|
لقد ثبت عند أتباع أهل البيت عليهم السلام أن أفضل الأعياد وأعظمها
قاطبة هو عيد الغدير اعتمادا على الروايات الكثيرة التي انتشرت على
صفحات الكتب الحديثية والتاريخية وكذلك الفقهية.
قال رسول الله (ص) (يوم الغدير أفضل أعياد أمتي)..(1) (عن المفضل
قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام كم للمسلمين من عيد ؟ فقال: أربعة
أعياد، قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة فقال لي: أعظمها واشرفها يوم
الثامن عشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي اقام فيه رسول الله (ص) أمير
المؤمنين عليه السلام ونصبه للناس علما، قال قلت: ما يجب علينا في ذلك
اليوم ؟ قال يجب عليكم صيامه شكراً لله، وحمداً له مع أنه أهل أن يشكر
كل ساعة وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه
الوصي يتخذونه عيداً ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة)..(2)، علماً
لقد سمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد...(3)
ان الأعياد تتخذ عندما تتنزل فيها النعم والبركات المادية
والمعنوية قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (قال عيسى ابن مريم
اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا
وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين)...(4)
وكذلك في مسألة فداء إلله سبحانه وتعالى عبده إسماعيل عليه السلام
بكبش عظيم قال الله سبحانه وتعالى (وفديناهُ بذبح عظيم)...(5) فكان عيد
الأضحى تخليداً لتلك النعمة المعجزة التي نزلت من العزيز القدير تقديراً
للتسليم الكامل لسيدنا إسماعيل عليه السلام للأمر اللهي.
وأما عيد الفطر فتعظيماً للنعم الإلهية والثواب العظيم الذي حصل
عليه المسلمون نتيجة ضيافة الله سبحانه وتعالى لهم في شهر رمضان حيث
ليلة القدر فيه خيرً من ألف شهر قال الله سبحانه وتعالى (إنا أنزلناه
في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل
الملائكة والروح فيها بأذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى المطلع
الفجر)..(6)
وأما يوم الجمعة فتخليداً لما خلق الله في هذا اليوم والبركات
والنعم التي أنزلها الله وينزلها والأحداث المهمة التي وقعة فيه قال
رسول الله (ص) (ان يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله تعالى (وهو)
وأعظم (عند الله) من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمسة خصال: خلق الله
فيه آدم، واحبط (الله) فيه آدم الى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه
ساعة لا يسئل الله تعالى فيها أحد شيئاً إلا أعطاه ما لم يسئل حراما
(محرما) وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا شجر
إلا وهو يشفق (مشفق من) يوم الجمعة أن تقوم الساعة (القيامة)
فيه)...(7)
وهذه الأعياد الثلاث جميعها فيها صلاة خاصة بكيفية خاصة تسمى صلاة
العيد في الفطر والاضحى وصلاة الجمعة في يوم الجمعة ولكن سيد الأعياد
وأعظمها وأكبرها لأنه قد تم فيه إعلان الولاية وتنصيب سيد الأوصياء
بولاية المؤمنين وبعد هذا الحدث العظيم بشر الله سبحانه وتعالى
المسلمين باكمال الدين وإتمام النعمة والرضاء للمسلمين أن يكون لهم
الإسلام ديناً يتعبدون به لله سبحانه وتعالى حيث يقول الباري عزة قدره
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام
دينا)..(8)
لايصلى فيه صلاة العيد جماعة ؟؟؟؟، علماً جميع الأعياد السابقة هي
تعظيماً لركن معين من أركان الإسلام كالحج والصيام بالإضافة الى خلق
أدم عليه السلام وما جرى عليه من أحداث وهذه جميعها تكون من ضمن الدين
الذي أكمل بولاية أمير المؤمنين عليه السلام بل قبول هذه الأركان لايتم
إلا بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وما خلق أدم عليه السلام إلا من
أجل خلق رسول الله (ص) وصاحب الولاية وبقيت أهل الكساء عليهم السلام
والأئمة المعصومين من ذرية الحسين عليه السلام، وإنطلاقاً من نفحات يوم
الغدير العظيم الذي تم فيه تنصيب علي بن ابي طالب عليه السلام بالإمامة
وإرشاد الأمة الى إتباعه والأخذ منه ومن ثم أبناءه البررة الحسن
والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام، وفي زمان
الغيبة الكبرى وجّه الإمام الحجة (عج) الأمة الى وكلائه العامين حيث
قال (عج) في توقيعه الشريف (وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا بها الى رواة
حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله)...(9) وتنفيذاً لتعاليم الإمام
الحجة بن الحسن عليه السلام بالتوجه للمراجع العظام الجامعي للشرائط،
فقد توجه مجموعة من الشباب المؤمن بالسؤال حول شرعية الصلاة جماعة في
يوم الغدير الى مرجع من مراجعنا العظام وهو اية الله العظمى السيد صادق
الشيرازي حفظه الله، فأجاز السيد بذلك وشجع عليه، وأعادوا الشباب
بالسؤال ثانية حول كيفية الصلاة وهذا نص السؤال والجواب:
وجه مشروعية الجماعة بصلاة الغدير
سؤال: سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني
الشيرازي دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو وجه مشروعية الجماعة في صلاة الغدير والتي أفتيتم باستحبابها،
وبأيّة كيفية تكون؟
ودمتم ذخراً للمسلمين
جواب:
بسمه تعالى وله الحمد
وجه مشروعية الجماعة في «صلاة الغدير» مرسل أبي الصلاح، وقد أفتي
جمهرة من المتقدّمين والمتأخّرين بالمشروعية، حتى ان المحقّق الأردبيلي
رحمه الله نسب ذلك إلى المشهور.
