حزب الله... لا بديل لخيارات مرة

 

شبكة النبأ: يبدي حزب الله اللبناني موقفا اكثر ثباتا واصرارا في دعم سوريا، على الرغم من المحاولات والجهود الحثيثة للدول الغربية بتسقيط وتقنين دور الحليف الابرز للبلاد السورية من خلال إدراج هذا الحزب كمنظمة إرهابية لاسباب واهية تهدف لاضعافه خصوصا بعدما شارك إلى جانب القوات الجيش السوري لقتال الجماعات المسلحة في سوريا، وقلب ميزان القوى لصالح الجيش السوري بمساهمته في استرداد بلدة القصير الحدودية، ليوجه هذا الانتصار ضربة قاسمة للأجندات ومصالح الدول الإقليمية والغربية الداعمة المعارضة المتمردة، ولكن في الوقت نفسه وضعت هذه المشاركة حزب الله  في هالة من الغموض الذي احدث استقطابا في لبنان، وشكل صراع الأجندة مع الغرب وخاصة الاتحاد الأوربي، ليكشف الأخير عن النوايا المبيتة بخطة مثيرة للجدل وذلك بإدراج الجناح العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية على قائمته للمنظمات الإرهابية في تحرك يرمي الى تسقيط حزب الله.

حيث أصبحت سوريا اليوم محركا رئيسا الذي يحرك بوصلة المصير المشترك بين الحلفاء من خلال وحدة المصالح بمختلف أنواعها، فضلا عن العملية العسكرية المتزايد بشكل مضطرد حاليا، التي جسدتها الانفجارات الاخيرة في لبنان والتفجير الذي تبناه حزب الله ضد جنود اسرائيليين تسللوا الى جنوب لبنان، لتشكل هذه الاحداث الامنية زيتا عسكريا يلهب أتون الحرب الوشيكة بين الاطراف المتخاصمة، حيث تضفي العوامل آنفة الذكر بواعث خطر الانزلاق الى حرب كارثية، نظرا لشراسة المواجهة الدائرة بين أطراف الخصام في منطقة الشرق الاوسط، خصوصا بعد تأهب الولايات المتحدة وحلفائها لتوجيه ضربة عسكرية محتملة لسوريا.

لكن على الرغم من كل ذلك يبدو ان موقف حزب الله تجاه سوريا ثابت ثبوت الجبال، مع استمرار محالات حلفاء اسرائيل تلين موقفه، إذ يرى معظم المحللين إن خطط الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا تركز على أمن حلفائها والمقصود هنا إسرائيل بالدرجة الاولى وليس ايجاد حل الازمة السورية فمن شأن هذه الضربة لو حدث ان تفاقم من الوضع السوري المتدهور اصلا، وقد تصل تداعيتها على النمطقة برمتها،  كما يرى هؤلاء المراقبين أن فشل الجماعات المسلحة في سوريا المدعومة ماليا ولوجستيا من دول اقليمية وغربية، في اسقاط النظام السوري الذي من شأن أن يكمل مشروع الديمقراطيات الجديدة الامريكي في المنطقة، فقد فشلت هذه الادوات المستأجرة في تحقيق أهدافها، مما سيفشل من يقف خلفهم ويدعمهم، خصوصا وان هناك دليل يوضح خطورة الخسائر في حال وقعها بالحرب، وهذا الدليل هو حربها مع حزب الله عام 2006 فقد تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة جدا.

وعليه تضفي المعطيات آنفة الذكر ان اللجوء الى القوة سيكون كارثيا على منطقة الشرق الاوسط وستتعدى عواقبه المنطقة، ليبقى السجال الحربي نقطة الفصل في الصراع الحلفاء الملتهب.

نصر الله اذا احتاجت المعركة سأذهب انا وكل حزب الله الى سوريا

فقد اعلن امين عام حزب الله حسن نصر الله استعداده للذهاب شخصيا للقتال في سوريا "اذا احتاجت المعركة" وذلك في رده على تفجير ادى الى مقتل 24 شخصا في انفجار سيارة ملغومة بضاحية بيروت الجنوبية، وقال في خطاب بمناسبة الذكرى السابعة للحرب التي استمرت 34 يوما مع اسرائيل "اذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين ان اذهب انا وكل حزب الله الى سوريا فسنذهب إلى سوريا. بحسب فرانس برس.

