فضائح الوثائق السرية لإنتاج ازمات دولية

 

شبكة النبأ: فضائح تسريب الوثائق السرية الخاصة بعمليات التجسس التي تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية وبعض حلفائها، ضد الكثير من الدول والشخصيات والمؤسسات المهمة هذا بالإضافة الى مراقبة مستخدمي الإنترنت في العالم، لاتزال محط اهتمام الكثير من الاوساط السياسية والشعبية والاعلامية في مختلف الدول وخصوصا الدول الحليفة التي شملتها عمليات التجسس، وبحسب بعض المراقبين فان التسريبات الاخيرة التي كشف عنها إدوارد سنودن الموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA" قد اسهمت بإحراج الادارة الامريكية التي تواجه الكثير من الانتقادات على المستوى الداخلي والخارجي، مؤكدين في الوقت ذاته على ان هذه المعلومات والوثائق المسربة يمكن ان تسهم ايضا بتهديد العلاقات الدولية والأمن العالمي.

خصوصا وانهذه الملفات المسربة قد تحتوي على معلومات شخصية وأسرار خاصة ذات طابع عسكري وأمني تخصبعض الدولة والشخصيات، وفي ما يخص اخر تلك التسريبات فقدتعهد الصحفي المسؤول عن نشر التقارير الخاصة ببرنامج التجسس العالمي لوكالة الأمن القومي الأمريكية بنشر المزيد من التقارير التي تستند إلى وثائق سربها الموظف السابق بالوكالة إدوارد سنودن.

وأبلغ الصحفي الأمريكي غلين غرينوالد أن هذه التقارير سيكون لها وقع الصاعقة وستتضمن نماذج لتجسس الولايات المتحدة على مواطنيها وغيرهم، وأضاف أن التقارير القادمة لن تقل أهمية عن التقرير الذي شارك في كتابته بصحيفة لوموند حول تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على مكالمات هاتفية في فرنسا، وكانت لوموند ذكرت نقلا عن وثائق سربها سنودن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية جمعت 3ر70 مليون تسجيل تليفوني في الفترة بين العاشر من كانون أول/ ديسمبر 2012 حتى الثامن من كانون ثان/ يناير 2013.

الى جانب ذلك كشفت وثائق جديدة، مسربة عن الأمريكي إدوارد سنودن، عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA) بإنشاء أبوابًا خلفية في عشرات الآلاف من شبكات الحاسوب حول العالم.وأشارت الوثائق، التي كشفت عن محتواها صحيفة NRC Handelsblad الهولندية، إلى أن الوكالة الاستخباراتية قامت باستخدام برمجيات خبيثة لإصابة 50 ألف شبكة حاسوب في مناطق متعددة من العالم وفتح أبواب خلفية بها لاختراقها في أي وقت.

وتعمل الأبواب الخلفية التي فتحتها وكالة الأمن القومي الأمريكية في شبكات الحاسوب كخلايا تجسس نائمة يتم التحكم بها عن بعد وتفعل بضغطة زر، حيث تستخدمها الوكالة في أي وقت لأغراض التجسس والحصول على المعلومات.واخترقت الوكالة الأمريكية عدداً من شبكات الحاسوب ذات الأهمية الاستراتيجة في بعض من دول العالم، ومنها دول عربية مثل مصر والسعودية وليبيا والعراق.

وتطلق وكالة الأمن القومي الأمريكية اسم برنامج (CNE) على تلك الأبواب، ويخدم البرنامج الاستخباراتي هذا الدول المنضمة إلى تحالف "العيون الخمسة" (Five Eye Partners).ويضم تحالف "العيون الخمسة" الاستخباراتي خمس دول هم أمريكا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا وكندا، وكان سنودن قد أكد في تصريحات سابقة على وجود دور كبير لهذا التحالف في فرض الرقابة على الإنترنت.

ويذكر أن الاستخبارات البريطانية استخدمت هذا البرنامج في الحصول على معلومات من شبكة حواسب شركة (بلجاكوم)، والتي تعد أحد الشركات المزودة لخدمة الاتصالات في بلجيكا، وتم تثبيت البرمجيات الخبيثة على الشبكة عبر استدراج موظفيها إلى صفحة ملغومة على شبكة (لينكد إن) الاجتماعية.

