صناعة السيارات... اسواق تزدهر ومنافسة تحتدم

 

شبكة النبأ: تشهد أسوق صناعة السيارات في العديد من دول العالم انتعاشاً ملحوظاً، يمكن ان يسهم بتعويض الخسائر الكبيرة التي سببتها الأزمة العالمية بحسب بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان السنوات المقبلة ستشهد تنافس شديد بين الشركات العالمية التي ستسعى الى طرح نماذج و تقنيات جديدة ومميزة، وفي هذا الشأن واصلت مبيعات السيارات في الولايات المتحدة ارتفاعها السريع مسجلة افضل مستوياتها منذ 2006 فيما يواصل المستهلكون تهافتهم لتبديل سياراتهم القديمة بسيارات جديدة مستفيدين من نسب الفوائد المتدنية، بحسب أرقام خاصة. واعلن بيل فاي نائب رئيس مجموعة تويوتا ان "مبيعات هذا القطاع المتينة تشير الى سوق مستقرة ما يؤكد على اقتصاد يتعافى" مضيفا ان "مؤشر ثقة المستهلك بقي ايضا على مستويات مرتفعة كما تشير اليه مبيعات التجزئة القوية".

واعلنت شركة تويوتا اليابانية عن ارتفاع مبيعاتها بنسبة 17% الى 193394 سيارة في تموز/يوليو، فيما ازدادت مبيعات مجموعة جنرال موتورز بنسبة 16% في تموز/يوليو الى 234071 سيارة. وقال رئيس المبيعات في جنرال موتورز كورت ماكنيل ان "شهر تموز/يوليو كان بالنسبة لجنرال موتورز الشهر الاكثر توازنا في العام من حيث مبيعات التجزئة. فكانت مبيعات الشاحنات قوية، وكذلك السيارات الصغيرة والعائلية".

واضاف ان "خبرتنا تشير الى ان الفرق بين مبيعات جيدة ومبيعات ممتازة في ظل اقتصاد بطيء النمو يكمن في عدد المنتجات الجديدة التي نعرضها وقد بدأنا نحقق افضل أوضاعنا". وسجلت شركة كرايسلر ارباحا للشهر الاربعين على التوالي مع ارتفاع المبيعات بنسبة 11% الى 140102 سيارة، وهو افضل اداء لشهر تموز/يوليو منذ سبع سنوات. وقال مسؤول المبيعات في الشركة ريد بيغلاند "اننا نواصل تسجيل مبيعات تجزئة قوية ولا سيما بالنسبة لشاحنات البيك آب وسيارات السبورت". بحسب فرانس برس.

وارتفعت مبيعات شركة فورد بنسبة 11% الى 193715 سيارة مسجلة افضل مستوياتها لمثل هذا الشهر منذ 2006. وقال مسؤول المبيعات لدى فورد كين كوباي ان "سياراتنا الصغيرة وسياراتنا الهجينة تواصل اجتذاب مستهلكين جدد الى فورد وابعادهم عن منافسينا بفضل مزيج من التصميم والتكنولوجيا وادخار الوقود والاداء".

منافسة وأسعار

الى جانب ذلك كانت سيارة "فوكس" من صنع "فورد" السيارة الأكثر مبيعا العام الماضي، على ما جاء في بيان صدر عن المصنع الأميركي. وفي العام 2012، بيع 1,02 مليون نموذج من هذه السيارة المزودة ببابين اثنين أو أربعة أبواب والقليلة الاستهلاك للوقود، بدفع من الولايات المتحدة حيث سجلت المبيعات ارتفاعا بنسبة 40 % في غضون عام، ومن الصين حيث بلغ هذه الزيادة 51 %.

وقال جيم فيرلي أحد المسؤولين عن سياسة التسويق في مجموعة "فورد" إن "منتجاتنا تلقى أصداء إيجابية في أوساط المستهلكين من أنحاء العالم أجمع". وأوضع المسؤول أن المصنع قد مد بقدرات إنتاجية إضافية العام الماضي، ما شكل "فرصة رائعة لزيادة مبيعات السيارات في العالم سنة 2013، علما أن هذه المبيعات قد شهدت انطلاقة جيدة".