وخاطب الجماعات السنية المتشددة الذين وجه اتهامات اوليه لهم بتنفيذ الانفجار قائلا "انتم لا تدافعون عن الشعب السوري ولكن اذا كنتم تظنون انكم بقتلكم لنسائنا وبقتلكم لاطفالنا وبقتلكم لابريائنا وبتدميركم لاحيائنا وقرانا ومدننا يمكن ان نتراجع عن رؤية او بصيرة او موقف اتخذناها انتم مشتبهون"

صراع حزب الله واسرائيل

على الصعيد نفسه تبنى الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله التفجير الذي استهدف جنودا اسرائيليين تسللوا الى جنوب لبنان، مؤكدا ان الحزب "سيواجه" اي خرق بري جديد، وذلك في مقابلة تلفزيونية مباشرة مع قناة فضائية عربية، وهي المرة الاولى يعلن حزب الله تنفيذه عملية ضد اسرائيل، منذ انتهاء حرب الايام الـ 33 بين الطرفين في 14 آب/اغسطس 2006.

وكشف نصرالله انه جال في بيروت اثناء الحرب، ومؤكدا انه كان لدى الحزب القدرة على قصف مدينة تل ابيب ردا على تهديد الجيش الاسرائيلي في حينه باستهداف العاصمة اللبنانية، وقال نصرالله "كانت لدينا معلومات مسبقة ان الاسرائيليين سيمرون في هذه المنطقة (...) تم زرع عبوات هناك وعندما جاؤوا هم في ليلة مظلمة تم تفجير العبوات"، مؤكدا ان ما تم تفجيره "عبوات جديدة وضعت قبل مدة وليست لغما من مخلفات الجيش الاسرائيلي"، وذلك في حديث الى قناة "الميادين" التي تتخذ من بيروت مقرا، وشدد نصرالله على ان هذه العملية "لن تكون العملية الاخيرة"، مؤكدا "نحن لن نتسامح مع الخروقات البرية الاسرائيلية لارضنا"، واضاف بلهجة حازمة "الاقدام التي ستدخل الى ارضنا عندما نعلم بها سنقطعها ان شاء الله". وتابع "اي مكان يدخل اليه الاسرائيليون داخل الاراضي اللبنانية ونعلم به، سنواجههم".

وكان الجيش الاسرائيلي اعلن في السابع من آب/اغسطس اصابة اربعة من جنوده على الحدود مع لبنان، بينما قال الجيش اللبناني انهم جرحوا في انفجار بعد توغلهم بعمق 400 متر في الاراضي اللبنانية، واوضح نصرالله ان الخرق نفذته مجموعتان من القوات الاسرائيلية "المجموعة الاولى ذات مهمة معينة، والمجموعة الثانية، دخلت معها الى داخل الاراضي اللبنانية، لكن بقيت في نقطة تأمين لتكمل المجموعة الاولى مشوارها وتعود"واضاف "فجرت العبوة الاولى في قوة خاصة، وعندما تدخلت المجموعة الثانية تم تفجير العبوة الثانية"، من دون ان يحدد طبيعة المهمة التي كانت القوتان تعتزمان تنفيذها، وما اذا كان التفجير وقع لدى دخول القوتين او في طريق خروجهما، وكشف انه "حصل ايضا اشتباك" مع القوتين الاسرائيليتين "ولكن من بعيد"، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية، واندلعت في 12 تموز/يوليو 2006 مواجهات بين الحزب واسرائيل التي احتلت اجزاء واسعة من جنوب لبنان حتى العام 2000، وذلك بعدما اسر الحزب الشيعي جنديين اسرائيليين من الجانب الاسرائيلي من الحدود.

من جهة اخرى، كشف نصرالله انه جال في بيروت اثناء حرب العام 2006، في وقت كانت الضاحية الجنوبية، المعقل الاساسي للحزب، تتعرض لقصف عنيف متواصل من سلاح الجو الاسرائيلي، وقال "اثناء الحرب، خرجت من الضاحية وكنت انا والحاج عماد وبعض الاخوة وذهبنا الى مدينة بيروت وتجولنا في مدينة بيروت"، في اشارة الى عماد مغنية، مسؤول "المجلس الجهادي" (التنظيم العسكري) في الحزب الذي اغتيل في تفجير بدمشق في شباط/فبراير 2008، واوضح انه ومرافقيه "تجولنا في بيروت (...) مشينا في الليل وابتعنا سندويشات وعدنا ادراجنا الى ضاحيتنا المظلومة"، مؤكدا ان الزيارة "زادت من عزمنا، وعندها اطلقنا معادلة بيروت في مقابل تل ابيب"، واكد نصرالله ان الحزب ذا الترسانة العسكرية والصاروخية الضخمة، كان قادرا على استهداف المدينة الاسرائيلية خلال الحرب، وقال "نحن في حرب تموز كان لدينا القدرة ان نقصف مدينة تل ابيب لكن لم نفعل"، مشيرا الى انه اراد ان "يستفيد من هذه القدرة لحماية العاصمة اللبنانية". بحسب فرانس برس.

