مكافحة الإيدز... بارقة أمل في نهاية نف

 

 شبكة النبأ: على الرغم من الجهود الدولية والطبية والإعلامية المتواصلة لمكافحة مرض الايدز في كافة دول العالم والتي أسهمت وبشكل فاعل في انخفاض حالات الإصابة والوفيات كما يقول بعض الخبراء، لايزال هذا المرض والمعروف بفيروس نقص المناعة البشري HIV، والذي تم التعرف عليه لأول مرة كحالة سريريه في عام 1981م في الولايات الأمريكية من أهم واخطر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي خصوصا مع عدم وجود علاج شافي لهذا المرض الذي قد يستمر مدى الحياة، والإيدز هو فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة وأنواع معينة من السرطان، وبالتالي يفقد الإنسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية والسرطانات.

فعندما يغزو الفيروس الخلايا المناعية الرئيسية المسماة الخلايا الليمفية ويتكاثر فيها، فإنه يسبب تدميراً لجهاز المناعة بالجسم مما يؤدي إلى حالة ساحقة من العدوى وهكذا يكون الجسم لقمة سائغة وفريسة سهلة للعلل والأمراض. ومرض الايدز مرض خطير وسريع الانتشار يمكن ان يصيب الجميع فهو ينتقل من شخص إلى آخر بطرق مختلفة فيمكن ان ينتقل من الأم المصابة إلى جنينها او عن طريق سوائل الجسم كالدم وحليب والسائل المنوي والسوائل المهبلية.. الخ. في هذا الشأن فقد انخفضت الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ايدز لدى الأطفال بنسبة 52 % منذ العام 2001، وتراجعت في العالم، بما في ذلك في أوساط البالغين، بنسبة 33 % في تلك الفترة، على ما جاء في التقرير السنوي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز.

وأشار التقرير الذي نشر في جنيف إلى أن عدد الإصابات الجديدة السنة الماضية قدر ب2,3 مليون حالة، في مقابل 2,5 مليون حالة سنة 2011، ما يعني انخفاضا عالميا بنسبة 33 % مقارنة بالعام 2001. والسنة الماضية، أصيب 260 ألف طفل في العالم بفيروس الايدز، أي أقل ب35 % مقارنة بالعام 2009 وب52 % منذ العام 2001. وقد سلط التقرير الضوء على الجهود الكبيرة في مجال مضادات الفيروسات القهقرية لدى الحوامل لتفادي نقل الأم الفيروس إلى جنينها. والهدف للعام 2015 هو تراجع الإصابات الجديدة لدى الأطفال بنسبة 90 %، وهو هدف يمكن تحقيقه، بحسب التقرير. وبفضل هذه السياسات، أنقذ نحو 670 ألف طفل من الايدز بين العامين 2009 و2012.

وفي نهاية العام 2012، كان لنحو 9,7 ملايين شخص في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط نفاذ إلى مضادات الفيروسات القهقرية، أي أن هذا العدد ارتفع بنسبة 20 % مقارنة بالسنة السابقة. وبحسب تقديرات برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز، كان 35,3 مليون شخص في العالم يعانون من فيروس الايدز سنة 2012، واصيب 2,3 مليون شخص به وتوفي 1,6 مليون شخص من جراء أمراض مرتبطة به.

الى جانب ذلك وعلى الرغم من انخفاض معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في كينيا من 7.2 بالمائة إلى 5.6 بالمائة بين عامي 2007 و2012، وفقاً للنتائج الأولية لأحدث مسح لمؤشر الإيدز في كينيا (KAIS)، إلا أن المسؤولين يخشون من أنه ما لم يقل اعتماد البلاد على التمويل الذي تقدمه الجهات المانحة لبرامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، فلن تكون هذه المكاسب مستدامة. وأشار بيتر تشيروتيتش، رئيس قسم الوقاية في البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً (NASCOP) إلى أن الانتشار يتناقص على الرغم من حقيقة أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يعيشون لفترات أطول نتيجة لتلقيهم علاجاً يكافح فيروس نقص المناعة البشرية، ولذلك فمن الواضح أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح. وأضاف إننا نعزو انخفاض انتشار الفيروس أساساً إلى تناقص عدد الإصابات الجديدة بفضل توفير العلاج لعدد أكبر من الناس.

