المجتمعات الأمريكية... أسلحة تنتشر وعنف مستشر

 

شبكة النبأ: المجتمع الأمريكي مجتمع اعتاد على جرائم القتل وأعمال العنف الخطيرة والمتكررة بسب انتشار الأسلحة الشخصية التي تعتبر حق من حقوق المواطن في الدستور الأمريكي كما يقول بعض الخبراء، فالمجتمع الأمريكي وبحسب بعض التقارير يشهد جريمة قتل كل 22 دقيقة في المتوسط، وتقدر أعداد الأسلحة التي بحوزة المواطنين المدنيين في الولايات المتحدة عند 270 مليون قطعة سلاح، وتصيب الأعيرة النارية أكثر من 100 ألف شخص سنويا. وبحسب بعض المراقبين فان هذا الأمر قد أسهم وبشكل مباشر في انتشار العصابات المسلحة وأتساع أعمال العنف داخل المجتمع الأمريكي، وفي ما يخص أخر أعمال العنف في هذا المجتمع فقد جدد الرئيس باراك اوباما دعوته الى تعديل قانون حيازة الأسلحة النارية، وذلك خلال احتفال تكريمي لضحايا اطلاق النار الذي وقع في مبنى تابع للبحرية في واشنطن.

وقال الرئيس الاميركي في حي نايفي يارد جنوب شرق العاصمة الفدرالية حيث قتل 12 شخصا اضافة الى مطلق النار، لا تستطيع اي امة اخرى متقدمة ان تتحمل هذا النوع من العنف. وأضاف البكاء لا يكفي، الكلام والصلاة لا يكفيان. وتابع اذا اردنا فعلا تكريم هؤلاء الرجال والنساء ال12، اذا اردنا فعلا ان نكون بلدا نستطيع فيه العمل والذهاب الى المدرسة والتنزه في الشوارع من دون الشعور بالعنف ومن دون الخشية من فقدان هذا الكم من الارواح برصاصة تنطلق من سلاح ناري، علينا ان نقوم بالتغيير.

وسبق لاوباما ان دعا الى فرض رقابة اكبر على حيازة الاسلحة في الولايات المتحدة اثر حوادث إطلاق نار مماثلة. واعتبر الرئيس الاميركي ان ما حصل اخيرا في واشنطن يشكل جرس انذار بالنسبة الى الاميركيين، وقال هنا في الولايات المتحدة، يبلغ معدل الجرائم ثلاثة اضعاف هذا المعدل في الدول الاخرى المتقدمة. واكد ان معدل الجرائم بواسطة اسلحة نارية يوازي عشرة اضعاف هذا المعدل في الدول الاخرى المتقدمة.

واعتبر ان بلاده لا تبذل جهدا كافيا لمنع وقوع الاسلحة النارية بين ايدي المجرمين، مضيفا ما هو مختلف في الولايات المتحدة ان امتلاك سلاح هو امر سهل. لكنه اقر بصعوبة اجراء تعديل للقانون امام الكونغرس، داعيا الناخبين الاميركيين الى تأييد تدبير إصلاحي. وفي كانون الاول/ديسمبر، وبعد مقتل 26 شخصا بينهم ستة اطفال داخل احدى المدارس، طالب اوباما بتعزيز الرقابة على من يشترون الاسلحة النارية وبحظر بيع البنادق الهجومية ذات الاستخدام العسكري.

لكن هذه الاجراءات لم تبصر النور في الكونغرس بعد حملة شرسة للوبيات المؤيدة للأسلحة النارية ومعارضة بعض النواب الديموقراطيين المتحدرين من ولايات محافظة. وتشير ارقام مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الى ان نحو 14 الفا و827 شخصا قضوا بأسلحة نارية العام الفائت في الولايات المتحدة.

في السياق ذاته شهدت مدينة نيويورك حادث إطلاق نار جديد أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، بعد الهجوم على مقر تابع لقيادة البحرية الأمريكية في العاصمة واشنطن. وذكرت مصادر الشرطة إن مسلحاً قام بإطلاق النار داخل مقر عمله السابق بإحدى ضواحي المدينة الأمريكية، التي تشهد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة آخر.

