نووي إيران... أزمة برهن تسوية

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: خطوة بعد خطوة تقترب الفرص الحقيقية لتسوية أزمة البرنامج النووي الايراني، وذلك من خلال مفاوضات جنيف الراهنة بهدف التوصل الى اتفاق شامل لانهاء أزمة نووية جدلية عمرها عشر سنوات بين الدول الست الكبرى وايران.

وفي تطور لافت قد يعتبره الغرب ايجابيا أظهر تقرير تفتيش للأمم المتحدة أن إيران أوقفت توسعا سريعا سابقا في قدرتها على تخصيب اليورانيوم منذ تولى حسن روحاني الرئاسة في دفعة محتملة للدبلوماسية الهادفة لإنهاء النزاع بشأن برنامج ايران النووي، في المقابل تريد ايران اعفاء من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة لخرقها قرارات الامم المتحدة التي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم والانشطة النووية الحساسة الاخرى التي يمكن استخدامها لصنع اسلحة.

وعلى الرغم المؤشرات الايجابية آنفة الذكر التي تمهد إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى، الا ان الكثير من المحللين الدبلوماسيين يرون  إنه لا يزال من غير المؤكد حدوث انفراجة مرتقبة في المحادثات الأخيرة بجنيف، لكنها تشكل خطوة أولى في عملية طويلة ومعقدة نحو حل دائم يرضي جميع الاطراف، كما يرى هؤلاء المحللين إن اي فشل جديد في العملية التفاوضية من شانه ان يعزز موقف رافضي الاتفاق سواء في العواصم الغربية او في طهران، وفي هذا الاطار، قد يخسر روحاني الذي تسلم مهماته في اب/اغسطس دعم المرشد الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي اذا لم تؤت سياسة الانفتاح التي ينتهجها ثمارها، وعدم التوصل الى اتفاق سيعقد ايضا مهمة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يسعى الى اقناع الكونغرس بعدم تبني عقوبات جديدة ودعا الاعضاء الاكثر نفوذا في مجلس الشيوخ الى البيت الابيض ليحضهم على عدم تشديد تلك العقوبات ما دامت مفاوضات جنيف مستمرة.

إذ يجتمع مفاوضون من إيران وست قوى عالمية على مدار يومين في المدينة السويسرية للمرة الثانية هذا الشهر بعد أن أخفقت الجولة الأولى في ابرام اتفاق مبدئي وهو ما عزاه دبلوماسيون إلى تمسك ايران بحقها في تخصيب اليورانيوم ومخاوف فرنسا إزاء مفاعل إيراني يعمل بالماء الثقيل، كما يرى محللون آخرون من غير المؤكد ان تكون ايران مستعدة الان بدرجة اكثر لتحقيق مطالب القوى الدولية بالوقف الفوري للبرنامج النووي، فكما يبدو ان إيران ستمضي قدما في برنامج تخصيب اليورانيوم وهو ما يشير الى عدم حدوث اي تغيير في موقف طهران، كون رجل الدين المعتدل لا يملك زمام الأمور لفرض تغييرات، لأنه سيظل القول الفصل في البرنامج النووي الايراني للزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي، ويحتاج اي اتفاق مع الغرب لموافقته، وعليه فأن ملف النووية الإيراني مازال يتأرجح بين التفاؤل والحذر بسبب معضلة فقدان الثقة بين الإطراف المتخاصمة، ليبقى هذا الملف النووي قضية جدلية  بعيدة الحسم.

من جانبه اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان هناك "فرصة حقيقية" لتسوية مشكلة البرنامج النووي الايراني في حين ابدى وزير الخارجية الاميركي جون كيري حذرا حيال ما يمكن ان تفضي اليه المفاوضات المرتقبة في جنيف.

وتستضيف جنيف الجولة الثالثة من المفاوضات بين مجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) وطهران في محاولة للتوصل الى اتفاق انتقالي حول البرنامج النووي الايراني، وقبل يومين من هذه المفاوضات، اكد الرئيس "فلاديمير بوتين ان فرصة حقيقية ظهرت للتوصل الى حل لهذه المشكلة القديمة"، وفق ما اعلن الكرملين اثر اتصال هاتفي بين بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني.