وقد أظهرت الدراسات أن العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية (ARV) في وقت مبكر يمكن أن يحد من خطر انتقال فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق العلاقات الجنسية بين الذكور والإناث بنسبة تصل إلى 96 بالمائة. ويتناول أكثر من 70 بالمائة من الكينيين المؤهلين للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يصل عدد خلايا CD4 (مقياس قوة المناعة) لديهم إلى 350 أو أقل العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية.

ويوصف 80 بالمائة منهم بأن لديهم حالة قمع فيروسي، وهذا يعني أن الفيروس قد بلغ مستويات غير قابلة للكشف في أجسادهم، وأن مخاطر انتقاله إلى أشخاص آخرين منخفضة. كما تنفذ كينيا عدداً من الأنشطة الخاصة بالوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية من برامج الوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل، إلى ختان الذكور الطبي وحملات المشورة والاختبار التي ساهمت في خفض انتقال العدوى وارتفاع معدلات العلاج.

وأوضح التقرير أن ما يقرب من 1.2 مليون كيني مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، وأن نسبة انتشار الإصابة بين النساء تبلغ 6.9 بالمائة، مقارنة مع انتشاره بين الرجال بنسبة 4.4 بالمائة وبين الأطفال بنسبة 0.9 بالمائة، بينما تفاوتت نسبة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين البالغين حسب المنطقة، حيث حدث انخفاض كبير في مناطق الساحل ونيروبي والوادي المتصدع. أما نيانزا، التي تعتبر المنطقة الأكثر تضرراً من فيروس نقص المناعة البشرية، فقد شهدت زيادة معتدلة، من 14.9 بالمائة في عام 2007 - عندما صدر مسح مؤشر الإيدز في كينيا السابق - إلى 15.1 بالمائة في عام 2012.

من جانبه، ذكر ألان راجى، المدير التنفيذي لمنظمة مظلة تسمى اتحاد المنظمات غير الحكومية الكينية العاملة في مجال مكافحة الإيدز (KANCO)، أن التقدم الذي تم تحقيقه في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية كان نتيجة لتعاون أصحاب المصلحة الحكومة والجهات المانحة والمجتمع المدني والأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية معاً على جميع المستويات للتأكد من وضع السياسات والرسائل والتدخلات الصحيحة موضع التنفيذ. لقد أنشأت الحكومة بيئة مواتية لعملنا، حتى عندما يكون ذلك في بعض الأحيان مخالفاً للقانون، مثل استهداف وإشراك الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ومتعاطي المخدرات في برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.

لكن تشيروتيتش من البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً حذر من أنه نظراً لكون أكثر من 80 بالمائة من برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في كينيا ممولة من الخارج أكبر الجهات المانحة هي خطة رئيس الولايات المتحدة الطارئة للمساعدة في مجال مكافحة الإيدز والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا فإن التقدم المحرز ليس مستداماً.

وأوضح أنه في حالة التوقف عن تمويل مثل هذه البرامج، فإنها قد تتعطل، وبالتالي تنحسر المكاسب التي تحققت حتى الآن. وأضاف أن إحدى الأولويات الرئيسية الأخرى بالنسبة للحكومة هي إقناع المزيد من الناس بمعرفة حالة إصابتهم بالفيروس من أجل إقناع المزيد من الناس بتناول العلاج، وبالتالي الحد من عدد الإصابات الجديدة بنجاح أكبر.

وفي السياق نفسه، أكد راجى من اتحاد المنظمات غير الحكومية الكينية العاملة في مجال مكافحة الإيدز أن هناك أيضاً حاجة إلى تركيز الطاقات والاستثمار بشكل أكثر تحديداً على مصادر الإصابات الجديدة، سواء من الناحية الجغرافية أو من حيث نوعية السكان الذين يواجهون مخاطر أكبر للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، مثل المتزوجين والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ومتعاطي المخدرات والعاملين بالجنس.

في السياق ذاته وبالرغم من الجهود التي تبذل في ميانمار حالياً لتعزيز حصول المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز على الأدوية التي تطيل أمد الحياة، إلا أنه من المرجح أيضاً أن يتعرض عشرات الآلاف من الأشخاص المحتاجين إلى العلاج إلى الإهمال، وفقاً لخبراء الصحة. وفي هذا الإطار، قال بيتر بول دي غروت، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في البلاد أن كافة المقومات متوفرة لإنجاح هذه الجهود، إلا أن هناك حاجة إلى وضع خطة شاملة ومتكاملة تضم جميع الأطراف الفاعلة والأنشطة لضمان التنفيذ الصحيح والسريع".

