التغيرات المناخية... موت بطيء لكوكب الارض

 

شبكة النبأ: تعتبر مشكلة التغيرات المناخية من اكبر المشاكل التي تهدد العديد من دول العالم، فهي وبحسب بعض الخبراء سبب مباشر لحدوث الكوارث الطبيعية المتزايدة التي يشهدها كوكب الأرض ومنها مستوى الأمطار وحدوث العواصف والفيضانات والجفاف وارتفاع درجة حرارة، حيث تشير بعض التقارير الى ان درجة حرارة الأرض سترتفع بمقدار 4 درجات مئوية عن معدلاتها الطبيعية بنهاية هذا القرن بسبب هذه المشكلة المتفاقمة خصوصا مع غياب خطط المعالجة ، وفي هذا الشأن حذّر الباحثون من فرض المناخ المعاصر ضغوطاً كبيرة على الأنظمة البيئة على كوكب الأرض، وأنه سيتعيّن على الكثير من الأجناس أن تخضع لتغييرات سلوكية وتطورية وجغرافية كي تتأقلم وتتمكّن من البقاء، في حال استمرت وتيرته الحالية. ويعد التغيّر المناخي الذي يشهده العالم اليوم الأسرع وتيرةً منذ 65 مليون عام.

وقال نواه ديفينبوغ من معهد وودز في جامعة ستانفورد بكاليفورنيانعرف من التغيّرات الماضية أن الأنظمة البيئية استجابت إلى بعض الدرجات من التغير المناخي على مر آلاف السنين، ولكن المسار غير المسبوق اليوم، يؤدي إلى حصول هذا التغير على مرّ عقود فقط، ما يهدد بفناء الكائنات التي لا يمكنها تغيير سلوكها، إذ يعد أسرع بكثير من الأزمان الماضية.

وأضاف ديفينبوغ يوجد اختلافان أساسيان بين الأنظمة البيئية في العقود المقبلة مقارنةً بالماضي الجيولوجي، أحدها التغيّر السريع في المناخ المعاصر، ووجود الكثير من العوامل البشرية التي لم تكن موجودة قبل 55 مليون عام. وقال الباحثون إن وتيرة التغيّر المناخي اليوم أسرع بـعشر مرات مما كانت عليه قبل 65 مليون عام. وأشاروا إلى أن غازات الدفئية التي بعثت في نظام الأرض بسبب نشاط الإنسان قد لا يزول مفعولها وستستمر في التأثير بالتغير المناخي، ولكن النتيجة النهائية حول ما سيكون عليه المناخ في نهاية القرن 21 يرتبط بما سيقوم به الإنسان.

الى جانب ذلك كشفت دراسة نشرت مؤخراً في دورية العلوم أن التغيرات المناخية تاريخيا، ارتبطت بالصراعات العنيفة بين الأفراد والمجموعات، خصوصاً أن أنماط الاحتباس الحراري الحالية يمكن أن تزيد من الصراعات بحلول منتصف القرن الحالي. ووجد الباحثون أن الارتباط بين الصراعات والتغيرات المناخية في الماضي، يمكن أن تشكل دليلا على أن خطر الصراعات بين المجموعات في العالم قد يتضخم بنسبة 50 في المائة بحلول العام 2050.

وقال المشرف على الدراسة والباحث في جامعة كاليفورنيا، سولومون هسيانغ إن هذا الارتباط يغير كيفية تفكيرنا حول قيمة تفادي التغير المناخي، ويجعلنا نتخذ خطوات في كيفية الاستثمار بضرورة تجنب الاحتباس الحراري. وأوضح الباحثون أن الأبحاث حول التغيرات المناخية والعنف بدأت بالانتشار منذ السنوات الأخيرة، حيث أن 78 في المائة من الدراسات التي تضمنها البحث بدأت تصدر منذ العام 2009.

وأظهرت الدراسة التي عمد هسيانغ وفريقه إلى التعمق من خلالها في الأبحاث حول الحضارات منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد، أن ارتفاع الحرارة يرتبط بالسلوكيات العدائية غير المؤذية، والسلوكيات العدائية الجدية مثل العنف المنزلي، والاعتداء، والاغتصاب. كذلك، أشارت الدارسة إلى أن عناصر الشرطة تستخدم القوة بشكل أكبر بسبب زيادة الحرارة.