في السياق ذاته دخلت شركة نيسان اليابانية لتصنيع السيارات سوق المنافسة على الأسعار المتدنية للطرازات الحديثة بإطلاقها لسيارة لا يتجاوز سعرها 13 ألف دولار في الأسواق الأمريكية. وبينت شركة نيسان أن هذه السيارة الجديدة والتي تندرج تحت طراز "فيرسا" 2014 يبلغ ثمنها 123780 ألف دولار بالتحديد، الأمر الذي توجها بلق أرخص السيارات سعرا للعام الثالث على التوالي.

وبحسب التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية، فإن خطوة شركة نيسان تأتي على خلفية المنافسة الشديدة التي تشهدها سوق السيارات في العالم، وخصوصا بأن الأرقام تشير إلى أن غالب الراغبين بشراء سيارات جديدة يقومون بإجراء بحث الكتروني عن الطراز المرغوب إلى جانب تحديد فئة الأسعار وعليه فإن الأسعار العالية للسيارات لا تظهر في العديد من هذه البحوث على الإنترنت.

على صعيد متصل أعطت مجموعة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات وحدتها للسيارات الفاخرة بنتلي الضوء الأخضر لإنتاج أولى سياراتها الرياضية المتعددة الأغراض. وقالت فولكس فاجن إن السيارة الجديدة التي وصفت بأنها أغلى سيارة رياضية متعددة الأغراض في العالم ستعرض للبيع في 2016. وسيخلق المشروع ما يزيد عن ألف وظيفة في بريطانيا ثاني أكبر سوق للسيارات في أوروبا وسيحتاج استثمارات بأكثر من 800 مليون جنيه استرليني (1.23 مليار دولار) على مدى الثلاث سنوات القادمة.

لكن محللين يقولون إن سيارة بنتلي الجديدة يمكن أن تواجه منافسة من لامبورجيني التي حصلت مؤخر على موافقة شركتها الأم أودي لانتاج السيارة الرياضية متعددة الأغراض يوروس في 2017 وأيضا من السيارة كوبانج التي تنتجها مازيراتي ورينج روفر سبورت التي تنتجها لاند روفر. وتستهدف بنتلي مبيعات بما بين ثلاثة وأربعة آلاف سيارة بسعر يتجاوز 150 ألف يورو للواحدة. وستكون السيارة الجديدة مهمة لخطط بتلي لويادة زيادة مبيعاتها على مستوى العالم إلى نحو مثليها إلى 15 ألف سيارة بحلول 2018. وقال فولفجانج شريبر الرئيس التنفيذي لبنتلي "سيضمن هذا القرار نموا مستداما للشركة."

من جانب اخر قالت وكالة انباء الصين الجديدة شينخوا إن مصنعي السيارات في الخارج يحققون ارباحا طائلة من بيع السيارات الفارهة في الصين وطالبت بالتحقيق معها بموجب قوانين مكافحة الاحتكار. وذكر شينخوا أن قضية السيارات المستوردة اضحت مثيرة للجدل في اعقاب تحقيقات مع شركات اجنبية قي قطاعات اخرى بشأن تسعير سلعها. ويخضع منتجو مسحوق الحليب وشركات الادوية الاجنبية لتدقيق من جهات رقابية في الاسابيع الاخيرة لاسيما فيما يتعلق بالتسعير. غير ان محللين يستبعدون ان يكون منتجو السيارات احدث هدف لحملة الصين على الأسعار. بحسب رويترز.

وقال يا لي تشانغ المدير في اتوموتيف فورسايت وهي شركة ابحاث واستشارات في قطاع السيارات "مسحوق الحليب مشكلة أكثر اهمية لانه غذاء للاطفال ويهم الأسر. السيارة الفارهة مختلفة والبعض في الصين يملك مالا كثيرا ولا يهتم بالأسعار الباهظة." واضحت الصين سوقا رئيسيا للسيارات الفارهة ويتوقع ان تباع 2.7 مليون سيارة سنويا بحلول عام 2020 متقدمة على الولايات المتحدة في هذه الفئة. وقالت شينخوا في تقريرها إن سعر السيارات المستوردة في الصين يصل لمثليه في الأسواق الخارجية.

فورد و مرسيدس

على صعيد متصل أعلنت شركة فورد عن نيتها بتصنيع سيارات فورد من نوع بيك أب F-150 لتعمل كلياً على الغاز الطبيعي المسال أو على غاز البترول المسال، وذلك بحلول عام 2014. وأشارت فورد إلى أنه وبالرغم من أن المستهلكين سيضطرون إلى دفع عشرة آلاف دولار إضافية للحصول على هذه الميزة، إلا أنهم سيتمكنون من توفير الأموال خلال فترة تقدر مابين 24 شهراً و36 شهراً من الاستعمال.

