دور الأعلام والصحافة المؤسساتية

في تطوير التخصصات العلمية والإنسانية

علي إسماعيل الجاف

 

السؤال الأول: ما هو دور الأعلام المؤسساتي في تطوير وتعزيز البحث العلمي والإنساني؟

يعتبر الاعلام من الجهات الداعمة للبحث والباحث من ناحية تسليط الضوء على المخرجات العلمية والسعي المتواصل لنشرها عبر وسائله المتعددة، وكذلك ان الدور الاساسي هو نشر العلم والمعرفة داخل المؤسسة وتطبيق ما تم التوصل اليه من خلال الدراسة والمصادر العلمية الرصينة.

فيقوم الاعلام بإجراء اللقاء، المقابلة، تسليط الضوء، نشر وايصال الصورة الحقيقية عن المنتج العلمي بلغة الاتصال والتواصل مع المؤلف والباحث بغية تقديم خدمة واضحة للعلم والمعرفة. بالاضافة الى، يساهم الاعلام المؤسساتي في ايصال صوت المبدع والمبتكر عن طريق المساهمة في عمل البحث عند اجراء الاستبيان والمسح الميداني والاستفسارات خصوصا عندما يكون البحث علميا ويتطلب ارقام واحصائيات ويساهم في التنسيق مع الجهات الاخرى الخارجية لتسهيل مهمة الباحث من ناحية الاتصال والتواصل مع المجتمع دون وجود عراقيل او عقبات تفشل مشروعه او برنامجه. تسعى وسائل الاعلام المؤسساتية الى ايجاد منافذ لنشر البحث العلمي ولابد ان تكون في مجلات عالمية او محلية معترف بها، وهنا يحدث تعاون واحترام وتقييم وتفاعل لدور البحث العلمي الذي بات ضروريا واساسيا في داخل المؤسسة.

كذلك، يساهم الاعلام المؤسساتي في اقناع الراي العام بأهمية البحث العلمي وضرورة تفاعل المواطن مع المخرجات العلمية المؤسساتية لان العلاقات العامة اساس في ايصال نشاطات ورؤية المؤسسة الى الجمهور لانه يمثل فرع من فروع الادارة الحديثة؛ والعلاقات العامة هي الفن القائم على اسس علمية لبحث انسب طرق التعامل الناجحة المتبادلة بين المنظمة وجمهورها لتحقيق اهدافها مع مراعاة القيم والقوانين في المجتمع حسب ما يحقق نوع الخدمة وارضاء الزبون. وتعتبر العلاقات العامة والاعلام والصحافة وسيلة وفن استمالة الجمهور الداخلي والخارجي بأساليب ووسائل علمية وعملية عبر نشاطات جمع المعلومات والاتصال والتخطيط والتقييم والتنسيق والمتابعة.

السؤال الثاني: هل تكمن أهمية الأعلام في نشر ثقافة البحث العلمي داخل المؤسسة، وتوفير بيئة ملائمة للإبداع العلمي؟

لاشك ان الاعلام المؤسساتي يمكنه ان يساهم في نشر ثقافة البحث العلمي من حيث انواعه، اهميته، دوره، فوائده، طرق اجرائه من خلال التنسيق لإقامة ورش عمل وندوات ودورات ومؤتمرات وحلقات علمية تركز على اعطاء الفرق بين التخصصات العلمية والتخصصات الانسانية لان البحث العلمي يختلف في تصميمه وطريقة كتابته واعداده عن البحث الانساني، وهناك عامل مهم هو الاحصائيات والارقام والجداول والرسومات الايضاحية فقد تحتاج الى معرفة: خلفية البحث، المقدمة، المستخلص، الطرق والادوات، النتائج والمناقشة، الاستنتاجات والتوصيات والمراجع؛ وكذلك معرفة الاشياء الخاصة بالمقدمة وفق: تعريف البحث، فرضية البحث، موضوع البحث، مشكلة البحث، هدف البحث، مصادر وتقسيم البحث، الفصول والابحاث والفهارس وغيرها من اساسيات البحث. نختصر حديثنا ونقول هناك الدراسات الوصفية والدراسات التحليلية

Retrospective Study, Prospective Study, Case Study, Case Control, Follow-up Study, Comparative & Descriptive Study, Cohort Study, Cross-Sectional Study, … etc.