ويرتبط الصراع أيضا بالأمطار الغزيرة، ولا سيما في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة. وأوضحت الدراسة أن المعدلات الأعلى من حالات العنف الشخصي تتم في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، حيث أن الدخل يعتمد على الزراعة التي قد تعاني من ظروف رطبة أو جافة للغاية. وقال هسيانغ إن الظروف المناخية التي ساهمت في تراجع الحضارات في كل من أمريكا الوسطى والصين تبدو وكأنها نتيجة لظاهرة التردد الجنوبي النينو.

 وبحسب دراسة نشرها هسيانغ في وقت سابق، فإن نتائجها أشارت إلى أن "ظاهرة النينو لعبت دورا في 21 في المائة من الصراعات الأهلية منذ العام 1950 حتى العام 2004. وأوضحت الأدلة أن البلدان الأكثر فقرا في المناطق المدارية، مثل السودان ورواندا، كانت الأكثر تأثراً. ووجد هسيانغ وزملائه أن الصراعات بين المجموعات زادت بنسبة 14 في المائة، وأن العنف بين الأشخاص زاد بنسبة 4 في المائة، لدى أي انحراف في التغيرات المناخية. بحسب CNN.

وفي السياق ذاته، تؤثر التغيرات المناخية وغزارة الأمطار على الانتاج الاقتصادي وأسعار المواد الغذائية، والتي تؤثر بدورها على عدم الشعور بالرضى، وأعمال الشغب، فضلا عن تشريد السكان، ما قد يؤدي إلى صراعات حول المصادر. ويذكر أن تقرير نشر في وقت سابق، أشار إلى أن التحديات الأمنية ستزيد فيما يرتبط بالبحرية الامريكية وخفر السواحل، إذا استمرت الاتجاهات المعتدلة في تغير المناخ.

السنوات الثلاثين المقبلة

 من جانب اخر ورغم الجهود المبذولة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، تتعرض الارض في السنوات الثلاثين المقبلة لموجات من الحر لا مفر منها، بحسب ما اظهرت دراسة نشرت في مجلة سيانتيفيك انفيرنمنتال ريسرتش ليترز. وقال الباحث ديم كومو من معهد بوتسدام للدراسات حول المناخ "حتى العام 2040، سترتفع وتيرة موجات الحر الشديد بمعزل عن درجة انبعاثات غازات الدفيئة في الجو.

واضاف كومو الذي أجرى هذه الدراسة مع الباحث الكسندر روبنسون في المقابل، ستسفر جهود الحد من انبعاثات غازات الدفيئة عن تقليص موجات الحر الشديد في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين. ومن المتوقع ان تبلغ موجات الحرارة الاستثنائية مستويات عالية توازي تلك التي ضربت اوروبا في العام 2003 والولايات المتحدة في العام 2012، لكنها ستمتد في العام 2020 على مساحات توازي 10 % من مساحة كوكب الأرض. وفي العام 2040، سيكون 20 % من كوكب الارض تحت تأثير هذه الموجات. بحسب فرانس برس.

وبعد هذا التاريخ، سيكون الامر مرتبطا بمستوى انبعاثات غازات الدفيئة في الجو. فاذا كانت الانبعاثات قليلة، فان موجات الحرارة ستعود وتتراجع. وهذا يعني ان موجات الحر ستصبح هي المناخ المعتاد في المناطق المدارية في آخر القرن الحالي، مشكلة 50 % من الصيف في اميركا الجنوبية وغرب افريقيا و20 % من اوروبا الغربية. أما في حال استمرار الارتفاع في انبعاثات غازات الدفيئة، فان 85 % من كوكب الارض سيكون عرضة لموجات حر شديد بدرجة 3 سيغما، و60 % سيكون عرضة لموجات اقسى من درجة 5 سيغما. وبحسب ديم كومو فان هذه التغيرات المناخية يمكن ان تكون ذات اثر مدمر على المجتمع والتنوع البيئي، مسببة حالات وفيات جراء الحرارة، وحرائق الغابات، وخسائر في الانتاج الزراعي.

