اصدارات جديدة: الصراع النفطي وتأثيره في القضية الفلسطينية

 

 

 

 

الكتاب: صراع المصالح النفطية وتأثيره في نشوء القضية الفلسطينية في بدايات القرن العشرين

الكاتب: عصام سخنيني

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان

عدد الصفحات: 143 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: يرى الباحث الاردني عصام سخنيني ان الصراع على النفط في بدايات القرن العشرين المنصرم كان له اثر كبير في نشوء القضية الفلسطينية.

وكان الدكتور سخنيني يتحدث في كتابه "صراع المصالح النفطية وتأثيره في نشوء القضية الفلسطينية في بدايات القرن العشرين". وقد جاء الكتاب في 143 صفحة متوسطة القطع وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. بحسب رويترز.

توزع الكتاب على خمسة فصول مع مقدمة وخاتمة وكشف بالمصادر والمراجع بالعربية والانجليزية. وفي عناوين الفصول ما يعطي فكرة واضحة نوعا ما عن محتوياته. حمل الفصل الاول عنوان (فلسطين على خريطة الشرق الاوسط عشية الحرب العالمية الاولى).

عنوان الفصل الثاني (روائح النفط في اتفاقية سايكس - بيكو) اما الفصل الثالث فحمل عنوان (فرنسا تبيع فلسطين لبريطانيا مقابل حصة من نفط العراق). وعنوان الفصل الرابع (الانجليز يحاصرون المصالح النفطية الامريكية في فلسطين) وعنوان الخامس والاخير هو (امريكا للبريطانيين: الانتداب لكم مقابل حصة من النفط).

قال عصام سخنيني في مقدمة الكتاب "تعود بدايات ما هو معروف باسم القضية الفلسطينية الى فترةالحرب العالمية الاولى (1914-1918) والسنوات القليلة التي اعقبتها. فقد شهدت هذه الفترة احداثا مفصلية في تاريخ فلسطين الحديث كان اهمها الاتفاقية المعروفة باتفاقية سايكس - بيكو(1916) التي تواطأت فيها بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية على اقتسام المناطق التي سوف تستخلصها كل من هذه الدول لنفسها من الاراضي الخاضعة للدولة العثمانية آنذاك بعد ان تهزم هذه في الحرب.

"ولم تستثن هذه الاتفاقية فلسطين التي اريد لارضها التاريخية ان تكون مقسمة ما بين بريطانيا وفرنسا مع بقاء القسم الاعظم منها ليكون تحت حكم مشترك بين الاطراف المشاركة في الاتفاقية."

وتحدث عن وعد اللورد بلفور (1917) للحركة الصهيونية بشأن دعم حكومته البريطانية انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ثم الاحتلال البريطاني لفلسطين (1917-1918) الذي انهى الوجود العثماني فيها. وبعده كان فرض الانتداب البريطاني على فلسطين الذي ابتدأ مشروعه في مؤتمر المجلس الاعلى للحلفاء في سان ريمو (1920) والذي تقاسمت فيه بريطانيا وفرنسا منطقة الهلال الخصيب فانتدبت الاولى لتحكم فلسطين والعراق والثانية لتحكم سوريا ولبنان.

واستخلص سخنيني في خاتمة كتابه ان "من رسموا خريطة سايكس - بيكو لم تكن غائبة عنهم المسألة النفطية. فليس عبثا ان يمر خط الحدود الذي يفصل المناطق التي خصصتها تلك الاتفاقية للفرنسيين وتلك التي خصصتها للانجليز على مسافة متساوية بين الموصل وكركوك في شمال العراق ... اذ كان واضحا منه ان المناطق التي تحيط بهاتين المدينتين ... هما المرشحتان اكثر من سواهما لتدفق النفط من اراضيهما.

