شبكة النبأ: اصبحت الجامعات العالمية
مضمار منافسة دولية متصاعدة باعتبارها ميزان التطور العالمي، حيث بات
التعليم العالي ميدان تطور المجتمعات من خلال تحقيق المواءمة بين
التمنية البشرية والتمنية الاجتماعية والتنمية الإنسانية، لذا يسعى
طلاب العلم حول العالم الى ايجاد جامعات رصينة توفر لهم متطلباتهم
العالمية كافة، وهذا الامر ساهم بتطوير الجامعات علميا، لذا تسعى اغلب
الجامعات الى تقديم وتوفير البيئة العلمية الرصينة، حيث باتت حوالى 20
جامعة بريطانية تقدم صفوفا بالمجان على بوابة إلكترونية مشتركة، حاذية
بالتالي حذو الجامعات الأميركية التي تسعى من خلال هذه المبادرة إلى
توفير التعليم لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، فيما شهدت الجامعات
الأمريكية زيادة قياسية في عدد الطلاب الأجانب، بينما تسعى جامعة
كولومبيا لتغيير شروط منحة زمالة مخصصة للبيض فقط، لكن على الرغم من ان
الجامعات الأمريكية تحتل مكانة مرموقة فوفقًا لترتيب ويبوماتركس
والتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم وخاصة جامعة هارفارد الأميركية الا
انه قد لا يكون بعض النخبة من طلاب جامعة هارفارد، أذكياء كما يشاع
عنهم فقد كشفت تحقيقات مؤخرا بأن عملية غش من ابرز المعوقات تطوير
التعليم السليم وباتت اكثر شيوعا في هذه الجامعة وقد فصل حوالى 60
طالبا بصورة مؤقتة من جامعة هارفرد لمشاركتهم في عملية غش واسعة، وعليه
فان العلم نور يضيء طريق الأمم نحو التقدم والرقي، وهو حقيقة تعمل بها
اغلب بلدان العالم، فالدول المتقدمة كله لم تصل إلى ما وصلت إليه، إلا
عن طريق الاهتمام بالتعليم، وتوفير الإمكانيات اللازمة له كافة.
الجامعات الأمريكية
فقد اظهرت بيانات نشرت إن اكثر من 800 الف طالب أجنبي درسوا في
كليات وجامعات أمريكية العام الماضي بزيادة قياسية ترجع إلى حد كبير
إلى تدفق الدارسين الشباب من الصين، وقالت نتائج التقرير السنوي لمعهد
التعليم الدولي ووزارة الخارجية الأمريكية إن الرقم يزيد 7 بالمئة عن
العام الدراسي 2011، وقال مسؤولون إن الزيادة سببها إلى حد كبير الطلاب
الوافدين من الصين التي ترسل بالفعل غالبية الطلاب الوافدين إلى
الولايات المتحدة، ونما ايضا عدد الطلاب القادمين من المملكة العربية
السعودية.
وقال التقرير "تباطأ كل من العدد الاجمالي للمسجلين وعدد المسجلين
الجدد بعد الركود الاقتصادي عامي 2007 و2008 لكن كلاهما ارتد إلى
معدلات النمو المرتفعة السابقة"، وأشار التقرير إلى تأثير الركود
الأمريكي الأخير الذي استمر رسميا من عام 2007 إلى 2009 لكن اثره مازال
قائما، وقال مسؤولون إن الطلاب الاجانب قد يضيفون نحو 24 مليار دولار
إلى الاقتصاد الامريكي من خلال رسوم المحاضرات أو الأبحاث على المدى
الطويل او اتصالات الاعمال أو غيرها من الأنشطة التعليمية. بحسب
رويترز.
وقالوا إن الطلاب الاجانب يشكلون اجمالا اكثر قليلا من 4 بالمئة من
الطلاب في الكليات والجامعات الأمريكية وعددهم 21 مليون طالب، واظهرت
البيانات إن العدد الاجمالي للطلاب الصينيين المسجلين في العام الدارسي
2012-2013 زاد بنسبة 21 بالمئة إلى حوالي 235 ألفا. وشمل هذا العدد
قفزة نسبتها 26 بالمئة في عدد الطلاب الجامعيين.