وقال المحقق بإدارة شرطة منطقة ناساو كوانتي، مايكل بيتسكوإن المهاجم، الذي تمكن من الفرار من موقع الحادث، كان يعمل في مصنع للأثاث الخفيف، وليس من المعروف دوافعه بعد. وذكرت المصادر أن إطلاق النار وقع في منطقة إيست غاردن، ضمن مدينة لونغ آيلاند. وبينما أمرت الشرطة بإغلاق أحد المراكز التجارية القريبة من موقع إطلاق النار، فقد رجحت المصادر أن يكون المهاجم قد فر باتجاه الغرب. يأتي الحادث بعد قيام جندي البحرية السابق، آرون ألكسيس، بمهاجمة مقر قيادة الأنظمة البحرية في واشنطن مما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً، إضافة إلى منفذ الهجوم.

الى جانب ذلك قالت شرطة مدينة شيكاجو الامريكية ان موجة جديدة من اعمال العنف بالأسلحة النارية خلفت اربعة قتلى وذلك بعد اقل من يومين من اصابة 13 شخصا من بينهم طفل عمره ثلاث سنوات في اطلاق نار عشوائي في متنزه في شيكاجو. وجاء احدث اطلاق نار في الوقت الذي تناضل فيه ثالث اكثر مدن الولايات المتحدة سكانا للرد على سلسلة من اعمال العنف بالشوارع والتي ادت لقتل سبعة اشخاص واصابة اكثر من 12 اخرين خلال اقل من 30 ساعة وذلك حسبما ذكرت السلطات المحلية. بحسب رويترز.

وتراوحت اعمار الضحايا من 18 عاما الى 37 عاما. ووقعت ثلاث هجمات في حي ساوث سايد الذي يغلب عليه الفقر بالمدينة حيث وقع اطلاق نار من جانب من يشتبه بانهم افراد عصابات يحملون سلاحا هجوميا. وقالت الشرطة انه بشكل منفصل عثر على مراهق مقتولا بالرصاص في حي بارك مانو. واعلن مكتب الطب الشرعي في مقاطعة كوك ايضا عن مقتل شخصين بالرصاص على الرغم من عدم توفر تفاصيل بشأن الحادثين . وشيكاجو بها اعلى معدل في جرائم القتل في الولايات المتحدة وجرائم العنف بشكل اكبر من مدن كبيرة اخرى مثل نيويورك ولوس انجليس.

على صعيد متصل أصيب أربعة من عناصر الشرطة أثناء مطاردة أحد المطلوبين في ولاية كاليفورنيا فيما تقوم السلطات حالياً بمحاصرة المسلح المطلوب، وفق مصادر الشرطة. وذكر مسؤول الشرطة بمدينة روزفيل، كال والستاد، أنه تم تحديد المكان الذي يختبئ فيه المطلوب، والذي تم الكشف عن هويته، ويُدعى صمويل دوران، في أحد المنازل المهجورة بالمدينة التي تبعد حوالي 20 ميلاً، أي نحو 32 كيلومتراً عن سكرامنتو. وأشار والستاد إلى أن دوران تقوم السلطات بملاحقته دون أن يفصح عن طبيعة الجرائم المتورط بها، كما لم يقدم مزيداً من التفاصيل.

وأشارت المصادر إلى أن السلطات تمكنت من اكتشاف مكان دوران،وعلى الفور تم إرسال عناصر من الشرطة المحلية وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية، بالإضافة إلى محققين من إدارة الهجرة والجمارك بالأمن الوطني، إلى الموقع الذي كان يتواجد به. وأثناء محاولة التواصل معه لإقناعه بتسليم نفسه، تم سماع إطلاق نار، مما أسفر عن إصابة أحد المحققين الاتحاديين، تم نقله إلى إحدى المستشفيات المحلية، وأفادت المتحدثة باسم إدارة الهجرة، فيرجينا كيث، بأن حالته مستقرة. وأثناء محاولة المطلوب الهرب، قام بإطلاق النار مجدداً باتجاه القوات، مما أسفر عن إصابة ثلاثة آخرين من أفراد الشرطة المحلية، ذكرت المصادر أن أحدهم حالته خطيرة.

 جرائم أخرى

من جانب اخر قال مسؤولون في الشرطة ان تلميذا عمره 12 عاما مسلحا بمسدس قتل مدرسا واصاب اثنين من زملائه قبل ان يقتل نفسه في وسط مدرسته في ولاية نيفادا الامريكية. وقال توم ميلر القائم بأعمال قائد شرطة سباركس ان التلميذين المصابين من مدرسة سباركس ميدل نقلا الى مركز رينوين ريجونل في مدينة رينو القريبة حيث اجريت لاحدهما جراحة عاجلة.

