شبكة النبأ: لاتزال فضائح الفساد
والشذوذ الجنسي واستغلال الأطفال داخل الكنيسة المسيحية والتي يقوم بها
كبار رجال الدين في العديد من دول العالم ، محط اهتمام وسائل الاعلام
العالمية والكثير من اتباع الكنيسة، خصوصاً بعد افتضاح المزيد من ملفات
الفساد والممارسات الغير أخلاقية المتكررة التي يقوم بها القساوسة ممن
احترفوا ممارسة الشذوذ الجنسي واستغلال الأطفال، وهو ما تعترف به
الكنيسة بشكل مباشر حيث اكدت وفي اكثر من موقف ضلوع أساقفتها في مثل
هكذا جرائم، وفي هذا الشأن فقد أقر بابا الفاتيكان بوجود لوبي لمثليي
الجنس داخل الفاتيكان، في اعتراف مفاجئ من الكرسي الرسولي، بشأن
اللوبي" الذي اُتهم بالوقوف وراء استقالة البابا السابق، وهو ما نفاه
الفاتيكان في وقت سابق.
وقال البابا، في الكوريا في إشارة للجهاز التنفيذي والاستشاري هناك
أناس أتقياء، لكن بالمقابل هناك أيضاً تيار فاسد، واسترسل لوبي مثليي
الجنس الذي جرى ذكره، حقيقة.. إنه هناك.. ونحن بحاجة لنرى ما يمكننا
القيام به. وطفت قضية وجود شبكة لرجال دين مثليين بالفاتيكان إلى السطح
العام الماضي، في سلسلة تسريبات محرجة إلى الصحافة الإيطالية. وجاءت
تصريحات الكرسي الرسولي المفاجئة أثناء اجتماعه بـ"اتحاد أمريكا
اللاتينية والكاريبي للمتدينين من الرجال والنساء"، وكان الموقع
الإلكتروني "شيلي"، الذي يروج لحرية نظرية اللاهوت، أول من نشرها.
ورفض الفاتيكان التعقيب حول هذا الشأن، وقال الناطق باسمه ليس لدينا
تعليق رسمي على اللقاء الخاص، كما لم يتسن للشبكة الحصول على رد من
جماعات مثلية كاثوليكية. وعقّبت إحدى المنظمات الحقوقية وتدعى "شبكة
الناجين من المعتدى عليهم من قبل القساوسة" بالقول في بيان الهيكل،
وليس الحياة الجنسية، هي القضية الحقيقية. الكنيسة هو نظام ملكي
والملوك لا يخضعون للمساءلة. لذلك فالعديد من الملوك فاسدون.. هذه
حقيقة في كل المؤسسات العلمانية والدينية. بحسب CNN.
ودعت جهات كاثولويكية أخرى لالتزام الحذر من المبالغة في تصريحات
البابا، وقال روكو بالمو، ويدير موقعاً إلكترونيا دينياً ليس لدينا أي
تفسير ماذا يعني لوبي مثليي الجنس.. بطبيعة الحال، فإن بعض من في
الكنيسة سيحاول استقطاب أو تفسير هذا، نحن بحاجة للمزيد من التوضيح.
وفي فبراير/ شباط الماضي، نفى الفاتيكان أن يكون البابا السابق،
بندكتوس السادس عشر، قرر الاستقالة بسبب وجود "لوبي لمثليي الجنس" في
أعلى هرم الكنيسة الكاثوليكية، وهي معلومات نشرتها الصحف الايطالية.
