المرأة الأفغانية... كائن في ادنى سلم المواطنة!

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: لا تزال المرأة في باكستان تكافح بقوة من اجل ان تعيش حياة تليق بكرامة الانسان، وتحافظ على شخصيته من الاذلال والامتهان وسلب الحقوق، حيث تعاني المرأة في باكستان من عادات وتقاليد بالية تعيق تقدمها وابراز دورها في الحياة كعنصر انساني مهم يشارك في البناء المجتمعي، فضلا عن طبيعة الحياة الكارثية التي تعيشها حيث المطاردة والملاحقة والعقوبات التي تصل حد القتل، بسبب عدم قبول الرجال لتعلم النساء او السير والذهاب بمفردهن الى التسوق وقضاء بعض احتياجات المرأة او العائلة، بل هناك موجة تعصب متفاقمة تحاول ان تمنع المرأة الباكستانية من حق التعليم والذهاب الى المدارس وحرمانها من حق التعليم والمشاركة الفعالة في الحياة اليومية للمجتمع.

لكن مع كل هذه المصاعب الجمة التي تواجه المرأة الباكستانية هناك اصرار كبير على التقدم الى امام نحو الحرية والتطور، إذ هناك نساء ناشطات يعملن ليل نهار ويكافحن من اجل فك القيود عن النساء ومحاربة التعصب الذكوري، بالاضافة الى استخدام الاعلام والفن من اجل توعية المجتمع على اهمية مشاركة المرأة الفعالة في الحياة العامة وحماية حقوقها خاصة حق التعليم والسير بمفردها وحق التعليم وما شابه، اذ تشير الدلائل على ارض الواقع ان هناك تقدما جيدا للمرأة في باكستان من حيث التعليم والمشاركة.

مجلس جيرغا

في سياق متصل عندما تعرضت طاهرة المراهقة الباكستانية التي ارغمت على الزواج في سن مبكرة، لهجوم بالحمض الكاوي وللقتل العام الماضي، لم تحرك السلطات المحلية ساكنا فلم يحصل اي تحقيق او محاكمة الى ان تحركت نساء بفضل مجلس قبلي تقتصر عضويته على النساء، لرصد المعتدي المفترض.

في الريف الباكستاني لا يزال التمييز بحق المرأة متجذرا جدا ولا سيما في وادي سوات (شمال غرب). ففي هذه المنطقة الجبلية الرائعة الواقعة في اسفل الجبال، تعرضت المراهقة مالالا يوسفزاي التي كانت تناضل من اجل حق الفتيات في التعلم، لمحاولة اغتيال نفذتها حركة طالبان في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

وقد اصيبت برصاصة في الرأس لكنها نجت فاستحالت رمزا وصنفت بين اكثر مئة شخصية نفوذا في العالم من قبل مجلة "تايم" الاميركية. وقد القت خطابا الاسبوع الماضي امام الامم المتحدة بمناسبة بلوغها السادسة عشرة.

بين عامي 2007 و2009 ، سيطرت حركة طالبان على هذا الودي الذي كان يتغنى السياح بجماله الطبيعي وفرضوا نظامهم الصارم. فمنعوا الفتيات من التوجه الى المدرسة واضرموا النار في الصفوف وارغموا النساء على عدم الخروج من منازلهم الا برفقة محرم.

لكن الجيش الباكستاني استعاد السيطرة على الوادي. الا ان بعض التقاليد المحلية القديمة الراسخة جدا في هذا المجتمع المحافظ ، لا تزال تعتبر المرأة مواطنة من "الدرجة الثانية"، فشأنها شأن الاف المراهقات الباكستانيات من عائلات فقيرة زوجت طاهرة رغما عن ارادتها في سن الثانية عشرة. وبعد اربع سنوات على ذلك اقدم زوجها بعد سوء معاملتها بشكل متكرر، الى مهاجمتها بالحمض الكاوي على وجهها و"اعلى جسدها" على ما تروي والدتها جان بانو، وقد توفيت الشابة التي تعرضت لحروق كبيرة في الوجه والجسم بعد اسبوعين من المعاناة معزولة في غرفة على ما تضيف والدتها التي تتسلق بصعوبة بسبب معاناتها ومرض السكري التي اصابها، التلة العالية في البلدة لتصلي على قبر ابنتها.

