شبكة النبأ: تشهد نيجيريا الكثير من
الاضطرابات والأزمات على مختلف الأصعدة، وخاصة على الصعيد الأمني،
وبالتحديد وولاية بورنو معقل لجماعة بوكو حرام، حيث تجددت فيها
الصدامات المسلحة مع هذه جماعة الإسلامية المتطرفة المرتبطة بتنظيم
القاعدة، حيث يشن الجيش هجوما واسع النطاق ضد جماعة بوكو حرام
الاسلامية في ولايات بورنو ويوبي واداماوا، بعدما سقطت بعض المناطق
بايدي المتمردين، في محاولة لوضع حد للتمرد الاسلامي ما يشكل منعطفا في
الحرب على هذه الجماعة المتطرفة.
حيث تولت وحدة عسكرية نيجيرية مؤخرا مهمة محاربة التمرد الذي اطلقته
جماعة بوكو حرام قبل اربع سنوات، بدلا من القوة الخاصة، وترفض بوكو
حرام اي حوار مع الحكومة النيجيرية وتؤكد انها تقاتل من اجل اقامة دولة
اسلامية في شمال نيجيريا.
وفي تطور لافت شجعت هجمات الجيش المضطردة الشمال الشرقي للقضاء على
التمرد الاسلامي المنتشر في المنطقة منذ اربع سنوات، انشاء الميليشيات
الخاصة التي تساعد في ملاحقة عناصر بوكو حرام، وتم تشكيل مجموعات
الحماية المدنية المشتركة تشكلت للتصدي لمسلحي بوكو حرام في شمال شرقي
نيجيريا.
إذ يرى بعض المحللين ان هذه الهجمات المتتالية ستؤدي الى اضعاف فرصة
السلام الضعيفة اصلا لايجاد حل سياسي للصراع ولكن وجود احتمال صياغة
شروط عفو عن اعضاء بوكو حرام قد تقلص من تفاقم الأزمة الأمنية النيجرية،
وتشير الارقام الرسمية وغير الرسمية انه قد قتل أكثر من ألفي شخص في
النزاع الدائر بين بوكو حرام والحكومة النيجيرية منذ أن بدأت الجماعة
نشاطها في عام 2009 في محاولة لإقامة إمارة إسلامية في شمالي نيجيريا
حيث تسكن أغلبية مسلمة.
فيما يرى محللون آخرون ان الحركة المتطرفة اقامت علاقات وثيقة مع
تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، مما يجعلها مسجل خطرا على
مستوى العمليات الإرهابية يهدد امن اكبر بلد افريقي السكان وانتاج
النفط في القارة.
لذا يعزو الكثير من المحللين أن انفلات الأمني وتصاعد أعمال العنف
وزيادة حدة التوتر والصراع بين الاطراف المتخاصمة الحكومية وغير
الحكومية، فضلا عن تنامي الفوضى، جميعها هذه الامور تقود الدولة الى
هشاشة سياسية وامنية واقتصادية خطيرة جدا، وقد زاد هذه الامور من تأزم
الأوضاع ورفع من حالة الاحتقان السياسي، لتقدم صورة امنية سياسية تشكل
أساس الأزمة في نيجريا.
صدمات مسلحة كثيفة
في سياق متصل افاد مسؤول نيجيري في حكومة ولاية بورنو ان 13 عنصرا
من ميليشيا موالية للحكومة وخمسة اسلاميين من جماعة بوكو حرام قتلوا في
مواجهة حصلت في منطقة تقع في شمال نيجيريا، وقال غاربا نغامدو مساعد
حاكم الولاية ان "شبان (من الميليشيا) بنيشيك (في ولاية بورنو) فقدوا
13 من عناصرهم في كمين بعيد منتصف الليل" وهي حصيلة تمت مطابقتها مع
الميليشيا. بحسب فرانس برس.
وسبق ان تواجهت هذه الميليشيا مرارا مع عناصر بوكو حرام خلال
الاسابيع القليلة الماضية. وكان افرادها يتوقعون هجوما للمتمردين على
بنيشيك. وقتل 12 من عناصر الميليشيا في تبادل النار مع الاسلاميين واخر
بعد نقله الى المستشفى، وفق ما اوضح نغامدو في مايدوغوري عاصمة ولاية
بورنو، واضاف ان خمسة متمردين من بوكو حرام قتلوا ايضا.