من جهة اخرى اعتبر مايكل موريل الذي كان يشغل منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه، ان التسريبات التي قام بها المستشار السابق في وكالة الامن القومي ادوارد سنودن هي الاخطر على الاطلاق في تاريخ الاستخبارات الاميركية.وقال موريل اعتقد انها عملية التسريب الاكثر خطورة. انها اخطر عملية تسريب لمعلومات سرية في تاريخ الاستخبارات الاميركية، وردا على سؤال عن رأيه بسنودن نفسه قال موريل ان هذا الشخص ليس بطلا، لقد خان وطنه.

وبالنسبة الى الرجل الثاني سابقا في الـ"سيآي ايه" فان اخطر ما سربه سنودن هو الميزانية المفصلة لجميع وكالات الاستخبارات الاميركية والمسماة الميزانية السوداء، معتبرا ان تسريب هذه الموازنة يتيح لمنافسي الولايات المتحدة تركيز جهودهم في ميدان مكافحة التجسس على المجالات التي ننجح فيها وعدم ايلاء الكثير من الاهتمام للمجالات التي لم نحقق فيها اي نجاح، واضاف ان ما قام به ادوارد سنودن هو وضع الاميركيين في خطر اكبر لان الارهابيين يتعلمون الكثير من هذه التسريبات وسيكونون اكثر يقظة اما نحن فلن تكون لدينا المعلومات الاستخبارية التي كنا لنحصل عليها لو لم تحصل هذه التسريبات.

زعماء الدول وغيرهم

في السياق ذاته نشرت صحيفة الغادريان البريطانية وثيقة مفادها ان الولايات المتحدة تنصتت على هواتف زعماء 35 دولة.وذكرت الصحيفة على موقعها على الإنترنت انه بحسب ما جاء في الوثيقة التي تحمل تاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2006، فإن مسؤولاً في هيئة حكومية أمريكية سلم قائمة بأرقام 35 زعيم دولة إلى وكالة الأمن القومي التي عمدت إلى التنصت على هواتفهم.

وكشفت الوثيقة السرية ان الوكالة تشجع كبار المسؤولين في الأجهزة الحكومية التي تعتبرها من زبائنها، مثل البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، على أن يتشاركوا معها دفاترهم الهاتفية حتى تتمكن من إضافة أرقام كبار السياسيين في الخارج على أنظمة المراقبة لديها.

وأضافت الوثيقة ان أحد المسؤولين، الذي لم يذكر اسمه، سلم الوكالة في إحدى المرات أكثر من 200 رقماً هاتفياً بينها أرقام زعماء 35 دولة، لم تتم تسمية أي منهم، وأوكلت الوكالة على الفور مهمة مراقبتهم، يشار إلى انه من المتوقع أن يتسبب الكشف عن هذه الوثيقة في زيادة التوتر الدبلوماسي بين أمريكا وحلفائها، بعدما اتهمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واشنطن بالتنصت على هاتفها الخلوي وهو أمر نفاه البيت الأبيض.

وطلبت الغارديان من البيت الأبيض التعليق على هذه الوثيقة لكن المسؤولين فيه رفضوا وطلبوا منها العودة إلى تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحافي روتيني الذي قال ان ما كشف عن وكالة الأمن القومي أحدث توتراً في العلاقات مع بعض الدول ونحن نتعامل مع الأمر عبر القنوات الدبلوماسية.

على صعيد متصل تجسست الوكالة الوطنية للأمن الاميركية على اكثر من 33 مليون اتصال هاتفي في النروج خلال شهر واحد، بحسب ما كشفت صحيفة داغبلاديت النروجية بناء على وثائق وفرها ادوارد سنودن. وبذلك تكون النروج سادس بلد شمله برنامج التجسس الذي وضعته الوكالة الاميركية المكلفة رصد الاتصالات، يكشف عن وجود هذه الممارسات فيه بعد المانيا وفرنسا واسبانيا والبرازيل والهند، بحسب الصحيفة.ويبدو ان الوكالة الاميركية لم تتجسس على مضمون المكالمات بل على بياناتها وهي هوية المتصلين ومكان المكالمة ومدتها.

وقال مدير حماية المعطيات بورن اريك تون هذا امر في منتهى الخطورة وبالتأكيد من غير المقبول ان تكون هناك برامج لمراقبة المواطنين النروجيين بهذا الاتساع.واضاف لقناة ان ار كي التلفزيونية اننا ازاء معطيات تكشف الكثير عنا.وردا على اسئلة الصحيفة قالت السلطات النروجية انها ليست على علم ببرنامج المراقبة هذا. كما اكد مزودان مهمان لخدمة الاتصالات تيلينورونيتكوم انهما لم يمنحا الوكالة الاميركية اذنا بالدخول الى معطياتهما. بحسب فرانس برس.