قضايا انتهاك أطفال
في السياق ذاته استدعى الفاتيكان مبعوثه الى جمهورية الدومنيكان،
وشرع في اجراء تحقيق بعد نشر الصحف المحلية هناك تقارير تتهمه بارتكاب
اساءات جنسية بحق اطفال. وكان المطران جوزيف ويسولويسكي يشغل منصب
الممثل البابوي (سفير الفاتيكان) في سانتو دومينيغو لنحو ست سنوات.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان فيدريكو لومباردي لقد اعفي من
مسؤولياته وقد شرع الكرسي الرسولي في إجراء تحقيق في هذا الشأن. وأضاف
لقد استدعي المطران لوسولويسكي في الأسابيع القليلة الماضية. بيد أنه
لم يعط أي تفاصيل بشأن المزاعم والاتهامات الموجهة بحقه. وقال المدعي
العام في جمهورية الدومينيكان فرانسيسكو دومينغيز بريتو إن دائرته تحقق
في ما سماه إشاعات عن اساءات، وانها تلقت شكاوى رسمية. ولا يعرف المكان
الحالي للأسقف البولندي البالغ من العمر 65 عاما.
وكان البابا فرانسيس قال بعد انتخابه في مارس/آذار إن التعامل مع
مزاعم الإساءات الجنسية قضية جوهرية لصدقية الكنيسة الكاثوليكية
الرومانية. وفي يوليو/تموز، شدد البابا القوانين المطبقة على رجال
الدين والعاملين في الفاتيكان، موسعا تعريف مفهوم جرائم ضد قاصرين
لتشمل دعارة الأطفال والعنف الجنسي وممارسة أفعال جنسية مع الأطفال،
والصور غير اللائقة للاطفال.
الى جانب ذلك طلبت هيئة حقوقية رفيعة المستوى تابعة للأمم المتحدة
من الفاتيكان تزويدها بتفاصيل آلاف حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال.
وهذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها الأمم المتحدة معلومات كهذه.
ويذكر أن "ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل" هو ميثاق ملزم قانونيا
للدول التي توقعه، وقد أرسلت الهيئة القائمة على الميثاق ومقرها جنيف
لائحة من القضايا إلى الفاتيكان وطلبت معلومات مفصلة حول جميع حالات
الانتهاك الجنسي التي تعرض لها أطفال.
وترغب الهيئة في الحصول على معلومات عما إذا كان المنتهكون قد بقوا
في مراكزهم الوظيفية ، وإن كان تقديم تقرير حول حوادث الانتهاك
إلزاميا، كما طلبت معلومات عن الدعم الذي حصل عليه الضحايا، وإن كانت
اي شكاوى قد جرى إسكاتها والتغاضي عنها. وقالت الجمعية العلمانية
البريطانية إن هناك مكانا للتفاؤل في أن البابا فرنسيس سيبذل جهودا
أكبر من سابقيه للتعامل مع قضايا الانتهاك.
على صعيد متصل قال الكاردينال ولفريدفوكس نابير الذي شارك في انتخاب
البابا فرنسيس إن الولع الجنسي بالأطفال خلل يجب علاجه وليس حال
إجرامية. وأضاف الكاردينال الجنوب أفريقي إنه يعرف اثنين على الأقل من
الرهبان أصبحا من المولعين بالأطفال بعد أن تعرضا وهما طفلان لتحرش
جنسي ولا تقولوا لي ان هؤلاء الأشخاص مسؤولون جنائيا مثل شخص اختار ان
يفعل شيئا كهذا. لا اعتقد انه من حقنا ان نتخذ موقفا ونقول ان هذا
الشخص يستحق العقاب فهو نفسه قد تضرر. واهتزت صورة الكنيسة الكاثوليكية
بشدة بسبب انتشار فضائح الاعتداء الجنسي على اطفال. بحسب بي بي سي.
واظهر البابا فرانسيس الأول وهو اول بابا من خارج اوروبا منذ حوالي
1300 عام تغييرا كبيرا في الأسلوب عن سلفه البابا بنديكت وفي نهج
الكنيسة التي تضم 1.2 مليار كاثوليكي والتي احاطت بها الفضائح
والصراعات الداخلية. وقال ان الكنيسة يجب ان تكون فقيرة ويجب ان تتذكر
دورها في خدمة الفقراء.