وقال التقرير "يمثل الطلاب الوافدون من بلدان المنشأ الرئيسية
الثلاث وهي الصين والهند وكوريا الجنوبية حاليا 49 بالمئة من العدد
الإجمالي للطلاب الأجانب في الولايات المتحدة مع تزايد العدد من الصين
وتراجعه من الهند وكوريا الجنوبية"، وشهدت اعداد الطلاب الوافدين من
بلدان اخرى طلبا للدارسة في الولايات المتحدة زيادة ايضا، فقال التقرير
إن عدد الطلاب القادمين من السعودية ارتفع بنسبة 30 بالمئة إلى 45 الفا
بفضل برنامج المنح الدارسية الذي تموله المملكة، وانخفض عدد الطلاب
الوافدين من بلدان أخرى للدراسة في المدارس الأمريكية ومنها كوريا
الجنوبية وتايوان واليابان وتركيا، وإجمالا درس أكثر من 283 ألف طالب
أمريكي في الخارج العام الماضي وهو أيضا مستوى قياسي مرتفع.
صفوف إلكترونية بالمجان
في سياق متصل تقدم البوابة "فيوتشرليرن.كوم" 20 صفا، من بينها صف من
جامعة "كينغز كوليدج لندن" عن أسباب الحرب وآخر عن التغير المناخي من
جامعة إكستر، فضلا عن صفين عن السرطان من جامعتي باث وغلاسغو، وتشارك
حاليا 23 جامعة في هذه المبادرة، بالإضافة إلى المجلس الثقافي
البريطاني والمتحف البريطاني والمكتبة البريطانية.
أما جامعات أكسفورد وكامبريدج و"إمبيريال كوليدج" التي تعد من أعرق
الجامعات في بريطانيا، فهي لم تنضم إلى هذه المبادرة، وأمل سايمن نلسن
المدير العام للبوابة الإلكترونية أن تلتحق هذه الجامعات بالبرنامج،
وهو قال لوكالة فرانس برس "أنا جد متفائل، فعندما سترى هذه الجامعات
ومؤسسات تعليمية أخرى نوعية الأعمال التي طورناها في وقت قصير جدا، فهي
ستتشجع على الالتحاق بركبنا"، وتتراوح مدة هذه الصفوف بين 4 و 10
أسابيع، مع حصص يومية قد تمتد ما بين 3 و 6 ساعات، ومن المفترض أن يبدأ
الصف الاول في الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر، وهو يتمحور على أسرار
العلامات ويمتد على 10 أسابيع، مع حصة يومية من ثلاث ساعات، وقد انضم
إلى هذا البرنامج منذ إطلاقه 20 ألف شخص من 158 بلدا مختلفا، وهذه
المبادرة جد شهيرة في الولايات المتحدة وهي تعرف ب "ماسيف أوبن أونلاين
كورس" (إم أو أو سي) أي مجموعة الصفوف الإلكترونية المقدمة بالمجان.
الطب مجانا في كوبا
على صعيد ذو صلة وعلى شاطئ كوبا الاستوائي، يرتفع صرح علمي رائد هو
المدرسة اللاتينية الاميركية للطب، التي يقصدها 13 الف طالب من 124
بلدا في العالم لدراسة اختصاصات الطب مجانا.
تقول الشابة ميرادي غوميز البالغة من العمر 18 عاما، وهي من هندوراس،
"كانت دراسة الطب بالنسبة لي حلم حياتي، لكن كان ذلك مستحيلا على ابنة
اسرة فقيرة مثلي"، وتضيف الشابة "هنا تمكنت من تحقيق حلمي، واصبح لدي
أمل في أن اساعد بلدي..هذه الجامعة نعمة لنا"، وتقع الجامعة في "سانتا
في" على بعد 25 كيلومترا غرب العاصمة هافانا، وهي تمتد على مساحة 120
هكتارا تحيط بها اشجار النخيل، وتضم 28 مبنى باللونين الازرق والابيض،
واكثر من 130 قاعة للتدريس والمختبرات والمقاصف، اضافة الى مستشفى صغير،
وهذه الجامعة "ايلام" هي واحدة من ثلاث جامعات شيدها الزعيم الكوبي
فيديل كاسترو لتدريس الطب والرياضة والسينما، ولكنها الوحيدة التي يمكن
متابعة دروسها مجانا.
ويعكس هذا النوع من المؤسسات الفكر الذي يحمله زعيم الثورة الكوبية
كاسترو، الذي كان يعتبر ان الصحة حق اساسي للشعب، وبحسب منظمة الصحة
العالمية فان كوبا تعد من افضل الدول من حيث عدد الاطباء، اذ يوجد طبيب
واحد لكل 148 مواطنا.