وقالت ماريت اندرسون المتحدثة باسم السفارة الاميركية باوسلو لا يمكننا التعليق على حالات بعينها في كل ما يتصل بانشطة المخابرات، واضافت سبق ان قلنا ان الولايات المتحدة تجمع معلومات استخبارية مثل كافة الامم الاخرى، وبحسب الصحيفة النروجية فان الامر يشمل نحو 33,2 مليون مكالمة بين 10 كانون الاول/ديسمبر 2012 و8 كانون الثاني/يناير 2013 لكن قد يكون برنامج المراقبة موجودا قبل هذه الفترة وبعدها، وعدد المكالمات المراقبة يمثل 10 بالمئة من المكالمات الهاتفية التي اجريت في النروج خلال شهر، بحسب وكالة المعطيات، وعلقت الصحيفة ان ذلك يجعل من النروج التي تعد خمسة ملايين ساكن، البلد الذي شهد اكبر كثافة في التجسس بالنظر الى عدد سكانه.

الاستخبارات البريطانية

من جانب اخر اوردت مجلة دير شبيغل معلومات سربها مستشار المعلوماتية الاميركي السابق ادوارد سنودن عن قيام اجهزة الاستخبارات الالكترونية البريطانية بالتجسس طوال سنوات على دبلوماسيين اجانب بالاستناد الى حجوزاتهم في الفنادق الكبرى، وبحسب المجلة الالمانية فإن جهاز الاستخبارات الالكترونية البريطانية قام على مدى اكثر من ثلاث سنوات بمراقبة الحجوزات في اكثر من 350 فندقا فخما حول العالم.

والهدف من هذا البرنامج ابلاغ جهاز الاستخبارات الالكترونية البريطاني بالمدينة والفندق حيث يعتزم الدبلوماسي الاجنبي النزول، وفق دير شبيغل التي اوضحت ان هذا الامر يسمح للاستخبارات البريطانية بالبدء بعمليات التجسس حتى قبل وصول الدبلوماسي.وقد يشمل التجسس مراقبة غرفة الفندق والشخص الذي ينزل فيها من خلال التنصت على هاتفه او مراقبة حركة الفاكس، كذلك الولوج الى المعلومات الموجودة على جهاز الكمبيوتر الخاص بالدبلوماسي المراقب عند اتصاله بشبكة الانترنت العائدة للفندق او حتى الاستماع الى المحادثات التي يجريها نزيل الفندق مع موظفي الاستقبال او في ردهة الانتظار.

واستخدم هذا البرنامج المسمى "رويال كونسيرج"، شعارا له حيوان بطريق بما يشبه البزات السوداء والبيضاء التي غالبا ما يرتديها الموظفون في هذه الفنادق الفخمة يضع تاجا ورداء بنفسجيا وعصا، واضافت دير شبيغل انها لا تملك معلومات بشأن عدد المرات التي استخدم فيها برنامج التجسس هذا، ناسبة هذه المعلومات الى مصدر لم تكشف هويته في جهاز الاستخبارات الالكترونية البريطاني، نظير وكالة الامن القومي الاميركية التي كان يعمل لحسابها ادوارد سنودن قبل فراره من الولايات المتحدة، وقد اكد المصدر ان جهاز الاستخبارات البريطاني "لا يؤكد ولا ينفي" هذه الادعاءات.

وتم تقديم جهاز الاستخبارات الالكترونية البريطاني الذي يتخذ من مدينة شلتنهام جنوب غرب انكلترا مقرا له، على انه من المشاركين الاساسيين في عمليات التنصت الواسعة النطاق على الاتصالات في العالم، خصوصا من جانب صحيفة الغارديان التي استندت الى معلومات سربها سنودن. وقام هذا الاخير في العام 2012 بتحميل عشرات الاف الوثائق السورية التابعة لوكالة الامن القومي الاميركية و50 الف وثيقة لجهاز الاستخبارات الالكترونية البريطاني.

وبحسب هذه العناصر، فإن وكالة الامن القومي الاميركية قامت بمد جهاز الاستخبارات الالكترونية البريطانية باموال وصلت قيمتها الى 100 مليون جنيه استرليني (161 مليون دولار) خلال السنوات الثلاث الاخيرةواعتبر رؤساء اجهزة الاستخبارات البريطانية الثلاثة - ام اي 5 (الاستخبارات الداخلية)، ام اي 6 (الاستخبارات الخارجية) والاستخبارات الالكترونية ان المعلومات التي سربها سنودن تصب في مصلحة تنظيم القاعدة، ونفوا قيامهم باي تجسس على نطاق واسع على السكان.وادت التسريبات الكبيرة الى توتير العلاقات بين لندن وحلفائها الرئيسيين.

