فوبيا الشيعة بين الوهم والحقيقة

د. خالد عليوي العرداوي/مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية

 

عندما كان اليونانيون يرون شخصا لا يتقن لغتهم ولا يفهم ثقافتهم سواء من الساكنين بين ظهرانيهم أو من الأجانب يسخرون منه بالقول بربر وجمعها برابرة فهم يرونه دونهم ثقافة ومعرفة. وقد اخذ الرومان هذه المفردة، وأخرجوها عن سياقها اليوناني الثقافي، فجعلوها لفظا مرتبطا بالعدو الذي مثله بالنسبة لهم الألمان الذين كانوا على وشك دخول روما، وتطور استخدام هذه المفردة في الأدبيات السياسية مقترنا بالخوف الشديد من الآخر، ويعد هذا الآخر غالبا معبرا عن الهمجية والانحطاط والتهديد الخطير للأنا – وجودا وحضارة وثقافة – وصارت صفة البربرية شعارا نمطيا لا يغيب عن أي صراع سياسي، يحاول من خلاله كل طرف إلصاق كل الشر والبدائية بخصمه من اجل الحط منه وتعبئة الناس ضده.

 حتى وصل الأمر ببعض الدوائر السياسية والثقافية الغربية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق أنها حاولت إلصاق هذه الصفة بالإسلام والمسلمين تحت مقولة انهيار العدو الأحمر (الشيوعية) وبروز العدو الأخضر (الإسلام)، فترتب على هذا السلوك الغربي ارتفاع خطير في حجم الخوف من الإسلام والمسلمين داخل الشعوب الغربية من جانب، وتصاعد موازي في حجم النقمة والكره للغرب وسياساته المزدوجة وغير العادلة داخل الشعوب الإسلامية من جانب آخر، وكانت تداعيات هذه المعادلة خطيرة جدا على الأمن والسلم الدوليين، إذ تصاعد مقدار العنف والتطرف – فكرا وحركة – على مستوى العالم بين الغرب والمسلمين، وكل طرف يعتقد انه على صواب مطلق والآخر على خطأ مطلق، بحيث لم يعد هناك من مجال إلى تدارك الأمر قبل انفلاته وخروجه من السيطرة إلا بالرجوع إلى نهج الاعتدال والاحترام المتبادل بين الطرفين، والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري والقيمي، كأساس صحيح للحد من موجة العنف والتطرف العالمي، وهذا الإدراك هو الذي دفع الكاتب الفرنسي تزفيتان تودوروف إلى تأليف كتاب سماه (الخوف من البرابرة) طالب من خلاله الدوائر الغربية المختلفة بالكف عن وصم صفة البرابرة بالإسلام والمسلمين لمنع تداعيات السقوط في حافة الصراع الحضاري المميت.

ما هي حقيقة الخوف من الشيعة؟

ولكن في عالمنا الإسلامي المعاصر لازالت توجد بعض الأطراف لم تصل إلى مثل هذا الإدراك في تعاملها مع الآخر، فتحاول استحضار مقولات غابرة كالرافضة وعبدة الأوثان والإشراك وغيرها، لتكون شعارات جاهزة يجري على أساسها تكفير مكون سياسي وعقائدي واسع يمثله الشيعة، ومن خلال هذه المقولات يتم إلصاق صفة البربرية والهمجية والانحراف والارتداد بأتباع هذا المذهب، لإثارة حالة من الخوف الشديد منهم لدى أتباع المذاهب الأخرى، وخلق ما يسمى فوبيا الشيعة أي (الخوف من الشيعة)، وعملت على إنتاج هذا المستوى من الخوف الشديد منابر كثيرة كمنابر الفتوى المتطرفة - الجاهلة، ومنابر الإعلام والدعاية المهيجة والمضللة، ومنابر الخطابة السياسية المتآمرة، ومنابر التربية والتعليم على إخلاف مستوياتها، ومنابر التأليف والكتابة غير الموضوعية.. ويظهر أن نتيجة الخطأ الغربي في التعامل بعدوانية عمياء مع الإسلام والمسلمين تتكرر اليوم في عالمنا الإسلامي، فالتعامل بعدوانية عمياء وسوء نية مع الشيعة اخذ ينتج عنفا متبادلا، وصراعا مميتا، واحياءا تاريخيا لدوافع الكراهية والرفض المطلق للآخر بين أتباع المذاهب الإسلامية، اخذ يهدد السلم والأمن ليس في عالمنا الإسلامي فحسب، بل في العالم اجمع.

فهل أن ما تحاوله الدوائر المستفيدة أو التي تتوقع الاستفادة من إثارة هذا الصراع تؤسس أطروحاتها على أسس واقعية؟، أي هل فعلا أن الشيعة يمثلون عدوا خطرا يستدعي الخوف الشديد منه أم أن الأمر مجرد أوهام تسوقها دوائر سياسية وثقافية متخلفة؟.

