ليبيا... دولة في فوهة المجهول

 

شبكة النبأ: لا تزال ليبيا وعلى الرغم من مرور أكثر من عامين على سقوط نظام معمر القذافي تواجه الكثير من تحديات الأمنية والاقتصادية الخطيرة بسبب الضعف الحكومي وانتشار المليشيات المتمردة و الجماعات المسلحة التي تسعى الى إضعاف هيبة الدولة في سبيل تحقيق مكاسب خاصة، وبحسب بعض المراقبين فان الأحداث التي تشهدها ليبيا تنذر بتفكك وتقسيم البلاد التي سقطت في أيدي الميليشيات المسلحة، وفيما يخص أخر التطورات والأخبار الأمنية في ليبيا والتي أصبحت محط اهتمام العديد من الأوساط الإعلامية والدولية فقد قال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين قتلوا قائد الشرطة العسكرية الليبية أحمد البرغثي لدى مغادرته منزله في مدينة بنغازي بشرق البلاد مما أدى إلى ردود فعل غاضبة من الأهالي. وقال المصدر إن عدة طلقات أصابت البرغثي ونقل إلى المستشفى حيث توفي هناك متأثرا بجروحه.

واغتيل عدد من ضباط الجيش في بنغازي التي قتل فيها السفير الأمريكي في هجوم شنه إسلاميون على القنصلية الأمريكية قبل عام. ويمثل إطلاق النار على البرغثي الذي كان يقضي عطلة في المدينة أبرز هجوم وقع هناك خلال أسابيع. وقال شهود إنه بعد عدة ساعات من إطلاق الرصاص انضم عشرات السكان لأبناء قبيلة البرغثي في اقتحام منزل وسام بن حميد وهو زعيم ميليشيا بارز. وأشعلوا النار في منزله. واتهم بعض المحتجين بن حميد زعيم ميليشيا قوة درع ليبيا بالضلوع في قتل البرغثي الذي كان يسعى لإعادة النظام في بنغازي وأماكن أخرى.

الى جانب ذلك اعلن مسؤول امني بارز ان وحدة من الثوار السابقين القت القبض على خلية "ارهابية" مؤيدة لنظام معمر القذافي و"مرتزقة اجانب" يشتبه بتورطهم في عمليات اغتيال في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان سرايا شهداء ليبيا التابعة لغرفة العمليات الامنية المشتركة القت القبض على خلية ارهابية مؤيدة لنظام معمر القذافي المنهار ومرتزقة اجانب واعترفت بوقوفها وراء بعض عمليات الاغتيال في المدينة.

واوضح ان قرابة العشرة اشخاص بينهم ثلاثة يحملون الجنسية التشادية القي القبض عليهم واعترفوا بوقوفهم وراء قرابة 15 قضية اغتيال لشخصيات عسكرية وامنية من خلال زرع عبوات متفجرة لاصقة اسفل سياراتهم، لافتا الى ان اعترافاتهم تضمنت ان هناك خلايا اخرى تقف خلف مثل هذه العمليات.

واكد المتحدث الرسمي باسم الغرفة العقيد عبدالله الزايدي الخبر دون اعطاء مزيد من التفاصيل، لكن محطة تلفزيونية محلية بثت اعترافات لثلاثة أشخاص يحملون الجنسية التشادية. وقال هؤلاء المتهمون انهم عسكريون في الجيش التشادي وانهم دخلوا البلد في 19 اذار/مارس 2011 خلال محاولة قوات القذافي اقتحام بنغازي. وأضافوا انهم منذ ذلك الحين انتشروا في المدينة وقاموا بعدة عمليات لزعزعة الامن والاستقرار بتوجيهات من قيادة ليبية لهذه الخلية.