وممن أفتى بذلك ظاهر المفيد في المقنعة، وأبو الصلاح والعلاّمة في
القواعد، والمحقّق الكركي والشهيدان الأول والثاني والمحقّق الأردبيلي
وصاحب المدارك والمحقّق الشيخ علي، والشيخ البهائي وشيخ الشريعة في
حاشية النخبة، وكاشف الغطاء، والسيد عبدالهادي الشيرازي في حاشية
العروة قدّس الله أسرارهم وعدد من المعاصرين.
(المصادر: القواعد، ج1، ص297؛ الذكرى، ج4، ص374؛ رسائل المحقّق
الكركي، ج1، ص135؛ مجمع الفائدة، ج3، ص32؛ المدارك، ج4، ص316؛ الحدائق،
ج11، ص87؛ جامع عباسي ص75 و ص92 وغير ذلك).
وأما الكيفية (فالظاهر) جوازها بأية كيفية كانت، سواء بما ذكرها أبو
الصلاح، أو بتسعة قنوتات، أو بغيرهما.
1. لإطلاق مرسل المفيد رحمه الله (المقنعة، ص203)، ولا تقييد في
المثبتين.
2. وهو مقتضى تعدّد المطلوب في المستحبّات، وإن كان الأولى اختيار
كيفية صلاة العيدين، لتبادرها من حكومة ما دلّ على أن «الغدير» عيدٌ بل
أعظم من الفطر والأضحى، ويجري فيه ما يجري فيهما إلاّ ما خرج بدليل
أخصّ، والله العالم.
تساؤلات واجوبة
ولكن بقيت بعض التساؤلات مثل الصيام في هذا العيد الكبير على الرغم
من حديث الرسول (ص) (لعن الله أمةً صامت عيدها) ؟؟؟ التخوف على الوحدة
الإسلامية ؟؟؟؟ ولماذا لم تقام هذه الصلاة من قبل ؟؟؟؟.
الصيام في هذا اليوم مستحب مؤكد كما هو مروي عن أئمة أهل البيت
عليهم السلام قال الإمام الصادق عليه السلام (من صامه كان افضل من عمل
ستين سنة)...(10)، ولكن الصيام لا يتعارض مع كون اليوم عيداً لأن رخصة
الصيام موجودة من خلال أحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام، علماً أنه
ليس العيد الوحيد الذي يصام فيه فهذا يوم الجمعة وهو أعظم من عيدي
الفطر والأضحى وروايات رسول الله (ص) وأهل البيت عليهم السلام تؤكد على
استحباب الصيام فيه قال رسول الله (ص)(من صام يوم الجمعة صبراً
واحتسابا أعطي ثواب صيام عشرة ايام غيرها لا تشاكل أيام الدنيا)...
(11)، كما هو الحال في وجوب الإفطار في السفر ولكن يستحب الصيام للحجاج
في يوم عرفة إذا لم يضعفهم عن الدعاء...(12)، كما هو الحال في وجوب
التقصير في الصلاة الرباعية للمسافر ولكنه يتخير في الصلاة في أربع
أماكن بل تكون التمام أفضل كما هو الحال في الحرم المكي ومسجد المدينة
المنورة و حائر الإمام الحسين ومسجد الكوفة.....(13).