الى جانب ذلك كشفت وثائق سرية سرّبها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن، أن بريطانيا أقامت محطة تنصت سرية داخل سفارتها في برلين للتجسس على السلطات الألمانية.وذكرت صحيفة "اندبندانت"، أن وثائق سنودن تُظهر أيضاً أن جهاز أمن التنصت البريطاني، المعروف باسم مركز الاتصالات الحكومية، قام بالتعاون مع أجهزة أمنية من الولايات المتحدة ودول أخرى بإدارة شبكة من محطات التجسس الإلكترونية من المباني الديبلوماسية في جميع أنحاء العالم، لاعتراض اتصالات الدول المضيفة.

وأضافت إن محطة اعتراض داخل السفارة الأميركية في برلين، والتي تبعد أقل من 150 متراً عن السفارة البريطانية، جرى إغلاقها، حين سارعت الولايات المتحدة إلى الحد من الأضرار الناجمة عن الكشف عن تنصتها على هاتف المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق التي اطلعت عليها تقترح بأن بريطانيا تدير محطة تنصت خاصة بها، على بعد مرمى حجر من البرلمان الألماني ومكاتب المستشارة مركل، وتستخدم تكنولوجيا متطورة نصبتها على سطح سفارتها في برلين.

وقالت إن عملية التنصت تستخدم معدات مخبأة داخل هياكل المباني الديبلوماسية، ويقوم بتشغيلها عدد قليل من الموظفين البريطانيين العاملين تحت غطاء دبلوماسي، والذين تُعتبر مهمتهم الحقيقية غير معروفة حتى من قبل زملائهم، وأضافت الصحيفة إن الصور الملتقطة من الجو للسفارة البريطانية في برلين، تبين وجود محطة تنصت محتملة وضعت داخل هيكل أبيض أسطواني الشكل، لا يمكن رؤيته بسهولة من الشوارع، وجرى تركيبه منذ بناء السفارة البريطانية في برلين وافتتاحها عام 2000 بعد توحيد شطري ألمانيا. بحسب يونايتد برس.

ولفتت إلى أن المحطة قادرة على اعتراض مكالمات الهواتف النقالة والاتصالات عبر شبكة الإنترنت والاتصالات الأخرى في العاصمة الألمانية، بما في ذلك المباني الحكومي المجاورة مثل البرلمان والمستشارية الألمانية، وفيما أشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في جهاز أمن التنصت البريطاني رفضوا التعليق على المحطة بحجة أنهم لا يناقشون المسائل الأمنية، نقلت عن عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني، يان ألبريخت، قوله إن مركز الاتصالات الحكومية يدير محطة تنصت أُقيمت في الجزء العلوي للسفارة البريطانية في برلين، وتستهدف بوضوح السياسيين والصحافيين، وأضاف ألبريخت إن الاتحاد الأوروبي طلب من الحكومة البريطانية تفسيراً لأنشطة مركز الاتصالات الحكومية في أوروبا، غير أنها أحجمت عن الرد حتى الآن، بحجة أنها لا تعلّق على الأنشطة ذات الصلة بأمنها القومي، وهذا لا يمثل روح التعاون الأوروبي لأننا لسنا أعداء".

سجن خبير سابق

من جانب اخر حكم قاض اميركي على خبير سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة بعد اعترافه بانه سرب معلومات سرية عن افشال خطة تفجير لوكالة الانباء الاميركية اسوشييتد برس.وكان دونالد ساكتليبن، خبير المتفجرات السابق في الاف بي اي الذي اعتقل في انديانا (شمال) في اطار قضية مواد اباحية مرتبطة باستغلال اطفال جنسيا، اقر بالقيام طوعا وعن سابق ادراك بكشف معلومة تتعلق بالأمن القومي الى صحافي في مؤسسة اعلامية وطنية ليس مسموحا له الاطلاع عليها.كما اعترف بالتهم الموجهة اليه في قضية استغلال الاطفال.

