حكام أفريقيا... عطش للسلطة وجرائم تحت الشمس

 

شبكة النبأ: لا تزال القارة الافريقية عالم خاص ينطوي على الغموض والاسرار التي لم يتم كشفها بصورة جلية حتى الان، يشمل هذا الغموض جوانب الحياة الافريقية كافة، وعندما نقول ان هناك نوعا من الغموض يطوي هذه القارة، فهذا بسبب خصوصيتها علما ان هناك امور كثيرة تتعلق بطبقة الحكام، وتعطشهم للسلطة، خاصة اولئك الذين يفرضون سلطتهم بالقوة الغاشمة مثل الرئيس موغابي الذي بلغ من العمر 89 عاما وامضى في رأس السلطة 33 عاما ولا يزال يطمح ويطمع بولاية جديدة، مما اثار السخرية في احد العروض المسرحية الامريكية التي اصبح بطلها الرئيس روبرت موغابي، في المقابل لدينا النموذج الثوري الكبير ممثلا بالقائد الشهير صاحب الكفاح والنضال الذي استمر عقودا في دولة جنوب افريقيا وهو نلسن مانديلا، فهو حقا رمز للقادة العظام الذين امضوا حياتهم في النضال من اجل الشعب، ولم تغرِهم السلطة ولا لسحرها او امتيازاتها، من جانب آخر هناك رؤساء افريقيون حاليا مطلوبون للعدالة الدولية، فمنهم من تم الحكم عليه بخمسين عاما سجن بسبب ارتكابه ابادة بشرية، كما حصل مع الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور، ومنهم من لا يزال في دفة الحكم وهو مطلوب للمحكمة الدولية في لاهاي، وفيما اكدت هذه المحكمة عدم استهدافها رؤساء افريقيا المطلوبين لها، فقد اعلن هؤلاء انهم مستهدفون من لدن هذه المحكمة، لكن الادلة القائمة تؤكد ارتكاب عداد من رؤساء افريقيا جرائم ابادة بشرية ضد شعوبهم في العديد من المناطق والدول الافريقية.

وليام روتو

فقد قرر القضاء في المحكمة الجنائية الدولية في جلسة استئناف ان نائب الرئيس الكيني وليام روتو لا يمكن ان يتغيب عن محاكمته في لاهاي لجرائم ضد الانسانية الا "لظروف استثنائية"، وقال القاضي سانغ هيون سونغ ان الاستئناف رأى ان قرار غرفة البداية التي سمحت لروتو في تموز/يوليو بالتغيب عن غالبية الجلسات "يجب ابطاله"، الا ان القضاة رأوا انه "في حالة ظروف استثنائية يمكن للغرفة اعفاء متهم من الحضور".

وكان وليام روتو قال مؤخرا انه يأمل في ارجاء محاكمته او استمرارها في غيابه ليتمكن من ادارة الازمة التي تلت الهجوم الدموي على مركز تجاري في نيروبي في نهاية ايلول/سبتمبر، وخلال الهجوم، اجل القضاة المحاكمة ليتاح لروتو العودة الى بلده لاسبوع، ووليام روتو (46 عاما) هو اول مسؤول في مهامه يحاكم امام المحكمة الجنائية الدولية. وقد بدأت محاكمته في العاشر من ايلول/سبتمبر. بحسب فرانس برس.

وهو ملاحق مع شخصية اخرى مقدم البرامج الاذاعية جوشوا اراب سانغ لدورهما في اعمال العنف التي تلت الانتخابات في كينيا في نهاية 2007 وبداية 2008 واسفرت عن سقوط اكثر من الف قتيل ونزوح 600 الف آخرين.

فيما قال وزراء قبل افتتاح مؤتمر قمة لزعماء أفارقة إن أفريقيا اجمعت على انه يجب عدم محاكمة رؤساء الدول أمام المحكمة الجنائية الدولية أثناء توليهم السلطة فيما يقف زعماء كينيون في قفص الاتهام، كما دعا وزراء خارجية الاتحاد الافريقي المؤلف من 54 دولة الى ارجاء قضايا الرئيس الكيني اوهورو كينياتا ونائبه وليام روتو بعد اجتماع لبحث علاقات افريقيا مع المحكمة التي يقع مقرها في لاهاي.

