نحن أذكياء وأغنياء.. ولكن!

زاهر الزبيدي

 

أظهرت الخريطة التفاعلية التي نشرها موقع TARGETMAP لمتوسط الذكاء في العالم أن العراقيين من الشعوب الذكية حين إحتل العراق المركز الأول عربياً والمركز 21 عالمياً على مقياس الذكاء IQ، وفي دراسة أخرى أشار لها تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية ان العراق تم تصنيفه بالمرتبة التاسعة من بين الدول الاكثر امتلاكاً للموارد الطبيعية في العالم كالنفط والغاز والفوسفات وغيرها.

ويعلم الجميع أن ما بين الغنى الذكاء علاقة مهمة إذا نجحت انطلقت البلاد صوب أفق غير محدد من التطور الإنمائي والفكري المتكامل، وإذا ما فشلت إنحدرت البلاد نحو هاوية سحيقة تضيع معها كل مقومات الغنى ولا تنفع معها أي مقاييس للذكاء.

ونحن في العراق وعلى الرغم أننا بحصولنا على المركز 21 بالذكاء لايعني بأننا وصلنا بجهد لتلك المرحلة فما فائدة المقاييس أمام عدم قدرة قيادتنا على تطويع الغنى المشبع به العراق لخدمة الشعب، فما من أهمية تذكر في أن يكون الشعب ذكياً من أن تكون هناك قيادة ذكية تحسن تدوير الخطط الإستثمارية ومبالغها الهائلة لتعكس لشعبها واقعاً غاية في الرقي فذكاء القائد أهم من ذكاء المقاد لأن الثروة والغنى ستكون بيده وعليه أن يحسن إستثمارها ويبدع في توزيعها وحفظها من أن تمتد لها يد الفساد بسوء.

ومن باب آخر على المقاد أن يصبح على درجة من الذكاء يكون قادراً معها على التمييز وقادراً على إختيار قيادته وتلك ليست بمعضلة ولا تحتاج الى ذكاء مفرط أو مراكز متقدمة فيه.. فبمجرد أن نحسن إختيار قياداتنا نكون قد ضمنا صنع مستقبلنا ومستقبل أجيالنا وبعكسه فلا قيمة تذكر لذكاءنا وسيبقى في جدول مقاييس الذكاء يفرحنا أننا قد ارتقيناه يوماً لفرط تذيلنا لجداول أصدرتها المنظمات العالمية في الفساد وفي قلة السعادة.

علينا اليوم أن نفصل بين ذكائنا وميولنا الطائفية والعرقية والفؤية الضيقة لينطلق بعيداً في عالم جديد من التجانس الفكري العقائدي والنظرة المعتدلة للأشياء والقوية في إستحضار قيمه في حسن الإختيار وصواب الإنتخاب، علينا أن نميز الألوان والأسماء بل ونسمي الكتل بمسمياتها الحقيقية ونرسم خارطة المستقبل القريب إذا ما وقفنا أمام صناديق الإقتراع.. وكي لا نخسر اربعة سنوات من عمرنا علينا أن نحسن التأشير على أوراق الإقتراع ـ

ولكي تصبح مدينتنا أجمل تستحق العيش علينا أن نحسن الإختيار، وحتى لو كنا في المراكز الأخيرة في الذكاء العالمي يجب أن تكون لدينا ذرة منه لنعزل الصور التي طالما أرهقتنا رؤيتها وهي تصدح بالمستقبل لنا بالمستقبل البهي وإذا به ركام في ركام.

نرى أننا في هذا الجدول أذكى من شعوب الإمارات و الأردن وقطر ومصر وبلدان أخرى من العالم إلا إننا لغاية يومنا هذا لم نسطع أن نضيف من ذكاءنا شيئاً لمستقبلنا ولو على أقل تقدير في العلاقة بيننا كشعب واحد تربطه عشرات المقومات المشتركة التي لا مجال لذكرها، لذا نرى أننا في حرب دائمة وصراع لاينفك ينهينا قبل أن ينتهي ولايبقي منا لا حرث ولا نسل.

ذكاءنا اليوم أمام إختبار مهم جداً ستنعكس تأثيراته على الأيام القادمة علينا أن نثبت أننا بحق أذكياء ويكون ذكاءنا السبيل لعنايتنا بمدينتنا بإتباعنا لأحسن الوسائل التي تحفظ بيئتنا من التلوث ونحسن إدامة حياتنا بتربيتنا أجيالنا، وسنكون أذكى أن اتبعنا سياسة الترشيد في كل شيء وأولها الكهرباء والماء والغذاء ووفرنا لأنفسنا فرصة بمستقبل مريح وأن نحسن إختيار قادتنا وذلك هو الذكاء الأكبر.. عسى الله أن يصلح به حالنا.. حفظ الله العراق.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/كانون الأول/2013 - 30/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م