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشريةالإيدز، يبلغ عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في ميانمار حوالي 220,000 شخص من بينهم 120,000 مصاب بحاجة إلى العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية. وفي الفترة من 2011 وحتى يونيو 2013، شهدت التغطية بمضادات الفيروسات القهقرية ارتفاعاً كبيراً من 32 بالمائة إلى ما يقرب من 50 بالمائة من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالفيروس، والاقتراب من هدف الحكومة البالغ 85 بالمائة بحلول نهاية عام 2016.

وفي عام 2012، أعلن المسؤولون في ميانمار أن توافر العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية قد ازداد من 57 موقعاً في عام 2008 إلى ما يقرب من 100 موقع في ذلك الوقت. وحتى الآن، كان أكثر من 70 بالمائة ممن تلقوا العلاج من سكان أكبر مدينتين في البلاد، وهما يانغون وماندالاي ، جنباً إلى جنب مع ولاية كاشين ، بينما لا تزال التغطية في المناطق الأخرى غير كافية.

أما أندرو هيرست، المتحدث باسم الصندوق العالمي فقال نتوقع توسعاً في وصول الخدمات إلى هذه المناطق مع توفير الأدوية المنقذة للحياة لمناطق النزاع وغيرها من المناطق التي يصعب الوصول إليها. وأضاف ميرفي أنه على الرغم من الدفعة القوية التي يقوم بها الصندوق العالمي، إلا أن ميانمار مازالت تبحث عن مانحين آخرين لسد الفجوة التمويلية البالغة 110 مليون دولار وذلك في إطار جهودها المبذولة للاستجابة الوطنية حتى نهاية عام 2016.

علاوة على ذلك، يقول بعض العاملين في مجال الصحة أن انتشار فيروس نقص المناعة البشرية وهو ثالث أعلى فيروس انتشاراً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ويمكن أن يكون أسوأ مما قد تم الإبلاغ عنه، إذ من الممكن أن تكون ندرة الرعاية الصحية في المناطق الحدودية المصحوبة بتدفق السكان المهاجرين، قد فاقمت من انتشار الفيروس. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية إيرين.

وتتوقع منظمة أطباء بلا حدود، وهي أكبر جهة تزود ميانمار بمضادات الفيروسات القهقرية، أيضاً ازدياد الطلب على العلاج عقب وضع منظمة الصحة العالمية للمبادئ التوجيهية الجديدة في يونيو مشيرة إلى أن المرضى البالغين ممن يصل لديهم عد خلايا CD4 (خلايا الدم البيضاء التي تستهدف المرض) إلى 500 أو أقل ينبغي أن يتلقوا علاج بمضادات الفيروسات القهقرية عندما يصبح الجهاز المناعي أقوى. ويقول مسؤولو منظمة أطباء بلا حدود أن سياسة ميانمار المتمثلة بتوفير العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية للبالغين الذين يصل عد خلايا CD4 لديهم 350 أو أقل تحتاج إلى تحديث، مما يسمح لمصابين أكثر بالحصول على الدواء. ولهذا ستكون هناك حاجة إلى إقامة مواقع للمعالجة أكثر بكثير في المناطق التي لا يوجد بها علاج حتى الآن، كما أفاد دي غروت.

من جهة أخرى تعتزم تايلاند أن تنتقل سنة 2014 الى المرحلة الثانية من اختبار لقاح تجريبي ضد مرض نقص المناعة البشرية المكتسب كان الأول الذي اعطى في سنة 2009، معلومات مهمة حول ردود فعل جهاز المناعة. وسيجرى هذا الاختبار في إطار برنامج أبحاث ينفذه الجيش الأميركي مع وزارة الصحة التايلاندية. وقال ميتشل وارن من جمعية أفاك الأميركية لمكافحة الايدز خلال منتدى في بانكوك حول التقدم في مجال مكافحة الايدز بعد 30 سنة من ظهور هذا الوباء، بتنا أقرب من أي وقت مضى إلى تطوير لقاح ضده.