وشكر الامين العام لحزب الله لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الدعم الذي قدمه للحزب خلال هذه الحرب، وقال "خلال الحرب حصلنا على سلاح مباشر من سوريا (...) وعمدة القدرة الصاروخية التي استخدمت على حيفا وما بعد حيفا هي صواريخ من صناعة سورية، وكانت صواريخ ممتازة"، واكد انه خلال الحرب "لم ثمة خط أحمر. فتحت مخازن الجيش العربي السوري للمقاومة اللبنانية"، وذلك "بقرار من رأس الهرم الرئيس بشار الاسد"، وكشف نصرالله ان الاسد بعث برسالة اليه خلال الحرب مفادها ان القيادة السورية تبحث في دخول قوات سورية الى شرق لبنان تحسبا لتقدم القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وبقاعه (شرق)، في اتجاه دمشق التي تبعد نحو 50 كلم عن الحدود اللبنانية، وقال الامين العام لحزب الله انه بعث برسالة الى الاسد مفادها ان "وضعنا ممتاز ولن يستطيعوا ان يسحقوا حزب الله (...) ولا اعتقد ان دمشق الآن في دائرة الخطر. ولذلك ادعو الى التريث ولا نريد ان تحصل حرب اقليمية"، واضاف ان النظام السوري "وقف معنا سياسيا وامنيا وعسكريا، وكان مستعدا ان يقاتل الى جانبنا لو كان ثمة ضرورة لذلك".

كما اكدت صحيفة "الاخبار" القريبة من حزب الله الخميس ان الانفجارين اللذين اسفرا عن اصابة اربعة جنود اسرائيليين بجروح على الحدود مع لبنان ليل الثلاثاء الاربعاء كانا "كمينا" نصبه حزب الله، وقالت الصحيفة ان "العدو ارتكب حماقة خرق الحدود مع لبنان ووقع في مصيدة لا يقدر على نصبها غير المقاومة"، واضافت الصحيفة ان "الكمين المحكم دل على فشل امني خطير من النوع غير المحتمل للعدو. فالكمين مدبر يعني ان حزب الله يملك منظومة استخبارية مكنته من معرفة موعد وصول الدورية وطريق سيرها وبالتالي انتظارها بشرك متفجر".

واوضحت الصحيفة ان "المواجهة هذه كشفت ليس فقط عن جهوزية المقاومة الامنية والعسكرية على طول الحدود الجنوبية للبنان بل عن ما هو اخطر براي العدو وهو وجود قرار بالتصدي لاي خرق ... واستعداد المقاومة لاحتمال تطور الامر الى مواجهة اكبر وصولا الى المواجهة الشاملة". بحسب فرانس برس.

وقد خاض حزب الله المدعوم من ايران حربا مدمرة مع اسرائيل صيف 2006، وقال الجيش اللبناني ان اربعة جنود اسرائيليين اصيبوا بانفجارات لدى توغلهم 400 متر في داخل الاراضي اللبنانية في الجنوب الذي يسيطر عليه حزب الله، واكد الجيش الاسرائيلي الحصيلة من دون ان يحدد الجهة التي كان فيها الجنودن ولاحظ صحافي من وكالة فرانس توجه الى المكان ان الاسلاك الشائكة التي تحدد "الخط الازرق" كانت مقطوعة وشاهد اثار انفجارات في حقل يقع في الاراضي اللبنانية، وقد رسمت الامم المتحدة "الخط الازرق" في 2000 لدى انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بعد احتلال استمر 22 عاما، وذلك ليقوم موقتا مكان خط الحدود المختلف عليه بين البلدين.

حزب الله يعزز امن الضاحية الجنوبية لبيروت

من جانب آخر تحولت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، منذ الانفجار الذي هزها الى قلعة امنية شدد فيها حزب الله تدابيره عبر اقامة حواجز تفتش السيارات وتدقق في الهويات، بموازاة ورشة تنظيف واصلاح يشرف عليها الحزب النافذ في مكان التفجير.

في ظل التدابير الجديدة، تتقدم السيارات في صفوف طويلة عند مداخل الضاحية وصولا الى الحواجز التي يقف عليها مدنيون او رجال ببزة علقت عليها عبارة "اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية"، علما ان بلديات المنطقة كافة يسيطر عليها الحزب الشيعي القوي.