بعد الهجوم ، توجهت عائلة طاهرة الفقيرة الى الشرطة فورا الا ان الضباط لم يحركوا ساكنا. واتصل شقيق طاهرة الاكبر بمسؤول في الحكومة الا ان زوجها صبحي خان هدده بالانتقام في حال لم يطمر القضيةن وتوجهت العائلة يائسة الى مجلس "جيرغا" المحلي الذي يضم وجهاء قبليين يسهرون على تطبيق القانون العرفي في المنطقة. لكن من دون التوصل الى نتيجة. لا بل اقترح اعضاء المجلس كتعويض تزويج احد اشقاء طاهرة الى شقيقة صبحي... سمعت والدة طاهرة عندها عن مجموعة جديدة من الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة شكلت مجلس جيرغا مؤلفا حصرا من النساء في سيادو شريف المدينة المجاورة لمينغورا كبرى مدن وادي سوات، وتوضح تاباسوم عدنان رئيسة مجلس الجيرغا هذا غير المسبوق المؤلف من 25 عضوا "كنا قد سئمنا من مجالس الجيرغا للرجال التي تتخذ عادة قرارات مؤيدة للرجال وتضحي بالنساء من اجل التستر على اخطائها". بحسب فرانس برس.

وتضيف في مكتب مجلسها المتواضع "لم يكن بامكاننا ان نترك النساء تحت رحمة مجالس الجيرغا المؤلفة من الرجال". وقد سمي المجلس "خوايندو تولانا" اي "جماعة الشقيقات" في لغة باتشو الرئيسية في شمال-غرب باكستان.

هذا المجلس الفريد من نوعه في باكستان تشكل في اذار/مارس بعد برنامج لتنمية قدرات النساء نفذته منظمة غير حكومية محلية. وتقول عدنان "حماسة النساء حفزتنا على تشكيل جيرغا منفصلة في سبيل النضال من اجل حقوقنا".

هذه الجهود لم تذهب هباء. فقد نظمت هذه الجيرغا تظاهرات دعم مع عائلة طاهرة. واقنعت الشرطة المحلية حتى بفتح تحقيق جنائي في حق زوجها السابق المتواري عن الانظار، لكن كما هو متوقع الرجال غير مستعدين للاعتراف بهذا المجلس الذي يتحدى سلطتهم. وبكلام مبطن يرى البعض ان فكرة تشكيل مجلس جيرغا نسائي "امر سخيف"، وساعدت "جماعة الشقيقات"حتى الان نحو عشرة نساء وحاولت مد جسور مع مجالس جيرغا تقليدية ذكورية، الا ان ضم النساء الى مجالس الجيرغا المغلقة "امر مستحيل" على ما يؤكد احمد شاه الناطق باسم الجمعية القبلية الرئيسية في سوات.

وتعتبر المحامية سايما انور اول امرأة تمارس هذه المهنة في وادي سوات، ان مجلس "خوايند تولانا" يشكل خطوة مهمة جدا للدفاع محليا عن حقوق المرأة،  وتؤكد "مجلس الجيرغا هذا هو مجهود مشكور سيساعد المرأة على النضال من اجل حقوقها متجاوزة الخوف والعقبات التي يضعها الرجال".

تعليم الفتيات

على صعيد آخر يسجل عدد طالبات المدارس في وادي سوات في باكستان ارتفاعا كبيرا رغم الاعتداء الذي استهدف العام الماضي الطالبة مالالا يوسف ضي في هذه المنطقة، وهو ما يؤشر على تحسن الاوضاع الامنية هناك.

