هل طفلك الرضيع قادر على التفكير؟

عدنان العلي الحسن

 

هل تصدقين أن طفلك الرضيع قادر على التفكير حتى قبل أن يتعلم النطق؟

 وهل تتصورين أن شخصيته ومستقبله يمكن أن يتحددا من خلال كل ما يتعرض له خلال السنوات الثلاث الأولى من حياته، لأنها هي التي تحدد مستقبله؟.. ولكن فيمَ يفكر الرضيع؟ وهل لديه أدوات وآليات للتفكير؟

أكد المتخصصون أن مخ الطفل يمثل ما بين20 و25% من وزن الجسم كله، وأن هناك فروقاً بين الجنسين لصالح الذكور حيث يزيد وزن المخ لديهم قليلاً عن الإناث، ويتراجع وزن المخ البشري إلى 2% فقط من وزنه عند البلوغ. ويحتوي مخ الطفل على 10 ملايين خلية عصبية و10 تريليونات وصلة عصبية، ولا تزيد عدد الوصلات بين الخلايا العصبية عند الميلاد عن2500 خلية، ثم يتزايد العدد ليصل إلى15000 وصلة عند سن3 سنوات، ويبدأ بعدها في التناقص من جديد حيث يقوم المخ بحذف الوصلات غير المستخدمة، وذكر المتخصصون أن سوء التعامل مع الطفل وتعريضه للصدمات في الأشهر الأولى من عمره أو تعريضه لأخطاء غير مقصودة مثل إهماله وعدم ملامسته أو إعطائه الطعام دون النظر في عينيه والتحدث إليه.. كل ذلك يؤدي إلى عدم قدرته على المواجهة وإصابته بالهلع وافتقاده القدرة على اتخاذ القرار عند النضج؛ وعلى ذلك، فإن كل ما يتعرض له الطفل من حسن أو سوء معاملة منذ لحظة ميلاده يترك أثراً في شخصيته لا يزول.

وينصح المتخصصون الأمهات باختيار الألوان الأبيض والأسود والأحمر فقط للرضع في الأشهر الأولى؛ وذلك لأن الطفل لا يميز إلا هذه الألوان الثلاثة في أشهره الأولى، كما يوصون الأمهات بدعم الصحة الجسدية والنفسية للرضع وذلك بالاهتمام بملامستهم وبمخاطبتهم حتى قبل أن يتعلموا الكلام، وبالنظر في عيونهم لتنمية قدرتهم على التواصل البصري، وتجنب مخاطبتهم بأسلوب حاد محذرين بشدة من تعريضهم للضوضاء أو للصوت العالي، أو التدخين، أو المبيدات الحشرية التي تقتل بعض خلايا المخ لدي الصغار..

فالرضيعة الأنثى تركز على التفاصيل، وتدرك التحولات الدقيقة في تعبيرات الوجوه، بينما يكون الرضيع الذكر أكثر تركيزاً على التغيرات والصور الكلية، ولا يميزون التغيرات الدقيقة في تعبيرات الوجه مثلاً. وفي حين تميز الرضيعة الأنثى التغيرات في الشكل واللون لا يستطيع الرضيع الذكر أن يدرك التحول إلا في الشكل فقط؛ لذا تصبح الصور الذهنية عند الرضيع الذكر أكثر إجمالاً بينما عند الرضيعة الأنثى أكثر تفصيلاً، وفي الحالتين يجب على الأسرة الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة يتعرض لها الطفل منذ لحظات الولادة الأولى لما لها من أثر نفسي عميق على شخصياتهم في المستقبل.

.....................................

 المراجع:

 ـ سيكولوجية الرضع الندوة التي اقامها المجلس الأعلى للثقافة د. حيدر غالب استاذ الفارمكولوجي بجامعة القاهرة والدكتور فكري العتر استاذ علم النفس بجامعة القاهرة .

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/تشرين الاول/2013 - 24/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م