المخدرات... انتشار يقرع نواقيس الخطر

 

شبكة النبأ: تعتبر المخدرات أهم واخطر المشاكل التي تعاني منها الكثير من الدول، لما لها من إضرار صحية واقتصادية وأمنية خطيرة كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ظاهرة تعاطي المخدرات بدأت تنتشر في العديد من المجتمعات بسبب ضعف القوانين الخاصة بمكافحة هذه الجريمة يضاف إليها انتشار عصابات التهريب التي أصبحت تتمتع بقوة اقتصادية كبيرة مكنتها من توسيع عملها في العديد من دول العالم، وفي هذا الشأن فقد تصدرت البيرو في العام 2012 قائمة البلدان التي تضم أكبر مساحات مزروعة بنبتة الكوكا، متقدمة بالتالي على كولومبيا بالرغم من تراجع إنتاجها للمرة الأولى في خلال سبع سنوات، وفق ما كشفت الأمم المتحدة.

وقال فلافيو ميريا ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في البيرو "أحرز تقدم ملحوظ مع انخفاض الإنتاج بنسبة 3,4 % (للمرة الأولى) منذ سبع سنوات من الازدياد المطرد". وهو أضاف أن مساحة الأراضي المزروعة بنبتة الكوكا وهي المادة الأولية لصناعة الكوكايين قد تراجعت في البيرو من 62500 هكتار في العام 2011 إلى 60400 هكتار في العام 2012.

وحتى العام 2011، كانت كولومبيا تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث المساحات المزروعة بالكوكا والممتدة على 64 ألف هكتار.

لكن السلطات الكولومبية خفضت هذه المساحات لتصل في العام 2012 إلى 48 ألف هكتار، بحسب الأمم المتحدة. أما في البيرو، فالوضع الحالي "مختلف جدا عن ذاك الذي كان سائدا في نهاية التسعينيات عندما امتدت الأراضي المزروعة بالكوكا على 135 ألف هكتار"، على حد قول فلافيو ميريا.

وكشفت الامم المتحدة أن إجمالي إنتاج الكوكا في البيرو ارتفع العام الماضي إلى 128 ألف طن، من بينها 120 ألف طن مخصص للاتجار بالمخدرات. أما الكمية المتبقية، فهي خصصت للاستهلاك التقليدي لأوراق الكوكا في منطقة الأنديز. وتقوم الأمم المتحدة حاليا بالتحقيق في كمية الكوكايين المنتجة في البيرو. وبحسب تقديرات الوكالة الأميركية لمكافحة الاتجار بالمخدرات، تنتج البيرو 230 طنا من الكوكايين كل سنة. بحسب فرانس برس.

من جانب اخر اكتشفت شرطة مكافحة المخدرات في بوليفيا قرية صغيرة في جبال الانديس تضم 35 منزلا يبدو ان كل سكانها ينشطون في الاتجار بالمخدرات على ما ذكر مسؤول في الشرطة. وقال الميجور ميركو بوستوس المسؤول عن مكافحة المخدرات في مقاطعة اورورو عند الحدود مع تشيلي على بعد 500 كيلومتر جنوب غرب العاصمة لاباز، ان سكان بلدة ايروني في هذه المنطقة يملكون في منازلهم معدات تستخدم في اعداد الكوكايين.

واوضح المسؤول "لقد رصدنا حوالى 35 منزلا وفي كل واحد من هذه المنازل عثرنا على عناصر مختلفة مثل اوعية ملوثة بمواد محظورة" الا ان كل سكان البلدة كانوا قد اختفوا بعدما ابلغوا على ما يبدو بقرب قدوم الشرطة. واضاف "عثرنا ايضا على كمية لا تحصى من العلب لتوضيب المخدرات فضلا عن قوالب لتحضير رزمات المخدرات. وقد عثرنا ايضا على اربع او خمس رزمات محضرة". وتعتبر بوليفيا ثالث منتج للكوكايين في العالم وراء البيرو كولومبيا.

الأفيون في أفغانستان

في السياق ذاته بلغت المساحات المزروعة بالافيون مستوى قياسيا في 2013 في افغانستان يمكن ان تبرره رغبة المنتجين في النأي بانفسهم من احتمال تقويض استقرار البلاد لدى انسحاب حلف شمال الاطلسي اواخر 2014، كما ذكر تقرير للامم المتحدة. فقد انتقل حجم المساحات المزروعة بالافيون من 154 الف هكتار في 2012 الى 209 الاف هكتار في 2013 (+36%)، فتخطى بذلك الرقم القياسي السابق في 2007، كما ذكر مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في تقريره السنوي حول هذا الموضوع.