ولم تتح الجولة الاخيرة من المفاوضات في جنيف في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر التوصل الى اتفاق انتقالي رغم ان العديد من وزراء الخارجية شاركوا فيها، وفي الايام الاخيرة اكد مسؤولون اميركيون واوروبيون وروس ان تفاهما في جنيف هو "امر ممكن" الحصول لكن جون كيري بدا اكثر حذرا، وقال للصحافيين في حضور نظيره التركي احمد داود اوغلو "ليست لدي توقعات محددة في شان مفاوضات جنيف، باستثناء اننا سنفاوض بحسن نية وسنحاول الحصول على اتفاق اول"، ولم يوضح كيري ايضا ما اذا كان سيتوجه الى جنيف، فيما قالت المتحدثة باسمه جنيفر بساكي ان هذا الاحتمال يبقى "واردا" بالنسبة اليه.

وحذر كيري قابلته شكوك ابداها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته لاسرائيل. ففي خطاب امام الكنيست اكد الاخير ان "فرنسا لن تدع ايران تتزود بالسلاح النووي" ودعا الى ابقاء العقوبات الدولية على طهران "ما دمنا لم نتاكد من التخلي النهائي لايران عن برنامجها العسكري".

وكان هولاند حدد اربعة شروط واضحة: وضع كامل المنشات النووية الايرانية تحت رقابة دولية وتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المئة وتقليص المخزون الحالي ووقف بناء مفاعل اراك، وبدا ان الرئيس الايراني يرد على نظيره الفرنسي وفق تصريحات ادلى بها بعد اتصاله ببوتين، وقال روحاني انه "خلال المفاوضات الاخيرة (في جنيف) تم احراز تقدم، ولكن على الجميع ان يدرك ان المطالب المبالغ فيها يمكن ان تعقد العملية في اتجاه اتفاق متكافىء"، وكرر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان حق ايران في تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض".

اما في اسرائيل فيواصل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حملته محذرا من "اتفاق بالغ السوء" مع طهران، والواقع ان تاكيد ايران للطابع السلمي لبرنامجها النووي يتنافى مع الزيادة المستمرة لقدراتها وخصوصا على صعيد عدد اجهزة الطرد المركزي، والهدف من محادثات هذا الاسبوع التوصل الى تفاهم "موقت". وفي حال الاتفاق، ستتوقف ايران عن تخصيب اليورانيوم ذي الدرجة المسماة "وسطية" بنسبة 20%، وستقلص حجم مخزونها من اليورانيوم، وستوقف اعمال الانشاء في مفاعل اراك.

وتحصل ايران في المقابل على تخفيف اول للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها، وبحسب مسؤول اميركي رفيع المستوى، فإن حوالى 100 مليار دولار من عائدات النفط الايراني مجمدة حاليا في حسابات مصرفية حول العالم، وخلال هذه المرحلة الاولى التي تستمر بضعة اشهر، سيتم التفاوض على اتفاق نهائي يتم على اثره تقليص حجم البرنامج النووي الايراني بشكل دائم والغاء العقوبات. بحسب فرانس برس.

في المقابل قال مسؤول أمريكي كبير إن القوى الكبرى تقترب من إبرام اتفاق أولي مع إيران لكبح برنامجها النووي ومن "الممكن جدا" التوصل لاتفاق عندما يجتمع الجانبان يومي 21 و22 نوفمبر تشرين الثاني في جنيف، وأضاف المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه "لا أعرف ما إذا كنا سنتوصل إلى اتفاق، أعتقد أن هذا ممكنا جدا لكن ما زالت هناك قضايا صعبة يتعين التفاوض بشأنها".

وذكر أن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقيان يوم 20 نوفمبر تشرين الثاني في جنيف بينما سيجتمع ممثلو القوى الكبرى -بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة- مع مسؤولين إيرانيين في اليومين التاليين.

وقال المسؤول الأمريكي للصحفيين إن التقديرات للتخفيف المطروح في العقوبات المباشرة والتي تتراوح بين 15 مليار و50 مليار دولار "مبالغ فيها بشدة"، وأضاف "هي أقل من كل ذلك وبصراحة شديدة ستكون قليلة مقارنة بالقيود التي لا تزال مفروضة"، وقال المسؤول إن فرض عقوبات جديدة يضر المفاوضات المتعلقة بجهود إبداء حسن النوايا ليس مع إيران فقط وإنما فيما بين القوى العالمية الست.

ومضى يقول "مجموعة الخمس زائد واحد ترى أن هذه مفاوضات جادة، أمامها فرصة للنجاح"، وأضاف "إذا فرضنا عقوبات في وسط المفاوضات فسيرون ذلك مؤشرا على سوء النية"، وتعليقا على تقرير مفتشي الأمم المتحدة الذي قال إن إيران أوقفت توسيع قدرتها على تخصيب اليورانيوم قال المسؤول الأمريكي إن هذا "أمر جيد" لكنه لا يحل المسائل الجوهرية أو يبدد بواعث القلق الخاصة ببرنامج طهران النووي.