سجن كاهن
من جهة اخرى أصدرت محكمة بريطانية حكماً بالسجن ستة أشهر بحق كاهن
متزوج سراً في الستين من العمر، بعد أن ادانته بتهمة الاعتداء جنسياً
على فتاة عمرها سبعة عشر عاماً. وقالت صحيفة "ديلي ميل" أن الكاهن،
ويليام فينيغان، ادعى أمام محكمة التاج بمدينة برادفورد أنه يتمتع
بحياة جنسية نشطة مع زوجته، ولا يمكن أن يعتدي على أي فتاة.
واضافت أن بيفرلي دوسون، الزوجة السرية للكاهن فينيغان البالغة من
العمر 48 عاماً، اعلنت وقوفها إلى جانبه، رغم سجنه بتهمة الاعتداء على
مراهقة من ابناء ابرشيته، وأجهشت بالبكاء عند صدور حكم السجن بحقه.
واشارت الصحيفة إلى أن الكاهن فينيغان كشف اثناء محاكمته بأنه خدع
أبناء ابرشيته وسلطات الكنيسة من خلال زواجه سراً من بيفرلي، المطلقة
والأم لولدين، خارج بريطانيا والعيش معهاً بصورة سرية أيضاً بضعة أيام
الأسبوع. بحسب يونايتد برس.
وقالت إن الكشف عن اخلاله بتعاليم الكنيسة الكاثوليكية التي تحظر
على كهنتها الزواج، كان جزءاً من الدفاع الذي قدمه فينيغان للمحكمة،
وادعى فيه بأنه يتمتع بحياة جنسية نشطة مع زوجته، بدلاً أن يكون كاهناً
عازفاً عن الزواج ويعاني من الاحباط الجنسي.
سكرتيرا جديدا
في السياق ذاته اعلن الفاتيكان في بيان تعيين الايطالي بيترو
بارولين في منصب سكرتير الدولة، اي الرجل الثاني في هرم السلطة، خلفا
لتارشيسيو برتوني وذلك ضمن مساعي البابا فرنسيس تجديد ادارة الكنيسة
الكاثوليكية التي هزتها فضائح عدة. وبارولين (58 عاما) حاليا سفير
للفاتيكان في فنزويلا وعمل على تحسين العلاقات مع الصين. وتولى برتوني
(78 عاما) هذا المنصب في 2006 عندما عينه البابا بنديكتوس السادس عشر.
واثار جدلا كبيرا في هيئة الكهنوت. ويقول النقاد انه قام بخيارات خاطئة
في عدد من التعيينات الرئيسية للفاتيكان واتهم بالمحسوبية.
وكان برتوني الى جانب بنديكتوس السادس عشر خلال فترة صعبة جدا
للفاتيكان شهدت فضائح تعرض اطفال لاعتداءات جنسية من قبل كهنة وفضائح
مالية عدة اخرى. وقال الفاتيكان في اعلان متوقع على نطاق واسع ان الاب
الكلي القداسة قبل استقالة نيافة الكاردينال تارشيسيو برتوني مضيفا ان
التغيير في المنصب يبدأ رسميا في 15 تشرين الاول/اكتوبر 2013.
ويعد بارولين صغير السن نسبيا لهذا المنصب الرفيع في الفاتيكان.
ويقول المراقبون انه يمكن ان يساعد عملية تجديد داخل الكنيسة وجعلها
اكثر تأثيرا على المسرح العالمي. وابدى البابا الارجنتيني دفعا قويا
لإجراء اصلاحات في الاشهر الاولى لتوليه مهام الكرسي الرسولي. وانشأ
عددا من اللجان بهدف اصلاح هيئة الكهنوت في الفاتيكان وشؤونه
الاقتصادية ومصرفه. وكان بارولين في السابق سفيرا للفاتيكان في المكسيك
ونيجيريا وتولى ملفات حساسة للكنيسة منها العلاقات الدبلوماسية مع
اسرائيل.