وكانت مالالا تعرضت في الثاني عشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي لاطلاق نار على يد اسلاميين متشددين من حركة طالبان باكستان، ارادوا من تلك العملية توجيه رسالة الى سكان وادي سوات (شمال غرب البلاد) بان الاناث لا ينبغي لهن ان يذهبن الى المدارس، وخصوصا المدارس غير الدينية.

واصيبت مالالا آنذاك برصاصة في رأسها، وانقذت بمعجزة، ثم نقلت الى مستشفى بريطاني ما زالت مقيمة فيه حتى اليوم، واثارت قصتها تعاطفا كبيرا في باكستان وفي الخارج، وايضا على مستوى رؤساء الدول والنجوم العالميين مثل انجلينا جولي ومادونا، وتحتفل هذه الفتاة بعيد ميلادها السادس عشر، ومن المقرر ان تلقي كلمة في مقر الامم المتحدة في نيويورك، تثير فيها قضية ملايين الاطفال الذين لا يقدرون على متابعة تحصيلهم العلمي في مختلف بقاع الارضن في كانون الاول/ديسمبر، احتجت طالبات باكستانيات على قرار السلطات اطلاق اسم مالالا على مدرستهن، وذلك تخوفا من ان تصبح المدرسة هدفا لعمليات المتشددين الاسلاميين، حتى انهن مزقن صورا لها.

لكن عدد الفتيات المسجلات في المدارس آخذ في الارتفاع في مدارس وادي سوات، الذي كان تحت سيطرة حركة طالبان من العام 2007 وحتى العام 2009 عندما شن الجيش الباكستاني هجوما واسع النطاق استعاد فيه السيطرة على الوادي. وقد بلغت هذه النسبة 6% منذ العام الماضي، اذ اصبح عدد الطالبات المسجلات 102374 طالبة هذا العام مقابل 96540 العام الماضي، بحسب السلطات.

ويعود الفضل في هذا الارتفاع بالدرجة الاولى الى استعادة الامن في هذه المنطقة، بحسب ما تقول سلطانة انوار مديرة احدى اقدم مدارس الاناث في مينغورا، كبرى مدن وادي سوات، وتضيف "كان عناصر حركة طالبان يمنعون الفتيات من الدراسة، ويهددونهن في حال ذهبن الى المدرسة، اما اليوم فان الفتيات يعدن الى مقاعد الدراسة شيئا فشيئا، ما يدل على تلاشي الخوف"، وتتابع قائلة "عندما يتم حظر شيء ما بالقوة، فانه يعود ويظهر بإصرار أكبر"، في هذه المدرسة المتواضعة، لا تحظى قاعات التدريس ذات الجدران الملونة بطاولات وكراس، بل ان الطالبات يجلسن على الارض افساحا في المجال امام أكبر عدد ممكن.

سعيدة رحيم واحدة من الطالبات اللواتي استأنفن دراستهن بعد توقف قسري ناجم عن وجود حركة طالبان في الوادي، وفي الأيام الاولى بعد انسحاب المقاتلين المتشددين ظلت المخاوف مخيمة على عائلتها لوقت ما، ثم تلاشت هذه المخاوف وقررت العائلة اعادتها الى المدرسةن ومع ان حادثة مالالا ليست هي الدافع لعودة سعيدة الى الدراسة، الا انها تستوحي منها، كما تقول، وتضيف "اقدر ما تقول، واريد ان اتابع العمل الذي بدأته، وأن أظهر في الإعلام وأن اقنع الناس أن التعليم هو حق للفتيات".

ويرى عرفان حسين بابك وهو مدير مدرسة في قرية سيد شريف قرب مينغورا "الكثير من الفتيات لديهن قناعة ان مالالا لم تفعل شيئا للتعليم وانها لاقت ترويجا كبيرا من وسائل الاعلام"، ويضيف "كثيرون هنا يعتقدون ان مالالا لا علاقة لها بارتفاع عدد الطالبات في المدارس، بل ان هذا الارتفاع عائد الى الوعي بين الناس".

