ليبيا... الهشاشة الأمنية عقبة كبرى في طريق الاستقرار

 

شبكة النبأ: يعد الوضع في ليبيا معقدا ومتشابكا، فقد تم تعطيل البرلمان المؤقت الذي تم تشكيله في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد، بسبب الاقتتال الداخلي وتنامي حجم التهديدات الآتية من قوى خارجية، بما في ذلك الميليشيات غير الخاضعة للمساءلة القانونية.

ودعا مسؤولين ليبيين  الولايات المتحدة وغيرها من الحكومات الغربية التي شاركت في تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا عام 2011، إلى بذل مزيد من الجهود لمساعدة ليبيا على تأسيس حياة ديمقراطية جديدة، عن طريق تفعيل برنامج مساعدة عسكرية كبيرة لحكومة البلاد.

ويرى مراقبون ان نجاح البرلمان الليبي في تحريك البلاد لخطوة أمامية من خلال سن قانون لانتخاب اللجنة التأسيسية المخول إليها صياغة الدستور الجديد. وإن ليبيا، إبان حكم العقيد القذافي، لم تفتقر فقط إلى الدستور المعترف به بل أيضا إلى دولة المؤسسات بجميع أنواعها، بما فيها المحاكم والقوات المسلحة وأجهزة الشرطة المتقدمة، وأن جميع هذه المؤسسات قد أديرت من خلال نظام شمولي يخضع للحاكم.

ويرى محللون أن ليبيا بحاجة إلى الولايات المتحدة في مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية، وهي المرحلة الحرجة والحاسمة ليس فقط بالنسبة إلى ليبيا، بل لأمن واستقرار جيرانها سياسيًا.

ويوضح التقرير التالي تداعيات العنف والأزمة السياسية في ليبيا. فان صعوبة التحديات التي تقف أمام ليبيا، فان هجمات العنف التي تجري، قد أعطت انطباعًا بأن ليبيا خرجت عن السيطرة، لاسيما في ظل حقيقة أن الجماعات المسلحة تبقى عقبة عثرة في طريق الاستقرار وهو ما يتم من خلال ارباك العملية السياسية بتأجيج العنف.

فأنه حتى على صعيد مؤسسات الدولة ، فإنها لا تزال متهالكة وضعيفة ومختلة وظيفيًا، لذلك فإن تعزيز الأمن يعد شرطًا لتحقيق كافة الأهداف اللازمة لإعادة استقرار البلاد؛ منها المفاوضات حول كتابة الدستور وخلق فرص العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية وإصلاح المنظومة القانونية وغيرها من الأهداف.

اقتحام مقر المؤتمر الوطني

فقد اقتحم متظاهرون من الامازيغ تجمعوا في طرابلس تنديدا بتهميشهم في اعداد الدستور الليبي الجديد، مقر المؤتمر الوطني العام وقاموا بتخريب محتوياته، وقالت النائبة سعاد قنور ان امازيغ كانوا يتظاهرون امام مقر المؤتمر الوطني العام اقتحموا قاعة المداولات، واضافت لقد خربوا الاثاث ورموا وثائق فيما كان رئيس (المؤتمر الوطني) واعضاء اخرون يلتقون مندوبيهم، مؤكدة انهم هددوا ايضا باستخدام السلاح ضد بعض النواب. بحسب فرانس برس.

وكان الامازيغ يتظاهرون للمطالبة بادراج لغتهم وحقوقهم الثقافية والعرقية في الدستور الجديد، وفق ما اوضح رئيس مجلس الامازيغ في ليبيا نوري الشروي، وفي بداية تموز/يوليو، اعلن نواب الامازيغ انسحابهم من المؤتمر الوطني العام احتجاجا على تهميشهم قبل ان يقرروا تنسيق تحركهم مع الاقليات الاخرى مثل الطوارق والتبو، وفي 17 تموز/يوليو، اعلنت هذه الاقليات الثلاث عزمها على مقاطعة انتخابات اللجنة التأسيسية اعتراضا على كيفية اجراء هذه الانتخابات كما حددها المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية وتشريعية في ليبيا، كذلك، هددت هذه الاقليات باعلان عصيان مدني لممارسة الضغط على المؤتمر الوطنين وفي 25 تموز/يوليو، نفذ الامازيغ في مدينة نالوت (غرب) هذا التهديد عبر اغلاق انبوب الغاز الذي يغذي مجمع مليتة الغازي والنفطي.