وقال رئيس الوزراء الاثيوبي هيلا مريم ديسالي في كلمة الافتتاح "يجب التأكيد على ان هدفنا ليس ولن يكون القيام بحملة ضد المحكمة الجنائية الدولية وانما هو دعوة رسمية للمنظمة كي تأخذ مخاوف افريقيا مأخذ الجد"، ويتوقع ان يقر الزعماء المجتمعون في أديس ابابا في مقر الاتحاد الافريقي التوصيات التي أعدها الوزراء في اجتماع يوم الجمعة الذي امتد حتى منتصف الليل، وبعد تلك الجلسة قال وزير خارجية اثيوبيا توادروس أدهانوم إن محاكمة رئيس كينيا ونائبه تنتهك سيادة الدولة. وينفي الرجلان اتهامات بأنهما دبرا أعمال قتل بعد انتخابات 2007 التي اثير جدل حولها.

ويتنامى الاحباط من المحكمة الجنائية الدولية في افريقيا لان المحكمة أدانت رجلا واحدا فقط وهو زعيم ميليشيا أفريقي ولان كل الذي وجهت اليهم اتهامات أيضا كانوا أفارقة، غير ان الوزراء لم يوجهوا الدعوة الى انسحاب جماعي من المحكمة. وقال مسؤولون في السابق ان الفكرة ستكون في جدول الاعمال لكنها لا تلقى تأييدا واسعا بين الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة التي تعرف باسم نظام روما الاساسي وعددها 34 دولة، وحثت جماعات حقوقية الدول الافريقية الا تدير ظهرها الى المحكمة التي يقولون انها حيوية لانهاء ما يرون انه ثقافة الحصانة في السياسة الافريقية. بحسب رويترز.

وقال هيلا مريم للزعماء المجتمعين إن المحكمة ومجلس الامن الدولي أظهرا "ازدواجية في المعايير" في الطريقة التي يعاملون بها أفريقيا. وكان قد ذكر في وقت سابق ان الطلبات الافريقية لتأجيل القضايا تم تجاهلها، وقال "من المؤسف للغاية بحق ان المحكمة واصلت العمل في تجاهل تام للمخاوف التي عبرنا عنها"، وقال وزير خارجية أثيوبيا ان مجموعة يتزعمها رئيس الاتحاد الافريقي الذي تتولى اثيوبيا رئاسته الدورية الان مع أعضاء خمس مناطق في افريقيا سيسعون لدى مجلس الامن لكي يرجيء الاجراءات ضد قيادة كينيا والرئيس السوداني عمر حسن البشير.

تشارلز تايلور

على صعيد متصل نقل الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور المحكوم عليه بالسجن 50 عاما لارتكابه جرائم ضد الانسانية، من لاهاي الى سجن بريطاني ليمضي فيه عقوبته، كما اعلنت المحكمة الخاصة لسيراليون، وذكرت المحكمة في بيان ان "تشارلز غانكاي تايلور ... نقل اليوم من هولندا ومن المحكمة الخاصة الى المملكة المتحدة حيث سيمضي الفترة المتبقية من عقوبته المحددة ب 50 عاما لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية".

وقد وصل الرئيس الليبيري السابق في الساعة 10,00 ت غ الى بريطانيا حيث "سلم الى مندوبين عن مصلحة سجون صاحبة الجلالة"، ورفض متحدث باسم وزارة العدل البريطانية ردا على استيضاح وكالة فرانس برس في لندن تأكيد وجود تايلور في بريطانيا وتحديد السجن الذي سيمضي فيه عقوبته. وقال "لا ندلي بتعليقات حول الحالات الفردية".

وكانت لندن اعلنت السبت الماضي ان تشارلز تايلور (65 عاما) سيمضي الفترة المتبقية من عقوبته في سجن بريطاني بموجب اتفاق سري عقد بعيد توقيفه، وكان تايلور طلب ان يمضي عقوبته في سجن برواندا بدلا من بريطانيا حتى يكون قريبا من عائلته واعربت الحكومة الرواندية عن استعدادها الثلاثاء ل "مناقشة" المسألة. بحسب فرانس برس.