إن العداء والخوف المستند إلى أسس دينية يكون لأسباب عدة منها:

1- أن يعمل الآخر محل العداء الديني على بناء نظام حكم يتمحور حول دينه أو مذهبه، بشكل يحرم أتباع الأديان أو المذاهب الأخرى من الحق بالوجود، وهذا الأمر غير متوفر لدى الشيعة، فلا يوجد اليوم بين الشيعة من يتبنى هكذا طرح، وحتى جمهورية إيران الإسلامية التي قامت في أعقاب ثورة 1979 بشعارات دينية مذهبية لم تتبناه، بل يجد المتابع أن الكثير من الشيعة أنفسهم داخل إيران وخارجها يعارضون بعض أطروحاتها الفكرية مطالبين بالمزيد من الحرية والديمقراطية في الحكم، بينما وجد هكذا نظام حكم ديني عنيف مصداقه في حركات سياسية غير شيعية كالقاعدة وطالبان ومن لف لفهما، بحيث صار العيش في ظل حكم هكذا حركات لا يهدد الشيعة وأتباع المذاهب الأخرى فحسب، بل يهدد كل موروث ثقافي وحضاري إنساني مهما كان شكله طالما لا يتماشى مع مقولاتها الدينية.

2- أن يرفض الآخر حرية الرأي والاعتقاد لمن لا يتبع دينه أو مذهبه، ويعمل على إكراهه للدخول في دينه أو مذهبه. وهذا الأمر على الرغم من الإشكال الشرعي عليه في شريعة الإسلام، فانه لا يوجد بين الشيعة من يرفع شعار تشييع أتباع المذاهب الأخرى، بل غاية ما يؤمله غالبية الشيعة هو العيش في دول تحترم مذهبهم، وتكفل لهم حرية الرأي والاعتقاد، والمساواة في الحقوق والحريات مع غيرهم، أما الأصوات التي نجدها هنا وهناك في جميع المذاهب، والتي قد لا يحسن البعض منها لغة الخطاب عند الحديث عن صحة الأسس العقائدية لهذا المذهب أو ذاك، فهي حالة اعتيادية عندما ندرك أن المذاهب الفقهية هي مدارس فكرية عقائدية تتنوع فيها الرؤى والأفكار، بشرط أن لا تتجاوز لغة الخطاب في هذه الموضوعات حدود أدب الحوار والجدل الفكري البناء لخدمة البلاد والعباد.

3- أن يختلف الآخر لغويا وثقافيا ويمتلك طموح استعماري واضح، فيحاول فرض لغته وثقافته على من سواه، ويهدد بنهب ثرواته وطمس سيادته واستقلاله، كما حصل في فترة الغزو الاستعماري الغربي في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، فيكون سلوكه هذا مستفزا للذات، ومحفزا لها للدفاع عن هويتها وكرامتها، ومثل هذا الأمر غير موجود لدى الشيعة، فهم يعيشون بين مجتمعات يتكلمون لغتها، ويدينون بدينها، ويناضلون من اجل الدفاع عن كرامتها وسيادتها واستقلالها، وتربطهم أواصر مختلفة مع مكوناتها الأخرى كأواصر القرابة والمصاهرة والجيرة والمصالح المتبادلة والتاريخ المشترك، فهم لا يشكلون وجودا طارئا على مجتمعاتهم، بل هم وجود أصيل فيها، وما يحتاجه الشيعة في مجتمعاتهم من الرفاه والعدل وبناء الحكم الصالح وحماية الحقوق والحريات، والاعتراف بالمواطنة المتساوية.. هي مطالب جميع الأطياف والمكونات على اختلاف أديانها ومذاهبها ورؤاها الفكرية.

لماذا الخوف من الشيعة؟

من خلال ما تقدم، فأن النتيجة التي يخلص إليها أي محلل منصف وموضوعي، هي أن الحديث عن فوبيا الشيعة ما هو إلا وهم منزوع الأسس الواقعية، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما هي العوامل التي تغذي هذا الوهم لجعله حقيقة مرعبة تخيف غير الشيعة وتؤسس للفتنة داخل الدين الواحد؟.