غلقون الخطوط القطرية

من جهتها أغلقت مجموعة من الاشخاص المجهولين مكتب الخطوط الجوية القطرية في مطار طرابلس الدولي، مؤكدة انها لن تسمح بعد اليوم لطائرات قطر بالهبوط في المطار، كما اكد لوكالة فرانس برس مصدر في المطار، واضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه ان المجموعة اعلنت ايضا انها تعتزم كذلك اغلاق مكتب الحجوزات التابع للخطوط الجوية القطرية والكائن في برج تجاري في وسط العاصمة. بحسب فرانس برس.

من جانبها استنكرت وزارة الداخلية الليبية واقعة اغلاق مكتب الخطوط الجوية القطرية في مطار طرابلس، مؤكدة ان من اقدم على هذا العمل المشين هم اشخاص لا يمثلون الا انفسهم، وقالت الوزارة في بيان انها تستنكر هذا التصرف الذي لا يعبر إلا عن رأي هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل المشين، مؤكدة أنها سوف تقوم "بمتابعة الأمر بالتنسيق مع وزارة المواصلات والنقل والجهات ذات العلاقة.

واعتبرت الوزارة ان مثل هذه التصرفات غير المسؤولة وغير المحسوبة حول هذا المرفق العام الذي يعد الواجهة الأمامية لدولة ليبيا، أمر من شأنه أن يبعث برسائل خاطئة للمجتمع الدولي والشركات الأجنبية ويعرقل برامج التنمية الاقتصادية ومشاريع الأعمار، ناهيك عن الإساءة للعلاقات الليبية-القطرية، وفي اواخر حزيران/يونيو ارغمت مجموعة اخرى الشركة نفسها على تعليق رحلاتها المتجهة الى مطار بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي، ويتهم المعارضون للتيار الاسلامي في ليبيا الحكومة القطرية بدعم الاخوان المسلمين وبقية اطياف الاسلام السياسي في هذا البلد.

استقالة وزير الداخلية

وعلى الصعيد السياسي قدم وزير الداخلية الليبي محمد خليفة الشيخ استقالته معربا عن الاسف لانه لم يتمكن من القيام بالاصلاحات الضرورية، في حين تواجه البلاد حالة من الفوضى الامنية، وقال رامي كعال ان محمد خليفة الشيخ قدم رسالة استقالة الى المؤتمر الوطني العام (اعلى هيئة سياسية في البلاد) والى رئيس الوزراء موضحا ان الوزير المستقيل سيعرب عن مبررات استقالته في بيان، وقال نائب كان حاضرا في البرلمان حين تلاوة رسالة الاستقالة لفرانس برس ان الشيخ قال انه يأسف لقلة الدعم من رئيس الوزراء علي زيدان. بحسب فرانس برس.

واضاف عبد الله القماطي ان الوزير المستقيل اشتكى من جهة اخرى لانه لم يحصل على الدعم المالي والمعنوي من اجل تطبيق برنامج الاصلاحات واعرب عن الاسف لانه لم يحصل على الصلاحيات التي تخوله تنفيذ سياسته، واضاف النائب انه تحدث ايضا عن ضغوط من اعضاء في المجلس ومسؤولين اقالهم من مهامهم ورفضوا التنحي عن مناصبهم.