على الصعيد نفسه اكد الجيش النيجيري انه قتل خمسين مقاتلا اسلاميا
ينتمون الى جماعة بوكو حرام، وذلك ردا على هجوم تعرض له مدنيون في شمال
شرق البلاد، وقال المتحدث العسكري صغير موسى للصحافيين في مدينة
مايدوغوري بولاية بورنو (شمال شرق) ان "الجنود لاحقوا الارهابيين حتى
معسكرهم مدعومين بقوات جوية، وقتل نحو خمسين متمردا في المواجهات"،
واضاف المتحدث ان "القوات تلاحق بقية الارهابيين عبر اغلاق كل الطرق
التي يمكن ان يفروا من خلالها"، وحصلت هذه العملية في ولاية بورنو،
المعقل التاريخي لبوكو حرام، حيث يقاتل الجيش المتمردين منذ اربعة
اعوام، وقتل مسلحون يشتبه بانتمائهم الى بوكو حرام خمسة عشر شخصا عبر
اطلاق النار داخل سوق في مدينة غاجيران (شمال شرق)، وفق شهادات للسكان.
قتل مسلحون يشتبه في انتمائهم الى جماعة بوكو حرام الاسلامية
النيجيرية خمسة عشر شخصا بعد اطلاقهم النار في سوق مدينة غاجيران في
شمال شرق نيجيريا، كما افاد سكان، وتقع مدينة غاجيران على بعد حوالى 85
كلم من مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو المعقل التاريخي لبوكو حرام والتي
كانت مسرحا للعديد من الهجمات من النوع نفسه في الاسابيع الاخيرة.
وفي حديث مع الصحافيين في مايدوغوري، روى سكان من غاجيران ان مسلحين
قدموا انفسهم على انهم تجار للدخول الى سوق المدينة، وقال احد السكان
ويدعى ابراهيم بولاما "جاء البعض منهم على متن شاحنات واخرون اتوا سيرا
على الاقدام للافلات من مراقبة الشرطة عند مدخل المدينة"، ثم "اختلطوا
بالتجار" قبل ان يفتحوا النار في السوق ويقتلوا 15 شخصا، كما قال، وقدم
مقيم اخر يدعى يوسف الحصيلة نفسها للقتلى.
قال مصدر امني ان 24 من افراد لجان شعبية في شمال شرق نيجيريا قتلوا
في كمين خلال محاولة فاشلة لاعتقال اعضاء في جماعة بوكو حرام الاسلامية
المتشددة، وقال احد افراد اللجان الشعبية لرويترز عن الهجوم الذي وقع
يوم الجمعة في بلدة مونجونو "نصب لهم كمين حتى قبل وصولهم لمعسكرات
بوكو حرام"، واضاف ان اكثر من 100 من افراد اللجان الشعبية شاركوا في
الهجوم الذي اخفق عندما نصب المتمردون الذين ينظر اليهم على انهم اكبر
تهديد امني لنيجيريا كمينا لهم لدى دخولهم اطراف القرية. بحسب رويترز.
وأكد عضو في قوة حكومية مشتركة من الجيش والشرطة طلب عدم نشر اسمه
ان عدد قتلى الحادث 24 شخصا، واضعفت على ما يبدو حملة عسكرية على بوكو
حرام امر بها الرئيس جودلك جوناثان في منتصف مايو ايار الجماعة ولكنها
اثبتت مهارتها في الاختباء ثم العودة بقوتها كما كانت من قبل، ويقول
الجيش النيجيري ان استخدام اللجان الشعبية التي لا تكون مسلحة غالبا
الا بهراوات وسكاكين كسلاح ضد الاسلاميين ادى الى اعتقال المئات منهم،
ومنح رد الفعل الغاضب من جانب المدنيين الجيش اكبر تفوق له على التمرد.
كما جعل ايضا افراد اللجان الشعبية وعائلاتهم اهدافا اساسية للاسلاميين،
وقتل العشرات في هجمات انتقامية، وقال الجيش هذا الشهر إن الزعيم
الروحي للجماعة أبو بكر شيكاو ربما يكون مات في اواخر يوليو تموز
متأثرا باصابات لحقت به اثناء تبادل لاطلاق النار مع قوات الأمن على
الرغم من عدم تقديمه دليلا على ذلك.
