أستراليا... حرائق خارج دائرة السيطرة

 

شبكة النبأ: حرائق الغابات في أستراليا مشكلة دائمة ومستمرة لايمكن السيطرة عليها بسبب التقلبات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وأتساع رقعة الجفاف هذا بالإضافة الى المسببات الاخرى ومنها الأنشطة البشرية المتكررة التي تسهم وبشكل أساسي في حدوث مثل هكذا كوارث. تسهم بوقوع الكثير خسائر البشرية والمادية وتدمير العديد من الأراضي والممتلكات الخاصة والعامة، وتشكل الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والفيضانات والجفاف جزءا من السمات الطبيعية التي تتميز بها أستراليا، وفيما يخص أخر تلك الكوارث فقد تراجعت حده الحرائق في جنوب شرق استراليا بسبب تدني درجات الحرارة، لكن عمدة احدى المناطق الاكثر تضررا بهذه الحرائق طلب محاسبة الجيش الذي يعتبر مسؤولا عن اندلاع حريق نجمت عنه اضرار بالغة. ويسعى الاف من مكافحي الحرائق الذين يشكل المتطوعون اكثريتهم الساحقة لاخماد عشرات الحرائق في ولاية نيو ساوث ويلز التي تضم سيدني. وأتت الحرائق على اكثر من مئتي منزل، خصوصا في سلسلة الجبال الزرقاء التي تبعد مئة كلم عن اكبر مدينة في استراليا.

وبقيت حصيلة الخسائر البشرية محدودة حتى الان. فقد توفي رجل في الستين من عمره بأزمة قلبية فيما كان يحاول حماية منزله، لكن مصير قائد طائرة صغيرة لمكافحة الحرائق تحطمت في جنوب سيدني لم يعرف بعد. وذكرت السلطات ان حدة الحرائق تراجعتمن جراء تدني درجات الحرارة، لكن الحرائق ما زالت مندلعة في 66 موقعا لم تتم السيطرة على 24 منها.

وافاد تحقيق لاجهزة الحرائق ان واحدا من اعنف الحرائق التي ما زالت مندلعة قرب لايتغو، وهي احدى قرى الجبال الزرقاء على بعد ساعتين من سيدني، قد اندلع من جراء مناورات عسكرية. واتلف هذا الحريق 47 الف هكتارا وفاق قطره الخميس 300 كلم. وقد اعتبر واحدا من اخطر الحرائق.

وذكر رئيس اجهزة الاطفاء في نيو ساوث ويلز شاين فيتسيمونس انه ناجم عن مناورات تدريب على المتفجرات اجراها الجيش. واضاف انه لم يحصل عن سابق تصور وتصميم، بل هون النتيجة غير المقصودة لنشاط مألوف، موضحا ان تعاون الجيش مع التحقيق كان تاما. ولم تصدر وزارة الدفاع بعد تعليقا على ما توصل اليه التحقق، لكن عمدة الجبال الزرقاء الذي يمثل كل قرى هذه المنطقة، أعرب عن استيائه.

وقال مارك غرينهل كنت اتمنى لو ان الجيش الاسترالي اعتبر ان فكرة اجراء المناورات التدريبية ليست ملائمة في مثل هذا اليوم الجاف والذي اشتدت فيه الرياح. واضاف الحريق احدث قلقا كبيرا في بلدتي وكثيرا من الاضرار، وكان يجب الا يحصل ما حصل. وقد اجتاحت الحرائق حتى الان اكثر من 124 الف هكتار في نيو ساوثويلز التي تحصل فيها هذه السنة اسوأ حرائقها في نصف قرن.

ولمكافحة الحرائق التي اججتها درجات حرارة اكثر ارتفاعا من المألوف وهواء جاف ورياح عنيفة، استخدم رجال الاطفاء تقنية الحرق التي تقضي باضرام النار بطريقة مدروسة في مناطق تكثر فيها الاشجار لحرمان الحرائق من وقودها. واقاموا ايضا مناطق عازلة خالية من الاعشاب لوقف تمدد النار بسبب عدم وجود ما يساعدها على الانتشار. بحسب فرانس برس.

وحرائق الغابات مألوفة في استراليا خلال الصيف في المناطق الجنوبية، من كانون الاول/ديسمبر الى شباط/فبراير. وفي 2009، اسفر حريق في ولاية فيكتوريا (جنوب) عن مقتل 173 شخصا وحول الاف المنازل الى رماد. وانتقد نائب الرئيس السابق آل غور والفائز بجائزة نوبل للسلام في 2007 مع خبراء المناخ في مجموعة خبراء الحكومات حول تطور المناخ، تصريحات رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت الذي تحدث عن صلة ما بين ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات في استراليا. وقال آل غور هذا يذكرني بالسياسيين الذين كانت تدعمهم مجموعات التبغ والذين كانوا يقولون للناس ان لا صلة بين التبغ وسرطان الرئة.

وقد أذكت حرائق الغابات القريبة من سيدني المعارضة لخطط رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت لالغاء الضريبة على انبعاثات الكربون وهو من الوعود الانتخابية التي قطعها على نفسه في الانتخابات التي فاز بها. والعلاقة بين الحرائق ونظرية تغير المناخ التي يتشكك فيها أبوت معقدة. وتعتبر حرائق الغابات التي توقع خسائر في الارواح من المشاكل المزمنة في استراليا.

لكن تعاقب المواسم شديدة الحرارة والجفاف الشديد الذي تعرضت له القارة والبداية المبكرة للصيف في النصف الجنوبي من الكرة الارضية أمور جددت الجدل حول تأثير أنشطة البشر على المناخ وما يجب فعله لتجنب ذلك.

وانتخب أبوت في سبتمبر ايلول بعد ان وعد بالعدول عن خطط لفرض ضرائب على انبعاثات الكربون المسببة لارتفاع حرارة الارض او ما يعرف بالاحتباس الحراري. وهدد أبوت بحل مجلسي النواب والشيوخ اذا عطلا سعيه لإلغاء خطط فرض الضرائب. لكن مع اتساع نطاق الحرائق يتنامى الضغط على رئيس الوزراء الاسترالي الذي وصف يوما النظريات العلمية الخاصة بتغير المناخ بانها مجرد هراء.

في السياق ذاته استقبل المئات من سكان منطقة الجبال الزرقاء "بلو ماونتنز" ولي العهد الدنماركي الأمير فريدريك وولية العهد الاميرة ماري عندما تفقد الزوجان المناطق التي دمرتها حرائق الغابات في جنوب شرق استراليا.

وتولت الأميرة ماري ، التي ولدت في استراليا والتقت بالأمير فريدريك في حانة خلال دورة الألعاب الأولمبية عام 2000 ، معظم الحديث مع المتضررين .وذكرت وكالة الأنباء الأسترالية المحلية ايه ايه بي أن ماري حرصت على الحديث مع بعض من فقدوا منازلهم.

وتوقف الزوجان في محطة مكافحة الحرائق في وينمالي وتحدثا إلى المتطوعين المحليين بدائرة الحرائق الريفية. وفقدت وينمالي 190 منزلا، 40 منهم في شارع واحد. ويذكر أن فريدريك وماري يقومان حاليا بزيارة رسمية إلى أستراليا. ومن المقرر أن يحضرا في وقت لاحق من اليوم الأحد حفلا موسيقيا بمناسبة مرور 40 عاما على افتتاح دار الأوبرا .

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/تشرين الاول/2013 - 24/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م