وافادت وكالة لانا استنادا الى مصدر في مكتب رئيس الوزراء ان علي زيدان وافق على استقالة وزير الداخلية التي قدمها، واضاف المصدر ان الدكتور صديق عبد الكريم نائب رئيس الوزراء كلف بتولي المنصب بالوكالة في انتظار تعيين وزير داخلية جديدا، وقد عمل محمد خليفة الشيخ المحسوب على قدامى الثوار الذين حاربوا نظام معمر القذافي، في مركز ابحاث واحصائيات في مجال الامن ودرس في اكاديمية العلوم الامنية من 1997 الى 2003، وعين في نهاية ايار/مايو خلفا لعاشور شوال الذي اضطر الى الاستقالة اثر المصادقة على قانون يقصي من الساحة السياسية قدماء المتعاونين من نظام القذافي، ومنذ سقوط النظام السابق في تشرين الاول/اكتوبر 2011، لم تتمكن السلطات الليبية من تشكيل شرطة وجيش نظاميين.

استقالة أخرى

من جهته اعلن نائب رئيس الحكومة الموقتة في ليبيا عوض البرعصي استقالته من الحكومة بسبب عجزها عن ممارسة صلاحياته، وفي بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي عقده في بنغازي، تحدث البرعصي عن صعوبات وتحديات تمثلت في انعدام الصلاحيات الممنوحة لنواب رئيس الحكومة المؤقتة. بحسب فرانس برس.

وقال ان ذلك ادى الى عرقلة كافة الجهود التي بذلت لمعالجة استحقاقات الحكومة ومسؤوليتها تجاه تفاقم الوضع الأمني في بنغازي على وجه خاص وليبيا بشكل عام، كما ذكرت وكالة الانباء الليبية، واكد انه عمل جاهدا منذ تشكيل الحكومة الموقتة للمساهمة في تحسين الاوضاع المعيشية لابناء الشعب الليبي وبناء وتفعيل مؤسسات الدولة والتي من أبرزها مؤسسات الجيش والشرطة والأجهزة الاستخباراتية.

واضاف انه سعى الى توفير ميزانيات للمجالس المحلية وفتح فروع لكل الوزارات الخدمية ومنحها الصلاحيات المالية والادارية ومنحها حق الاستفادة من عوائدها المالية في تطوير حركة الاقتصاد في مناطقها" لكن "كل تلك الجهود لم تلق اي استجابة، واشار الى صعوبة تنفيذ المقترحات في ظل انعدام الصلاحيات الإدارية والمالية والاجرائية اللازمة" للحكومة.

ورأى ان اغلب المشاكل والاختناقات التي حدثت في مختلف القطاعات وما صاحبها من تراجع حاد للحالة الامنية ووقوع هذا العدد المخيف من عمليات الاغتيال ضد الشرفاء من أبناء هذا الوطن جاء نتيجة لسياسات الحكومة التي رسخت المركزية في آليات عملها ورؤيتها لايجاد الحلول لمختلف تلك المشاكل.

ومنذ اشهر، تشهد ليبيا وخصوصا بنغازي مهد الثورة انفجارات وهجمات وتفجيرات تستهدف اجهزة الامن، بما يعكس عجز السلطات عن ادارة قوات امنية فعالة، وتكثف العنف مؤخرا مع اغتيال المحامي والناشط السياسي عبد السلام المسماري في 27 تموز/يوليو وعدد من الضباط في بنغازي، وغالبا ما تنسب هذه الهجمات الى اسلاميين متشددين ينشطون في شرق البلاد.

تفجير سيارة

وفي إطار العنف فقد انفجرت في مدينة بنغازي سيارة من دون وقوع أضرار بشرية، فيما أعلن رئيس الحكومة علي زيدان أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى نتائج إيجابية في الوصول إلى بعض المشتبهين المتورطين بالتفجيرات السابقة.

وقال المتحدث باسم الغرفة الأمنية المشتركة لحماية بنغازي عبدالله الزايدي في تصريح صحافي إن السيارة التي كانت متوقفة قبالة أحد المطاعم في منطقة الصابري في مدينة بنغازي، وكانت على ما يبدو معبأة بمواد متفجرة غير أنها لم تنفجر إلا بعد إطلاق الرصاص عليها من قبل مسلحين كانوا في سيارة أخرى.

من جهته ثانية، قال رئيس الحكومة علي زيدان ان الأجهزة الأمنية توصلت إلى نتائج إيجابية في الوصول إلى بعض المشتبهين المتورطين فيما أطلق عليه الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تعرضت لها مدينة بنغازي والمدن الأخرى.