لكن مسؤولا امنيا شكك في مصداقية المعلومات ومسؤولية الاشخاص الموقوفين في عشرات عمليات اغتيال لعسكريين ومسؤولين امنيين في الاشهر الاخيرة. واضاف هذا المصدر طالبا عدم كشف هويته ان الاشخاص الموقوفين هم على الارجح من اليد العاملة الاجنبية. والاعلان عن هذه التوقيفات قد يهدف الى تغطية المسؤولين الحقيقيين عن الاغتيالات. وقبل ساعات من ذلك اعتدى مجهولون على مبنى كتيبة حماية الاهداف الحيوية في منطقة الكويفية الواقعة في المدخل الشرقي لمدينة بنغازي من خلال القاء حقيبة متفجرات ادى انفجارها الى اضرار مادية بسور المبنى دون وقوع ضحايا بشرية. بحسب فرانس برس.

على صعيد متصل اعلنت وكالة الانباء الليبية ان شاحنة لنقل الاموال تعرضت لعملية سطو في مدينة سرت من قبل مسلحين غنموا دنانير ليبية وعملات اجنبية بقيمة نحو 54 مليون دولار. وقالت الوكالة ان شاحنة لنقل الأموال تعرضت لعملية سطو مسلح بمنطقة الغربيات بمدينة سرت من قبل عشرة أشخاص مسلحين ونقلت الوكالة عن مصدر في مصرف ليبيا المركزي فرع سرت قوله ان الشاحنة تعرضت إلى اعتداء مسلح من قبل عشرة أشخاص مدججين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة عند مفترق طريق الغربيات بسرت واستولوا علي مبلغ مالي قدره 53 مليون دينار ليبي و12 مليونا من العملة الأجنبية بين دولار ويورو".

واوضح المصدر نفسه ان هذه الاموال كانت وصلت للتو من طرابلس عبر الجو وعند نقلها في الشاحنة الى سرت تعرضت للسطو. ونقلت الوكالة ايضا عن مصادر امنية ان عملية البحث جارية عن الشاحنة والسيارتين اللتين استخدمهما المهاجمون واللتين تم التعرف على نوعيتهما وأنه يجري تمشيط المنطقة للقبض على الجناة.

صراع الميليشيات

في السياق ذاته وجه رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الشكر لميليشيا مسلحة على إنقاذه بعد ساعات من خطفه من فندقه في طرابلس على ايدي مسلحين ينتمون لميليشيا منافسة. وحتى بالنسبة لمواطني ليبيا الذين اعتادوا على البدايات العاصفة لديمقراطيتهم سلط خطف زيدان من فندق كورينثيا الضوء على قوة المقاتلين السابقين بعد عامين من إطاحتهم بالعقيد معمر القذافي وعلى مخاطر التناحر فيما بينهم.

وتوجهت قوات الشرطة والجيش الليبي الناشئ إلى مكان الحادث لكن رجال الميليشيا السابقين أظهروا أن لهم اليد العليا في نزاع بين الزعماء القبليين والإسلاميين المتنافسين على غنائم ما بعد الانتفاضة في ليبيا المنتجة للنفط. وبسبب هذا النزاع أصبحت ليبيا أقرب إلى خوض حرب جديدة تهدد المكاسب الديمقراطية للانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي. واضطرت الحكومة الليبية المركزية العاجزة عن استعادة السيطرة على بلد تنتشر فيه بكثافة أسلحة تعود لعصر القذافي إلى محاولة إدماج الميليشيات في أجهزة أمن شبه رسمية لا تسيطر عليها جيدا.

وقال زيدان للصحفيين بعد إنقاذه مشيرا إلى منتقدين في البرلمان يعتزمون إجراء تصويت على سحب الثقة من حكومته لاتهامه بالفشل في إقرار الأمن إنه يريد بناء دولة لها جيش وشرطة ومؤسسات لكن هناك من يريد عرقلة هذا. ولم تشهد العاصمة طرابلس اشتباكات كبيرة بين الميليشيات مثل مدينة بنغازي في شرق ليبيا. لكن الصراع واضح للعيان حيث يجلس مسلحون من جماعتين متنافستين في شاحنات مشهرين أسلحة مضادة للطائرات في أجزاء مختلفة من العاصمة.