وقد حكم على تشارلز تايلور الرئيس الليبيري من 1997 الى 2003 في نيسان/ابريل 2012 بالسجن 50 عاما بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية خلال الحرب الاهلية في سيراليون (1991-2002) التي اسفرت عن 120 الف قتيل وتشويه الاف المدنيين، وادين تايلور لأنه ساعد وشجع حملة ترهيب استهدفت السيطرة على سيراليون من خلال تقديم اسلحة وذخائر ومساعدات لوجستية اخرى الى الجبهة الثورية الموحدة في مقابل الحصول على الماس، وقررت المحكمة الخاصة بسيراليون ارساله الى بريطانيا لتمضية عقوبته بعد تثبيت عقوبته في الاستئناف في ايلول/سبتمبر الماضي.

موغابي الرجل القوي في زيمبابوي

بينما يمثل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي يترشح في التاسعة والثمانين لولاية جديدة، بالنسبة لمواطنيه كل تاريخ بلاده المعاصر، من حرب الاستقلال الى الانهيار الاقتصادي خلال سنوات الالفين مرورا بممارسة الحكم بتعسف متزايد خلال السنوات ال33 التي حكم فيها البلاد، ولد الرجل الذي يطلب اصوات مواطنيه، في 21 شباط/فبراير 1924 وسرعان ما التزم منذ شبابه بالنضال في حركات استقلال بلدان افريقيا ما ادى به الى السجن منذ 1964، وكانت بلاده واسمها آنذاك روديزيا الجنوبية، مستعمرة بريطانية تمردت اقليتها البيضاء على لندن واعلنت استقلالها في 1965 في شكل احادي الجانب واقامت نظام تمييز عنصري، وكان موغابي حينها في الاربعين ومشواره يشبه الى حد ما مشوار نلسون مانديلا الذي كان اسير نظام الفصل العنصري حينها.

وافرج عنه بعد عشر سنوات في 1974 بعد ان حصل على شهادات عدة في السجن ولجأ المناضل الى موزمبيق حيث قاد حركة التحرير المسلحة، وفي 1980 مع استقلال البلاد، نال اعجاب حشود بلاده لما بذله من جهود من اجل المصالحة مع القادة السابقين البيض لنظام روديزيا، واعجابا كبيرا في الخارج، ولا سيما انه خصص عشرين مقعدا من اصل مئة في البرلمان للاقلية البيضاء، وكان حينها يستقبل بالمعانقة والمصافحة لدى قادة العالم اجمع، بينما كان الغرب يغض الطرف عن اجواء التخويف التي جرت فيها الانتخابات وتهديد موغابي باستئناف الحرب الاهلية. بحسب فرانس برس.

وكان الجميع حينها يثني على نجاحاته -الفعلية- وبرامج بناء المدارس ومؤسسات الصحة وبرامج السكن الجديدة للغالبية السوداء التي كانت مهمشة، غير ان البطل الافريقي كان قاسيا جدا مع معارضيه، فتعرض اقليم متابليلاند منذ 1982 لقمع شديد ذي طابع اتني، وهي ارض نديبيلي التي تناصر خصمه جوشوا نكومو، وراوحت حصيلة المجازر بين عشرة الاف وعشرين الف قتيل.

وبدأ الغرب ينبذه خلال سنوات الالفين عندما اصيب بنكسة نتيجة استفتاء دستوري بداية الالفين فقرر استعمال القوة وصادر اراضي كبار المالكين البيض، وشابت اعمال عنف وتزوير الانتخابات الرئاسية في 2002 وبدات العقوبات الاميركية والاوروبية تنهال على زيمبابوي، وفك موغابي عزلته بالالتفات الى آسيا حيث استمر في "مغازلة" قسم من العالم في موازاة تحدي الغرب بتصريحاته المعادية للامبريالية واستفزازاته.