وأكد في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس أن هذه الأجهزة تحفظت على أولئك المشتبهين وتقوم بالتحقيق معهم، متعهدا بالوصول إلى المتهمين في أقرب وقت ممكن وعرض نتائج التحقيق على الليبيين حالما يتم التصريح بالإعلان عنها.

14 الف سجين فار

من جهته كشف وزير الداخلية الليبي محمد الشيخ أن 14 الف سجين فروا من سجون مختلفة في البلاد منذ الثورة على نظام معمر القذافي في 2011 لا يزالون طليقين، معتبرا ان هذا الامر يفاقم انعدام الامن في ليبيا، وقال الشيخ خلال لقائه مديري الادارات والأجهزة الأمنية التابعة لوزارته ان هناك ما لا يقل عن اربعة عشر الف سجين سابق محكومين بأحكام قضائية لا زالوا يتمتعون بحرية كاملة، واضاف الشيخ في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الليبية هذه جزء من المشكلة التي تعاني منها ليبيا، ولفت الى ان وزارة الداخلية تسعى بالتنسيق مع وزارة العدل لاعادة هؤلاء المحكومين الى السجن لاستكمال محكومياتهم. بحسب فرانس برس

ولا تزال السجون الليبية تشهد عمليات فرار لعدد كبير من السجناء بسبب عجز السلطات الجديدة عن تشكيل جيش وشرطة يستطيعان فرض الامن في مراكز الاعتقال، وفي 26 تموز/ يوليو الماضي، نجح اكثر من 1200 سجين في الفرار من سجن في بنغازي.

تعزيزات عسكرية

من جهتها كشفت رئاسة اركان الجيش الليبي ان وحدات من الجيش انتشرت في طرابلس وضواحيها في اطار خطة طوارئ لتأمين العاصمة التي تشهد منذ اسابيع اعمال عنف دموية، وقال المكتب الإعلامي لرئاسة اركان الجيش الليبي في بيان نشره على صفحته على موقع فيسبوك انه في إطار تنفيذ خطة تأمين طرابلس أيام العيد وما بعده تم نشر "قوات في مدينة طرابلس وضواحيها وهي قوات تابعة للجيش الليبي. بحسب فرانس برس

واضاف البيان ان نشر هذه القوات تم تنفيذا لخطة طوارئ من اجل تأمين طرابلس ايام العيد وإلى أن تتاكد الجهات المعنية من استتباب الامن، مشيرا الى ان وضع هه الخطة تم بتكليف من رئيس المؤتمر الوطني العام وتعليمات من وزير الدفاع وأمر من رئيس الاركان العامة للجيش الليبي وبالتنسيق مع وزارة الداخلية.

وتابع البيان تنفيذ هذه الخطة يشرف عليه مدير ادارة العمليات بالجيش وآمر منطقة طرابلس العسكرية، موضحا ان القوات التي انتشرت في العاصمة ارسلت من المناطق العسكرية التالية: المنطقة العسكرية طرابلس، المنطقة العسكرية الوسطى، المنطقة العسكرية نفوسة، المنطقة العسكرية الغربية، وان جنودا على متن حوالى مئة عربة مصفحة وشاحنة بيك-اب محملة بمدافع رشاشة او باخرى مضادة للطيران وصلوا الى طرابلس.

اصابة محل

وفي صعيد متصل اصيب محل لبيع الالبسة على الطريق المؤدي الى مطار بنغازي في شرق ليبيا بقذيفة صاروخية ولكن لم يسقط ضحايا، بحسب ما اعلن مسؤول امني، وقال العقيد عبدالله الزايدي المتحدث باسم الغرفة الامنية المشتركة في بنغازي ان قذيفة صاروخية من نوع أر بي جي اطلقها مجهولون وسقطت في محل لبيع الالبسة يقع على الطريق المؤدي الى مطار بنغازي. واضاف ان القذيفة اخترقت واجهة المحل وتسببت باضرار مادية ولكن دون وقوع ضحايا. واوضح ان الدافع لهذا العمل لم يعرف حتى الان.