وفي الشرق تتمركز قوة درع ليبيا وميليشيات إسلامية تضم مقاتلين مناهضين للقذافي في المناطق الساحلية الليبية بينما يتحصن قادتهم في مدينة مصراتة في قاعدة معيتيقة الجوية. وتسيطر ميليشيا الزنتان القبلية القوية وهي جزء من اتحاد فضفاض لجماعات معظمها بدوية في عمق الصحراء على منطقة حول مطار طرابلس الدولي. وكانت هذه الجماعات في يوم من الأيام جزءا من قوات الأمن التابعة للقذافي.

وتعكس الخصومة بين الميليشيات في ليبيا صراعا في داخل الحكومة الليبية الهشة حيث يسيطر الاتحاد القبلي المدني على وزارة الدفاع بينما تتبع قوة درع ليبيا ذات التوجه الاسلامي وزارة الداخلية. وينقسم البرلمان الليبي وفقا لنسق مشابه حيث يختلف اتحاد القوى الوطنية مع الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا بشأن مستقبل البلاد.

وقال خاطفو زيدان المتحالفون مع قوة درع ليبيا إن دافعهم لخطفه كان الغضب بسبب غارة أمريكية أدت إلى اعتقال شخص يشتبه بأنه قيادي كبير في تنظيم القاعدة في طرابلس. ووصف رئيس الوزراء الذي أطلقت ميليشيا موالية لوزارة الدفاع سراحه عملية خطفه بأنها محاولة انقلاب. وتصاعد التوتر مع الإسلاميين منذ زيارة زيدان لمصر حيث اتهموه بتأييد عزل الجيش المصري للرئيس الإسلامي محمد مرسي.

من جانب اخر اعلن مدير مكتب مكافحة الجريمة الليبي عبد المنعم الصيد المتهم من قبل الحكومة الليبية بالتورط في خطف رئيس الحكومة الليبية انه مسؤول عن القاء القبض عليه، معربا عن افتخاره بهذا العمل. وقال الصيد في تصريح صحافي انا الذي اعتقل زيدان وافتخر بذلك. وكان الصيد يتكلم خلال مؤتمر صحافي عقده عضوان اسلاميان في المؤتمر الوطني الليبي العام هما محمد الكيلاني ومصطفى التريكي بهدف نفي اتهام زيدان لهما بالتورط في خطفه. وقال الصيد امام الصحافيين انه اعتقل رئيس الحكومة لتورطه بحسب قوله في قضيتي مخدرات وفساد. واضاف الصيد انه تم ضبط مخدرات في سيارة باسم علي زيدان معتبرا ان رئيس الحكومة الليبية لا يحظى بحصانة أمام هذه الواقعة.

وقال ريكاردو فابياني وهو محلل لشؤون شمال افريقيا في مجموعة يوراسيا إن الميليشيات تستخدم عضلاتها على ما يبدو لتحقيق مطالب محددة. لكن الأمر قد يخرج عن نطاق السيطرة إذا ثبت أن خصوم زيدان السياسيين دبروا لخطفه. وأضاف سيغير هذا كثيرا من المشهد وقد يغرق ليبيا في الفوضى لان الجماعات الأخرى سيكون لديها مبرر للتصدي لمحاولة انقلاب. وفي بنغازي العاصمة الاقليمية لشرق ليبيا الغني بالنفط حيث هاجم إسلاميون متشددون السفارة الأمريكية قبل عام اشتبك رجال ميليشيات مدعومون من الجيش في وقت سابق مع قوة درع ليبيا وقتل أكثر من 30 شخصا.

