جوشوا ريتشرت نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة "بيو تشاريتابل تراست" الاميركية للدفاع عن البيئة والتي شارك ممثل عنها في المؤتمر عن اسفه لكون الاسرة الدولية اجتمعت في هوبارت لحماية مناطق اساسية في المحيط المتجمد الجنوبي، احد آخر الانظمة البيئية غير المنتهكة في الكوكب، ولكن روسيا اختارت العرقلة". واكد مصدر في احد الوفود المشاركة ان الصين لم تكن رافضة للطرح الاميركي لكنها بالمقابل اعترضت على الطرح الاسترالي الاوروبي. وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه ان "المحادثات فشلت. روسيا والصين ارادتا توضيحات، مزيدا من الوقت. الامر مؤسف للغاية". وتزخر المياه المحيطة بالقارة الجنوبية المتجمدة بتنوع بيئي لا يزال في قسم كبير منه محافظا على نقاوته بفضل بعده عن النشاط الانساني، الا ان هذه البيئة البحرية باتت مهددة بسبب تطور وسائل الصيد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/كانون الأول/2013 - 30/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م