وفي الاختبار السريري الأول سنة 2009، تبين أن أكثر من 31 % من المشاركين الذين تلقوا لقاح "آر في 144" في تايلاند معرض للإصابة بفيروس الايدز بنسبة أقل من الاشخاص الذين تلقوا علاجا وهميا. ودرس الباحثون آنذاك عينات من دم المشاركين الذين تلقوا لقاح "آر في 144" لتحليل ردود فعل جهاز المناعة لديهم، فاكتشفوا أن ردود فعل الاجسام المضادة تختلف وفقا لدرجة الاصابة بفيروس الايدز.

وكان الاكتشاف الرئيسي أن اجساما مضادة خاصة بمنطقة معينة من غلاف الفيروس تسمى "في 1 في 2" مرتبطة بمعدلات اصابة أكثر انخفاضا لدى الاشخاص الملقحين. والاجسام المضادة هي بروتينات ينتجها الجسم لمقاومة عناصر مرضية كالفيروسات والجراثيم. وبحسب نظرية العلماء، تتصل هذه الاجسام المضادة بالمنطقة "في 1 في 2" من غلاف الفيروس، فتمنع العدوى بإعاقة تكررها.

دراسات ودعم دولي

على صعيد متصل أكدت دراسة حديثة في مراحلها الأولية عن كشفها لجين يلعب دوراً هاماً في كيفية السيطرة على فيروس نقص المناعة المكتسبة ( HIV ) في الخلايا البشرية من خلال الحد من انتشاره بعد دخوله للجسم. وأشار الباحثون الى أن استخدام الجين ( MX2 ) قد يُسهم في تطوير علاجات أقل سُمية لمرض الايدز اذ يُسخر الآليات الدفاعية الطبيعية للجسم لمقاومة الفيروس.

وتمت دراسة الخلايا البشرية في المختبر وتم تعريضها لفيروس نقص المناعة المكتسبة بخطين خلويين مختلفين، الأول تم فيه تفعيل الجين ( MX2 ) والآخر تم ابطال مفعوله وبملاحظة تأثيره لوحظ انتشار وتضاعف الفيروس في الخلايا التي تم ابطال مفعول الجين فيها وفي الوقت ذاته لوحظ عجز الفيروس عن التضاعف بتفعيله. وأشار الباحثون الى دور الجين ( MX2 ) في السيطرة على نشاط الفيروس داخل الخلايا البشرية عند المُصابين بالايدز مما قد يسمح بتطوير عقاقير دوائية تتشابه جزيئياً مع هذا الجين أو تُنشط الجين بشكل طبيعي.

وبالرغم من الحاجة الى المزيد من الأبحاث الا أن نتائج الدراسة ذات قيمة عالية ويوفر معلومات حديثة للعلماء حول كيفية تفاعل الفيروس المُسبب للايدز مع الجهاز المناعي. ولا تزال المعلومات المتوافرة عن الجين ( MX2 ) محدودة ولكن تم تأكيد أثره المُضاد للفيروس ونقاط أساسية حول حساسيته في دورة حياة الفيروس.

في السياق ذاته أظهرت دراسة علمية ان العلاج المبكر للأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الايدز من شأنه أن يؤخر تطور المرض، وأن يسمح بتأجيل البدء بالعلاج مدى الحياة. وفي الواقع، فإن أقل من ربع الاطفال الايجابيي المصل (الحاملين للفيروس) لا غير يتلقون العلاج الللازم بواسطة مضادات فيروسات قهقرية. وقد أجرى هذه الدراسة علماء شملت أبحاثهم 377 طفلا حاملا للفيروس تراوحت أعمارهم بين ستة أسابيع واثني عشر أسبوعا، وتطرقوا فيها إلى النتائج الايجابية الناجمة عن تلقي الأطفال علاجا مبكرا لمدة زمنية محددة.

فقد تلقت مجموعة من نحو أربعين طفلا رضيعا علاجا مبكرا محدود المدة ضد فيروس الإيدز امتد على 40 اسبوعا. وخضعت مجموعة ثانية لعلاج مبكر امتد على 96 اسبوعا. اما المجموعة الثالثة، فقد أخر علاجها الى حين بدء ظهور اعراض المرض. وقد بدأت هذه الدراسة في العام 2005 ونشرت اولى نتائجها في العام 2007. وجاء في تلك النتائج الاولية ان العلاج المبكر يقلل خطر اشتداد المرض وخطر الوفاة بنسبة 75%، مقارنة مع اولئك الذين تلقوا علاجا متأخرا. وقد دفعت هذه النتائج منظمة الصحة العالمية الى اصدار توصية بضرورة تأمين العلاج للاطفال الايجابيي المصل منذ الاسابيع الاولى من حياتهم.