وسيطر رجال ميليشيات بقيادة قائد أمني سابق على موانئ مهمة في الشرق لشهور مما أدى إلى تراجع صادرات ليبيا النفطية إلى النصف. وليبيا هي ثالث أكبر منتج للنفط في افريقيا ومورد مهم لأوروبا. واحتجزت ميليشيا قبلية قوية في غرب ليبيا ابن للقذافي في معقلها في الصحراء. وحتى قبل خطف رئيس الوزراء كان القتال قد وصل إلى طرابلس عندما قام مقاتلو الزنتان بأعمال نهب في يوليو تموز في منطقة أبو سليم السكنية انتقاما لمقتل العديد من رجالهم على يد خصوم لهم توجه إسلامي.

وأخرج مقاتلو الزنتان عربات مصفحة سرقوها من قواعد القذافي وأحرقوا مكتب الإسلاميين. وحال تدخل شيوخ قبائل دون نشوب حرب ميليشيات أوسع نطاقا. ويصل عدد الليبيين المسجلين في عشرات الميليشيات التي تحضع لسيطرة الدولة شكليا إلى أكثر من 225 ألفا. ويحصل هؤلاء على رواتب من الحكومة لكنهم يتصرفون باستقلالية ويتلقون الأوامر من القادة المحليين أو من الزعماء السياسيين الموالين لهم ويرفضون حملات لتجنيدهم في صفوف قوات الأمن.

ومازالت ليبيا تتفاوض مع بريطانيا وتركيا وإيطاليا من أجل تدريب قواتها المسلحة الناشئة لكن حلف شمال الأطلسي قال إنه لا يزال يبحث تأثير الوضع الأمني على الأرض على مساعدته لليبيا. ويمر التدريب العسكري الأمريكي بمراحل التخطيط وقالت بريطانيا إن تدريبها الرئيسي قد يبدأ مطلع العام المقبل.

وتخشى قوى غربية أن يكون جنوب ليبيا مترامي الأطراف والذي لا يخضع لسلطة قد أصبح ملاذا بالفعل للإسلاميين المتشددين الذين تربطهم صلات بجناح إقليمي لتنظيم القاعدة. ولا يحفز ضعف الدولة رجال الميليشيات كثيرا أيضا على تسليم أسلحتهم. وقال دبلوماسي غربي في طرابلس بدأت بعض الميليشيات تتورط في تهريب الأسلحة والمخدرات واللاجئين. من غير المرجح أن تتخلى عن هذه الأعمال. ولن ينفد مخزونها من السلاح أو الذخيرة عما قريب.

وشكل البرلمان الليبي قوة درع ليبيا العام الماضي بعدما ضاق ذرعا بفشل الحكومة المتكرر في السيطرة على الميليشيات القبلية. ووافق أعضاء البرلمان الذي يعرف باسم المؤتمر الوطني العام على إنفاق ملايين الدولارات من مخصصات الميزانية على تجهيز القوة حتى تكون جيش احتياط في البلاد. وقال أحميدة دالي وهو نائب في البرلمان أيد دخول قوة درع ليبيا العاصمة إن دخولها إلى طرابلس أعاد توازن القوة في المدينة. بحسب رويترز.

لكن الأمر أثار استياء ميليشيات بدوية عربية من بينها ورفلة أكبر قبيلة ليبية وكذلك قبيلة الزنتان القوية بينما حظى بترحيب الكثير من سكان ليبيا بعدما ضاقوا ذرعا بمقاتلي الزنتان الذين هاجموا قصور القذافي وصادروا الأسلحة والأموال قبل سقوطه. وقال يوسف عاشور وهو يحتسي القهوة في مقهى بحي راق في طرابلس نحتاج كثيرا إليهم حتى لا تتخذ المدينة رهينة لرجال العصابات البدوية.

ويؤيد محمود جبريل القيادي المناهض للإسلاميين والذي ينتمي لقبيلة ورفلة إحياء التحالفات القبلية ومن غير المرجح أن يتخلى اتحاد القوى الوطنية الذي ينتمي إليه عن الميليشيات الممولة من الدولة في سبيل جيش وطني يسيطر عليه خصم. ويبدو أن بعض الميليشيات القبلية تستعد لمواجهة محتملة مع خصومها الاسلاميين حول طرابلس. وقال قائد ميليشيا قبلية يدعى علي القاعدة والسلفيون وقوات الدرع. كلهم سواء. يجب تصفيتهم. لن نسمح لهم بالاستيلاء على ليبيا.