الرجال غير مسلحين، يفتشون السيارات، يوقفون الدراجات النارية ويدققون في هويات سائقيها... ما تسبب بزحمة سير خانقة في الشوارع، ويقول احد عناصر حزب الله رافضا الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "العيون مفتوحة جيدا. والناس يطمئنون لدى رؤيتنا"، ويدين اهالي الضاحية الجنوبية المكتظة بالسكان بغالبيتهم بالولاء لحزب الله الذي يملك شبكة واسعة من المدارس والمؤسسات الاجتماعية والاقنصادية والطبية والخدمات التي يفيد منها انصاره، الى جانب ترسانة ضخمة من الاسلحة يطالب خصومه بوضعها تحت تصرف الجيش اللبناني، بينما يتمسك الحزب بها بحجة مقاومة اسرائيل، واوقع انفجار سيارة مفخخة في 15 آب/اغسطس في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية 27 قتيلا، وجاء بعد شهر تقريبا من انفجار آخر في منطقة بئر العبد القريبة تسبب باصابة خمسين شخصا بجروح.

وتبنت الانفجار الاخير الذي حصد اكبر عدد من القتلى منذ انتهاء الحرب الاهلية في لبنان (1975-1990) مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "سرية عائشة ام المؤمنين"، مشيرة الى ان ان العملية رد على تدخل حزب الله العسكري في سوريا. واتهم الامين العام لحزب الله حسن نصرالله من جهته "تكفيريين" بالتفجير، في مكان الانفجار، اشرطة صفراء وعوائق معدنية تمنع دخول من لا يملك اذنا من حزب الله، وتقفل بعض الارصفة والطرق الفرعية.

وفي منطقة نادرا ما يشاهد فيها وجود فعال لاجهزة الدولة اللبنانية، يؤكد السكان، رغم شيء من القلق على وجوههم، انهم غير خائفين، ويقول موسى، وهو صاحب محل تجاري في الشارع "كل شيء تغير بعد الانفجار. هذا الشارع كان آمنا جدا"، على بعد مئات الامتار من مكان الانفجار، يقع مجمع سيد الشهداء الذي يقيم فيه عادة حزب الله احتفالاته والذي ظهر فيه نصرالله شخصيا، ويقل موسى انه "نجا باعجوبة" من الانفجار، مضيفا "لا نشعر بالخوف. حتى الاسرائيليين لم يخيفونا"، في اشارة الى حرب تموز/يوليو 2006 بين حزب الله والجيش الاسرائيلي التي استمرت 33 يوما، وتعرضت خلالها الضاحية الجنوبية لدمار هائل نتيجة القصف الجوي الاسرائيلي. بحسب فراس برس.

رفعت لافتة في المكان كتب عليها بالانكليزية "هيهات منا الذلة!"، ورغم تحميل البعض في لبنان الحزب مسؤولية الانفجار بسبب تورطه في القتال السوري، ففي الضاحية، لا يسمع الاعلاميون اي نقد للحزب، وتعبر زينب، وهي ام لطفلتين، عن املها بعدم حصول تفجير جديد "بعون الله والمقاومة"، وسط شائعات وتقارير امنية تتناقلها وسائل الاعلام منذ ايام عن مخطط لتنفيذ تفجيرات عدة في مناطق نفوذ حزب الله، بعيدا عن آلات التصوير، يقنول محمد "الجميع هنا يتساءل اين سيكون الانفجار الجديد؟ في الاوزاعي؟ في حي السلم؟"، وهما حيان آخران من الضاحية.

ويضيف "العديد من الشيعة اللبنانيين ذهبوا في رحلات حج الى العراق، وشاهدوا الاعتداءات والحواجز... نتحدث بين بعضنا بوجوب تجنب الاسواق الشعبية، والناس خائفون خصوصا من اقتراب فصل المدارس" وازدياد نسبة الزحمة في الطرق.

في مناطق اخرى يتمتع فيها حزب الله بنفوذ قوي مثل بعلبك (شرق)، افاد مراسلون لوكالة فرانس برس عن انتشار حواجز ومسلحين تابعين للحزب في الطرق للتدقيق في السيارات والمارة، وافاد سكان ان الاكثر عرضة للشبهة هم السوريون الذين يتعرضون لاجراءات تفتيش مشددة، ويقول شاب مشارك في تنفيذ التدابير الامنية في الضاحية "انزلقت الحرب في سوريا الى هنا. وما هذه الا البداية".