اصابة رئيس الأركان

وفي ملف العنف فقد اصيب رئيس الأركان الليبي السابق اللواء سالم اقنيدي بجروح بسيطة اثر تعرضه لمحاولة اغتيال بالرصاص بينما كان في سيارته عائدا الى منزله في طرابلس، كما اعلن الجيش الليبي، وقالت رئاسة الاركان العامة للجيش الليبي بحسب ما نقلت عنها وكالة الانباء الرسمية ان مسلحين اطلقوا اعيرة نارية على اللواء سالم اقنيدي في منطقة المعمورة غرب طرابلس عندما كان راجعا من مقر عمله إلى بيته، واضافت رئاسة الاركان انها تستنكر محاولة الاغتيال التي تعرض لها اللواء الاقنيدي والتي أصيب على أثرها بطلق ناري في رجله اليمنى ونقل إلى مستشفى الزاوية (50 كلم غرب العاصمة) لتلقي العلاج. بحسب فرانس برس.

ونقلت الوكالة عن رئاسة الاركان تأكيدها ان اصابة اللواء سالم اقنيدي كانت بسيطة وقد غادر المستشفى في وقت سابق بعد تلقيه العلاج، وفي 29 تموز/يوليو عين المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد، العقيد الركن عبد السلام جادالله الصالحين رئيسا لهيئة اركان الجيش الليبي خلفا ليوسف المنقوش الذي استقال في بداية حزيران/يونيو على خلفية تصاعد وتيرة اعمال العنف. وحل الصالحين في هذا المنصب محل اللواء الركن يوسف المنقوش الذي استقال في التاسع من حزيران/يونيو غداة اعمال عنف دامية في بنغازي.

وتجهد السلطات الليبية في بناء جيش وشرطة محترفين وهي تدعو بانتظام مسلحي الميليشيات الى التزام النظام بعدما تحول هؤلاء الثوار السابقون من ابطال اسقطوا نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 الى مصدر لغالبية لمشاكل الامنية التي يعاني منها البلد.

إبطال مفعول سيارة

من جانب آخر إن قوات الأمن أبطلت مفعول 12 قنبلة عثر عليها في سيارة كانت تقف خارج فندق فاخر في العاصمة طرابلس، وكانت السيارة متوقفة بالقرب من فندق راديسون بلو المطل على البحر والذي يرتاده رجال أعمال أجانب. وعثر على القنابل بعد أسبوع من إعلان مسؤولين أن فندقا كبيرا آخر ربما كان هدفا لهجوم بصاروخ سقط بالقرب منه، ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الداخلية رامي كمال قوله إن السيارة كانت بها 12 قنبلة متصلة بدائرة كهربائية وعشر صفائح من الوقود عبوة كل منها سبعة لترات. بحسب رويترز.

ونقلت الوكالة عن كمال قوله إنه تم إبطال مفعول المتفجرات التي كانت معدة لتفجيرها عن بعد، وشنت جماعات مسلحة هجمات عديدة على دبلوماسيين أجانب ومبان منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011. وتعرضت السفارة الفرنسية في طرابلس للتفجير في أبريل نيسان الماضي.

ومعظم الهجمات وقعت في شرق البلاد المضطرب والذي كان مهد الانتفاضة ضد القذافي ومن بينها هجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي في سبتمبر أيلول الماضي والذي قتل فيه السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين، وتكافح الحكومة الجديدة في ليبيا لاحتواء كل من المتشددين الإسلاميين والميليشيات المدججة بالسلاح التي شاركت في ثورة 2011، وقال مسؤولون إن الصاروخ الذي ضرب مبنى سكنيا في طرابلس ربما كان يستهدف فندقا يستخدمه مسؤولون ورجال أعمال أجانب.

المستثمرين في ليبيا

الى ذلك فقد وصل ثلاثون رجلا بعضهم يحمل السلاح إلى بوابات مجمع شركة الهاني للمقاولات العامة على مشارف العاصمة الليبية واقتحموا المكان، وشق الموظفون السابقون طريقهم إلى مكاتب الشركة مباشرة مطالبين بأجور ومبالغ اخرى قالوا إنها مستحقات متأخرة منذ عام 2011 حين دارت معارك للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي دفعت عددا كبيرا من الشركات لوقف أنشطتها. بحسب رويترز.