الثوار في بنغازي

على صعيد متصل اعلنت غرفة عمليات ثوار ليبيا ان الثوار السابقين المنضوين تحت امرتها والذين كان لهم الدور الاساسي بالإطاحة بنظام معمر القذافي، سيعودون لفرض الامن في مدينة بنغازي. وقال المكتب الاعلامي للغرفة في بيان انه تم الاتفاق اثر اجتماع لقادة الثوار على نزول قوة عسكرية وامنية استخباراتية من الثوار الحقيقيين من الذين قاتلوا في الجبهات وامنوا المدن ابان حرب التحرير لتامين مدينة بنغازي.

واضاف البيان ان ذلك سيتم بالتنسيق مع الاجهزة الامنية والنيابة العامة ومكتب المحامى العام وسيكون الثوار المسؤولون عن التامين بزي موحد وشعار موحد تحت مسمى غرفة عمليات ثوار ليبيا، وان انتشار القوة سيكون بداخل المدينة وضواحيها. وخلت مدينة بنغازي من الثوار عقب هجوم عدد من المتظاهرين على مقرات قوات دروع ليبيا المنضوية تحت رئاسة الاركان العامة والمتكونة من الثوار في الثامن من حزيران/يونيو السابق، ما ادى في حينه الى سقوط قرابة 50 قتيلا من الطرفين.

ومنذ ذلك الحين ازداد الفراغ الامني في المدينة التي عادة ما تشهد مشاكل امنية من خلال استهداف الاماكن العامة واغتيال عدد من الشخصيات البارزة أبرزها ضباط الجيش. وكلف نوري بوسهمين رئيس المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة تشريعية في البلاد غرفة عمليات ثوار ليبيا بتامين طرابلس، لكن هذا التكليف سرعان ما حصد انتقادات واسعة من شرائح الشعب وذلك بعد اختطاف رئيس الحكومة المؤقتة لساعات واتهامه للغرفة بالوقوف وراء العملية رغم نفيها لذلك. الا ان هذه العودة حاليا الى بنغازي تمت بموافقة السلطات السياسية الرسمية في البلاد واثر دعوات بهذا الصدد صدرت عن بعض منظمات المجتمع المدني وفي السياق ذاته اكد العقيد ميلود الزوي الناطق باسم القوات الخاصة ابرز وحدات غرفة العمليات الامنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي ان المدينة شهدت انتشارا واسعا لعناصر امنية من قوات الصاعقة والقوات الخاصة التابعة للجيش النظامي في مختلف مداخل ومخارج المدينة بهدف تأمينها بعد حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مؤخرا. بحسب فرانس برس.

وقال الزوي ان خروج القوات الخاصة لتامين المدينة جاء استجابة لطلب عدد من وجهاء واعيان المدينة الذين طالبوا بضرورة نزول القوات الخاصة والاشراف المباشر على تامين مداخل ومخارج المدينة وحماية المقرات الحيوية وبسط سيطرتها للحد من عمليات الاغتيالات والتفجيرات المستمرة والمتواصلة التي تشهدها المدينة منذ عدة اشهر.

وتتكون غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي من القوات الخاصة في الصاعقة والمظلات ومختلف وحدات الجيش والشرطة اضافة الى عدد من كتائب الثوار التابعة لوزارة الدفاع. من جهة ثانية استهدف انفجار بعبوة ناسفة قاعة لعقد المناسبات الاجتماعية في بنغازي ما ادى الى الحاق اضرار مادية جسيمة بالقاعة دون وقوع خسائر بشرية على ما افاد متحدث امني.

