العاب العنف... دور خفي في تنمية جيل إجرامي!

سيف حسين الاسدي

 

شبكة النبأ: الأطفال زينة الحياة الدنيا وجمالها وفلذات الأكباد التي تسير على الأرض وتهتم الأسر بالطفل اهتماما كبيرا يختلف عن الاهتمام بالآخرين من حيث المأكل والملبس ومداراته صحيا ونفسيا إضافة إلى توفير ما يحتاجه على أكمل وجه ومنها لعب الأطفال التي يختارها الأهل للطفل بحيث لا تؤثر عليه صحيا ونفسيا كأنواع الرياضة والألعاب التي تنمّي الفكر. وهذا العام وقبل أيام معدودة قبل عيد الأضحى المبارك  أختلف عن الأعوام السابقة في إغراق السوق بلعب الأطفال من الرشاشات والمسدسات والحراب وسيارات الشرطة وسيارات الهمر وكل هذه اللعب لها تأثيرها الصحي والنفسي على الأطفال من خلال ما تطلقه هذه الأسلحة من رصاصات مطاطية بإمكانها إصابة الآخرين سواء كانوا صغار ام كبار كذلك تأثيرها المستقبلي من خلال نشوء جيل على الجريمة والقتل والحرب والعنف فأكثر هذه الألعاب في بعض الدول المتطورة تم منع استيرادها.

ازدياد الطلب

الحاج فاضل عباس ألحسناوي صاحب محل لبيع لعب الأطفال في كربلاء قال "أنا أعمل منذ زمن بعيد في هذه التجارة وما لفت نظري هذا العام هو الإقبال المتزايد على شراء الأسلحة والحراب والسيارات التي تشبه سيارات الشرطة والهمر الأمريكية والسبب باعتقادي التأثير الواضح لأعمال العنف في البلاد ومخزني مليء بعشرات الأنواع من لعب الأطفال التي هجرت من قبل أطفالنا وبدءوا يطلبون فقط اللعب الخاصة بالأسلحة وسيارات الشرطة وخاصة البنادق والمسدسات وكل اللعاب العنف " وخاصة قبل الأعياد فنحن ألان مقبلين على العيد والطلب يزداد من قبل أصحاب البسطات والمحلات الصغيرة.

حسين الموسوي صاحب محل لبيع المواد المنزلية ولعب الأطفال قال " كثير من الأطفال كانوا يشترون ويتسابقون على شراء التجهيزات الرياضية  ولكن سرعان ما انتهت هذه النزوة حتى بدأ الإقبال على شراء الأسلحة وأصبح الطلب عليها نسبة إلى اللعب الأخرى حوالي 85%  والسوق كما هو معروف عرض وطلب وأنا تاجر أريد أن أبيع بضاعتي والطلب عليها كثيرا فماذا أفعل وأصحاب المحلات الصغيرة يطالبونني بالمزيد ومثل هذه اللعب يجب أن يحسن استعمالها واستخدامها فهي لم تصنع لأطفال بعمر صغير لأنهم يسيئون استخدامها بالتأكيد".

تقليد للآخرين

 حسين صاحب (8) سنوات يحمل مسدسه ويطلق رصاصاته على الأطفال في الشارع يقول "إن أجمل لعبة الآن هي لعبة (شرطة وحرامية) وهي لعبتي المفضلة وأنا هنا بدور الشرطي الذي يطارد السراق ويقبض عليهم وأنا ارمي رصاصات مسدسي على الأرجل والبطن والظهر وكلها محمية بالملابس وهذه الرصاصات لا تخترق الملابس والبعض من أصدقائي أفرغوا مخازن أسلحتهم حتى لا يصاب الآخرين بالأذى.

علي محسن(6) سنين أنا لا اشتري سوى المسدسات وأحب ان أصير مثل مراد علم دار فأنا احمل مسدسي عندما اخرج من البيت وأي شخص في الشارع يضايقني ارميه بمسدسي الذي اشتري له العتاد (الصجم) من مصروفي واجد المتعة وأنا أحس بأن ألأولاد يخافون مني في الشارع.

