الحكومة: أقوال بحاجة للافعال!

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: يؤكد المراقبون والباحثون المعنيون بشؤون الانظمة السياسية، أن السبب الرئيس الذي يقف وراء سقوط الحكومات، هو افتقارها للافعال، وعدم قدرتها على تحويل اقوالها وما تعد به شعبها، الى واقع حال يمكن رؤيته او مسكه باليد، لذلك تتعرض الحكومات للسقوط دائما، لأنها لا تتمكن من تحويل الوعود الى منجزات قائمة على الارض.

وعندما نحاول تطبيق هذا المبدأ على حكومتنا، فإننا سنجد أنها قالت الكثير و وعدت بالكثير لكنها لم تستطع ايضا أن تطابق بين القول والفعل، وهذا دليل على انها لم تؤد دورها الاداري كما يجب، خاصة اننا نعيش معاناة المواطن على نحو واضح وكبير، في مجالات عديدة تتعلق بالخدمات والفقر وطريقة العيش، وما يتعلق بفرص العمل والصحة والتعليم وسواها.

وما يؤسف له حقا ان هامش التبريرات كبير جدا، و واضح وحاضر دائما في تصريحات المسؤولين، عندما يظهرون في وسائل الاعلام المختلفة، ويحاولون بشتى الطرائق والسبل أن يبرروا سبب الفشل في هذا المجال او ذاك، لدرجة ان المواطن العادي بات متذمرا ويائسا الى حد اعلان اليأس من وعود المسؤولين بصورة معلنة في وسائل الاعلام او في الاحاديث والمجالس الخاصة، وهو يمثل حالة يأس تكاد تكون شاملة، خاصة ان المسؤولين غالبا من يعلقون اخطاءهم على شماعات جاهزة، تبدأ بالارهاب ولا تنتهي بالظواهر الخطيرة والقيم الدخيلة مثل قبول الرشوة المقنّعة بصفة هدية، وسوى ذلك من ظواهر باتت تهدد منظومة القيم والاعراف الانسانية للمجتمع!.

لذلك لم يعد منطق التبرير نافعا، وعلى الحكومة أن تفهم تمام الفهم، أنها مطالبة بتحويل الكلام الى منجز مادي ملموس، واذا كانت المعاناة والفقر وحتى الجهل يكمم افواه الناس لسبب أو آخر، فإن هذه الحالة لم تعد سببا للصمت والتغاضي، والسكوت على الاخطاء التي ترتكبها السلطة التنفيذية، والدوائر التي تنتسب اليها وتعمل تحت أمرتها.

وثمة مشكلة تعاني منها الحكومة، تتمثل في النظر الى الانتقاد على أنه حالة من الكراهية والعداء للحكومة والدوائر التي تأتمر لها أو تكون على صلة بها، فتنظر الى كل رأي لا يتفق معها، على انه فعل او رأي عدائي، وهذا امر في غاية الخطورة، وينم عن جهل في اهمية الدور المعارض، فضلا عن كونه يصدر من عقلية تنطلق من الانفراد بالسلطة ومزاياها، وهو النهج الخطير الذي غالبا ما تلجأ اليه وتعتمده الحكومات التي لا تعبأ بالشعب ولا بمصالحه المشروعة، الامر الذي يخلق حالة من الصراع او العداء او الجفوة، بين الحكومة وما يتبع لها، وبين شرائح واسعة من الشعب، لاسيما الطبقة الفقيرة التي تعيش في حالة من الاوضاع المزرية، كما تشي بذلك الوقائع المرئية التي تعكسها المشاهد اليومية لحياة الفقراء.

من هنا لابد من الاعتراف بأن الوعود المعطاة للشعب، كانت للتبرير او لتجنب حالات الغضب الشعبي، فضلا عن محاولة كسب اصوات الناخبين عندما تحين ساعة الاختيار بين هذا او ذاك من الكتل والاحزاب والشخصيات السياسية، ولكن لابد أن تتأكد السلطة التنفيذية وأولئك السياسيون الذين يسيل لعابهم على السلطة ومزاياها، أن الشعب لم يعد جاهلا او بسيطا او نائما كما يتخيله البعض، وابسط دليل على ذلك المظاهرات الاخيرة التي عمت مدن العراق، وهي تطالب بالغاء الرواتب التقاعدية للنواب والرئاسات والوزراء وغيرهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/أيلول/2013 - 30/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م