اقليم برقة

الى جانب ذلك اعلن دعاة الفدرالية في شرق ليبيا تشكيل حكومة من 24 حقيبة لتسيير شؤون اقليم برقة كما اعلنوا تقسيم هذا الاقليم الجغرافي الى اربع محافظات ادارية هي اجدابيا وبنغازي والجبل الاخضر وطبرق. وخلال مؤتمر صحافي في أجدابيا (900 كلم شرق طرابلس) اعلن عبد ربه عبد الحميد البرعصي رئيس المكتب التنفيذي (الحكومة) لاقليم برقة اسماء 24 شخصا لتولي هذه الحقائب اضافة الى شخص اخر يتولى مهمة نائب رئيس المكتب. واضاف البرعصي ان المكتب السياسي قرر تقسيم الاقليم الى اربع محافظات هي اجدابيا وبنغازي والجبل الاخضر وطبرق.

واكد ان تشكيل هذه الحكومة الاقليمية جرى بالاستناد الى دستور ليبيا الذي اقر عقب استقلاها في العام 1951 ابان فترة حكم ملك ليبيا الراحل ادريس السنوسي. ويقر ذلك الدستور بان ليبيا تتكون من ثلاثة اقاليم هي برقة شرقا وطرابلس غربا وفزان جنوبا لتكون مجتمعة المملكة الليبية المتحدة. لكن ذلك الدستور تم تعديله في العام 1963 بحيث الغي نظام الحكم الفدرالي في المملكة.

وجرى في المؤتمر الصحافي ايضا الاعلان عن تشكيل "قوة دفاع برقة" برئاسة العقيد نجيب الحاسي ومقرها البريقة (600 كلم شرق طرابلس). وقال البرعصي سنولي اهتمامنا بقطاع الامن الشائك والذي ساهمت في انفلاته التشكيلات العسكرية الخارجة عن الشرعية. وسبق ان اعلن اقليم برقة كيانا فدراليا اتحاديا مرتين بقيادة احمد الزبير السنوسي ابن عم ملك ليبيا الراحل ادريس السنوسي لكن الأمر لم يتعد ذلك الإعلان. وطرح عدد من المحللين اسئلة متعلقة بآلية التمويل التي ستتبعها الادارة الاقليمية لتمويل نفسها وكيفية التعامل مع معظم كتائب الثوار الكبيرة في مناطق شرق ليبيا والتي ترفض بشدة الطرح الفدرالي.

وقلل المحلل السياسي سليمان العلاقي من اهمية الاعلان، قائلا ان هذا الاعلان الاحادي الجانب لن يجد صداه كون المجتمع الدولي قد دعم ليبيا موحدة. واضاف هناك اعلان دستوري مؤقت في ليبيا وسلطات منتخبة ديمقراطيا وهذا يعد مخالفة صريحة حيال ذلك. ولم تخل حكومة اقليم برقة من اية حقيبة عدا حقيبتي الخارجية والدفاع.

من جهته قال رئيس المكتب السياسي للاقليم ابراهيم الجضران ان المكتب بارك مسؤولي ملفات المكتب التنفيذي، لافتا الى ان شعار هذه الحكومة الاقليمية هو برقة الانطلاقة وليبيا الهدف. وابراهيم الجضران الرئيس السابق لاحدى وحدات حرس المنشآت النفطية انشق وسيطر على موانئ بشرق البلاد. ويسيطر افراد الميليشيا المسلحة التي يتزعمها الجضران على منشآت تنتج نحو 60 في المئة من الثروة النفطية للبلاد في المناطق الصحراوية النائية المنتجة للنفط. بحسب فرانس برس.

ويبدو واضحا ان البدء في تصدير النفط بطريقة مستقلة الى السوق عن طريق البحر المتوسط دون اي اتفاق مع طرابلس، سيكون صعبا على مجموعة الجضران، خاصة بعد تهديد الحكومة المركزية بمهاجمة اي ناقلة تحمل صادرات نفط غير مشروعة. وتقدر الخسائر في قطاع النفط الليبي منذ انطلاق الازمة بـ6 مليار دولار وفقا لرئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31/تشرين الاول/2013 - 26/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م