وتتمثل النتيجة المباشرة في ان انتاج الافيون الذي يستخرج منه الهيرويين، بلغ 5500 طن في 2013 (+49% بالمقارنة مع 2012)، كما اوضح التقرير الذي اشتركت في كتابته اجهزة الامم المتحدة والادارة الافغانية. واشار التقرير من جهة اخرى الى ان انتاج الافيون كان يمكن ان يكون "اكبر" لولا "الظروف المناخية غير المؤاتية في المناطق الجنوبية والغربية" التي تعتبر الاهراء الحقيقي للافيون في افغانستان. بحسب فرانس برس.

ويقول مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ان المزارعين زادوا انتاج الافيون "للحفاظ على ارصدتهم لمواجهة مستقبل متعثر يمكن ان ينجم عن انسحاب القوات الدولية العام المقبل". وقال مدير الوكالة الاممية يوري فيدوتوف في بيان ان زيادة المساحات المزروعة والانتاج "يشكل تهديدا للصحة العامة والاستقرار والتطور في افغانستان".

الى جانب ذلك قال رئيس جهاز الاستخبارات في أفغانستان إن الجهاز أقال 65 ضابطا بعد ان تبين ادمانهم لمخدر الهيروين. وقال رحمة الله نبيل القائم باعمال رئيس إدارة الأمن الوطني للبرلمان "أقلنا 65 موظفا تبين أنهم مدمنون للهيروين وستتواصل جهودنا. وقال نبيل إن أمر هؤلاء الموظفين اكتشف في ضوء مشروع يهدف الى التخلص من متعاطي المخدرات من العاملين في إدارة الأمن الوطني. وبدأ البرنامج في كابول لكنه سيمتد قريبا الى موظفي الإدارة في جميع اقاليم البلاد الأربعة والثلاثين.

نفق و10 ملايين يورو

من جهة اخرى اعلنت السلطات الاميركية والمكسيكية انها اكتشفت نفقا جديدا "متطورا" تحت حدودها المشتركة يهدف الى تهريب المخدرات بين البلدين. والنفق المجهز بنظام كهربائي وقنوات تهوية وسكك اغلق بعد اكتشافه قرب الحدود بين سان دييغو وتيخوانا. واوقف ثلاثة اشخاص فيما ضبطت السلطات اكثر من ثمانية اطنان من الماريجوانا وحوالى 150 كيلوغراما من الكوكايين. وقالت الوكالة الاميركية للهجرة والجمارك انها المرة الاولى التي تضبط فيها كمية من الكوكايين في انفاق كهذه.

وفي تيخوانا، اوضحت السلطات المكسيكية ان الوصول الى النفق من الجانب المكسيكي كان يتم عبر درج معدني ينزل الى عمق 20 مترا. وقالت القوى الامنية الاميركية من جهتها ان النفق يمتد على اكثر من 500 متر فيما ارتفاعه 1,20 متر وعرضه 90 سنتمترا ويبدو ان معماريين ومهندسين صمموه نظرا الى طابعه المتطور.

وعثر على ثمانية انفاق مماثلة منذ العام 2006 على ما اوضحت خلال مؤتمر صحافي في سان دييغو. من الجانب المكسيكي كان مخرج النفق واقعا في مبنى بني على بعد 80 مترا من الحدود على ما اوضح مصدر في الشرطة طلب عدم الكشف عن هويته. وقالت المدعية العامة في منطقة جنوب كاليفورنيا لورا دافي ان نفقين ضخمين اخرين مماثلين للنفق المكتشف الان اكتشفا في العام 2011. وحذرت متوجهة الى كارتيلات المخدرات "اذا حفرتهم هذه الانفاق سنعثر عليها وسنهدمها بعد ذلك". بحسب فرانس برس.

وفي حال ادانتهم يواجه الموقوفون في هذه القضية احتمال الحكم عليهم بالسجن بين عشر سنوات والسجن مدى الحياة على ما اوضحت دافي. ويكشف بانتظام عن انفاق كهذه عند الحدود الاميركية-المكسيكية. وتفيد السلطات انها تستخدم لتهريب المخدرات والمهاجرين. وقد اودت اعمال العنف المرتبطة بالمخدرات بحياة 70 الف شخص في المكسيك منذ العام 2006 عندما نشر الجيش لمحاربة كارتلات المخدرات.

على صعيد متصل أعلنت الشرطة الإسبانية ضبط 10 ملايين يورو نقدا و452 كيلوغراما من الكوكايين في خلال عملية تعد من أكبر عمليات الضبط المنفذة في إسبانيا أوقف في إطارها خمسة أشخاص. وجاء في بيان صادر عن الشرطة انه "تم توقيف خمسة تجار مخدرات"، اثنان في فالنسيا وثلاثة في العاصمة مدريد. وعثر على المبلغ النقدي في منزل في فالنسيا، "وهو كان موزعا في علب منشورة في المنزل تحتوي على أوراق نقدية من 10 و 20 و50 و100 و200 و500 يورو".