وأضافت الشركة أن السيارة تسير مسافة 1207 كيلومتراً بخزان ممتلئ من الغاز المسال، وفقاً لحجم خزان الوقود السائل، وذلك مقارنة مع المسافة التي تقطعها سيارات البنزين العادية والتي تصل إلى 30 كيلومتراً بخزان ملئ بالبنزين المعتاد. كما قال مدير قسم الدعم والتكنولوجيا في شركة فورد، جون كولمان إن "مجال الأعمال والمستهلكين طلبوا من فورد إجراء هذا التعديل على سيارات F-150 للاستفادة من السعر الرخيص للغاز المسال ومعدل التلوث القليل الناتج عن احتراقه." بحسب CNN.

وهذه ليست السيارة الأولى التي يتم تعديلها من قبل شركة فورد لتعمل على الغازات المسالة، إذ قامت الشركة بتعديل سيارات بيك أب F-350 الأكبر حجماً، إلا أن سيارات F-150 تعد سيارات البيك أب التي تحتل الصدارة في قائمة سيارات الشركة. كما تنوي الشركة إجراء التعديل ذاته على سبع سيارات تجارية أخرى، خلال الاثني عشر شهر المقبلة.

من جهة اخرى اعلن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ان مصنع السيارات "مرسيدس بنز" سينتج سيارة رباعية الدفع في مصنع بتيارت غرب الجزائر الذي يملكه الجيش في بداية 2014، بحسب ما نقل موقع صحيفة الوطن. وقال سلال نحن على الطريق الصحيح، هناك شراكة بين مؤسسة جزائرية وشركة مرسيدس لانتاج السيارات"، واوضح سلال ان "اول سيارة سيتم انتاجها ستكون رباعية الدفع" مشيرا الى ان الانتاج سيبدأ "في ايار/مايو او نيسان/ ابريل 2014".

وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد امر في 2009 بوضع مشروع صناعة السيارات في منطقة عين بوشقيف بتيارت تحت وصاية وزارة الدفاع وانشاء شركة تحمل اسم "مؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت". والشركة الجديدة "تابعة للقطاع الإقتصادي للجيش الشعبي الوطني وتتمتع بالشخصية المعنوية والإستقلال المالي"، بحسب ما جاء في القرار المنشور في الجريدة الرسمية.

واعلنت وزارة الدفاع في وقت سابقرعن زيارة وفد عن شركة "دايملر" بقيادة بيتر أليكساندر تريتن الرئيس والمسؤول التنفيذي لشركة دايملر بافريقيا واوروبا وآسيا.روذكر بيان لوزارة الدفاع ان الوفد زار تيارت "اين سيتم تصنيع المحركات والسيارات ابتداء من هذه السنة (2013)".

واكد عبد المالك سلال ان الشراكة لانجاز سيارة مرسيدس تمت وفق صيغة 51% للطرف الجزائري و49% للشريك الاجنبي، كما ينص عليه القانون الجزائري.رويتمثل الطرف الجزائري في "وزارة الدفـــاع الوطني ووزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الإستثمار بينما الطرف الاجنبي هو صندوق الإستثمار الإماراتي والشريك التكنولوجي الألماني ذو العلامة الصناعية مرسيدس بنز"، بحسب ما جاء في موقع وزارة الدفاع.

وذكر سلال ان المشروع سيوفر الف منصب شغل في السنة الاولى ليصل الى ثلاثة الاف في غضون السنة الثالثة.روكانت الحكومة الجزائرية وقعت اتفاقا مع شركة "رينو" الفرنسية لاقامة مصنع للسيارات في وهران بكلفة مليار يورو لانتاج 25 الف وحدة سنويا ابتداء من 2014 ثم سيرتفع الى 75 الفا في السنة.رواستيراد السيارت في الجزائر في ارتفاع مستمر اذ بلغ في الاشهر الثلاثة الاولى من هذه السنة حوالي 152 الف سيارة بقيمة تقارب ملياري دولار، بينما بلغت في سنة 2012 اكثر من 400 الف سيارة، بحسب الجمارك الجزائرية.