وذوبان قياسي للجليد

على صعيد متصل اظهر التقرير السنوي الاخير للوكالة الاميركية للمحيطات والاجواء (نوا) ان العام 2012 كان من بين السنوات العشر الاكثر حرا في العالم مع ذوبان قياسي للجليد القطبي وانبعاثات لا سابق لها لثاني اكسيد الكربون. وقالت كاثرين اوساليفان مديرة وكالة نوا بالوكالة خلال تقديمها التقرير حرارة كوكبنا تستمر بالارتفاع مضيفة ان عددا كبيرا من عمليات الرصد في العام 2012 تؤكد الميل على المدى الطويل مثل الزيادة المقلقة في انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة وارتفاع مستوى المحيطات وذوبان الجليد القطبي".

واظهرت قياسات مختلفة ان العام 2012 كان ثامن او تاسع عام في تصنيف اكثر السنوات حرا في العالم منذ العام 1850. واوضح التقرير العام الماضي كانت الحرارة اعلى 0,14 الى 0,17 درجة من معدل درجات الحرارة المسجلة خلال الفترة الممتدة من 1981 الى 2010. والسنوات العشر الاكثر حرارة تقع كلها بعد العام 1998 وهي السنة التي كانت فيها ظاهرة ال نينيو قوية كثيرا على ما اوضح العلماء.

وهذا الاحترار المتواصل في العالم ادى الى ذوبان غير مسبوق في الجليد القطب الشمالي العام الماضي. فمساحات الجليد في محيط القطب الشمالي المتجمد تراجعت الى مستوى غير مسبوق خلال الصيف منذ بدء عمليات المراقبة عبر الاقمار الاصطناعية قبل 34 عاما. وهي تراجعت الى 3,41 ملايين كيلومتر مربع اي اقل بنسبة 18 % عن التراجع القياسي السابق في العام 2007.

في غرينلاند تراجع الغطاء الجليدي الى مستوى قياسي في تموز/يوليو 2012 في حين ان 97 % من مساحة الجليد اظهرت مؤشرات ذوبان. وقالت جاكي ريتشر مينغي المهندسة المدنية في الجيش الاميركي التي شاركت في وضع التقرير "ان الحرارة العامة في القطب الشمالي تزيد مرتين اسرع من بقية العالم".

الغطاء الثلجي في النصف الشمالي من الكرة الارضية سجل ايضا مستويات دنيا غير مسبوقة.

وبلغ مستوى المحيطات ايضا حدا قياسيا العام 2012 بعدما سجل انخفاضا كبيرا في الاشهر الستة الاولى من 2011 بفعل ظاهرة التيار البارد في المحيط الهادئ "لا نينيا". ويرتفع مستوى المحيطات 3,2 ميلمترات سنويا منذ عشرين عاما على ما شدد العلماء.

ومع ارتفعاع درجات الحرارة التي تؤدي الى تبخر اقوى تزيد الملوحة في مياه المحيطات في ظاهرة بدأت العام 2004 على ما جاء في التقرير. وتزامن الاحترار المتاصل في العالم في 2012 مع ارتفاع جديد في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون من مصادر الطاقة الاحفورية وانتاج الاسمنت. وقد بلغت مستوى قياسيا العام الماضي مع 9,7مليارات طن. وقد انعكس ذلك ارتفاعا في تركز ثاني اكسيد الكربون في الجو وقد تجاوز في ربيع العام 2012 للمرة الاولى العتبة الخطرة ل400 جزء في المليون في سبعة من المراصد القطبية الشمالية ال13. بحسب فرانس برس.

وفي نتائج مشجعة، بقي المناخ مستقرا في القطب الجنوبي خلال العام 2012. فمساحة الجليد بلغت مستوى قياسيا في ايلول/سبتمبر 2012 منذ العام 1978 على ما جاء في تقرير وكالة نوا الذي شارك في اعداده 380 عالما من 52 دولة. ولم يشهد العام 2012 زيادة في العاصف الاستوائية مع 84 عاصفة بالإجمال اي اقل من المعدل السنوي البالغ 89 بين عامي 1981 و2010.