وأضاف "نقدر تلك الخطوة لكن الداعي إلى مفاوضاتنا هو الوصول إلى يقين بأنه لا يمكن أن تمتلك إيران أسلحة نووية وأمامنا طريق طويل لذلك"، وقال دبلوماسيون غربيون إن إحدى النقاط الشائكة في المحادثات كانت ادعاء إيران بأنها تحتفظ "بالحق" في تخصيب اليورانيوم، وتقول الولايات المتحدة إن إيران لا تملك هذا الحق في جوهر الأمر بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، ونفى المسؤول الأمريكي تلميحات إلى أن هذه القضية يمكن أن تؤدي إلى انهيار المفاوضات، وقال "أعتقد ان هناك سبيلا لاجتياز ذلك ... يدرك كل منا أين يقف الآخر وما هو ممكن وما هو غير ممكن". بحسب رويترز.

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان القوى العالمية وايران على وشك التوصل لاتفاق مبدئي للحد من البرنامج النووي الايراني ويجب عليها الا تضيع "فرصة عظيمة جدا" للتوصل لهذا الاتفاق.

وجاءت هذه التصريحات المتفائلة التي ادلى بها لافروف في مقابلة مع محطة تلفزيون "تي في تسينتر" التي تتخذ من موسكو مقرا لها بعد يوم من تصريح مسؤول امريكي كبير بان من المحتمل التوصل لاتفاق عندما يلتقى المفاوضون في جنيف ابتداء من 20 نوفمبر تشرين الثاني، وقال لافروف عن محادثات جرت في الاونة الاخيرة مع كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي عندما سئل عما اذا كانت محادثات جنيف ستنجح ان "انطباعنا المشترك هو انه توجد فرصة عظيمة جدا يجب عدم تفويتها، "الخطوات التي ينبغي اتخاذها لنزع فتيل الموقف وخلق الظروف للتوصل لحل نهائي للمشكلة النووية الايرانية واضحة لكل من الدول الست وايران، "انها مسألة تتعلق بكتابة هذا بشكل سليم ودقيق وباسلوب يحظى باحترام متبادل"، وتمثل اشتون القوى الدولية الست التي تسعى للحد من البرنامج النووي الايراني وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا في مفاوضات مع ايران.

ولم تسفر المحادثات التي جرت خلال الفترة من السابع الى التاسع من نوفمبر تشرين الثاني عن اتفاق ولكنها "اكدت لاول مرة منذ سنوات كثيرة استعداد كل من الدول الست وطهران ليس فقط لطرح مواقف لا تتقاطع في معظم الحالات وانما ايجاد نقاط تلاقي، "هذه النقاط حددت ولا توجد الان خلافات جوهرية بشأن القضايا التي يتعين حلها عمليا"، ولم يذكر تفاصيل.

من جهة أخرى قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن بلاده لن تتراجع "قيد أنملة" عن حقوقها النووية وإن هناك حدودا لن يتخطاها فريق المفاوضات الإيراني في المحادثات بشأن برنامج طهران النووي والتي تستأنف في جنيف في وقت لاحق.

وقال خامنئي في كلمة ألقاها أمام عشرات الالاف من المتطوعين في ميليشيا الباسيج في طهران وبثها تلفزيون برس الإيراني على الهواء مصحوبة بترجمة إلى الانجليزية "نؤكد اننا لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا".

لكنه أردف "لا نتدخل في تفاصيل هذه المحادثات. هناك خطوط حمراء وحدود معينة يجب مراعاتها. وجهت اليهم تعليمات للالتزام بهذه الحدود، "يجب الا يخافوا مما يقول الأعداء"، وفي اشارة محتملة إلى العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران بسبب أنشطتها النووية قال خامنئي "ينوون تعزيز الضغوط على إيران. الإيرانيون لن يرضخوا لأحد بسبب الضغوط".

وأضاف دون أن يذكر دولة بعينها "يجب أن يعرفوا أن الأمة الايرانية تحترم كافة الأمم لكننا سنوجه للمعتدين صفعة لن ينسوها أبدا" دون أن يذكر دولة بعينها، وسرد خامنئي سلسلة طويلة مما قال إنها جرائم تاريخية اقترفتها الولايات المتحدة والغرب ومحاولتهما السيطرة على الشرق الأوسط وأضاف "نريد علاقات ودية مع كل الأمم حتى مع الولايات المتحدة. لا نضمر العداء للأمة الأمريكية. هم مثل غيرهم من أمم العالم".