"أما ميناء حيفا الفلسطيني على البحر الابيض المتوسط فقد خصصه راسمو الخريطة للبريطانيين دون منازع لجعله مصبا للنفط الذي كان الانجليز يشتهون استخراجه من المناطق التي تقع شمال العراق.:

اضاف يقول "كذلك نشتم رائحة النفط النفاذة في عملية اعادة رسم خريطة سايكس - بيكو بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى والتي دارت في اثنائها حرب سياسية ساخنة بين الفرنسيين والبريطانيين حول استفراد بريطانيا بفلسطين باحتلالها عسكريا لتنتهي تلك الحرب بتنازل فرنسا عن "حقها" في المشاركة بحكم فلسطين وفق ما قضت به تلك الاتفاقية وبيعها حصتها في المشاركة لبريطانيا مقابل ثمن عزيز عليها هو نصيب ضمنته في نفط العراق الموعود وذلك بموجب اتفاقيتي سان ريمو -السياسية التي أعادت رسم خريطة المنطقة موزعة بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني- والنفطية التي وعدت بإشباع شهية فرنسا المنفتحة على نفط العراق."

وانتقل الى القول انه "وباستفراد بريطانيا بفلسطين كان عليها ان تخوض ايضا حربا سياسية مع الولايات المتحدة الامريكية تنهي به مطامعها في نفط مفترض كانت تعد به الارض الفلسطينية. بريطانيا هي التي بدأت الحرب عندما فرضت سلطات الاحتلال البريطاني في فلسطين حظرا على اي نشاط يمكن ان تقوم به المصالح النفطية في فلسطين وهي التي لها وجود هناك قبيل الحرب العالمية الاولى.

"غير أن امريكا واجهت هذه الحرب البريطانية عليها بأن شهرت في وجه بريطانيا سلاحا استخدمته بكفاءة هو الضغط على عصبة الامم (على الرغم من انها لم تكن عضوا فيها) لمنعها من الموافقة على انتداب بريطانيا على فلسطين. وكان ذلك مصدر قلق للحكومة البريطانية التي كانت ترى ان سيادتها على فلسطين لن تكون كاملة ومن ثم قدرتها على التصرف بشؤونها وفقا لما تريد (ومنها مشروعها الصهيوني بجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود او دولة يهودية فيها) الا اذا نالت موافقة عصبة الامم على انتدابها وأكثر من ذلك اذا ضمنت رضا الولايات المتحدة الامريكية على ذلك."

وقال "ولم يكن استرضاء امريكا عملية سهلة اذ دفعت بريطانيا مقابله ثمنا مزدوجا مرتفعا: السماح للامريكيين بالعودة الى متابعة مصالحهم النفطية بالتأكيد في فلسطين .. وحصة معتبرة في الشركة التي كانت تمتلك حقوق التنقيب عن النفط في العراق واستغلاله والتي كانت المصالح البريطانية تسيطر على معظم حصصها.

"هذا الثمن الذي قبضه الامريكيون كان كفيلا برضاهم عن بريطانيا بأن رفعوا ضغوطهم عن عصبة الامم التي اقدمت فورا بعد ذلك على المصادقة الرسمية على صك انتداب بريطانيا لتحكم فلسطين. كانت الموافقة على الصك بجميع بنوده التي كانت الحكومة البريطانية قد صاغتها بالتشاور مع زعماء صهيونيين بما فيها -وهو المهم- تلك البنود العديدة التي ترسم الطريق نحو هدف انشاء الوطن القومي اليهودي على الارض الفلسطينية."

وفي مكان اخر قال الكاتب "نشير الى انه ساد اعتقاد بدءا من اواخر القرن التاسع عشر بأن الفضاء الجغرافي الممتد من سواحل البحر الابيض المتوسط ذهابا الى الشرق حتى بلاد فارس هو جزيرة تطفو على بحر من النفط وقد ادى هذا الاعتقاد الى هجمة غير مسبوقة من جانب الدول الكبرى الغربية على المنطقة بحثا عن هذا السائل."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/تشرين الاول/2013 - 25/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م