صرخة استغاثة

في السياق ذاته تسعى دول جنوب المحيط الهادئ الى افهام اكبر الدول المسؤولة عن التلوث في العالم ان وجودها في المحيط بات مهددا بسبب التغير المناخي، وذلك في مؤتمر يجمع دول المحيط الهادئ. وتعقد هذه الدورة من منتدى جزر المحيط الهادئ في جزر مارشال، وتسعى الى اعادة تحريك الجهود الدولية في مجال مكافحة الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب المحيطات. وقال توني ديبروم نائب رئيس جزر مارشال نريد ان يشكل هذا المؤتمر صرخة قوية.

واضاف ان الدول المجاورة للمحيط الهادئ تسبب اكثر من 60% من انبعاثات الغازات في العالم، وهذه النسبة آخذة في الارتفاع، نحن في معركة ضروس ضد التغير المناخي. وتعاني جزر توفالو وكيريباتي ومارشال من خطر حقيقي اذ ان بعض مناطقها تقع تحت مستوى البحر، ما يجعل المخاطر من ارتفاع منسوب المحيط واقعية ومرتقبة في المدى المنظور.

وقال وزير خارجية جزر مارشال فيليب مولر لقد اغرقت الامواج مطارنا في الآونة الاخيرة، ونحن نشهد تصاعدا في تآكل العديد من المناطق، اضافة الى الجفاف في مناطق اخرى بسبب التغير المناخي. وتفكر سلطات جزر كيريباتي بهجرة جماعية، قبل ان تغرق بلادهم في الماء، لكن يبدو ان سكان جزر مارشال البالغ عددهم 55 الفا لا يريدون مواجهة هذا المصير، وان يصبحوا لاجئين بيئيين.

وقال الوزير "نأمل الا نضطر الى المغادرة، انه خيار لا نريد ان نجبر عليه، نريد ان نبذل جهدنا لنعرف ما اذا كانت جزرنا قابلة للبقاء، ولهذا نطلب من اصدقائنا في كل العالم ان يتخذوا اجراءات سريعة. وتعتزم دول المنتدى توجيه رسالة بهذا الشأن الى العالم عن طريق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

في وقت سابق اظهرت دراسة ان اثار التغير المناخي قد تطال 10% من سكان الارض بحلول العام 2100. ونشرت هذه الدراسة في مجلة اكاديمية العلوم الاميركية، وقد حدد القائمون عليها "نقاطا ساخنة" ستتأثر الحياة فيها بشكل كبير جراء الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة. وستطال هذه التأثيرات الزراعة والصحة والتنوع البيئي والوصول الى مصادر المياه. وستكون هذه النتائج حتمية على كوكب الارض ما لم تعمل الدول جاهدة متعاونة على تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، واهما ثاني اوكسيد الكربون.

درجات قياسية

 من جانب اخر قالت خدمة الأرصاد الجوية إن بريطانيا تشهد أشد موجة حر منذ يوليو/تموز 2006. وسجلت درجات الحرارة أعلى معدلاتها في عدد من الأماكن في بريطانيا حيث وصلت درجة الحرارة إلى 33.3 درجة مئوية، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 34 درجة مئوية. وكانت أعلى درجة حرارة سجلتها بريطانيا هي 32.2 مئوية في هامبتون وتروركس جنوب غربي لندن. كما تجاوزت درجات الحرارة معدلاتها في غرب لندن ومناطق في سوري البريطانية حيث سجلت 33 درجة مئوية، وستواصل ارتفاعها، حسبما أكد مركز خدمة الطقس.

وقد تتسبب الحرارة في ميدلاندز وايست انجليا وشمال شرقي ويلز في هطول أمطار خفيفة مصحوبه برعد، مع احتمال هطوله على منطقة شمال لندن في وقت لاحق. وقال "بدأ الارتفاع في درجات الحرارة في أن تهدأ حدته، غير انه دافئ على المنخفضات، وهذا يخلق جوا مضطربا. وأضاف يميل الجو إلى الاعتدال، ونظرا لكون الهواء الدافئ أقل كثافة من الهواء البارد، يرتفع الهواء الدافئ.