وهدد المسلحون اثنين من كبار الموظفين بمسدس واختطفوا أحدهما ولم يطلقوا سراحه الا بعد عدة ساعات.

وقال مسؤول كبير في الشركة كانوا مسلحين وبحوزتهم أصفاد وهتفوا ‘جئنا من أجل المال، والهجوم على شركة الهاني وهي مشروع مشترك مع شركة المقاولات النمساوية ستراباج وشركة الاستثمار والتنمية الليبية بمثابة تذكرة بالمخاطر التي تواجه المستثمرين الاجانب هنا حيث تعوق جماعات مسلحة وغياب الامن فرض سيطرة الحكومة على البلاد.

وخلال العام المنصرم اجلت عدة شركات اجنبية من بينها شركات منتجة للنفط عامليها بعدما شهدت ليبيا الجديدة هجمات استهدفت دبلوماسيين فضلا عن محاصرة مبليشيات مباني حكومية ونشوب معارك ضارية بالأسلحة النارية في الشوارع، ونتيجة لذلك تخشى الشركات الغربية ضخ أموال في ليبيا ما يحرمها من رأسمال وخبرة تحتاجها البلاد لتنويع مواردها الاقتصادية التي يهيمن عليها النفط، كما ساهمت الخلافات العمالية والقيود على الملكية الاجنبية والبيروقراطية المعوقة في فتور الحماسة لتنفيذ أعمال رغم امتلاك ليبيا المال اللازم لتوفير احتياجاتها الهائلة في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم.

وبعد عامين من الاطاحة بالقذافي لا يزال المستثمرون عاجزين عن القطع بما إذا كانت ليبيا تسير على طريق تحرير الاقتصاد، وقال طارق علوان المدير في شركة الاستشارات اس.او.سي ليبيا للاستشارات ومقرها لندن “يستغرق وقتا أطول من توقعاتنا.الاعمال ستستغرق سنوات.

التشييد والتعليم والصحة.. قطاعات يصعب اقناع الشركات بالعمل فيها في ليبيا. لا يزال ثمة اهتمام لكن دون التزام بعد، وعزل القذافي الاقتصاد عن المنافسة الاجنبية واحتفظ بالتراخيص والعقود للمحيطين به ما يجعل بعض القطاعات مغرية بعد رحيله الا ان الكثير من القيود التي فرضتها حكومته لا تزال باقية، وقال الكس وارن من مجموعة فرونتير التي تدير موقع ليبيا ريبورت الالكتروني تأشيرات العمل لا زالت باهظة التكلفة وفضلا عن بيروقراطية مستعصية تهدر الوقت والنظام المصرفي يظل ضعيفا مع صعوبة التنبؤ بالاطار القانوني للعمل.

وتشمل المشاكل الاخرى غياب الامن والاضطرابات العمالية وعدم اليقين السياسي، ولم تستكمل اعمال مد الطرق ولم يتم تطوير المستشفيات في حين تقف رافعات بلا عمل منذ ما يزيد عن عامين في حين يطالب حكام ليبيا الجدد الشركات الاجنبية بالعودة وإعادة بناء البلاد.

وأغلبية العقود الممنوحة في ليبيا تخص القطاع العام وطرحت بعض العطاءات الخاصة بخدمات ضرورية عاجلة بينما لا تزال العديد من المشروعات الضخمة متعثرة، وفي بعض الحالات تقول السلطات انها تراجع العقود الضخمة. وحتى الآن لا تزال الحكومة ملتزمة بالعقود من حقبة القذافي إلى الآن ولكن هذا لا يضمن ان تقتدي بها الحكومة القادمة التي ستنتخب بعد صياغة دستور جديد وإقراره، ويسير التقدم نحو استئناف الاعمال المتوقفة بخطى بطيئة وتتعهد الحكومة بصرف تعويضات في حالة استئناف الشركات العمل لكن البعض يطالب بصرف الأموال أولا قبل استئناف العمل.