نصرالله يشارك شخصيا في يوم القدس

الى ذلك  شارك الامين العام لحزب الله حسن نصرالله شخصيا في احياء يوم القدس العالمي، في احتقال اقامه الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، ووجه نصرالله في ظهوره العلني الاول منذ ايلول/سبتمبر الماضي، الشكر الى ايران وسوريا على "كل ما قدمتاه من اجل فلسطين"، مؤكدا ان الشيعة لن يتخلوا عن القدس، ومعتبرا ان "زوال اسرائيل" هو مصلحة لكل المنطقة، وافاد المصور ان نصرالله أطل على مسرح مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية قرابة الساعة 17:30 عصرا (14:30 تغ) حيث تجمع الآلاف من انصار الحزب لاحياء يوم القدس الذي اعلنه مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الراحل روح الله الخميني في الجمعة الاخيرة من رمضان من كل عام.

وعلى وقع هتافات "لبيك يا نصرالله" و"يا الله ويا الله، احفظ لنا نصرالله"، حيا الامين العام للحزب الشيعي مناصريه الذين رفعوا اعلام الحزب والاعلام الفلسطينية، قبل ان يعتلي منبرا خشبيا كان مخفيا خلف ستائر، وقال نصرالله في الخطاب الذي استمر قرابة 40 دقيقة "في يوم القدس يجب ان نتوجه بالشكر الجزيل الى الجمهورية الاسلامية في ايران والى الجمهورية العربية السورية على كل ما قدمتاه من اجل فلسطين وقضية القدس وما قدمتاه لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، مما ادى الى الحاق اكثر من هزيمة بهذا العدو"، في اشارة الى اسرائيل.

وانتقد نصرالله بنبرة حازمة الدول التي تدعم "الجماعات والتيارات التكفيرية" في المنطقة والعالم الاسلامي، معتبرا انها تقدم "خدمة" لاسرائيل واميركا، وقال "ان كل من يرعى الجماعات والتيارات التكفيرية على امتداد العالم الاسلامي (...) ويدفع بهم الى ساحات القتال والقتل في اكثر من بلد هو الذي يتحمل بالدرجة الاولى مسؤولية كل المصائب والدمار الحاصل والذي يقدم اكبر واعظم الخدمات لاسرائيل واميركا في المنطقة".

وتشهد دول عدة في العالم العربي صراعات تحولت في الكثير منها الى نزاعات دامية، تشارك فيها جماعات اسلامية متشددة، منها سوريا التي يشارك الحزب في القتال الى جانب قواتها النظامية في المعارك ضد المقاتلين المعارضين، في النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011.

ودعا نصرالله الى "وعي هذه المخاطر وبذل الجهود المضنية في كل بلد لحل مسائله بالحوار السياسي الداخلي ووقف نزيف الدم، من سوريا الى تونس الى ليبيا الى مصر الى البحرين الى العراق الى باكستان وافغانستان والصومال"، وشدد الامين العام لحزب الله على "أولوية" الصراع العربي الاسرائيلي، معتبرا ان "زوال" اسرائيل مصلحة لكل دول المنطقة وشعوبها، وقال "البعض قد يظن ان زوال اسرائيل هو مصلحة فلسطينية. صحيح هو مصلحة فلسطينية، لكن ليس فقط. هو مصلحة العالم الاسلامي، هو مصلحة العالم العربي كله، هو ايضا مصلحة وطنية لكل بلد من بلدان المنطقة"، اضاف "هنا لا يمكن التفريق بين المصلحة الوطنية والمصلحة القومية". بحسب فرانس برس.

كذلك، انتقد نصرالله ما اعتبرها حملات "التحريض المذهبي" ضد الشيعة في العالم العربي ذي الغالبية السنية، معتبرا ان الهدف منها "ان ننسى نحن الشيعة فلسطين"، وقال بصوت عال وقبضة مرفوعة "نريد ان نقول لكل عدو وكل صديق (...) نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الامة في فلسطين"، وهي المرة السادسة يظهر فيها نصرالله شخصيا منذ الحرب بين اسرائيل وحزبه في تموز/يوليو 2006. واعتاد الامين العام لحزب الله ان يلقي خطاباته عبر شاشات عملاقة تنصب امام تجمعات جماهيرية، وشارك للمرة الاخيرة في تظاهرة في الضاحية الجنوبية، المعقل الاساسي للحزب، احتجاجا على فيلم اعتبر مسيئا للنبي محمد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/أيلول/2013 - 1/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م