وقال بمجرد أن يصبح الهواء مشبعا، تبدأ السحب في التكون، وتكون النتيجة عواصف منعزلة تفضي إلى هطول أمطار غزيرة وتسبب فيضانات حيث وجدت. وأضاف أن بعض المناطق في بريطانيا افلتت من الجو الحار، حيث شهد شمال شرق انجلترا وجنوب شرق اسكتلندا طقسا باردا وسحب كثيفة.

وسجل نظام التحذير من الموجات الحارة التابع لجهاز الأرصاد الجوية البريطانية المستوى الثالث، أو ما يشير إلى "اجراء مضاد للموجة الحارة" – إذ يشير إلى وجود احتمال بنسبة 90 في المئة لحدوث موجة حارة. يذكر أنه خلال اربع سنوات منذ ادخال النظام، لم يسجل جهاز أرصاد العاصمة أعلى معدلاته المستوى الرابع – وهو ما يعتبر مستوى "الطوارئ".

في السياق ذاته سجلت مدينة شنغهاي درجات حرارة قياسية غير مسبوقة منذ 140 عاما على الاقل ما تسبب بمصرع عشرة من سكانها على الاقل، كما اعلن مسؤول طبي. وموجة الحر هذه لا تشمل العاصمة الاقتصادية للصين فحسب، لكنها تطال عددا من المقاطعات في وسط وشرق البلاد حيث حذرت السلطات من ان الحرارة قد ترتفع الى حدود 41 درجة مئوية. وفي شنغهاي، بلغت الحرارة 39,8 درجات مئوية ، وهي الاعلى بحسب اجهزة الارصاد الجوية.

وقضى عشرة أشخاص على الاقل فجأة جراء الحرارة كما اعلن لنغ غانغميسنغ المتحدث باسم اجهزة الصحة في المدينة. واثارت موجة الحر هذه تهافت السكان على احواض السباحة العمومية والمكتظة اصلا في الايام العادية. ونشرت وسائل الاعلام الصينية خصوصا صورة التقطت في مقاطعة سيشوان في مركز للترفيه يطلق عليه البحر الميت في الصين حيث يتكدس مئات الزوار مع سترات للعوم في حوض سباحة واحد. وفي مناطق اخرى مثل مدينة باينيان نقل احد المطاعم طاولاته الى ضفة نهر لكي يتمكن الزبائن من تناول الغداء وارجلهم في الماء.

على صعيد متصل اظهرت دراسة علمية ان درجات الحرارة في البرازيل يمكن ان ترتفع بين ثلاث وست درجات بحلول العام 2100، وهي ظاهرة يفاقم من آثارها النقص في الامطار. ويمكن ان يؤدي هذا الارتفاع في درجات الحرارة الى التأثير على مجاري الانهار الكبيرة في البرازيل، والمياه الجوفية ومصادر مياه الشرب، وفقا لهذا التقرير. ويفترض التقرير ان تبقى مستويات انبعاثات غازات الدفيئة مرتفعة.

في الامازون مثلا، يتوقع ان ترتفع الحرارة ست درجات بحلول العام 2100، ويمكن ان يتراجع هطول الامطار بنسبة 45%. ومن شأن مواصلة ازالة الغابات وحرق الاشجار ان يؤدي الى تغيير جذري في الدورة المائية لغابة الامازون، فيطول امد موسم الجفاف، ويتغير توزيع الامطار في البلاد. وقال تيرسيو امبريزي الباحث في جامعة ساو باولو في حال لم نغير نسبة الانبعاثات الحالية لغازات الدفيئة (التي ترفع حرارة الارض)، فان حرارة البلاد سترتفع درجة واحدة خلال ثلاثين سنة. بحسب فرانس برس.

وقد يكون لهذا الامر تداعيات على القطاع الزراعي وعلى انتاج الطاقة في البرازيل، اي على الناتج المحلي الاجمالي للبلاد. وقدر التقرير قيمة الخسائر الاقتصادية التي قد تنجم عن هذا الارتفاع في درجات الحرارة بحوالى ثلاثة مليارات دولار سنويا بحلول العام 2020. وفي هذا السياق، يقدر ان تفقد زراعة الصويا 20% من انتاجيتها خلال سبع سنوات، و24% بحلول العام 2050. وشارك في اعداد هذه الدراسة 350 باحثا برازيليا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/أيلول/2013 - 5/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م