وبعد سنوات على تلك النتائج الاولية، جاءت النتائج النهائية لتظهر ان الاطفال الذين تلقوا علاجا مبكرا هم في حال صحي افضل من اولئك الذين تأخر علاجهم، حتى وان كان عليهم جميعا الخضوع لعلاجات مدى الحياة. وجاء في الدراسة التي نشرتها مجلة لانسيت الطبية البريطانية ان علاجا مبكرا تليه فترة انقطاع هو بما لا يقبل الشك أفضل الطرق وأقلها كلفة.

وبحسب الدراسة، فان العلاج المبكر على مدى اربعين اسبوعا سمح بتأجيل البدء بالعلاج الدائم مدى الحياة 33 اسبوعا. أما العلاج المبكر لمدة 96 اسبوعا، فقد اتاح تأجيل البدء بالعلاج الدائم مدى الحياة سبعين اسبوعا، في حين لم يكن من الممكن تأجيل العلاج مدى الحياة اكثر من عشرين اسبوعا عند الأطفال الذين لم يتلقوا علاجلات مبكرة. ومن النتائج اللافتة للدراسة، ان جزءا غير قليل من الأطفال الذين خضعوا لعلاجات مبكرة لم يحتاجوا إلى البدء بالعلاج مجددا خلال هذه الدراسة الممتدة على خمس سنوات.

وفي تعليق نشر على هامش الدراسة، تساءل الباحثان روبرت كولبندرز من جامعة أنفير، وفيكتور موسيم من جامعة كامبالا عن آثار توقيف العلاج المبكر بعد فترة محددة، مشككين ايضا في ان تتوافر لدى فقراء افرقيا الامكانات لاجراء المراقبات الصحية اللازمة لمعرفة متى يجب البدء بالعلاج المبكر عند الأطفال. وأضافا لكن توقيف العلاجات بالمضادات بعد فترة من العلاج الناجح يمكن ان يصبح من الخيارات المتاحة.

من جانبها تعهدت بريطانيا بتقديم 1.6 مليار دولار الى الصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا على مدى السنوات الثلاث القادمة معربة عن أملها في القضاء على الأمراض الثلاثة القاتلة. وقالت وزيرة التنمية الدولية جاستين جريننج إن الحكومة البريطانية ستقدم مساهمة بقيمة مليار جنيه استرليني أو 333 مليون جنيه (533.9 مليون دولار) سنويا في الفترة التمويلية 2014-2016 .

وفي وقت سابق قال الصندوق العالمي الذي مقره جنيف وهو أكبر مانح في العالم للصناديق المعنية بمكافحة الامراض المعدية الثلاث إنه يحتاج الى 15 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث القادمة للبدء في السيطرة عليها. وهذا التعهد من بريطانيا التي تعول على باقي المانحين في الوصول الى مبلغ 15 مليار دولار هو ثاني أكبر مبلغ تتعهد به أي حكومة حتى الان. وطلبت الولايات المتحدة مبلغ 1.64 مليار دولار سنويا لصالح الصندوق العالمي في ميزانية 2014 . بحسب رويترز.

وقالت جريننج في بيان بعد الإعلان عن المساهمة الجديدة في نيويورك الايدز والسل والملاريا من بين أكثر الامراض الفتاكة في العالم رغم أنه يمكن الوقاية منها وعلاجها. وأضافت قائلة الصندوق العالمي ساعد بالفعل في إنقاذ حياة الملايين لكن يجب علينا مواصلة الجهد إذا أردنا القضاء على هذه الأمراض تماما. ويأتي النصيب الأكبر من الدعم المالي للصندوق العالمي من حكومات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلا ان جهات خيرية أخرى ومنظمات خاصة مثل مؤسسة بيل وميليندا جيتس وشركة كوكاكولا تساهم ايضا سواء بدعم مالي أو خدمات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/أيلول/2013 - 23/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م