وقال وزير الاقتصاد مصطفي أبو فناس ان الحكومة ستسدد 50 بالمئة من قيمة قواتيرها القديمة فور البدء في العمل على ان يقسم الباقي على اقساط تسدد لاحقا، ويثقل كاهل ميزانية ليبيا للعام الجاري البالغة 67 مليار دينار (51 مليار دولار) الدعم والأجور وتشمل مرتبات يحصل عليها الاف من المقاتلين السابقين ضد القذافي. وطلب علي زيدان رئيس وزراء ليبيا ميزانية إضافية تصل إلى 11 مليار دولار. يأتي معظم دخل ليبيا من صادرات النفط وتدر نحو أربعة مليارات شهريا.

غير ان الاضرابات قلصت الانتاج وقد يكون لطول أمد الخفض نتائج كارثية على أحوال البلاد المالية، وفي مؤشر على ان الاضطرابات وقلة الحوافز المالية ترهقان الشركات الاجنبية تدرس شركة ماراثون أويل الأمريكية بيع حصتها في كونسورتيوم نفطي.

وفي حين تترقب شركات القطاع العام التطورات تشهد شركات القطاع الخاص ازدهارا رغم انها لا زالت صغيرة الحجم، وتملأ سلع من إيطاليا والنمسا وفرنسا وتركيا المتاجر وتزدحم المتاجر والمقاهي بالرواد.

ويحصل الليبيون على اعانات سخية من الحكومة تسهم في تأجيج الإنفاق الاستهلاكي ويتسوق المواطنون من فروع متاجر بريطانية من بينها ماركس اند سبنسر ونكست في طرابلس، ويقول حسني بي وتتعامل مجموعته التي تحمل نفس الاسم في الواردات تزدهر أنشطة القطاع الخاص رغم انه لا يزال من الصعب التنبؤ بالوضع، ليس لدينا مؤشرات موضع ثقة أو دلالات ولكن استطيع ان اقول اننا حققنا نموا 20 بالمئة على الأقل (2012 مقابل 2010) تقريبا، وقال بي إن القطاع العقاري هو محرك النمو إذ يجري بناء منازل جديدة وتجديد المتاجر على نطاق واسع واستيراد سلع استهلاكية وسيارات واجهزة منزلية.

وقال أحمد بن حليم من مجموعة ليبيا القابضة إن حجم القطاع الخاص صغير جدا وإنه ينبغي الاعتماد عليه لبناء الاقتصاد، وأضاف أن مجموعته تلقى اهتماما من مستثمرين عرب واوروبيين وامريكيين يدرسون الاستثمار في قطاعات مثل النفط والغاز ومواد البناء والخدمات المالية وإدارة البنية التحتية لكن الدراسات لا زالت في المراحل الأولية، وتوقع وزير الأقتصاد أن ينمو اقتصاد ليبيا ثلاثة بالمئة العام الجاري وهو رقم أكثر محافظة من توقعات صندوق النقد الدولي الذي قال العام الماضي ان اقتصاد ليبيا يتجه لتحقيق نمو 17 في المئة في 2013 كما تنبأ بنمو سبعة بالمئة في المتوسط بين عام 2014 و2017.

وتتابع الشركات الاجنبية كيف تتبلور الأوضاع في ليبيا التي لا تزال في المرحلة الانتقالية، وتقصر مسودة قانون الشركات الملكية الاجنبية على حصة 49 في المئة وكانت 65 بالمئة في عهد القذافي وقد تكون الحصة الجديدة منفرة للبعض، وقال علوان إن بعض المستثمرين يرجئون مشروعاتهم الا ان اخرين من تركيا والشرق الاوسط وآسيا يقبلون على العمل في ليبيا، وقال مدير شركة تشييد أوروبية كبرى توجد عقبات كثيرة تشمل انقطاع الكهرباء والاضرابات والاضطرابات وصعوبة اقناع العمال الاجانب بالعودة. لكني لازالت متفائلا.. فالأمر يتوقف على كيفية إدارة كل هذه الامور.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/آب/2013 - 19/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م