ضعف الآباء أمام الأبناء

أبو أمير (40) عاما ابني أمير لم يتجاوز عمره 6 سنوات لكنه يصر على شراء أللعاب العنف التي أصبحت منتشرة في كل سوق ومحل والأطفال لايعرفون انها تضر بهم فعندما يخرج ابني معي للسوق اشتري له اللعب مثل سيارة وطائرة كأي لعبة للأطفال لكن ما يؤذيني عندما يصر على شراء رشاشة أو مسدس فصاحب المحل يستغلها كفرصة فأضطر لشراء مسدس والنتيجة اعرفها ليست جيدة لكن ماذا افعل؟

أم علي تقول"عندما كنا صغار نلعب اللعاب جميلة وهادئة تعبر عن برأت الطفولة وتنمي المهارات عندنا  واليوم مع دخول العديد من  الالعاب الخطرة اختلف كل شي وغدت هذه الألعاب مصدر تهديد يتلف أعين الكثير من الأطفال عند الإصابة بما تقذفه من كرات صلبة تتسبب في أذى عجيب وأحياناً تقود إلى مشاكل اجتماعية لأنها تؤدي إلى خلافات بين ذوي الأطفال وانا احرص دائما على منع اطفالي من شراء تلك الالعاب الخطرة واقنعهم بشراء اللعاب هادفة وهادئة بنفس الوقت.

الفضائيات والدراما عاملان مساعدان

يحيى محمد الحلي (أستاذ علم النفس) الطفل المولود تؤثر عليه العوامل الوراثية والبيئية فالعوامل البيئية ومنها  إذا عاش في بيئة مفعمة بالتناقضات والسلبيات والاضطرابات سينعكس على سلوكه وتصرفاته لا يخفى على أحد ما تقدمه وما تعرضه الفضائيات بخصوص العنف الدائر في الكثير من مدن ومناطق العراق كذلك المسلسلات التي لا يخلوا أي مسلسل من احداث العنف والقتل والاختطاف والسرقة فبعد أن كان الطفل يصل الى الدراسة المتوسطة وهو يطلق على كل أنواع الأسلحة (رشاشة) أصبح الأطفال هذه الأيام يعرفون كافة أنواع الأسلحة والمعدات التي تستخدم في القتل، والاسلحة البلاستيكية تؤثر على مستقبل الطفل وتفتح عينيه على العدوان والشر فينحرف سلوكه الهادئ نحو الانفعال والاضطرابات والعدوان وستكون تصرفاته هدامة وعدوانية مبنية على الشر.

زينب علي المهنة (طبيبة مقيمة) خلال فترة العيد يزداد الاقبال على شراء العاب ألحروب وليست لعب أطفال  وقد تصل ألينا في المستشفى  حالات من الاصابة واغلبها في منطقة الوجه  والبطن والعين واغلب المصابين هم من الأطفال والآخرين من كبار السن وأغلب الذين يصابون هم ليسوا من أصحاب هذه اللعب فمنهم من هو مستطرق في الشارع أو طفل كان يلعب بعيدا عن أصحاب هذه البنادق والمسدسات" مضيفتا "إن عدد الإصابات تتضاعف في أيام العيد لشرائها من قبل الأطفال بكثرة على اعتبارها هدية العيد لكن لا يعرف الكثير من الأهالي إنها قد تؤدي بهم إلى فقدان نعمة البصر أو تؤدي إلى عاهة لا يمكن نسيانها.

هل نصل إلى حلول؟

عبد الحميد احمد اختصاص طب الأطفال قال" الأطفال يطلبون ما يرونه أمامهم وهم عنيدون وخاصة عندما يرون أبناء الجيران لديهم مثل هذه اللعب فيضطر الآباء لشرائها لهم وسط الإلحاح الكبير من أجل شراءها ويجب على الأسر أن تعلم أطفالها ثقافة الحب والسلام والعلم بعيدا عن العنف واستخدام ألعاب التسلية التي تنور عقل الطفل وليس التي تعلمه العنف والانتقام والحل الوحيد للتخلص من هذه الكارثة هو منع بيعها وتداولها بقرار حكومي ومحاسبة المخالفين من التجار وأصحاب المحلات التي تروج لهذه البضاعة كذلك القيام  بحملة إعلامية ضد التداول بمثل هذه اللعب وتنبيه المواطنين وحثهم على عدم شراءها".

مطالب للحكومة

فيما طالب عدد من المواطنين على ان تكون هناك رقابة على البضائع التي تدخل الى العراق من قبل وزارة التجارة أو الداخلية أو تشريع قانون يحظر استيراد مثل هذه اللعب الخطرة لما لها من تأثير على مستقبل أطفالنا كذلك خطورتها جراء استخدامها الخاطيء من قبل الأطفال وتعرضهم لرصاصاتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/تشرين الاول/2013 - 14/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م