ويقول التشادي احمد بوكوفي البالغ من العمر 22 عاما "الحمد لله
والشكر لكوبا"، ممتنا لهذا البلد على الفرصة التي اتاحها له لدراسة
الطب مجانا، ومن موزمبيق، اتى الشاب دوغلاس ماشيري البالغ من العمر
عشرين عاما، متتبعا خطى والده الذي درس الطب في كوبا ايضا وعاد الى
بلده ليعالج الفقراء..وهو لذلك لم يجن في حياته الكثير من المال، ومن
اصل 13282 طالبا مسجلين في الجامعة، يقيم 1349 فقط منهم في جوارها في
مدينة سانتا في، ويتابع الطلاب سنواتهم الست الاولى الدراسية في هذا
الحرم الجامعي قبل ان يتوزعوا على 15 مؤسسة صحية في مختلف مناطق البلاد.
واللغة الرسمية للتدريس هي الاسبانية.
وتدرس الجامعة كل الاختصاصات الطبية، ويقصد الطلاب عموما الاختصاصات
التي تعاني ضعفا في بلادهم، ويقول فيكتور دياز المسؤول عن العلاقات
الخارجية في الكلية "ان احد انجازاتنا الكبيرة هو اننا ندرس عائلة
كبيرة من الطلاب تتنوع مشاربهم الثقافية والعرقية والدينية والسياسية"،
ويأتي الطلاب الى هذه الجامعة من 124 بلدا من القارات الخمس في العالم،
بما في ذلك بعض الطلاب من اميركا الشمالية، لكن النسبة الاكبر تأتي من
الدول الفقيرة، وتقول هيدي سوكا نائبة رئيس الكلية "تمكنا خلال 14 عاما
من تخريج 17272 طبيبا من 70 بلدا، مع التركيز على الهدف الاساس، وهو ان
يعود هؤلاء الاطباء الى بلادهم ليعملوا بين الفئات الاجتماعية الاكثر
حرمانا".
وترفض ادارة الجامعة الانتقادات الموجهة لها بارتباطها الفكري مع
النظام الشيوعي الحاكم في الجزيرة، وتقول سوكا "لا سياسة في الكلية"،
وتضيف "هنا ندرس الطلاب ليتخرجوا اطباء انسانيين ومتضامنين مع
مجتمعاتهم، وليس كما يجري في دول اخرى حيث يعتبر الطب سلعة"، لكن
الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها كوبا تلقي بظلالها على هذه
الجامعة، وتقول سوكا "ان المصاعب الاقتصادية لم تعد سرا خافيا على احد،
وعلينا ان نبحث عن مصادر جديدة للتمويل"، وقد بدأت الجامعة فعلا
باستقبال طلاب بموجب منح دراسية على نفقة بلدانهم، ومن هؤلاء الطلاب،
انغريد توباندا (28 عاما) وفرناندو كروز (31 عاما) من الاكوادور، وقد
قصدا الجامعة للتخصص العالي بعدما عملا مع البعثة الكوبية في هايتي ومن
ثم في الاكوادور للعناية بالمعوقين، ويقول انغريد "بعد سنوات طويلة من
البعد عن العائلة، صحيح اننا فقدنا شيئا، لكن تعويضنا عن ذلك سيكون
بقدرتنا على توظيف معارفنا في خدمة شعبنا".
جامعة كولومبيا
الى ذلك انضمت جامعة كولومبيا الامريكية إلى المساعي الرامية لرفع
قيود تقصر التقدم للحصول على منحة دراسية قائمة منذ عشرات السنين على
الطلبة من البيض فقط، وتشترط منحة زمالة ليديا سي. روبرتس التي تأسست
عام 1920 أن يكون الطالب الحاصل على المنحة من ولاية أيوا وألا يدرس
بعض التخصصات من بينها القانون وأن يقضى عامين في أيوا بعد التخرج، كما
تقضى الشروط أن يكون من "الجنس القوقازي".
وقدم بنك جيه بي مورجان تشيس الذي يدير المنحة طعنا في هذا الشرط
أمام محكمة في نيويورك، وقدمت الجامعة عريضة الاسبوع الماضي للمحكمة
العليا في الولاية تؤيد فيها مساعي البنك لتغيير الشرط الذي يقصر
المنحة على البيض. ولابد من موافقة المحكمة على تغيير الشروط. بحسب
رويترز.
وقال متحدث باسم الجامعة "من البديهي أن جامعة معروفة بتنوع طلابها
تشعر بان شروط هذه المنح تمثل اساءة لها"، وأضاف ان الجامعة توقفت منذ
فترة طويلة عن استخدام هذه المنحة وأنها لا تلتزم بأي اشتراطات تنتهك
قوانين مكافحة التمييز العنصري.
