قراءة في كتاب: شيعة العراق.. دولهم وثوراتهم

 

 

 

 

 

الكتاب: شيعة العراق دولهم وثوراتهم

الكاتب: الشيخ ناصر حسين  الاسدي

الناشر: مكتبة العلامة ابن فهد الحلي قدس سره، كربلاء المقدسة.

عدد الصفحات: 320

عرض: alshirazi.net

 

 

 

شبكة النبأ: التاريخ ليس ترفاً فكرياً يتسلى به المترفون، بل مدرسة كبرى يتعلم فيها الناس ويستنيرون. واليوم أصبح التاريخ علماً، وللكتابة فيه أفكار وغايات سامية تهدي وتعلم، بعد أن كان عند السابقين مجرد تدوين للحوادث.

والملحوظ أن الوقائع التاريخية ـ في الغالب ـ دونت بقلم أرّخ للحاكم وأشاد بنهجه، وصوّر ظلمه عدلاً، ومثالبه بطولات، وهزائمه انتصارات. وقلّما نجد قلماً دوّن للأمم والشعوب وأشاد بقدراتها واستنهض لحقوقها.

وإذا بادر إلى ذلك بعض المؤرخين فكان على خوف ووجل من الضغوطات السياسية وقد ضاعت بين النهجين حقوق الكثير من الشعوب وأخفيت أصواتهم وسحقت كرامتهم، ولعل أكثر من ظلمهم التاريخ والمؤرخون هم الشيعة لا سيما في العراق مهد التشيع وبيضته وجامعته الكبرى.

فبالرغم من أن أئمة الشيعة صلوات الله عليهم أجمعين والرجال الأفذاذ من أتباعهم أشادوا حضارة الإسلام وأسسوا قواعده ونشروه في مختلف أرجاء الأرض, ولا زال العلم يستضيء بعلومهم وعقولهم, وبالرغم من الدماء الكثيرة التي جادوا بها لأجل الحرية والكرامة والخلاص من الأنظمة المستبدة الظالمة، إلا أنهم ظلوا محاربين ومحرومين من أبسط حقوقهم، وفي الأمس واليوم، علقوا على المشانق، وقطعت ألسنتهم، وصلمت آذانهم، وأذيبت أجسادهم في أحواض التيزاب، وهم اليوم ـ في فترة الاحتلال الصريح والخفي ـ يفجرون بالمفخخات ويواجهون أشرس وأقسى أنواع القتل لدوافع سياسية مذهبية متواصلة منذ أكثر من ألف عام, نكتفي عن شرحها بما تضمنه هذا الكتاب القيم الذي سطرته أنامل سماحة العلامة الشيخ ناصر الأسدي دامت بركاته والذي تناول بعض الحقائق عن الشيعة في تاريخهم ودولهم.

مع الكتاب:

الكتاب في نهجه العام عبارة عن ومضات سريعة وإضاءات اقتطف من كل مرحلة بعض خطوطها العريضة ليستحضر ماضي الشيعة وإنجازاتها السياسية والفكرية على أرض العراق وحضارته، وأبرز مزايا الدول والحكومات الشيعية التي قامت في جوانبه، وهو في عين الحال يسلط الضوء على بعض ما جرى على الشيعة من ظلم وعدوان ومصادرة لأبسط ما يستحقه الإنسان في هذه الحياة لدواعي باتت معروفة.

ولم ينهج المؤلف فيه نهج المؤرخين، فيكتفي بتدوين الوقائع والأحداث بل مضى على نهج المفكرين الذين يدرسون المشكلة ويصفون لها الحل.

فقد درس الشيعة في جانبين، جانب الدول التي أقاموها وتتناول أبرز سياساتها الفكرية والاجتماعية وخصوصياتها الحضارية، وجانب الجماهير وحركاتها المتطلعة إلى الخلاص من الظلم والتجبر، ويعرف من خلال العنوان (شيعة العراق دولهم وثوراتهم) إن الكتاب من نوع الكتب الهادفة التي تحمل ثقافة متحركة تؤمن بالعمل والتصدي وتحمل المسؤولية، ولعل أبرز ما يلمسه القارئ أن المؤلف يدعو المجتمع الشيعي إلى المطالبة بحقوقه عبر ثلاث عناصر أساسية يعتبرها مفتاح الحل هي:

1ـ المرجعية الدينية، فلذا تناول أبرز خصوصياتها وأدوارها السياسية.

2ـ الحركة الجماهيرية الملتفة حول القيادة المرجعية.

3ـ العمل الجماعي الذي ينظم الطاقات ويوظفها في طريق الحرية والكرامة والبناء الحضاري ولأهمية هذه العناصر الثلاثة عملت القوى المعادية للشيعة على تفكيك هذه اللحمات الثلاثة أو إفراغها من محتواها الديني والسياسي الكبير، فسعوا إلى تشويه صورة العلماء ليزعزعوا الثقة بهم، وفرقوا الجماهير بأسماء وعناوين حزبية ضيقة، وفككوا الأواصر الاجتماعية لكي لا تتحد الكلمة وتتوحد الجهود والطاقات، وهذه هي أبرز عناصر الفشل في كل أمة، ولعل هذا ما يروم المؤلف الإشارة إليه في هذا الكتاب.

 من عناوين الكتاب:

السياسية الطائفية المقيتة، سياسات النظام الدموي البائد، اليأس من المنظور الفلسفي، أضواء على الدول الشيعية في العراق، حكومة أمير المؤمنين عليه السلام النموذجية، التعامل الإنساني مع الخصوم السياسيين، رد أموال العدو إليه، مظاهر الكبكبة، المختار الثقافي رجل التاريخ والثورة، الحمدانيون يحكمون شمال العراق، دولة البويهيين في إيران والعراق، دولة المزيديين في الحلة، دولة الصفويين في إيران والعراق، العراق مهد الانتفاضات الشيعية عبر التاريخ، نهضة الإمام الحسين عليه السلام ضد الظلم والظالمين، انتفاضة الثائر الشهيد حجر بن عدي الكندي، انتفاضة التوابين الفدائية، ثورة فقيه أهل البيت عليهم السلام زيد بن علي عليه السلام في الكوفة، ثورة الكوفة بقيادة علي بن محمد بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، ثورة إبراهيم بن عبد الله الطباطبائي تهز أركان الحكم العباسي، ثورة محمد بن إبراهيم وأبي السرايا، حركات الإصلاح المعاصرة، ثورة العشرين الشعبية المرجعية الخالدة، المعاهدة والانتفاضة الشعبية الأولى، مكافحة المد الأحمر، الصراع المرير مع حزب البعث، الانتفاضة الشعبانية الكبرى عام 1991م، أساليب التعذيب الوحشية في سجون حزب البعث، شرارة الانتفاضة تنطلق من حرم الإمام الحسين عليه السلام، رسالة مخضبة بالدم الثائر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/تشرين الاول/2013 - 26/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م