وقالت صحيفة رينو جازيت جورنال ان القتيل هو مدرس الرياضيات مايكل لاندسبري البالغ من العمر 45 عاما وذلك نقلا عن شقيقة زوجته. ولم تذكر السلطات اسم القتيل بشكل فوري. وقال توم روبنسون نائب قائد شرطة رينو ان من السابق لاوانه تحديد مااذا كان هذا الصبي يستهدف احدا معينا باطلاقه النار .

وامتنعت السلطات ايضا عن التكهن بشكل فوري عن دوافع الجريمة. وهذا هو أحدث حادث في سلسلة من جرائم اطلاق النار بشكل عشوائي في انحاء متفرقة من الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة بعضها كان في مدارس ما اثار نقاشا حول فرض قيود على تداول الاسلحة النارية.

من جهة اخرى تعتقل سلطات واشنطن طفلين في الثالثة عشرة والرابعة عشرة من العمر رهن الاحتجاز، فيما تخضع والدة الأول للعناية الصحية المكثفة بعد أن هاجمها الصبيان في أعقاب تناولهما أقراصا يعتقد أنها مخدرة. ووفق التحقيقات الأولية فإنّ الصبيين خططا لقتل المرأة وأكل كبدها، وفقا لمسؤول محلي.

وأضاف أنّ الفكرة على ما يبدو بدرت للصبي الأكبر وأنها كانت تقتصر على تمزيق جلد الأم وأكل كبدها، قبل أن يغيرا رأيهما، مشيرا إلى أنّ الصبي الأكبر قام بضرب رأس المرأة بواسطة مقبض سيف. وأوضحت السلطات أنه جرى نقل المرأة إلى المستشفى حيث مازالت تخضع لعلاج وحالتها مستقرة.

لكن القصة لم تنته بعد، فقد تلقت السلطات اتصالا من والد الصبي الأكبر يبلغها فيه بأنه فقد أثر سيارته. ولاحقا عثرت السلطات بالصدفة على السيارة وهي خالية من الصبيين لكنها كانت قد صدمت أحد الأشخاص ثمّ فر بها من كان على متنها.

ليس ذلك فقط فقد تلقت السلطات أيضا اتصالا آخر بشأن وجود شغب في إحدى المناطق، وبتحول قوات الأمن وجدت المكان وقد علته آثار تدمير فيما كان صبيان يحاولان الفرار. وبعد مطاردة ألقت الشرطة القبض عليها ليتبين أنهما المفتش عنهما. وأوضحت أنّ الصبي الأصغر أبلغ المحققين بأنه ما كان ليقوم بما قام به، لو لم يتناول الحبوب الزرقاء التي اعتاد عليها. ومازال المحققون يبحثون في ماهية تلك الحبوب مرجحين أن تكون حبوب الاكستازي. بحسب رويترز.

في السياق ذاته قالت السلطات في ولاية كانساس الامريكية ان صبيا عمره 14 عاما اتهم بقتل امه وشقيقته الصغرى بتعمد اضرام النار في منزل العائلة في هتشينسون. وقالت كيت شرويدر ممثلة الادعاء في مقاطعة رينو ان سام فوناتشين يواجه تهمتي قتل من الدرجة الاولى وتهمة اشعال النار عمدا في حادث مقتل امه وشقيقته.

ووجهت له ايضا تهمة محاولة قتل ابيه ستيفن فوناتشين الذي نجا من الحريق. وقال مسؤولون ان الام كارلا فوناتشين (47 عاما) والاخت اودري (11 عاما) توفيتا في مستشفيين بالمنطقة بعد ان اخرجهما رجال الاطفاء من غرفة نوم بالطابق الثاني في منزلهما في. وقالت السلطات انها لم تحدد بعد الدافع وراء الجريمة .

