ينشط بعض الشبان الطامحين في الكشف عن حالات تهجير مريعة يتعرض لها
مواطنون على يد جماعات مسلحة من مناطق يسكنونها منذ مئات من السنين،
ويمتلكون فيها الأراض الزراعية والبيوت والأسواق، ولهم فيها مصالح شتى،
ولارغبة لديهم في مغادرتها تحت أي ظرف ومهما كانت المصاعب التي
يواجهون، غير إنهم يتعرضون في بعض الأحيان الى تهديد من نوع مختلف يصل
الى التصفية الجسدية في حال رفضهم الإنصياع لأوامر تأتيهم بالهجرة وترك
المكان على خلفية النزاع الطائفي المقيت في العراق، وقد حصل ذلك في
مناسبات عدة طيلة سنوات وعلى الأقل منذ العام 2003 الى أن خف ذلك الشكل
من العنف بمستويات مرضية خلال السنوات الأربع الأخيرة التي شهدت فيها
مؤسسات الدولة السياسية والأمنية تطورا ملحوظا وعرف الناس العاديون كيف
يساهموا في حلحلة المشاكل العالقة من خلال رجال الدين وزعماء العشائر
وبعض الوزارات التي عملت لتأكيد مفاهيم التسامح دون أن تساهم فعليا في
معالجة الجروح العميقة في الجسم الوطني خاصة وإن الجماعات المسلحة
ماتزال تملك خلايا نائمة في أنحاء من البلاد.
تعرض المواطنون الى حملات تصفية منظمة عبر القتل والتفجيرات المروعة
التي إستهدفت المدارس والمساجد والبيوت والمصالح العامة، ووجد عراقيون
كثر يعيشون في مناطق هم أقلية فيها أن لا خيار أمامهم سوى الهجرة
والرحيل عن أماكن سكناهم الأصلية الى مدن وقرى أخرى لمجرد إن سكانها
يرتبطون معهم طائفيا لكنهم بعيدون عنهم في أشياء لاتمنحها إلا الموطن
الأصلية، مواطن الولادة والصبا والحب والبساتين والزروع والسماء
الزرقاء وأحلام الشباب وجلسات السمر.. عاد العراقيون ثانية هذه الأيام
ليخافوا كابوس التهجير والتهديد والوعيد. حتى إن البعض يرى في إستمرار
التصفيات الطائفية والتهجير أمرا واقعا ويدعو الى حل المشكلة عن طريق
إعادة توطين المجموعات البشرية لتجنب كوارث أكبر من خلال نقل السكان
الى مناطق تتوفر فيها شروط العيش الآمن كم حصل بعد تقسيم الهند عام
1947.
وصلتني ردود فعل حول السؤال التالي: هل أنت مع إعادة توطين
العراقيين من خلال حملة التهجير التي يقوم بها بعض الشيعة ضد السنة
المقيمين في مناطق ذات أغلبية شيعية؟ وتلك التي يقوم بها بعض السنة ضد
سكان شيعة في مناطق ذات أغلبية سنية.. يتم بموجب ذلك تغيير المعادلة
السكانية وتفريغ المحافظات العراقية من التنوع لتكون الغلبة الكاملة
لطائفة بعينها.؟
من بين تلك الردود:
أي تقسيم وأي بلاء والله لقد زرعوا الفرقة الطائفية والقومية
والعرقية وهنا نشاهد اليوم تجمعات عشائرية وغيرها، كل ذلك من أجل
إضعافنا أكثر حتى نرضخ، أن نقبل بالتقسيم وبالتالي الى أن نقسم الى
شعوب وقبائل من أجل أن نفقد هويتنا وأن نبتعد عن ديننا الذي وحدنا وهو
سر قوتنا وبقائنا قوله تعالى: ((يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله
عليم خبير)) التعصب الجاهلي بدا ينتشر بيننا كالوباء هنالك من يخطط ومن
يدفع الثمن ونحن الضحية كل ذلك اضعاف أمة النبي محمد صل الله عليه وعلى
آله وسلم (الي يحب دينه يحب وطنه ويجب أهله ويحب جاره ويحب شعبه والله
الكل يعلم إنها هجمة ضد ديننا بتخطيط ماسوني صهيوني ونحن المنفذون
لمطامعهم برضوخنا لنزواتهم الشيطانية فلابد من صعقه كهربائية لهذه
الامة من الضياع والخذلان وبالتالي نفقد الدنيا والآخرة.
رد آخر: أخي وزميلي العزيز هادي جلو مرعي، إن التنوع نعمة من نعم
الله على هذه البلاد لكنها ستزول ولا أشك لحظة إن هدف التفجيرات هو
التقسيم الطائفي الذي يبدأ بالتهجير ويشمل الطائفتين.. ولاأرى من قدرة
للسياسيين وعلماء الدين على إيقاف هذا التدهور.. بل إن فيهم من يدفع
بالإتجاه المعاكس.. لكني أرى إن الإعلام العراقي بحاجة الى أن يسمي
الأسماء بمسمياتها ويقود حملة جادة لإنقاذ العراق من خطر التقسيم
الطائفي بتجرد عن أية ميول.. لا أدري إن بقي هناك أمل... تقبل محبتي.
كثيرة هي الردود لكن هذان الردان يكفيان.
http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/hadijalomarei.htm |