سألتني الصغيرة عن معنى (الترشيح) الذي يتحدث عنه الموضوع العلمي في
كيفية التخلص من الآثار السلبية على البيئة بوسائل حديثة أو بدائية
حتى؟ فلم يكن معنى كلمة ترشيح واضحا لها برغم بساطته الظاهرة غير إنه
بعيد عن إدراكها الغض، وقلت لها، إن الترشيح هو وضع أجهزة خاصة في
المصانع وعلى المداخن التي تبعث الغازات السامة من المحارق وأفران
الطابوق ومن المعامل التي تحتاج الى درجة إحراق عالية، ومهمتها تقليل
نسبة إنبعاث الدخان الثقيل والغازات والتخفيف من شدتها بغية الحفاظ على
الصحة العامة لما لها من أثر سلبي في البيئة المحيطة خاصة إذا ما لوثت
المياه والبحيرات والبيوت والهواء الذي نستنشقه مايسبب أشكالا من
الأمراض.
شرحت لها ذلك المعنى ونبهتها الى نوع آخر من الترشيح لكنه لايرقى
الى مستوى الترشيح الذي نقوم به لحماية البيئة، والثاني المتعلق بقيام
مواطنين بترشيح أنفسهم في الإنتخابات النيابية أو البلدية لتمثيل نسبة
من مواطنيهم، وعادة مايكون المرشحون هؤلاء يقصدون الحصول على مكاسب
مادية ووجاهة لاتتوفر لهم في الظروف الإعتيادية خاصة حين يكون أغلب
هؤلاء يفتقدون المواهب ولاقدرة لهم على الإبداع في مجالات إختصاصانهم
التي يشتغلون عليها قبل الترشيح فيما لو توفرت لهم تلك الإختصاصات.بل
إن منهم من يفسد في الأرض ويتخبط في عمله ولايقدم شيئا يذكر لمواطنيه
الذين يندمون في الغالب ويعلنون ذلك في المحافل وقد يخرجون الى الشوارع
ليهتفوا بالندامة والحسرة.
العالم يتسع ويتمدد ولايعرف وجهة يمضي إليها ويتخبط في مسعى الحصول
على المكاسب بكل الوسائل سواء كانت بطريق المنافسة الإقتصادية، أو
السياسية، أو من خلال اللجوء الى الحرب والصراع لقهر الآخر والتمكن منه
وحكمه وسلب موارده ومايملك، العالم يتسرع في الحصول على المكاسب تلك،
وأغلب الدول تقيم المعامل والمصانع التي تبعث السموم والأغبرة والدخان
الثقيل وحتى المياه الملوثة ومخلفات سائلة قاتلة تختلط بالمياه
والنباتات وتسبب تلوثا في الهواء وتغطي الخضر والفواكه، وكلها تنعكس
سلبا على الإنسان الذي يحفر قبره بيده ويسحب معه المجموع البشري الى
الكارثة، ومن المؤكد إن السلوك الإنساني في الصناعة وإستخدام الموارد
الطبيعية يؤدي الى مايشبه الإنتحار الجماعي، والتغيرات المناخية
المخيفة واحدة من نتائج الإستخدام غير السليم للموارد وللصناعات، ومثله
إستخدام السيارات بكثرة وكذلك الطائرات، وماتسببه الحروب والإنفجارات
التي تلوث البيئة، فهي تقتل إنسانا ما في لحظتها ومن ثم تقتل الملايين
فيما بعد.
الجماعات المسلحة وخاصة التي تعمل على إرضاء الله وتخليص الأرض من
المرتدين والمنحرفين والمشركين وصانعي (سكر العرائس) وحاملي أكياس
الطماطم ومعها الخيار وووووتقتل الناس بطرق تثير الحزن وتبعث على
السخرية فرجالها لايكتفون بإرضاء ربهم من خلال القتل، بل يمارسون
أساليب التفجير بالسيارات المفخخة وإحراق البيوت والمعامل والمقاه
والمطاعم والمدراس والجامعات والمساجد والمستشفيات والشوارع والأسواق،
وتفجر الديناميت وكميات كبيرة من المقذوفات تدمر البيئة بعد قتلها
لآلاف المرتدين والكافرين !
ولعلنا ننتج شريطا إعلانيا يقول، أخي الإرهابي الكريم، يرجى الحفاظ
على البيئة، من خلال قتل الناس، لكن مع عدم السماح بإنبعاث الغازات
والأتربة والدخان جراء عمليات التفجير. لعلهم يضعون مرشحات تخفف من
نسبة الإنبعاثات المضرة، وكان الله يحب المحسنين. |