متظاهرون في نيامي يحتجزون فرنسيين
على صعيد آخر احتجز متظاهرون في نيامي فرنسيين اثنين، وذلك خلال
احتجاجات عنيفة على الاجراءات الامنية المكثفة التي اتخذتها السلطات
النيجيرية حول العديد من السفارات بعد "الاعتداءات الارهابية" التي
استهدفت في نهاية ايار/مايو شمال البلاد، كما افاد مصدر رسمي، وقال
محافظ نيامي حميدو غاربا "بعد ظهر اليوم خطف متظاهرون رجلا وامرأة
فرنسيين واحرقوا دراجتهما النارية"، مضيفا ان "تظاهرة عفوية ادت الى
خطف الفرنسيين".
وتخلل التظاهرة اعمال عنف ومواجهات مع الشرطة اوقعت 37 جريحا، وبثت
قناة تلفزيونية خاصة مشاهد ظهر فيها الفرنسيان محتجزين في مكان لم تكشف
عنه، مؤكدة انهما "على ما يرام"، وقال احد سكان حي غوديل في غرب
العاصمة ان "الفرنسيين لا يزالان لدينا ونحن نشترط للافراج عنهم ان يتم
الافراج عن رفاقنا المعتقلين لدى قوات الامن". بحسب فرانس برس.
والموقوفون الذين يطالب محتجزو الرهينتين بالافراج عنهم هم شبان من
ابناء الحي اعتقلتهم قوات الامن اثر مواجهات اندلعت بين الطرفين لدى
محاولة القوى الامنية فض تظاهرتهم التي تخللتها اعمال عنف، واوضح
المحافظ ان عدد الموقوفين هو 16 شابا، في حين ان عدد الجرحى هو 37
جريحا هم 26 عنصرا امنيا و11 متظاهرا، واضاف ان المتظاهرين الذين كانوا
بالالاف كان بعضهم مسلحا بالسكاكين والعصي والقنابل الحارقة وقد احرقوا
نقطة تفتيش للشرطة ورشقوا سفارة نيجيريا بالحجارة، وافاد ان الشرطة
استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا برشقها
بالحجارة.
مقتل زعيم جماعة بوكو حرام
الى ذلك تعالت اصوات في نيجيريا للمطالبة بالحصول على ادلة دامغة
تؤكد مقتل زعيم جماعة بوكو حرام الاسلامية ابو بكر شيكو الذي "قد يكون
قضى" في مواجهات مع جنود بحسب متحدث عسكري نيجيري، وقال المتحدث باسم
القوة الخاصة الناشطة في شمال شرق البلاد ضد بوكو حرام
اللفتنانت-كولونيل صقر موسى في بيان ان شيكو الذي اعتبرته واشنطن
"ارهابيا دوليا" "قد يكون قضى" متأثرا باصابته بالرصاص في مواجهات مع
العسكريين في 30 حزيران/يونيو. واوضح "من المرجح ان يكون توفي بين 25
تموز/يوليو والثالث من اب/اغسطس"، وقال المتحدث الوطني باسم الجيش
الجنرال كريس اولوكولادي الاثنين لفرانس برس ان قوات الامن تسعى ايضا
للتاكد بشكل قاطع ان شيكو قد قتل، واضاف "اننا على اتصال برجالنا على
الارض للحصول على تاكيد". بحسب فرانس برس.
وذكر الباحث في مجموعة الازمات الدولية نامدياوباسي ان "البيان
العسكري غير قاطع. لا يعطي ادلة. حتى بالطريقة التي اعلن فيه الجيش
النبأ لا يبدو اكيدا من هذه المعلومات"، وبحسب صحيفة بانش الشعبية فان
ضباطا في الجيش اعربوا عن الاسف لبث البيان عن شيكو معتبرة ان الادلة
لا تزال غير كافية لاعلان مقتله، ونقلت الصحيفة عن مسؤول امني كبير
قوله ان "التسرع في اعلان نبأ وفاة شيكو في يوم التبديل بين وحدة جديدة
من الجيش النيجيري و(القوة الخاصة) امر يثير الشكوك"، وطرحت صحف اخرى
التساؤلات نفسها. |