وتمت مقارنته بهتلر لكنه لم يعبأ وأخذ عليه قوانينه المعادية لمثليي الجنس فنعت هؤلاء بانهم "اشنع من الكلاب والخنازير"، وانهار حينها اقتصاد البلاد قطاعا تلو اخر وتوترت علاقته بالغرب، حتى انه قال يوما لتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني "الزم انت بريطانيا واهتم انا بزيمبابوي"، وفي يوم اخر تساءل "لماذا يفرضون العقوبات؟ لماذا يعاقبون شعبي؟ لان اولئك الامبرياليين يريدون الوراثة" بينما كانت البلاد تغرق في ازمة غير مسبوقة ويبلغ التضخم 231 مليون بالمئة ونسبة البطالة 75% مع انهيار الخدمات الاجتماعية والصناعات التي كانت مزدهرة. ويقول موغابي ان كل ذلك بسبب العقوبات في حين يقول الغرب ان السبب هو سوء النظام والفساد.

وفي 2008 تفوق خصمه مورغان تشانغيراي عليه في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية ففجر انصاره اعمال عنف اسفرت عن سقوط نحو مئتي قتيل فسحب تشانغيراي ترشيحه وبقي موغابي مرشحا وحيدا انتخب لولاية جديدة، لكن هذه المرة تثير الفوضى في البلاد قلق بلدان الجوار التي ارغمت موغابي على تعيين تشانغيراي رئيس وزراء وتشكيل "حكومة وحدة وطنية"، وقد دعا موغابي الى الانتخابات في 31 تموز/يوليو للتخلص من هذه "الذراع اليمنى" المزعجة.

دي كليرك

من جهتها قالت بريندا ستين مساعدة فريدريك وليام دي كليرك آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا إن الرئيس الأسبق سيخضع لجراحة يوم الثلاثاء لوضع منظم لضربات القلب، وكان دي كليرك (77 عاما) فاز بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع رئيس جنوب إفريقيا الأسبق نلسون مانديلا عام 1993 لاشرافه على انتقال البلاد من حكم الفصل العنصري للأقلية البيضاء، وأضافت ستين لرويترز "يتوقع أن يخرج من المستشفى خلال 24 ساعة. سيجري تركيب منظم لضربات القلب له ثم يغادر المستشفى". بحسب رويترز.

وقال مكتب دي كليرك إن الرئيس الأسبق قطع عطلة في أوروبا لمرض مانديلا (94 عاما) الذي ما زال يرقد في المستشفى في حالة حرجة. وكان مانديلا نقل إلى المستشفى منذ ثلاثة أسابيع بعد أن عاودته الاصابة بالتهاب في الرئة.

مانديلا

الى ذلك بلغت خلافات اسرة نلسون مانديلا مستويات جديدة مع كشف احد احفاده عن علاقات غير شرعية واطفال ولدوا خارج اطار الزواج، في وقت لا يزال فيه رئيس جنوب افريقيا السابق في المستشفى "في حالة حرجة لكن مستقرة" في بريتوريا، واعلنت شرطة جنوب افريقيا ان رفات ثلاثة من ابناء مانديلا اعيد دفنها الخميس في كونو القرية التي امضى فيها طفولته ويريد ان يدفن فيها، وكان القضاء امر بنبش رفات ابناء مانديلا من مكان دفنها ونقلها الى مدفن العائلة، وكبير احفاده ماندلا مانديلا الذي كان يعارض هذا الامر، نظم مؤتمرا صحافيا اعيد بثه بثا مباشرا في كافة انحاء البلاد لتصفية حسابات مع عدد من افراد العائلة.

ولم يرق لماندلا الذي قرر من جانب واحد في 2011 نقل رفات والده وعمته وعمه الى مسقط رأس جده مفيزو، قرار رفع 15 فردا من الاسرة طلب الى القضاء لارغامه على نقل الرفات الثلاث الى كونو، وقال "وجدت نفسي اتعرض لهجوم من قبل افراد يريدون لحظة مجد واهتمام اعلامي على حسابي". واكد انه "لا يسعى الى كشف اسرار الاسرة للعلن"، وقال ان عمته مكازيوي (ابنة نيلسون مانديلا وشقيقة ابيه) "بدلا من ان توحد العائلة تقوم بتفكيكها"، وبشأن اخيه غير الشقيق ندابا، قال "انه يعلم انه ابن امراة متزوجة اقام والدي علاقة معها". واشار الى ان شقيقه مبوزو "اقام علاقة مع زوجتي" اناييس غرمو من جزيرة لا ريونيون التي عادت الى بلادها، وكان اول رئيس اسود للبلاد الذي كسب ود الاقلية البيضاء داعيا الى التسامح والمصالحة، لا يزال بين الحياة والموت في مستشفى في بريتوريا، وقالت الرئاسة الجنوب افريقية بعد زيارة الرئيس جاكوب زوما لمانديلا "لا يزال الرئيس السابق في حالة حرجة لكن مستقرة".

