الحملة الوطنية لجمع الوطنية

علي فاهم

 

تمتاز الحملات التي تتصف بـ (الوطنية) بشمولها لجميع أبناء الوطن بلا إستثناء فكل من ينتمي للوطن ويسكن على أرضه ويشرب مائه ويستنشق هوائه هو مواطن يحمل هذا الشرف ويتمتع بكل حقوق المواطنة وعليه واجبات ومسؤولية هذا الانتماء،

وهذا الشعور بالانتماء للوطن (الوطنية) هو الدافع والمحفز والمحرك للانسان ليقدم أفضل ما يستطيع وكل ما بوسعه لوطنه وكلٌ بحسبه ومن موقعه هذا من جانب العطاء ومن جانب الاخذ فهذا الشعور يمنعه من الفساد والتعدي على حقوق الاخرين وحق الوطن أو تخريب مؤسسات البلد لأن الوطن سفينة يركبها الجميع وأي خلل يحدث في مكان ما اوفي جزء منه يدفع ثمنه الجميع ويعرض السفينة برمتها الى الغرق.

ولا يختلف اثنان ان سفينة العراق اليوم تترنح في أمواج عاتية من خطر التمزق والتشتت والتشرذم والتقاتل الطائفي والاثني وتنخر فيها ثقوب واسعة من الفساد والانحلال والعجز وتعصف بها رياح التدخلات الاقليمية والدولية التي تتقاذف أبنائها الذين انشغلوا بتقطيع أخشابها ليصنعوا منها كراسي من خشب يجلسوا عليها لفترة وجيزة ثم يرموا بها في البحر.

فكيف ننقذ سفينتنا لننجو بها؟

 أن الحل الوحيد هو جمع بقايا رماد وطنيتنا التي نحتفظ بها في خلايا الضمير النائم والمغلف بالمصالح الانية والشخصية والحزبية والفئوية لنوقظ الاخير من سباته ونتوقف عن اعطائه جرعات التخدير حتى ولو لفترة مؤقتة ريثما ننقذ العراق ويعود ليقف على أقدامه ويتعكز على بقايا ضمائر العراقيين ويخطوا خطوات الى الامام بعد ان مللنا الزحف الى الوراء والامم من حولنا تهرول مسرعة في التقدم والتطور.

 اننا نحتاج الى حملة وطنية شاملة لجمع الوطنية في كل عراقي وزيراً او فلاحا او عاملا او بقالا او طالبا رجلا كان أو أمرأة كلكم تسمعون النداء العراق يستصرخكم لتستنهضوا وطنيتكم أخرجوها من بين الانقاض وانفضوا عنها غبار اللامبالاة واعتنوا بوطنكم لأنه أمانة سلمها لكم أبائكم وستردوها لأبنائكم فما تفعلونه سيرد عليكم غداً، فلنشارك في حملة وطنية نجمع بها الوطنية التي عندنا ونسقيها ونغذيها لتعود قوية لنتصالح مع وطننا ونسأله أن يبرئنا الذمة عما سلف من ذنوبنا بحقه ويغفر لنا خطايانا لندخل جنته كما ولدنا على أرضه عراة الا من حبه.

أما أولئك الذين ماتت الوطنية في ارواحهم فهؤلاء أموات يمشون بلا ارواح لان الوطنية نبتة عندما لا تجد أرضاً صالحة للحياة فلا تنبت ولا تنمو واذا سقيت أرضها بماء آسن وفاسد وملوث بالحرام فهو يقتل هذه الروح وستذبل هذه النبتة حتى تموت وهذا يفسر لنا أولئك الذين لا يهمهم موت الوطن ويتسلقون المناصب على جثث أبنائه ويدفئون أجسادهم الباردة بحرق أحلام الشباب ويغلقون أذانهم عن سماع أهات الفقراء وبكاء أطفالهم فجفت ضمائرهم وتصحرت أرواحهم فماتت ولم يبقى للوطن فيهم من سكن فهجرت الوطنية قسراً.

فالوطنية لا تموت... قد تضعف او تمرض ولكنها لا تموت مادامت هناك ارواح حية تتنفس وطنها شهيقاً وزفيرا، ودمتم سالمين.

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/alifahim.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/أيلول/2013 - 23/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م