ويتطلب مساعدة الباحث او المؤلف لاختيار العنوان، كتابة المستخلص، تحديد المعلومات، توفير المصادر وكتابتها، كتابة بطاقات الملاحظات، كتابة المخطط العام للبحث، كتابة المسودة الاولية والنهائية، اعادة تنقيح المسودة، كتابة المحتويات والفحص النهائي. ولابد ان يساهم الاعلام والصحافة المؤسساتية في اعطاء تعريف البحث للمواطن والجمهور، وايجاد وسائل لنشر وقائع المؤتمرات وايجاد مواقع تواصل اجتماعي تنشر فيها مفاهيم البحوث ومتابعة الاخبار العلمية الحديثة ونشرها داخل وخارج المؤسسة بحيث يستفيد المواطن من تأثير تلك البحوث.

 ولابد ان يساهم الاعلام في ايجاد وسائل تشجيع الباحثين او المنتسبين لكتابة البحوث من خلال اذاعات داخلية وتوفير القرطاس في مكتبات متطورة فيها مصادر حديثة يتك اتباع طرق استعارة متطورة وبالتعاون مع الجهات التالية: التدريب والتطوير وتقنية المعلومات وتحسين الاداء. ووضع هدايا تشجيعية مادية ومعنوية تساهم في التحفيز على كتابة البحث الرصين والسعي الجدي في نشر مخرجات الباحثين في مجلات محكمة (بعد التقييم).

السؤال الثالث: هل يمكن ربط العلاقة بين المخرجات العلمية والتطبيق العملي واعتبار البحث العلمي أساس في تطوير المؤسسة عبر الأعلام والعلاقات العامة؟

يمكن القيام بتقييم لمؤسساتنا الخدمية والانتاجية لمعرفة مدى الاستفادة من الابحاث المقدمة في تلك المؤسسات والاستفسار عن سبب عدم وجود نشاطات علمية في مؤسسات اخرى، وتسليط الضوء على البحث بصور عامة من حيث المضمون والاهداف والمشكلة والمعالجات لان هناك مشاكل متراكمة في مؤسساتنا لابد ان تحل عبر البحث التطبيقي، والاستفادة من خبرة وجهود الباحثين او المجيء بأفكار واو طرق جديدة. لابد ان تكون هناك مواضيع تفرضها المؤسسة كل سنة يتم البحث فيها، ويحتاج الاعلام ان يفتح روابط العلاقات والاتصالات الخارجية مع كبار الباحثين في العالم المتقدم وجلبها الى البلد للاستفادة منهم، كون الجهات الاكاديمية ديمومة متواصلة مع العلم والمعرفة خصوصا الابحاث الخاصة بالصحة والتربية والتعليم والخدمات والجيش والامن ولابد ان تسعى المؤسسات الى تعزيز دور البحث من خلال اعتبار تقديم المؤسسة يقاس بمعدل نشر البحوث وتقديمها.

بالحقيقة، هناك ضرورة لتفعيل دور المستشار البحثي والخبير البحثي والمقوم البحثي والمتحدث العلمي البحثي في المؤسسات لانهم سيساهمون جميعا في نضوج البحث العلمي وتفعيله وعكس صورة مشرقة عنه من خلال الاعلام والتفاعل المجتمعي وايضاح ادوار البرامج والمشاريع عبرهم لإقناع الجمهور بدليل علمي قابل للقياس وليس تعبيرا عابرا عن وجهة نظر شخصية، ويكون دور الاعلام والصحافة المؤسساتي البحث عن المشكلة او الحالة وتسليط الضوء عليها واعطائها الى الباحثين لتطوير المنظمة وكذلك هناك حاجة لتطوير المنظومة الاحصائية لتسهيل مهمة الجمع والفرز والتحليل للارقام. ويساهم البحث العلمي في تطوير مهارات رجل الاعلام والصحافة من خلال كتابة التقارير واعداد النشرات وعمل اللقاءات وتوفير البيانات واجراء المقابلات الصحفية والتحقيق الاعلامي وتعزيز دور التدوين والتوثيق المؤسساتي المتطور.

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/aliismaeelaljaf.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/أيلول/2013 - 28/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م