إن تغذية الوهم بالخوف من الشيعة في الوقت الحاضر تقف ورائه دوافع منها:

1- ترسيخ منظومة الحكم الفاسد والمستبد، فمعظم الحكومات في عالمنا الإسلامي المعاصر ما هي إلا حكومات فاسدة ومستبدة غطت فسادها واستبدادها، وعملت على ترسخ بقائها في السلطة من خلال مقولات مختلفة بدأتها بمقولة شرعية المقاومة والصراع ضد المستعمر في مرحلة ما بعد الاستقلال في القرن الماضي، ثم تبعتها بمقولة التنمية الاقتصادية والصراع العربي - الصهيوني، ثم غذتها أخيرا بمقولة الخوف من الشيعة.، وهي في كل مرحلة تحاول استنزاف الحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية واحترام وحماية الحقوق والحريات، بل وصل الأمر ببعض الحكومات المستبدة كحكومة دمشق الحالية ذات الإيديولوجية القومية العلمانية أن حاولت الاستفادة من هذا الفضاء الشيطاني الخبيث المتحرك ضد الشيعة من خلال طرح نفسها كحكومة شيعية تواجه خطرا مذهبيا غير شيعي، لتحمي نفسها من السقوط. نعم إن كل الحكومات في عالمنا العربي والإسلامي المعاصر لديها أزمة شرعية تهدد وجودها، ومن وسائلها الدفاعية الجديدة للبقاء في السلطة هي إنتاج عدو وهمي خطير يجعل شعوبها منقسمة ولاهية بأمور سطحية تكون معها المطالبة بالحكم الرشيد والصالح مطلبا مركونا في زاوية النسيان، لاسيما أن اغلب هذه الحكومات عملت على ترسيخ بقائها من خلال لبس ثوب مذهبي معين.

2- وجود الموروث الثقافي التاريخي، فالخوف الشديد من الآخر كأي مرض نفسي توجد له مورثات تنتقل عبر الأجيال، والتاريخ الإسلامي فيه مورثات من الكراهية والخوف المتبادل بين المذاهب، كانت ولا زالت تنتقل من جيل إلى جيل، حتى ليخيل للمهتم في بعض الأحيان، أن التاريخ قد توقف في بعض مفاصل حياة المسلمين، فهم يعيشون القرن الحادي والعشرين، لكن نضجهم الفكري قد توقف عند حدود القرون الأولى من التاريخ الإسلامي، فبعض المسلمين اليوم يخوض حروب بالنيابة عن شخصيات تاريخية رحلت عنا بشخوصها وتركت لنا تجربتها لنستفيد منها، لكن هؤلاء يرفضون الاستفادة من التجربة، ويأبون إلا خوض الصراع مجددا بشكل يسئ أو يرفع من قدر أبطاله الحقيقيين، وهذا الأمر حقا معيب بمن يريد بناء الحضارة، فطالما حدثنا الله سبحانه وتعالى عن ضرورة الاستفادة من تجارب التاريخ ليبصر بها الإنسان حقيقة الحياة، ويتوجه بثقة إلى بناء حاضر ومستقبل أفضل، لا أن يعيد خطايا الماضي بأشخاص آخرين.

3- انخفاض مستوى الوعي السياسي الاجتماعي في اغلب البلدان الإسلامية جعلها غير قادرة على وضع مشروع سياسي واضح تبنى عليه الدولة، فلا زالت شعوب هذه البلدان متقلبة بين انتماءاتها المذهبية والدينية والقبلية والعشائرية والقومية والمناطقية، وضعف الوعي السياسي والانتماءات المتعددة المنقسمة، تجعل البيئة الشعبية أرضا خصبة لزرع الأساطير والأوهام فيها، فإذا كان اليوم يجري الحديث عن الخوف من الشيعة، فغدا قد يكون البديل هو الخوف من الزلازل أو البراكين أو الفضائيين أو الموتى..

4- وجود أطراف خارجية مستفيدة من حالة الصراع والاحتراب الإسلامي – الإسلامي أو العربي – العربي كإسرائيل وبعض الدوائر الغربية، فضلا عن بعض الدوائر الإقليمية ذات النفوذ، لأنها من خلال هذا الصراع تسوق مشاريعها السياسية، وتفتت الجبهة الداخلية لأعدائها، وتحقق مصالحها على الأمد القريب والمتوسط والبعيد، وقد أشارت إلى هذه الحقيقة الكثير من الخطابات والتحليلات الصـادرة من قادة ومسؤولي هذه الدول.

علاج وهم الخوف من الشيعة

قلنا آنفا أن الخوف حالة مرضية لها أسبابها، وان العلاج لهذه الحالة لا يكون بإنكارها بشكل كامل، لأن الإنكار قد يقود المريض إلى الانتكاس وتفاقم الضرر، وعلاج وهم الخوف من الشيعة يتطلب مواجهة وتصفية أسبابه الحقيقية من خلال:

1- على شعوبنا العربية والإسلامية أن تدرك أن مطلبها الأول والأخير لنيل حقوقها وحرياتها وصون كرامتها هو تغيير أنظمة الحكم الفاسدة والمستبدة لديها بصرف النظر عن دينها ومذهبها، لان الاستبداد في حياة الأمم والشعوب يعد خطرا محدقا يهددها أفرادا ومجموعات، فلا تقبل بمقولات هكذا سلطات فاسدة مستبدة مهما كانت، ولتعمل على توحيد كلمتها من اجل بناء نظام حكم صالح ورشيد.