وهتف أفراد الباسيج "الموت لأمريكا" مرددين أحد الهتافات الرئيسية في مثل هذه التجمعات، وانتقد خامنئي فرنسا. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند أكد لاسرائيل أن فرنسا ستواصل معارضة تخفيف العقوبات الاقتصادية على ايران حتى تقتنع بتخلي طهران عن السعى لامتلاك أسلحة نووية، وقال خامنئي إن المسؤولين الفرنسيين "لا يرضخون للولايات المتحدة وحسب وإنما يركعون امام النظام الإسرائيلي".

كما اكد الرئيس الايراني حسن روحاني لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في اتصال هاتفي اوردت مضمونه وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا)، ان ايران "ستدافع بحزم عن حقوقها النووية" وسترفض "اي تمييز" في هذا المجال.

وقال روحاني لكاميرون "كما ان ايران مصممة على ان تكون انشطتها النووية سلمية، فهي ستدافع بحزم عن حقوقها النووية. لن نقبل اي تمييز في هذا المجال"، واجرى روحاني ايضا اتصالا هاتفيا مع الرئيس الصيني شي جينبينغ مؤكدا له ان ايران "تريد اتفاقا يصون حقوقها وتظهر عبره ان برنامجها النووي سلمي بحت".

وطلب من الصين "التحرك ضد مطالب بعض الدول المبالغ فيها" في تلميح الى فرنسا التي حصلت اثناء الاجتماع الاخير في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر على تشديد نص الاتفاق المعد من قبل ايران والولايات المتحدة. وقد رفضت طهران الصيغة النهائية للنص، وقد شدد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني من جهته ايضا الاربعاء امام النواب على تصميم ايران على الدفاع عن كامل "حقوقها النووية" بدون اي تراجع، وتؤكد ايران ان من حقها بموجب اتفاقية حظر الانتشار النووي امتلاك برنامج نووي مدني والقيام بتخصيب اليورانيوم.

الى ذلك قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأحد إن بلاده لديها "خطوط حمراء" ولن ترضخ للتهديدات في محاولة على ما يبدو لكسب المحافظين في صفه في الوقت الذي تقترب فيه طهران من إبرام اتفاق بخصوص برنامجها النووي.

وأدلى روحاني بهذه التصريحات أمام البرلمان الإيراني معقل المحافظين بعد يوم من انتهاء المحادثات التي جرت في جنيف وانتهت بتضييق هوة الخلافات بين طهران والقوى العالمية الست والاتفاق على استئناف المفاوضات يوم 20 نوفمبر تشرين الثاني لانهاء أزمة مستمرة منذ عشر سنوات وتبديد المخاوف من الانزلاق الى حرب أوسع نطاقا بالشرق الأوسط.

وبدت الأطراف المشاركة في المحادثات على وشك تحقيق انفراجة قبل ظهور انقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حيث رفضت فرنسا تأييد الاقتراح المطروح اعتقادا منها بأنه لا يكفي لمنع خطر تصنيع قنبلة نووية إيرانية.

على الصعيد نفسه قال التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لم تضف مكونات رئيسية أخرى الى مفاعل محتمل لانتاج البولوتونيوم منذ أغسطس آب، والتباطؤ الملحوظ في نمو النشاط الإيراني ذي الاستخدام المحتمل في تطوير قنابل نووية قد يكون هادفا الى دعم التحول المثير في اللهجة من روحاني تجاه الغرب بعد سنوات من المواجهة المتزايدة وتعزيز موقف ايران في المفاوضات مع القوى العالمية التي من المقرر استئنافها يوم 20 من نوفمبر تشرين الثاني.

وقال دبلوماسي كبير ان ايران اوقفت تعزيز قدرتها على تخصيب اليورانيوم "حين تغير فريقهم" في اغسطس آب مشيرا الى روحاني وحكومته، وقال التقرير إن ايران ما زالت مستمرة في أكثر أنشطتها النووية حساسية وهو تخصيب اليورانيوم إلى درجة تركيز انشطاري قدرها 20 في المائة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعارض بقوة اي اتفاق مع ايران لا يكفل تفكيك برنامج التخصيب لديها انه "غير مقتنع".