ورغم هذا الارتفاع، ما زال الطريق طويلا امام التعليم في باكستان، حيث اكثر من خمسة ملايين طفل محرومون من التعليم الاساسي، من بينهم ثلاثة ملايين فتاة.

وترتفع نسبة الامية في ولاية خيبر باختونخوا المحافظة والواقعة بمحاذاة الحدود مع افغانستان، الى اكثر من 60% لدى النساء. وقد دمر عناصر طالبان 750 مدرسة في خلال خمس سنوات، الا ان 611 مدرسة اعيد بناؤها بعد ذلك بحسب ما يؤكد وزير التعليم محمد عاطف لوكالة فرانس برس.

وقد رفعت السلطات المحلية التي يرأسها بطل الكريكيت السابق عمران خان ميزانية التعليم بنسبة 27% ليتجاوز 660 مليون دولار، ويقول عمران، الذي وجه نداء للحوار مع طالبان، "التعليم هو الاولوية في ميزانيتنا، وتعليم الفتيات هو اولى اولوياتنا".

مقاتلة البرقع

على نحو مختلف فمن المنتظر أن تظهر شخصية البطلة الخارقة "بوركا آفينجر" أو "مقاتلة البرقع" لأول مرة على شاشات التلفزيون الباكستاني الشهر المقبل، تستخدم هذه الشخصية الكرتونية الكتب والأقلام ضد الأشرار ممن يحاولون إغلاق إحدى المدارس التي تعمل بهان تعمل شخصية البطلة الخارقة التي ترتدي البرقع على محاربة الأشرار ممن يكرهون المدارس، حيث تظهر لهم لمحاربتهم في الليل، بينما تعمل في الصباح معلمة في المدرسة.

ولم يعرض هذا المسلسل الكرتوني على شاشات التلفزيون بعد، إلا أن هذه الشخصية قد بدأت في تشكيل انطباع عام في دولة تقدر فيها نسبة الأمية بين السيدات بـ 12 في المئة، في القوت الذي تستكمل فيه حركة طالبان حملتها التي تقوم فيها بإخراج المئات من البنات من مدارسهن في شمال غربي البلاد.

ووضع فكرة المسلسل مغني البوب الباكستاني آرون هارون رشيد، والذي شرع العام في عمل تطبيق لعبة للآيفون بنفس الاسم، حيث جرى إنتاج مقطع فيديو متحرك قصير لتسويق ذلك التطبيق، إلا أن الشخصية الرئيسية في تلك اللعبة أخذت طريقا آخر لتصبح فيما بعد شخصية البطلة في مسلسل كرتوني يتألف من 13 حلقة، وسييجري عرضه على شاشة تلفزيون "جيو" أوائل الشهر المقبل.

وقال رشيد لبي بي سي: "إن هذه طريقة مشوقة لتوصيل الرسائل الاجتماعية الإيجابية بطريقة فعالة إلى الأطفال. فشخصية "مقاتلة البرقع" تعتبر مثالا رائعا نفتقد أمثاله كثيرا هنا في باكستان".

وقد تختلف مع ذلك العديد من السيدات اللاتي يعملن في مجال حقوق المرأة في باكستان. فاستخدام البرقع، الذي يغطي جسد المرأة من رأسها وحتى أخمص قدميها وترتديه في الغالب السيدات في المناطق القبلية الواقعة شمال غرب باكستان، يعتبر لباسا مثيرا للجدل في بلد لا يزال يعاني من آثار التطرف الديني خلال العقد الماضي.

أما مارفي سيرميد، وهي صحفية وناشطة حقوقية تعمل في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، فترى أنه ليس صحيحا أن يتم تصوير رمز للمقاومة من سيدة ترتدي لباسا يربطه البعض ارتباطا مباشرا بكونه مظهرا من مظاهر حرية المرأة في باكستان.