أكثر 10 هجمات

فيما يلي لأكثر عشرة هجمات دموية بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة، على مدار نصف قرن، وتحديداً منذ عام 1965، وحتى هجوم 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، علماً بأن حصيلة الضحايا لا تتضمن منفذي تلك الهجمات:

- في 16 أبريل/ نيسان 2007، سقط 32 قتيلاً في جامعة "فرجينيا تك"، بعد قيام الطالب سيونغ هوي تشو، البالغ من العمر 23 عاماً، بإطلاق النار عشوائياً على عشرات الطلاب في مكانين داخل الجامعة، قبل أن ينتحر.

- في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2012، قُتل 27 شخصاً بمدينة "نيوتاون"، بولاية كونكتيكت، عندما قام آدم لانزا (20 عاماً) بإطلاق النار داخل مدرسة ابتدائية، مما أسفر عن مقتل 20 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و7 سنوات، إضافة إلى ستة من موظفي المدرسة، ولاحقاً عثر المحققون على جثة والدة آدم مصابة بطلقات نارية، مما يرفع حصيلة القتلى إلى 28 بما فيهم منفذ الهجوم.

- في 16 أكتوبر/ تشرين الثاني 1991، سقط 23 قتيلاً في "كيلين" بولاية تكساس، حيث قام جورج هينارد (35 عاماً) بقيادة شاحنته ليصطدم بكافتيريا "لوبيس"، ثم ترجل من الشاحنة وقام بإطلاق النار على المتواجدين، فقتل 23 منهم، قبل أن يقدم على الانتحار.

- في 18 يوليو/ تموز 1984، قُتل 21 شخصاً في "سان يسيدرو" بكاليفورنيا، بعد قيام جيمس هوبرتي (41 عاماً)، بإطلاق النار داخل أحد مطاعم "ماكدونالدز"، مما أسفر عن سقوط 21 قتيلاً، بينهم عدد من الأطفال، وتمكنت الشرطة من قتل المهاجم بعد نحو ساعة من إطلاق النار.

- في الأول من أغسطس/ آب 1966، سقط 18 قتيلاً في جامعة تكساس، حيث قام جندي البحرية السابق، تشارلز جوزيف وايتمان، بإطلاق النار داخل أحد أبراج الجامعة، فقتل 16 وجرح نحو 30 آخرين، وتمكنت الشرطة من قتل منفذ الهجوم، وتبين المحققون لاحقاً أن وايتمان قام في وقت سابق بقتل والدته وزوجته.

- في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، سقط 13 قتيلاً في قاعدة "فورت هود" العسكرية، بولاية تكساس، عندما قام الميجور بالجيش الأمريكي، نضال مالك حسن، بإطلاق النار على عدد من العسكريين داخل القاعدة، وأسفر الهجوم عن جرح 32 آخرين، وتمت إدانة حسن مؤخراً، وصدر بحقه حكم بالإعدام.

- في 3 أبريل/ نيسان 2009، قُتل 13 شخصاً في "بنغامتون" بولاية نيويورك، عندما قام جيفرلي وونغ بإطلاق النار على مجمع لخدمات الهجرة، مما أسفر عن سقوط 13 قتيلاً وجرح أربعة آخرين، قبل أن يقوم بإطلاق النار على نفسه.

- في 20 أبريل/ نيسان 1999، سقط 13 قتيلاً في إحدى المدارس بمدينة "ليتلتون" بولاية كولورادو، عندما قام كل من إريك هاريس (18 عاماً) وديلان كليبولد (17 عاماً) بإطلاق النار داخل المدرسة، فقتلا 12 من زملائهما إضافة أحد المدرسين، قبل أن يقوم بالانتحار.

- في 25 سبتمبر/ أيلول 1982، سقط 13 قتيلاً في "ويلكس بار" بولاية بنسلفانيا، عندما قام جورج بانكس (40 عاماً) وكان يعمل حارساً بأحد السجون، بقتل 13 شخصاً، بينهم خمسة من أطفاله، وفي سبتمبر/ أيلول 2011، نقضت محكمة بنسلفانيا العليا حكماً بإعدامه، وقالت إنه يعاني اختلالاً عقلياً.

- في 16 سبتمبر/ أيلول 2013، قام جندي البحرية الأمريكية السابق، آرون ألكسيس (34 عاماً)، بإطلاق النار داخل مقر قيادة الأنظمة البحرية في العاصمة واشنطن، فقتل 12 شخصاً، قبل أن تعثر الشرطة على جثته، ولم يتضح ما إذا كان انتحر أم قُتل برصاص الشرطة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/تشرين الاول/2013 - 25/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م