من جهتها اعلنت غراسا ماشيل زوجة مانديلا انه لا يعاني من الالم، وصرحت غراسا ماشيل لبعض الصحافيين على هامش مؤتمر صحافي لمؤسسة مانديلا في جوهانسبورغ "نحن الان هنا منذ حوالى 25 يوما ورغم ان ماديبا لم يكن دائما في حالة جيدة فانه لا يشعر بالالم"، واضافت "منذ دخوله المستشفى سمح لنا مجددا بان نكون جميعا متحدين".

وادلت غراسا ماشيل التي قضت معظم اوقاتها ملازمة سرير الرئيس السابق منذ نقله الى المستشفى في الثامن من حزيران/يونيو، بهذه التصريحات على هامش تقديم فعاليات "يوم نيلسون مانديلا الرياضي والثقافي" في 17 اب/أغسطس الذي سيتبارى خلاله فريقا كرة القدم والركبي الجنوب افريقيين مع الارجنتين وبوركينا فاسو في سويتو. بحسب رويترز.

ونقل مانديلا في الثامن من حزيران/يونيو الى المستشفى لاصابته بالتهاب رئوي يعاني منه منذ عامين ونصف العام. وتدهورت حالته الصحية فجأة قبل 10 ايام قبل ان تستقر، وكشف افراد الاسرة ال15 الذين رفعوا دعوى على ماندلا في شكواهم انهم يتوقعون "وفاة مانديلا في اي لحظة". وقالوا في الوثائق التي رفعت الى المحكمة "انه يتنفس بفضل اجهزة"، ورفعوا شكوى الى محكمة متاتا (جنوب) لنقل رفات اولاد مانديلا الى مقبرة العائلة في كونو، ووافق قاضيان على الطلب الاربعاء ونبشت الرفات الثلاث على الفور لدفنها في قرية كونو، ورفات مكازيوي التي توفيت طفلة في العام 1948 وثمبيكيلي الذي قتل في حادث سيارة في 1969 وماغكاتو الذي توفي جراء الاصابة بمرض الايدز في 2005، نقلت الى متاتا حيث خضعت لفحص من قبل طبيب شرعي.

فرانسوا بوزيز

من ناحية أخرى قال رئيس جمهورية افريقيا الوسطى المخلوع فرانسوا بوزيز لوسائل الاعلام الفرنسية انه مازال يأمل بالعودة للسلطة منهيا بذلك صمتا استمر اشهرا منذ ان اطاحت به قوات المتمردين في مارس اذار، وفر بوزيز الذي حكم افريقيا الوسطى عشر سنوات الى الكاميرون بعد ان اطاح المتمردون بنظام حكمه واستولوا على العاصمة بانجي.

وفي مقابلة مع راديو فرنسا الدولي قال بوزيز انه أنشأ مع بعض رفاقه منظمة سياسية اطلقوا عليها اسم جبهة عودة النظام الدستوري الى جمهورية افريقيا الوسطى او (فروكا)، وقال ان هدف المنظمة "متابعة كل شيء يحدث في البلاد والتنديد به وابلاغ المجتمع الدولي الذي لم يدرك على ما يبدو بعد الازمة الخطيرة والمأساة التي تحدث في جمهورية افريقيا الوسطى"، واصدرت الحكومة الجديدة التي يرأسها الرئيس المؤقت ميشال جوتوديا زعيم متمردي جماعة سيليكا امرا بالقبض على بوزيز متهمة اياه بارتكاب "جرائم في حق الانسانية والتحريض على الابادة". بحسب رويترز.