وتجاوز البابا فرنسيس سكرتارية الدولة والتي هي الادارة المركزية
للكنيسة الكاثوليكية، في قرارات رئيسية في الاشهر القليلة الماضية. غير
انه من المعتاد ان يقوم الباباوات الجدد بتغيير مسؤولين كبار عينهم
اسلافهم، وقد تجاوزر برتوني سن التقاعد البالغ 75 عاما للشخصيات الكبار
في الكنيسة
فضائح مالية
الى جانب ذلك أكد المسؤولون عن تحقيق مستمر منذ ثلاثة أعوام في بنك
الفاتيكان أن أنشطته تسهل تبييض الأموال، بحسب وثائق سرية نشرتها
صحيفتان إيطاليتان. ولم تقم مؤسسة الأعمال الدينية الاسم الرسمي للبنك
بإجراءات تدقيق كافية في حسابات زبائنها وأجازت لأصحاب حسابات نقل
مبالغ كبيرة إلى طرف ثالث بحسب المصدر.
وكتب المحققون في وثيقة نشرتها صحيفة كورييري ديلا سيرا هناك خطر
مرتفع في طريقة عمل المؤسسة يكمن في عدم تدقيقها في زبائنها، إذ يمكن
استخدامها واجهة لإخفاء عمليات غير مشروعة. كما شكك المحققون بالمصارف
الإيطالية التي وافقت على تحويلات وافدة من بنك الفاتيكان من دون
التحقق من مصادر الأموال التي تم تحويلها لاحقاً إلى مصارف أخرى. وعارض
المحققون تصريحات البنك بأن جميع زبائنه من الجمعيات الدينية أو رجال
دين. وأكدوا أن هناك أيضاً أفراداً يتمتعون بعلاقة مميزة مع الفاتيكان
وأجيز لهم إيداع المال وفتح حسابات في البنك. بحسب فرانس بريس.
ويتعلق التحقيق بتحويلات بقيمة 23 مليون يورو أجراها بنك الفاتيكان
في أيلول (سبتمبر) 2010 إلى هيئة التسليف الإيطالية من بينها 3 ملايين
حولت إلى بنك "دل فوتشينو" و20 مليوناً إلى بنك "جي بي مورغان
فرنكفورت". وانشأ البابا لجنة تحقيق حول المصرف، وأكد الإعداد لإعادة
إصلاح عميقة للبنك الذي يعتبر الأكثر سرية في العالم وتدور حوله فضائح
مالية.
من جانب اخر قالت مصادر في الشرطة ومحامي رجل دين بارز في الفاتيكان
يشتبه في محاولته مساعدة أصدقاء أثرياء في إدخال الملايين من اليورو
إلى إيطاليا بشكل غير قانوني أنه اعتقل في اطار تحقيق في بنك
الفاتيكان. وقال محاميه سيلفيريو سيكا انه اعتقل في أبرشية في ضواحي
روما ونقل إلى سجن ملكة السماء في المدينة. كما اعتقل في إطار التحقيق
عضو في أجهزة سرية إيطالية ووسيط مالي.
وأضاف سيكا أن سكارانو اتهم بالتورط في محاولة مساعدة أصدقاء في
إدخال مبلغ 20 مليون يورو (26 مليون دولار) إلى إيطاليا من سويسرا
بطائرة بالتعاون مع ضابط الجهاز السري والوسيط المالي. وقال المتحدث
باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردي في بيان إن سلطات الفاتيكان
مستعدة للتعاون مع التحقيق الايطالي لكنها لم تتلق حتى الآن طلباً
رسمياً.
وعمل سكارانو لسنوات كمحاسب كبير في إدارة تابعة للفاتيكان يشار
إليها بالأحرف (ايه.بي.اس.ايه) لقبها الرسمي الوقف الكنسي للباب
العالي. وأوقف عن العمل قبل عدة أسابيع عندما وضعه قضاة قيد التحقيق في
مدينة ساليرنو الجنوبية مسقط رأسه. وقال سيكا في إطار ذلك التحقيق إن
أصدقاء أثرياء قدموا أموالا إلى سكارانو من أجل بناء منزل للمرضى في
حالة حرجة. وقال المحامي إن موكله كان يريد استخدام هذه الأموال لسداد
الرهن العقاري له حتى يتمكن من بيع ممتلكات في ساليرنو واستخدام
العائدات لبناء دار الرعاية. |