وخلال هذه العملية التي نفذت بعد تحقيق دام ثلاثة أشهر، قطع عناصر الشرطة الطريق السريع "إيه 3" الذي يصل مدريد بفالنسيا ليوقفوا شاحنة عثر فيها على 66 كيلوغراما إضافيا من الكوكايين. ويعد هذا المبلغ النقدي ثاني أكبر مبلغ ضبط في إسبانيا بعد عملية نفذتها الشرطة في تموز/يوليو 2011 ضبطت في إطارها 25 مليون يورو.

دعوات واستطلاعات

في السياق ذاته حثت مجموعة من الشخصيات المكسيكية البارزة من بينهم وزراء سابقون ورجال اعمال وفنانون وعالم فائز بجائزة نوبل الحكومة على انهاء تجريم الماريونا في مسعى للحد من العنف والفساد المرتبط بعصابات تجارة المخدرات. وقتل حوالي 80 ألف شخص في اعمال عنف بين عصابات تجارة المخدرات وفي اشتباكات مع قوات الامن منذ 2007 مما اثار دعوات الي تغيير في السياسة في المكسيك وفي بلدان اخرى ضمن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على تجارة المخدرات.

وجمع اعلان نشر في صحف يحث على انهاء تجريم الماريوانا بعضا من ابرز الشخصيات التي تطالب بتغيير في المكسيك ومن بينهم شخصيات مؤثرة في الحياة العامة. ومن بين الموقعين على الاعلان وزراء سابقون من الحزب الثوري التأسيسي الحاكم وفنانون مشاهير وقطب الاعلام ريكاردو ساليناس بليجو احد اغني الاثرياء في المكسيك وعالم الكيمياء ماريو مولينا الفائز بجائزة نوبل.

وجادل الاعلان بان تجريم المخدرات يجعلها مربحة بشكل اكبر للعصابات. واشار إلى ان عددا من الولايات الامريكية حررت القوانين الخاصة بالماريوانا وان الكونجرس في اوروجواي يتخذ خطوات نحو تقنين زراعة وبيع هذا المخدر. وقال الاعلان "لقد دفعت المكسيك ثمنا باهظا لتطبيق السياسة العقابية للتحريم." وفي 2009 أجازت المكسيك حيازة ما يصل إلى خمسة جرامات من الماريوانا و500 ملليجرام من الكوكايين وكميات صغيرة من الهيروين ومواد الامفيتامين المخدرة. بحسب رويتر.

لكن بالرغم من هذه الخطوة خاطر الرئيس السابق فيليبي كالديرون بسمعته لتخليص المكسيك من عصابات المخدرات الوحشية. وارسل القوات المسلحة لقتالها لكن العنف زاد وقتل حوالي 70 ألف شخص في جرائم مرتبطة بتجارة المخدرات اثناء فترة رئاسته. وتعهد خلفه انريك بينا نيتو الذي تولى الرئاسة في ديسمبر كانون الأول بكبح اعمال القتل. لكن في حين انخفض عدد القتلى فان زهاء 1000 شخص يلقون حتفهم شهريا في اشتباكات بالاسلحة النارية واعدامات في ثاني اكبر اقتصاد في امريكا اللاتينية.

الى جانب ذلك اعرب حوالى ستة اميركيين من اصل عشرة دعمهم لتشريع استهلاك القنب، حسب ما جاء في استطلاع للرأي هو الثاني خلال عدة اشهر الذي تعرب فيه اغلبية من الاميركيين عن دعمها لهذا التطور. وجاء في هذا الاستطلاع الذي اجراه معهد غالوب ان 58% من الاميركيين قالوا نعم لتشريع استهلاك القنب-- مقابل 50% قبل عامين وبالكاد 12% في العام 1969حسب ما اعلن المعهد. وبالمقابل، اعرب حوالى 39% عن معارضتهم وامتنع 3% عن اعطاء اي رأي.

وتجيز 21 ولاية ميركية استعمال القنب لاغراض طبية ورفعت 16 ولاية العقوبة عن الحصول على كميات صغيرة منه. ولكن كولورادو وولاية واشنطن ذهبتا ابعد من ذلك حيث شرعتا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 استهلاك القنب من اجل الترفيه كما ان كولورادو تسمح بزراعته بشكل محدود في المنازل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/تشرين الثاني/2013 - 23/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م