ومن المعتقد ان اسرائيل هي القوة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط وتحذر منذ وقت طويل من أنها قد تستخدم القوة لمنع ايران من الحصول على قنبلة ذرية، وقال نتنياهو "أنا غير مقتنع بالتقارير التي نسمعها عن أن ايران لم توسع منشآتها النووية والسبب انهم لا يحتاجون لذلك. لديهم منشآت كافية واجهزة طرد مركزي كافية لتطوير واكمال المادة الانشطارية ذات الأهمية المحورية لقنبلة نووية"، ومفاعل أراك الذي قالت ايران في السابق انها ستبدأ تشغيله في الربع الأول من عام 2014 لكنها اجلت ذلك لاحقا يثير قلقا كبيرا لدى القوى الغربية اذ يمكن ان ينتج بلوتونيوم صالح للاستخدام في صنع اسلحة عقب تشغيله.

وقال الدبلوماسي الكبير المطلع على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران "جمدت تقريبا" بناء مفاعل الماء الثقيل، وأوضح أنه لا يعتقد أن المفاعل سيصبح جاهزا للتشغيل في أي وقت قريبا، وقال "المفاعل يفتقر إلى مكونات رئيسية"، والتقرير الفصلي للوكالة الذرية الذي يخضع لتدقيق من الحكومات الغربية هو الأول الذي يتضمن التطورات فقط منذ تولي روحاني منصبه في الثالث من اغسطس آب وأحدث انفراجة دبلوماسية حققت خلالها ايران والقوى الغربية الست تقدما نحو انهاء المواجهة بشأن البرنامج النووي لطهران.

وصدر التقرير في نفس الأسبوع الذي وافقت فيه إيران على منح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإذن لزيارة منشأتين متصلتين بالبرنامج النووي في إطار اتفاق للتعاون لحل المسائل العالقة بين الجانبين، وقال كليف كوبتشان من مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر "اتخذت ايران الآن خطوتين من جانب واحد لتظهر أنها تريد التوصل إلى اتفاق فقد اوقفت توسيع برنامجها النووي وبدأت تقديم مزيد من الشفافية،" وأظهر التقرير أيضا ان مخزون ايران من اليورانيوم المخصب لدرجة أعلى ارتفع حوالي خمسة في المئة فقط الى 196 كيلوجراما منذ أغسطس آب فيما يرجع أساسا إلى توقف مؤقت في تحويل المادة الى وقود مفاعل، لكن كمية غاز اليورانيوم المخصب الى درجة تركيز انشطاري تبلغ 20 في المئة ما زالت اقل من مستوى 250 كيلوجراما تقريبا اللازم لصنع قنبلة اذا خصب لدرجة أعلى وهي كمية اعتبرتها اسرائيل "خطا احمر" قد يتسبب في عمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية.

ويثير تخصيب ايران اليورانيوم الى درجة أعلى الجدل اذ يجعلها على بعد خطوة فنية قصيرة نسبيا من الوصول لمستوى التخصيب 90 في المئة اللازم لانتاج رأس حربي. وتقول ايران انها تحتاج المادة كوقود لمفاعل ابحاث طبية، وتنفي ايران الاتهامات الاسرائيلية والغربية بأنها تسعى لامتلاك قدرة على انتاج اسلحة نووية وتقول انها تخصب اليورانيوم لأغراض سلمية فقط. لكن رفضها حتى الآن كبح برنامجها النووي أو فتحه امام خبراء وكالة الطاقة الذرية للقيام بعمليات تفتيش غير مقيدة تسبب في عقوبات صارمة الحقت ضررا بالغا بالاقتصاد المعتمد على النفط في الدولة العضو الكبير في اوبك.

وقالت الوكالة الذرية ان ايران ركبت اربعة فقط من اجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في محطة نطنز منذ أغسطس آب ليصل الاجمالي الى 15240 جهازا، وفي فترة الشهور الثلاثة السابقة من مايو آيار الى أغسطس آب قامت ايران بتركيب 1800 جهاز اضافي. وليست كل أجهزة الطرد المركزي المركبة تعمل، وقال الدبلوماسي الكبير "اضافة اربعة تعني اضافة لا شيء من الناحية الجوهرية. لا يوجد على الاطلاق سبب فني. من الواضح انه اختيار لعدم زيادة عدد اجهزة الطرد المركزي"، وقال التقرير الصادر عن الوكالة التي يوجد مقرها في فيينا إن ايران لم تركب اي اجهزة طرد مركزي متطورة أخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/تشرين الثاني/2013 - 19/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م