وقالت سيرميد: "يصور لك هذا المسلسل أنه لا يمكنك الحصول على السلطة إلا إذا ارتديت ذلك اللباس الذي يمثل الظلم والقهر. حيث يحقر ذلك من قدر تلك السيدات اللاتي يتحلين بالشجاعة في المناطق المتحفظة في باكستان، ممن يجاهدن من أجل حقوق المرأة والتعليم والعدالة، ومن يقولون "لا" لمثل ذلك الشكل من أشكال النمطية"، ويرى طه إقبال، رئيس قسم الرسوم المتحركة في مسلسل بوركا آفينجر، أنه على الجميع أن ينتظروا حتى حين ظهور المسلسل للنور.

حيث يرى إقبال أنه وكما هو الحال بالنسبة لأي بطل خارق آخر، فإن ارتداء البرقع ليست له أي علاقة بالقمع، وقد انتشرت مقاطع الفيديو من المسلسل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حتى قبل ظهور أي عمل ترويجي رسمي يصدر عن شركة إنتاج يونيكورن بلاك التي يمتلكها آرون رشيد. بحسب البي بي سي.

وجرى إنتاج ذلك المسلسل خلال فترة تربو على عام، وقام به فريق إنتاج يتكون من 22 فردا داخل أحد المكاتب الصغيرة في إسلام آبادن كما يجري نشر مقاطع الفيديو الموسيقية التي تضم عددا من أفضل فناني باكستان الموسيقيين مثل علي أزمت وجوش وعلي ظفر، كما سيجري أيضا عرض القمصان والمبيعات الأخرى بهدف تقديم شخصية بوركا آفينجر كشخصية بطلة باكستانية خارقة.

ويقول آرون رشيد إن فكرة هذا المسلسل الكرتوني لا تتركز حول مدرسة البنات فحسب، بل سيعمل على تعليم الأطفال بعض القيم كالتسامح والمساواة والقضايا الاجتماعية الأخرى في المجتمع الباكستاني، ويؤكد رشيد أيضا على أن الموضوع المحوري للمسلسل يدور حول عدم العنف، حيث يقول إن الشخصية الرئيسية في المسلسل تستخدم الكتب والأقلام في مواجهة أعدائها، ولا يرى رشيد أن تلك الرمزية في المسلسل معقدة للدرجة التي يصعب على الأطفال فهمها، ويؤكد قائلا: "تقول لنا هذه الشخصية إن القلم أمضى من السيف. كما أنها لا تلجأ للعنف حيث تستخدم الكتب في قتالها، بينما يستخدم الآخرون القنابل".

حظر النساء من التسوق

من جهة أخرى قال مسؤول بالشرطة الباكستانية ان رجال دين في شمال غرب باكستان اصدروا حظرا مؤقتا على تسوق النساء ما لم يرافقهن أحد اقاربهن الذكور في خطوة تهدف إلى عدم تشتيت انتباه الرجال خلال شهر رمضان الكريم.

وقال مسؤول شرطة منطقة كاراك باقليم خيبر يختون خوا لرويترز إن الشرطة تؤيد الحظر الذي اعلن عبر مكبرات اصوات المساجد يوم الجمعة في في كاراك، وستلقي السلطات القبض على اي امرأة تتسوق بمفردها وقد يعاقب اصحاب المتاجر اذا باعوا لنساء ليس معهن مرافق من اقاربهن، وقال تاجر انه يخشى ان يؤثر الحظر على حركة البيع والشراء ويضر بسمعة المنطقة، وقال منوار خان أحد تجار المنطقة لرويترز "لم ندعم قط هذا الحظر وعقدنا اجتماعا يوم الاربعاء للاحتجاج على قرار رجال الدين"، وتتبع قطاعات واسعة من باكستان الريفية نهجا  محافظا للغاية. وقتل الالاف من السيدات في السنوات الاخيرة بسبب سلوك اعتبرته عائلاتهن غير لائق، وجاء في الاعلان الذي اذاعته المساجد ان الهدف من الحظر هو عدم جذب انتباه الرجال خلال شهر رمضان. بحسب رويترز.