وسئل بوزيز عما اذا كان تشكيل اي كيان سياسي جديد يعني انه يهدف الى العودة للسلطة فقال "نعم العودة للسلطة. اذا توفرت الفرصة سأفعل ذلك"، وقال بوزيز انه موجود في فرنسا لزيارة اقارب ويهدف لتنظيم اجتماعات مع المسؤولين الفرنسيين على الرغم من انهم في عطلة الان، واضاف ان فرنسا "افضل من يساعد في حل المشكلة مع مساهمة من الاتحاد الافريقي"، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية انه لا توجد اتصالات مع بوزيز وليس من المزمع اجراء اي اتصالات معه.

وتواجه جمهورية افريقيا الوسطى عدم استقرار سياسي وانقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960، واستولى بوزيز على السلطة في انقلاب دعمته تشاد المجاورة عام 2003 واستسلم في مارس اذار امام هجوم شنه متمردو سيليكا بعد اخفاقه في الوفاء بوعد باقتسام السلطة.

من يرأس ملاوي قد يصيبه الجنون؟

على صعيد مختلف اعتبرت رئيسة ملاوي جويس باندا ان من يقود بلادا بهذا القدر من الفقر وحيث التحديات الاقتصادية والاجتماعية هائلة "قد يصاب بالجنون"، وصرحت باندا عبر التلفزيون الرسمي بمناسبة عيد استقلال البلاد "في العمل الرئاسي هذا قد يصاب المرء بالجنون عند التفكير بالمشاكل الكثيرة التي تواجهها البلاد". بحسب فرانس برس.

وصرحت باندا ان "اغلبية الملاويين ما زالوا فقراء. وهم كذلك منذ فترة طويلة جدا"، علما ان شعبيتها تراجعت بعد اقرار خطة تقشف مصحوبة بتخفيض قيمة العملة المحلية مستوحاة من صندوق النقد الدولي، واعتبرت باندا انها تمكنت من الحفاظ على "الهدوء" منذ خلفت بينغو وا موثاريكا التي توفي بسكتة قلبية في نيسان/ابريل 2012، واكدت "حاولت تجنب عبادتي كنصف الهة على عكس القادة السابقين" للبلاد. وتابعت "ما زلت جويس باندا".

المحكمة الجنائية الدولية

من جهة أخرى اعلن رئيس المحكمة الجنائية الدولية القاضي الكوري سانغ-هيون سونغ في بوخارست لوكالة فرانس برس ان المحكمة "لم تستهدف مطلقا اي بلد افريقي"، واصفا الانتقادات الحادة لبعض الرؤساء الافارقة بانها "مؤسفة"، وقد طلب الاتحاد الافريقي تأجيل اجراءات المحكمة الجنائية الدولية للجرائم ضد الانسانية ضد الرئيس الكيني اوهورو كينياتا ونائب الرئيس ويليام روتو، واتهم كينياتا ورئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريام ديسالن المحكمة بممارسة "سياسة عرقية"، وفي تصريح لوكالة فرانس برس خلال مؤتمر حول المحكمة الجنائية الدولية نظمته وزارة الخارجية الرومانية، قال سونع "يجب الا تؤاخذ المحكمة الجنائية الدولية على شيء لم تفعله. ولم نتسلط على اي بلد افريقي". بحسب رويترز.

واضاف ان البلدان الافريقية التي تخضع لتحقيقات المحكمة الجنائية الدولية "احالت الينا الحالات" التي ادت الى فتح التحقيقات، واضاف ان "المحكمة الجنائية الدولية تجري تحقيقات مع ثمانية بلدان (كينيا وساحل العاج وليبيا والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وافريقيا الوسطى واوغندا ومالي) جميعها افريقية في الواقع، لكن الحكومات نفسها في خمس حالات هي التي احالت الينا هذه التحقيقات، واحالت الينا ليبيا والسودان تحقيقين، ومجلس الامن هو الذي طلب منا التدخل"، واوضح رئيس المحكمة ان "المدعي اجرى تحقيقه الخاص في حالة كينيا فقط"، مشيرا الى انه "لم يكن ثمة خيارات اخرى"، فيما رد البرلمان الكيني مرتين فكرة انشاء محكمة محلية لاجراء محاكمات حول اعمال العنف التي تلت الانتخابات في 2007-2008 واسفرت عن 1100 قتيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28/تشرين الاول/2013 - 23/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م