وحكم على ساكتليبن (55 عاما) بالسجن 140 شهرا (اكثر من 11 عاما) في القضيتين 97 شهرا في قضية استغلال الاطفال جنسيا ثم 43 شهرا في قضية الامن القومي، وواجهت ادارة الرئيس باراك اوباما انتقادات حادة من اعضاء الكونغرس والمجموعات المدافعة عن حقوق الصحافيين لإجرائها هذا التحقيق في تسريب المعلومات بعدما صادر المحققون تسجيلات لاتصالات هاتفية لصحافيين في وكالة الانباء الاميركية، لكن المدعين رأوا ان القضية تؤكد تصميم الحكومة على محاسبة الذين يسربون معلومات سرية.

وادين ساكتليبن بعدما عثر المحققون في حاسوبه الشخصي المحمول على 30 صورة وتسجيل فيديو جنسية تتضمن كلها اطفالا تحت سن الثانية عشرة، وقال المدعون ان ساكتليبن نشط في مجال الاباحة التي تتعلق بالاطفال واستخدم حساباته الالكترونية لتوزيع الملفات على 12 شخصا آخرين في العالم بين ايلول/سبتمبر 2011 وتوقيفه في ايار/مايو 2012.

اما بشأن المعلومات التي سربت الى اسوشييتد برس فتتعلق بخبر نشرته الوكالة ومفاده ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) احبطت مخططا لتنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب لتفجير طائرة تابعة لشركة طيران اميركية وصادرت القنبلة التي كانت ستستخدم في تنفيذه، وكان ساكتليبن سرب هذه المعلومات الى الوكالة قبل تسعة ايام تماما من توقيفه في كارميل في ولاية انديانا، وقالت المحكمة ان "دونالد جون ساكتليبن خان شعبه واضعف الاعضاء في مجتمعه.

وعمل ساكتليبن لمكتب التحقيقات الفدرالي من 1983 الى 2008 كخبير متفجرات، ثم كمتعاقد للأمن بعد تقاعده. وقال محامو الدفاع ان السلطات حصلت خلال التحقيق على تسجيلات لشهرين لصحافيين ومحررين في عدد من مكاتب الاسوشييتد برس، تشمل عشرين خطا هاتفيا.واثارت هذه القضية فضيحة في الولايات المتحدة بعدما أعلنت وكالة اسوشييتد برس ان السلطات وضعت يدها، بناء على طلب من النيابة العامة الفدرالية، على سجلات عشرين خطا هاتفيا في مكاتب الوكالة في كل من نيويورك وواشنطن.

ففي 2012 عمدت وزارة العدل، بدون اطلاع اسوشييتد برس، الى الحصول على بيانات المكالمات الهاتفية التي اجراها على مدى شهرين نحو مئة من صحافيي الوكالة. ولم توجه اتهامات الى اي صحافي في قضية ساكتليبن لتسريب المعلومات او قضية اخرى مماثلة تتعلق بتسريبات حول كوريا الشمالية.لكن منظمات حقوقية ووسائل اعلام انتقدت الوسائل التكتيكية التي اتبعها المحققون وحذرت ادارة اوباما من ان التشدد يمكن ان يكون له تأثير سيىء على الصحافة الاستقصائية.

وعلى الرغم من الانفتاح الذي وعد به الرئيس باراك اوباما عند توليه مهامه، قامت الادارة بملاحقة لا سابق لها لموظفي الحكومة الذين يسربون معلومات بموجب قانون مكافحة التجسس.وحكم على الجندي برادلي الذي غير اسمه الى تشلسي في ايار/مايو الماضي، بالسجن 35 عاما في اكبر قضية تسريب وثائق سرية في تاريخ الولايات المتحدة، سلمها الى موقع ويكيليكس. واتهم جون كيرياكو الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية بتسريب اسرار بعدما اجرى مقابلة مع محطة اي بي سي التلفزيونية وصف فيها جلسات استجواب المتهمين بالارهاب في عهد الرئيس السابق جورج بوش بما في ذلك تقنية الايهام بالغرق.بحسبفرانس برس.

وقد اعترف في 2012 بانه كشف اسم عميل سري للسي آي ايه وحكم عليه بالسجن سنتين ونصف السنة، ويأتي هذا الحكم بينما تواجه الولايات المتحدة اتهامات بالتجسس على حلفائها بعد تسريب مستشار سابق في الاستخبارات الاميركية معلومات في هذا الشأن.وادوارد سنودن الذي تتهمه الولايات المتحدة بالتجسس، يقف وراء تسريبات عدة حول عمليات تنصت وكالة الامن القومي الاميركية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 1/كانون الأول/2013 - 27/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م