السيارات الطائرة والكهربائية

في السياق ذاته السيارات الطائرة ستحوم في الأجواء عما قريب. يعمل العلماء في شركة " Terrafugia" المصنعة للطائرات بولاية ماساتشوستس الأمريكية على تطوير سيارة طائرة، وأعلنت الشركة في بيان لها بأنها بدأت بتصنيع سيارات أسمتها "TF-X" قادرة على الإقلاع العامودي والهبوط. وأشارت الشركة إلى أن السيارة ستحتوي أربعة مقاعد للركاب، وسيتم شحنها كهربائياً وبالبنزين في الوقت ذاته، أو ما يعرف بالسيارة الهجينة بتقنية hybrid.

وذكر مدير الشركة في بيان له أن "الشركة متحمسة حيال الاستمرار في محاولة تصنيع سيارة طائرة ورفع معايير السلامة والبساطة والراحة في عملية الطيران"، مضيفاً أن السيارة المترقبة "ستوفر للعالم بعداً جديداً من الراحة الشخصية." لكن هذه ليست السيارة الأولى التي تقوم الشركة بتصنيعها، إذ صنعت سيارات طائرة مخصصة للمطارات فقط وحلقت بنجاح عام 2009، ويقع التغيير الجديد بأن تتمكن الشركة من تصنيع سيارات مناسبة للاستعمال العام في الطرق. بحسب CNN.

وستتمكن هذه الطائرة التي يتوقع بأن تكون جاهزة مع حلول عام 2015 من الطيران مثل طائرة الهليكوبتر لتتمكن من الإقلاع والهبوط في أي مكان، بتوفر موافقة بين الشركة وإدارة الطيران الفدرالي. ويمكن للنظام الأوتوماتيكي للسيارة أن يقوم بالإقلاع والهبوط، مع قدرة السائق على التحكم اليدوي بالمركبة في أي وقت، لتحقق التكنولوجيا واحداً من أكبر الأحلام الخيالية التي يمكن أن نتوقعها للمستقبل.

من جانب اخر أطلقت هونغ كونغ أول سيارات أجرة كهربائية، في إطار مبادرة تهدف إلى تخفيض التلوث الشديد في هذه المدينة الكبيرة الواقعة جنوب الصين والتي تضم سبعة ملايين نسمة. وهذه السيارات الحمراء الأربع والخمسون هي من صنع مجموعة "بي واي دي" الصينية للسيارات الكهربائية وممولة جزئيا من رجل الأعمال الأميركي وارن بافيت. وهي مزودة ببطاريات تعمل بفوسفات الحديد يعاد شحنها كل ساعتين وتسمح بقطع 300 كيلومتر من دون الحاجة إلى شحنها، بحسب المصنع الصيني.

وستظل هذه المبادرة قيد التجربة طوال ستة أشهر. وقد أوضحت جمعية سائقي سيارات الاجرة أن كلفة الرحلات في هذه السيارات المراعية للبيئة ستكون أكثر انخفاضا. وكانت حكومة هونغ كونغ قد كشفت الصيف الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ 25 عاما، أنها تعتزم تخفيض نسبة التلوث في المدينة الذي يودي بحياة 3 آلاف شخص في السنة، بحسب دراسة صادرة عن جامعة هونغ كونغ.

السوق الهندية

من جانب اخر وبعد اعتبارها حتى زمن غير بعيد واحة لمصنعي السيارات، تسجل السوق الهندية اكبر تراجع لها منذ 12 عاما ويتنافس التجار على تقديم عروض خيالية لجذب الزبائن. "هيا! اشتروها"... بهاتين الكلمتين يسعى وكلاء شركة فولكسفاغن الالمانية لجذب الزبائن لشراء الطراز الجديد للسيارة وهو "فينتو" بسعر 13400 دولار. لكن الشاري ليس مضطرا للدفع فورا، اذ بامكانه مبادلة سيارته القديمة باخرى جديدة ودفع مبلغ روبية واحدة الرمزي على ان يبدأ بتسديد ثمن سيارته بعد سنة.

ومن بين العروض المبهرة هناك ايضا امكانية استرداد الاموال المدفوعة وصولا الى 20% مع قروض بلا فوائد. لكن تبقى معرفة هل ستنجح هذه الخطط في اعادة احياء ثالث اكبر سوق للسيارات في اسيا وتصريف كميات السيارات غير المباعة مؤخرا بسبب نقص الشراة. واوضح سوغاتو سين نائب المدير العام للاتحاد ان هذا التراجع في سوق السيارات مرده الى حال الاقتصاد برمته، مع نمو يقارب 5% فقط خلال العام الجاري، اي النسبة الاضعف منذ عشر سنوات. وقال "اذا كان على الناس عدم شراء سيارة، فإنهم لا يشترونها. انهم يلجمون انفسهم عن النفقات غير الضرورية"، مضيفا "الناس الواقعون في اسفل الهرم او هواة شراء السيارات الصغيرة، وهم يشكلون الجزء الاكبر من السوق، يحجمون عن الشراء بسبب ضعف الاقتصاد".