2- أن تعيش هذه الشعوب عصرها، وتتقن أدواته في البناء والتقدم وتطوير مفاصل الحياة المختلفة، ولا تسمح لنفسها في أن تكون عالة على القرون الماضية، فتبطل حاضرها، وتفسد ماضيها، وتضيع جهدها وطاقاتها في قضايا تاريخية لن تحسم ايجابيا إلا بالحوار، والتعقل، والاحترام المتبادل.

3- ترتيب الانتماءات المختلفة حسب الأولوية، فيكون الانتماء الوطني له القدح المعلى على غيره من الانتماءات، لأنه يشكل أساس التعايش السلمي والعيش المشترك الآمن، ولا يكون لأي انتماء آخر الأولوية عليه، ثم تأتي بقية الانتماءات تباعا وصولا إلى الانتماء الأسري، وكل واحد من هذه الانتماءات من المفيد أن تفرد له دائرته الخاصة به، بحيث يكون محترما من الجميع.

4- إن المجتمع الذي لا يتقدم إلى الأمام لا يستحق العيش في الحياة، وقد ورد في الأثر أن من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه خير من غده فهو ملعون، واللعن يقصد به النبذ والطرد من الرحمة الإلهية على اختلاف صورها، فعلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن تعمل على التحرر من أسباب تخلفها وانحطاطها لاسيما الفكرية منها، فترفع وعيها السياسي بشكل لا يسمح للسلطات والأفكار الهدامة أن تخدعها وتؤثر فيها، وهذا الأمر يتطلب جهدا استثنائيا من المؤسسات الدينية العادلة، والمؤسسات التربوية والتعليمية الموضوعية، والتنظيمات الدستورية الصحيحة، ومنظمات المجتمع المدني على اختلاف صورها، فضلا عن جهد المؤسسات الدولية المعنية بالأمن والسلام في العالم، فقد عاشت شعوبنا فترات طويلة كان محور الجهد والنضال فيها السلطة طلبا واستئثارا وبقاءا، وهي اليوم بحاجة إلى جهد من نوع جديد يكون محوره بناء الإنسان علما ومعرفة واحتراما وتقديرا ليكون مرتكز بناء الحضارة.

5- إعادة بناء منظومة القيم الأخلاقية الحسنة، فقد ورد عن اغلب الفلاسفة والحكماء منذ أرسطو إلى وقتنا الحاضر أن الاستبداد يؤسس عرشه على قاعدة مهمة هي تهديم منظومة القيم الأخلاقية في المجتمع، وعلماء الاجتماع يعلمون أن اقصر طريق لتحطيم الإنسان هو تخريب أخلاقه وقيمه، فيجب على مجتمعاتنا وأصحاب الشأن فيها إعطاء الكثير من الوقت والجهد لإعادة بناء منظومة أخلاقية جيدة قائمة على الصدق، والمحبة، والاعتدال والتسامح، والالتزام وتحمل المسؤولية، والتعاون في دروب الخير، وإنكار مضاداتها من أي شخص صدرت، إذ من المعيب أن تبقى شعوبنا تأسى على حالها مرددة مقولة: في الغرب إسلام ولا يوجد مسلمون وفي الشرق مسلمون ولا يوجد إسلام، فما استحسنه من قال هذه العبارة عن الغرب وجود منظومة أخلاقية جيدة هناك، بينما تنعدم مثل هكذا منظومة في بلاد المسلمين، ووجود مثل هذه المنظومة يشكل ضمانة مهمة لخوف الظالمين والمفسدين من شعوبهم، لا خوف الشعوب من بعضها البعض.

6- أن يكون بناء الدولة المدنية الحديثة التي تستوعب كافة مواطنيها على اختلاف انتماءاتهم هدفا يلتف حوله الجميع، فبدون النجاح في تحقيق هذا الهدف لن يكون أي بديل صالح لا الدولة الدينية ولا المذهبية ولا القومية..

ويظهر للقارئ، أني لم افرد فقرة خاصة لمعالجة الخطر الخارجي، وجوابي هو اعتقادي الراسخ أن النجاح في الفقرات الست أعلاه سيكون خير سبيل لمنح شعوبنا المناعة والحصانة الذاتية لمجابهة أي تحدي خارجي، تماما كما أن الحصون المنيعة تستطيع صد هجمات الأعداء الخارجيين، وكسر شوكتهم.

 * مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية

www.fcdrs.com

khalidchyad@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/تشرين الثاني/2013 - 23/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م