نصف طلاب جامعة هارفارد غشاشون
فقد أظهر استطلاع حديث أن 52% من الذين تم قبولهم فيها، أقروا
بأنهم غشوا في مرحلة سابقة من حياتهم، وذكرت صحيفة طلاب الجامعة "هارفارد
كريمسون"، أن الاستطلاع أظهر أن 10% من بين 1300 طالب، أقروا بأنهم
غشوا في أحد الامتحانات، فيما أقر 42% بالغش في واجب منزلي.
كما وجد الاستطلاع، أن الرياضيين أكثر ميلاً بمرتين للغش من نظرائهم
غير الرياضيين، حيث أقر 26% من الرياضيين بأنهم غشوا في امتحان أو واجب
منزلي قبل دخولهم الجامعة، مقابل 16% لغير الرياضيين. بحسب يونايتد برس.
إلا أن استطلاعاً أجري على خريجي الجامعة في العام 2013 ، أفاد بأن
7% فقط منهم أقروا بأنهم غشوا في امتحان، مقابل إقرار 7% منهم بأنهم
غشوا في امتحان أو واجب منزلي قبل تخرجهم، فيما أقر 32% منهم بأنهم
غشوا في أحد واجبات الجامعة، يذكر أن جامعة هارفارد، عانت من سلسلة
فضائح، بينها اتهام أكثر من 100 طالب عام 2012 بالغش في اختبار حول فصل
تمهيدي عن الكونغرس.
وقد فصل نحو 60 طالبا بصورة مؤقتة من جامعة "هارفرد" الأميركية إثر
مشاركتهم في عملية غش في الامتحانات واسعة النطاق تم الكشف عنها في آب/أغسطس
الماضي، في حين علق الحكم الصادر في حق 30 طالبا آخر غشوا أيضا في
الامتحانات، بحسب ما أعلنت إدارة "هارفرد"، وبصورة إجمالية، اتهم 125
طالبا بالمشاركة في عملية الغش، من خلال تناقل أجوبة أحد الامتحانات
النهائية أو نقلها. بحسب فرانس برس.
وكشف مايكل سميث عميد كلية الفنون والعلوم التابعة للجامعة
الاميركية المرموقة في رسالة إلكترونية أنه "تم فصل نصف الطلاب تقريبا
بصورة مؤقتة، في حين علق الحكم الصادر في حق البعض الآخر ولم يتخذ أي
إجراء تأديبي في حق آخرين"، واعتبر عميد الكلية أن الجامعة لم تشهد في
تاريخها مثيلا لعملية الغش الواسعة هذه، يذكر في هذا السياق أن جامعة
"هارفرد" التي تقع بالقرب من مدينة بوسطن (ولاية ماساتشوستس شمال شرق
الولايات المتحدة) من أغلى الجامعات في العالم، وقد تصل أقساطها إلى 63
ألف دولار في السنة.
الى ذلك اطلعت ادارة جامعة هارفرد الاميركية العريقة على البريد
الالكتروني ل16 عميدا في كلياتها من دون علمهم للكشف عن الشخص الذي سرب
معلومات الى الصحف بشأن عملية غش واسعة في الامتحانات كشف عنها في
آب/اغسطس الماضي على ما ذكرت صحيفتا "نيويورك تايمز" وبوسطن غلوب".
وقد استبعد نحو 70 طالبا موقتا مطلع شباط/فبراير فيما يخضع ثلاثون
اخرون لفترة اختبار. وقد تلطخت سمعة جامعة هارفرد بعدما كشفت وسائل
اعلام اميركية هذه الفضيحة.
وفي الاجمال اتهم 125 طالبا بالمشاركة في عملية الغش الواسعة هذه
على ما افادت ادارة هذه الجامعة الواقعة قرب بوسطن في ولاية ماساتشوستس
(شمال شرق). وقد ساعد هؤلاء الطلاب بعضهم البعض من خلال التواصل او
النقل خلال الامتحان النهائي، ولم يبلغ غالبية العمداء ان بريدهم
الالكتروني تعرض للتفتيش من قبل الادارة الى ان كشفت صحيفة "بوسطن
غلوب" ذلك من خلال توجيه اسئلة اليهم على ما افادت الصحيفتان، وقال
تشارلز اوغلتري استاذ القانون في هارفرد لصحيفة "نيويورك تايمز"، "لقد
صدمت بالامر. امل ان تتمكن الادارة من ان تفسر لنا كيف ان امورا كهذه
يمكن ان تحصل". |