المجدد السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي (1230 – 1312هـ) هذا العلم
الذي يشع نوره من بين صفحات تاريخ سامراء المظلومة وصاحب المواقف
العلمية والجهادية والتي لا مجال لذكرها هنا، هذا العالم الفذ اتخذ من
سامراء مقرا له فغير تاريخ سامراء 360 درجة بل تعتبر فترته العصر
الذهبي الثاني بعد عصر العسكريين عليهما السلام للشيعة في سامراء.
سامراء التي سبق وان كتبنا عنها مقالا تحت عنوان " سامراء من
النصرانية الى التشيع" وذلك عندما اصبحت مركزا للتشيع بفضل الامامين
عليهما السلام فقد ذكرت كتب التاريخ ومنها (تاريخ بغداد للخطيب
البغدادي ومروج الذهب للمسعودي والكامل لابن الاثير) انه لما استشهد
الامام علي الهادي عليه السلام كان من المفروض دفنه الى جنب والده في
بغداد ولكن لشدة زحام المشيعين والمحبين في سامراء وخوف الخليفة
العباسي من ان تنهض ثورة ضده اعاده الى بيته ودفن في داره.
سامراء عانت من الاتراك الاوباش الذين استقدمهم خلفاء بني العباس
وكانوا هم اول ضحاياهم من تعذيب وسمل عيون والضرب على الخصيتين حتى
الموت وحرق وجلد وما الى ذلك من ابشع الاعمال الارهابية التي عادت
اليوم لنا ومن فكر الوهابيين واعمال ابناء رجب طيب اردوغان التاريخ
يعود مرة ثانية، هؤلاء الاتراك الذين بسبب اعمالهم الخبيثة في بغداد
جعل المعتصم العباسي سامراء عاصمة له وليمنح الاتراك املاك وسلطات
كبيرة ادت الى استفحالهم اجراميا بالخلافة.
عندما سكن سامراء السيد المجدد اصبحت سامراء منهل العلم وفي كتاب
هدية الرازي للمجدد الشيرازي تأليف اغا بزرك الطهراني ذكر ما يقارب من
خمسمائة طالب جاءوا الى سامراء طلبا للعلم والغالبية العظمى حالما
تعلموا رحلوا والبقية بعد وفاة المجدد عادوا الى بلدهم.
الدرس الذي لم يتعلموه هو لماذا سكن المجدد سامراء؟ الا كان الاجدر
بمن تسمح له ظروفه مواصلة مسيرة الشيرازي في سامراء لاسيما ان الظروف
كانت ممكنة جدا؟ الم يجعل الشيرازي من سامراء مدرسة للعلوم ومكتبة
للمصادر المهمة ومركزا لإصدار البيانات السياسية؟ بل حتى انه انعش
سامراء اقتصاديا.
تركتموها بيد من لا يعرف قيمتها وتوغل من خلالهم الاوباش وتمكنوا من
اخماد نورها البراق بل انهم حتى في ايام الانتفاضة الشعبانية عمدوا الى
حرق المكتبة الشيرازية بالرغم من انها لم تثور ضد الطاغية.
اليوم لا نريد ان نتحدث عن معاناة الاخوة القائمين على اعمار سامراء
ماذا يلاقون من الارهابيين؟ بل حتى الاخوة من سامراء المسالمين وليسوا
من الشيعة هم لايملكون القدرة لمواجهة هؤلاء الارهابيين. اوراق التهديد
تأتيهم اذا ما فكر احدهم بيع عقاره لتوسعة المرقد العسكري ويبقى سكنه
سامراء، وكل من يريد مزاولة عمله لا سيما اثناء الزيارات يقتل والدولة
عاجزة لا تستطيع حمايتهم.
http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/simijwadkadim.htm |