لما أرادت فرنسا المتفننة في عالم الإباحية المستمدة من وجودية
سارتر والآثار الاجتماعية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية أن تسن
شواطئ العري لم يتسن لها استحداث بدعتها الشيطانية إلا على أحد شواطئ
تونس في عهدها العلماني، وها هي تونس تحت المظلة الإسلاموية تعود
فتياتها حوامل من بلاد الشام بعد أن أدين فريضة جهاد المناكحة وأقمن
الشعائر الدينية، إذ طاف بكل واحدة من عشرة إلى مئة من مقاتلي جبهة
النصرة فأصبحت الدعارة من الطقوس التعبدية، ولا حرج أن يفتي رجال الدين
في وجوب كفالة ما في بطونهن لما فيه من الأجر العظيم، ففي المنظور
السلفي أولادهن هم الولدان المخلدون الذين سيخدمون قرابينهم الانتحارية
يوم القيامة حيث يسقونهم خمرا وهم في أحضان الجواري، أما في البعد
الإخواني البرجماتي سيشكلون في الغد جيش المماليك وعودة أيام الدولة
الأيوبية وأيام جبروت قراقوش في إبادة الرافضة أو سيكونون لبنة الجيش
الانكشاري وإحياء زمن الاستبداد العثماني الذي سيحقق حلم الإخوان في
غزو العالم وإقامة الخلافة!!.
أبت سالومي أن ترقص لهيرودوس إلا إذا قُدم لها رأس يحي – يوحنا
المعمدان – على طبق، فهل رقصت مجاهدات العهر على رؤوس الأبرياء، وهل
أكلن أحشاء الأجساد التي فصلت عنها الرؤوس وشوهت ثم أحرقت أسوة بجدتهن
هند سيدة البغاء وآكلة الأكباد.
يدعو بابا الفاتيكان للصلاة من أجل السلام في سوريا ويحرض البابا
القطري إلى مزيد من الدماء والدمار فلا يتحرج الخليج في استجلاب الموت
إلى أرض غارقة في العروبة مع قدم التاريخ ودفع كل التكاليف كمن يدعو
الغريب إلى مخدع زوجته ويغريه على فعل الفاحشة بالمال!!!.
يلتقي الإخواني والسلفي على مستوى الممارسة السلوكية من تكفير للآخر
والعمل على إبادته وإبادة كل من ينتمي إليه ولوكان طفلا رضيعا، وسبي
نسائه ونهب أمواله ولذا فالمشاهد تتكرر نفسها على الخارطة العربية من
دلجا ومرورا بالشام إلى البصرة تقوم الوحوش البشرية بتصوير الضحية وهي
تكابد اشد أنواع التعذيب ومع تهليل الله أكبر تقطع الرؤوس بلا شفقة أو
رحمة وتسحل الأجساد ويشارك الكل في الركل والرجم ثم يمثل بالجثث وترمى
في اللهب لتصل نشوة الصادية إلى ذروة العبثية الدموية.
عرف أجداد العقيدة الأموية انتشار الرايات الخضر في مكة والطائف
والسلوك الاعتيادي في ممارسة الزنا ووراثة الابن لزوجات الأب ومعاقرة
الخمر أب الفواحش، وما كان لمن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
(ص) أن يقول لسيد الموحدين (ع) لا يبغضك إلا منافق أو ابن زنى من أمثال
معاوية وابن النابغة والقائمة تطول.
http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/alihussainkubaisi.htm
|