وقال مسؤول بالادارة المحلية يدعى سارفاراز خطاك ان الحظر اقترحه فصيل من جمعية علماء الاسلام بزعامة فضل الرحمن، ولم تحقق مثل هذه الاحزاب الدينية اداء جيدا في الانتخابات الباكستانية ولم تفز الا بعدد قليل من المقاعد. لكن الساسة غالبا ما يتقاعسون عن انتقاد رجال الدين لاسباب منها الخوف من استهدافهم من قبل انصارهم، ويعارض بعض سكان المنطقة ذلك الحظر، وقال شخص يدعى محمد نعيم خطاك "افراد العائلة الذكور ليس لديهم ما يكفي من الوقت لاصطحاب النساء الى السوق..اين تستطيع النساء التسوق اذا تم حظرهن من الذهاب للسوق؟".

أعمال عنف وحشية

الى ذلك قالت الشرطة الباكستانية ان شابا طعن 25 امرأة على الاقل هذا الشهر في بلدة باكستانية صغيرة وان عددا كبيرا من النساء يخفن الخروج من المنزل،  وقال حسيب الحسن المتحدث باسم منطقة ساهيوال في اقليم البنجاب بشرق باكستان "معظم الحوادث وقعت بعد الغروب لكن بعض التلميذات تعرضن للهجوم أثناء عودتهن من المدرسة"، واستطرد "لا نستطيع تأكيد العدد الاجمالي للحوادث لكنها تتراوح بين 25 و40 حادثا". بحسب رويترز.

وذكر الاطباء ان معظم الضحايا من بلدة تشيتشاواتني على بعد 450 كيلومترا من العاصمة وانهن تعرضن للطعن في السيقان أو البطن او في الظهر. وقالت الشرطة ان الدافع وراء الهجمات غير واضح لكن المهاجم قد يكون مختلان وقال الطبيب عاصم وقار في مستشفى البلدة في اتصال هاتفي "طعن معظم النساء بعد الغروب وكانت اثنتان ترتديان النقاب حين هاجمهما"، ونقلت الى مستشفاه أول حالة في السادس من اكتوبر تشرين الاول ومنذ ذلك الحين يستقبل المستشفى حالتين او ثلاثا في اليوم. واحتاجت بعض الضحايا الى جراحات، وعرضت الشرطة مكافأة مالية تساوي في قيمتها 2000 دولار لمن يساعد على اعتقال المهاجم.

كما أقدم باكستاني على قتل ابنته و5 من أفراد عائلتها، بينهم طفلاها، انتقاماً لشرفه بعد مرور 5 سنوات على زواجها من حبيبها غصباً عنه، وأفادت قناة (جيو تي في) الباكستانية اليوم الثلاثاء ان رجلاً يدعى شوكت مايو قتل ابنته وزوجها وولديها واثنين من أخوة الزوج في بلدة تارا سينغ، في مسعى منه "لاستعادة شرفه الضائع" بعد مرور 5 سنوات على زواجها بالرجل الذي تحب.

وأوضحت ان طاهر سروار كان قد هرب مع "شاهناز"، ابنة مايو، ليقيما بعيداً عن والدها الذي تعهد بقتلهما لأنهما جلبا العار لعائلته. بحسب يوناتيد برس.

وذكرت الشرطة ان الرجل هاجم المنزل وأقدم على فعلته، وخرج مع مرافقيه بعد التأكد من مقتل الجميع، ويجري البحث عنه لتوقيفه بتهمة القتل، ونقلت الجثث إلى المستشفى لإخضاعها للتشريح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31/تشرين الاول/2013 - 26/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م