في المقابل، لا يشهد السوق الاسيوي الكبير الاخر، الصين التي اصبحت السوق الاولى للسيارات عالميا العام 2009، اي ازمة. وبذلك فإن الصين "تجد نفسها دائما في مرحلة عجز عن تلبية الطلب (على انتاج السيارات) في حين انه في الهند، المصنعون لديهم فائض في طاقة التصنيع"، بحسب ديبيش راثور المحلل المتخصص في شؤون الهند في شركة "اي اتش اس اوتوموتيف" للدراسات الاقتصادية.

وحتى السنة المالية 2010/2011، كانت السوق الهندية تحقق معدلات نمو تتراوح بين 20% و30% وكانت تشكل واحة للمصنعين الاجانب الساعين للتعويض عن تراجع مبيعاتهم عالميا خصوصا في اوروبا. وشهد مصنع السيارات الاميركي فورد تراجعا في مبيعاته بنسبة 44% في لتسجل 4490 وحدة مباعة، في حين تراجعت مبيعات جنرال موتورز بنسبة 20% لتصل الى 7106 سيارات مباعة، ومبيعات فولكسفاغن تراجعت بدورها بنسبة 8%.

لكن الشركة الاكثر تضررا تبقى "تاتا موتورز" الهندية التي شهدت مبيعاتها تراجعا بنسبة 70%. اما بالنسبة لسيارة "تاتا نانو" التي تم التسويق لها على انها ارخص سيارة في العالم (اذ ان سعر ارخص طرازاتها لا يتجاوز 2600 دولار)، فانها لم تحقق يوما النجاح المتوقع منذ اطلاقها في العام 2009، خصوصا بسبب عيوب تقنية في محرك السيارة.

ويبدي ار سي بهارغافا مدير شركة ماروتي سوزوكي، اكبر مصنع هندي والمملوك بنسبة كبيرة لشركة سوزوكي اليابانية، خشيته من ان تكون السنة المالية المقبلة "ليست احسن حالا" على القطاع من السنة المالية المنصرمة. وبغية تصريف مخزون السيارات غير المباعة، يعمد مصنعو السيارات الى الاستغناء عن خطوط انتاج كما ان الاستثمارات قد تواجه عراقيل اذا لم يتحسن الوضع، وفق المحللين.

وبشكل عام اكثر، تعكس حال سوق السيارات الوضع الاقتصادي برمته الذي يعاني ضعفا في الطلب وتضخما وارتفاعا في معدلات الفوائد اضافة الى عجز كبير في الميزانية العامة. واضاف ديبيش راثور "الناس لا يتلقون مؤشرات ايجابية في هذا الاقتصاد (تدفعهم) لشراء سيارة". لكن قسما وحيدا من السوق لم تطله الازمة، هو سوق السيارات الرياضية المتعددة الاغراض (اس يو في) التي تلاقي رواجا كبيرا لدى اوساط الطبقة المتوسطة والعليا الساعين الى اقتناء سيارات تعكس المركز الاجتماعي لمالكيها وتكون بمتانة كافية لقيادتها على الطرقات الهندية المعروفة بالعدد الكبير من الضحايا الذين يسقطون عليها جراء الحوادث المرورية. بحسب فرانس برس.

وارتفعت مبيعات السيارات الرياضية المتعددة الاغراض بنسبة 35% وسجل المصنع الفرنسي رينو العائد الى السوق الهندية منذ سنتين فقط، مبيعات بلغت عشرة اضعاف مبيعات سياراته في الفترة نفسها من العام الماضي، مسجلا بيع 6723 سيارة، وذلك خصوصا بفضل طرازه "داستر" الذي يباع بسعر 14300 دولار. الا ان الصعوبات الحالية يجب الا تنسي بان السوق الهندية تبقى سوقا هائلة بالحجم، بحسب سوغاتو سين الذي ذكر بان 12% فقط من الهنود يملكون سيارة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 25/آب/2013 - 17/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م