أما بالنسبة للوحدة الإسلامية فها نحن لم نصلي هذه الصلاة جماعة
بكيفية صلاة العيد لأكثر من 1424 سنة فهل تقرب لنا المعاندون
والمخالفون والناصبيون بل ازدادوا في تشددهم وغيهم أكثر وأكثر، علماً
إظهار مراسيم العيد بشكل واضح وجلي الى العالم يجعل الموالون يعيشون
أجواء عيد الولاية الحقيقية التي تقوي أواصر المجتمع في جميع الأبعاد
والتي نحتاج إليها حقاً في يوم الولاية الكبرى وهو أعظم الأعياد بقول
رسول الله (ص) بالإضافة الى إثارة التساؤلات التي تدفع الأخرين الى
البحث والتنقيب في صحة ما يقوم به الموالين لأهل البيت عليهم السلام
ومن ثم الخدمة في نشر مذهب أهل البيت عليهم السلام في أرجاء المعمورة
التي من خلالها سنحصل على الوحدة الحقيقية التي أمرنا الله بها حيث
يقول سبحانه وتعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)...(14)،
كما حصل و يحصل من إحياء الشعائر الحسينية التي خدمة في إبقاء المذهب
ونشره الى الافاق البعيدة في العالم.
الفترة التي عاشها رسول الله (ص) بعد يوم الغدير سوى شهرين وعشرة
أيام لا غير وحتى هذه الفترة كان في مرض شديد جعله حبيس غرفته الى أن
ألتحق بالرفيق الأعلى، بالإضافة الى قصر الفترة ومرض الرسول (ص) رفض
الكثير من القيادات القرشية وكذلك بعض وجوه الأنصار لمحتوى هذه البيعة،
حيث لم يعطوا رسول الله (ص) الكتف والدواة أو اللوح والدواة لكي يكتب
كتاباً لن يضلوا بعده أبدا فصرخ عمر بن الخطاب دعوا الرجل أنه يهجر
وبعضهم يجّمل العبارة ويحولها دعوا الرجل لقد غلب عليه المرض أو الوجع
وهذا الحادثة قد رواها أغلب علماء الحديث وفي مقدمتهم البخاري تحت
عنوان رزية يوم الخميس (15)، فقد انقلبت الأمة على بيعة يوم الغدير
وحاولت بشتى الطرق أن تبعد أمير المؤمنين عليه السلام عن حقه الشرعي بل
تعاقبت جميع الحكومات التي سيطرت على مقاليد الحكم في الإستمرار بنفس
النهج في محاربة الخط المحمدي الأصيل حيث يقول الله سبحانه وتعالى (وما
محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على
أعقابكم....) (16)، ولكن بالرغم من كل الوسائل الجائرة والوحشية التي
استعملتها الحكومات في اخفاء محتوى يوم الغدير لكنها لم تستطع بل عجزت
في إخفاء تلك الحقيقة الإلهية التي تصدى لحفظها الله سبحانه وتعالى حيث
قال (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)..(17) بل أصبحت الشهادة
الثالثة في الآذان التي هي نتاج من ذلك اليوم شعار المذهب بل اصبحت من
الضروريات المهمة التي يجب الحفاظ عليها، فلماذا لاتكن صلاة العيد في
يوم الغدير وهو العيد الأكبر شعاراً للمذهب أيضاً وضرورياته التي يجب
الحفاظ عليها لأنها تعطي المظهر الحقيقي لعيد الولاية الكبرى وهو يوم
الغدير الأغر.
http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/khadairalawad.htm
............................................
(1)الأمالي – الشيخ الصدوق ص188 (2) بحار
الأنوار-للعلامة المجلسي ج 94 ص110(3) تاج العروس – الزبيدي ج5 ص137(4)
سورة المائدة آية 114(5) سورة الصافات آية 107(6) سورة القدر(7) عدة
الداعي - ابن فهد الحلي ص 38 (8) سورة المائدة آية3(9) 8الوسائل ج18
ص101 الباب 11 من أبواب صفات القاضي ح9 (10) جواهر الكلام-الشيخ
الجواهري ج17 ص97 (11) مسند الشيعة- المحقق النراقي ج10ص493،عيون أخبار
الرضا عليه السلامج2 35-92، الوسائل ج10 ص412 أبوا الصيا
المندوبب5ح2(12) المسائل الفقهية وكذلك كتاب الحج لجميع مراجعنا
العظام(13) الرسائل العملية لمراجعنا العظام – كتاب الصلاة (14) سورة
آل عمران آية103(15) 14صحيح البخاري ج4ص31 دار الفكر(16) سورة آل عمران
آية 144(17) سورة الحجر أية 9 |
