نيجيريا والارهاب... الحرب المهملة!

 

شبكة النبأ: لايزال الجيش النيجيري يواصل حملة العسكرية ضد عناصر جماعة بوكو حرام المتشددة والتي فقدت سيطرتها على بعض المناطق بسبب هذه العمليات كما يقول بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان الحركة التي فقدت الكثير من عناصرها تقوم الآن بعمليات انتقامية أسهمت بسقوط العديد من الضحايا هذا بالإضافة الى تهجير الآلاف من المواطنين، وكان الرئيس جودلاك جوناثان قد أعلن حالة الطوارئ في شمال شرق البلاد وبالتحديد في ولايات "يوبي" و "بورنو" و"ادماوا" وأمر الجيش بالنزول الي هذه الولايات لمطاردة أعضاء بوكو حرام وتم فرض حظر التجول في بعض المناطق مرة أخري.

وردا على تصاعد عمليات الجماعة المتطرفة في نيجيريا، اعلنت الرئاسة النيجيرية انها ستسلم قيادات من هذه الحركة تم اعتقالهم اخيرا الى محكمة الجنايات الدولية في هولندا للتحقيق معهم في اعمال القتل والاعتداء على المؤسسات العامة في البلاد. وأعلنت الحكومة ان لديها ألف معتقل بينهم قياديون سيجري تسليمهم للمحكمة. وتنشط الحركات الاسلامية المتطرفة في عدد من الأقطار الإفريقية خاصة في النيجر والصومال بعد ان تمكنت حكومة مالي بمساعدة فرنسية وغربية من هزيمتهم واجراء انتخابات رئاسية في اجواء آمنة.

وتثير الهجمات الوحشية التي تعرض لها مسجد وقرية في شمال شرق نيجيريا وادت الى مقتل 56 شخصا تساؤلات متزايدة حول العملية التي يشنها الجيش للقضاء على التمرد الاسلامي المستمر منذ اربع سنوات. وتقول قوات الامن انها طردت عناصر من جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة ودمرت معسكراتهم، الا ان سلسلة الهجمات التي تعرض لها المدنيون في الاسابيع الاخيرة تدل على ان اي مكاسب تحققت من هذه الهجمات لم تدم طويلا. ويقول بعض المحللين ان الجيش الذي بدأ هجومه لم ينجح حتى الان سوى في اجبار المسلحين على الخروج الى مناطق اكثر بعدا، وهي المناطق التي شهدت اعمال العنف الاخيرة.

كما ان استراتيجية الجيش في تشكيل جماعات مراقبة مدنية من المواطنين للمساعدة على رصد عناصر بوكو حرام واعتقالهم ربما كان لها نتائج عكسية اذ ربما دفعت بجماعة بوكو حرام الى استهداف المدنيين انتقاما من تلك الجماعات ولنشر الخوف بينها. وقال عبد الله باوا ويز المحلل الامني ومقرر وكالة السلامة والامن في الامم المتحدة ان "مثل هذه الهجمات التي تستهدف السكان الذين يساعدون السلطات في مواجهة بوكو حرام ستستمر بلا شك".

واضاف انه "في اعقاب فرض حالة الطوارئ، فقد تم دفع بوكو حرام الى الحدود مع الكاميرون حيث لا زالوا يحتفظون بقدراتهم". واوضح ان "مسؤولة رجال الامن ليس طرد المسلحين ولكن القضاء تعليهم او اعتقالهم ومحاكمتهم". ويعتقد ان الهجمات التي شنتها بوكو حرام على مسجد في مدينة كوندوغا وعلى قرية نغوم في اقليم مافا المجاور جاءت انتقاما من مجموعات المراقبة. واقتحم مسلحون يشتبه انهم من عناصر بوكو حرام المسجد في كوندوغا وقتلوا 44 شخصا، بحسب مسؤول بارز في الحكومة. وفي مافا اطلق مسلحون النار على 12 شخصا وقتلوهم في منازلهم، بحسب مسؤول محلي اخر.

وذكر سكان ان المهاجمين وصلوا متنكرين بزي الجيش، وهو تكتيك يلجا اليه متمردو بوكو حرام، لكن اي مصدر رسمي لم يؤكد هذه المعلومات. ولا تزال الكثير من تفاصيل الهجوم غير معروفة كما لم يصدر الجيش اي بيان رسمي بهذا الخصوص. ورغم انخفاض عدد الهجمات منذ بدء هجوم الجيش، الا ان قوات الامن قطعت خطوط الهواتف في المنطقة وقيدت الدخول الى مناطق نائية ما يجعل من الصعب التحقق من مزاعم الجيش.

وشهدت الاسابيع الاخيرة موجات من الهجمات التي تستهدف المدنيين من بينها ثلاث هجمات على مدارس.

وقالت اليزابيث دونلي مديرة برنامج افريقيا في مركز تشاتام هاوس في لندن ان "حالة الطوارئ لن تنهي هذه الازمة بشكل تام". وقالت انه يبدو ان العنف الحالي يتركز بشكل اكبر في الشمال الشرقي مقارنة مع الهجمات التي وقعت في الفترة بين 2010 و2012 والتي شهدت هجمات لبوكو حرام في مناطق مختلفة في شمال ووسط نيجيريا. واوضحت "قد يقول الجيش ان هذه الهجمات تحدث بالفعل، ولكنها مؤشر على ان الجيش يضيق على بوكو حرام لكن على الجانب الاخر فربما تكون بوكو حرام تستعرض قوتها".

واشارت دونلي كذلك الى ان الهجوم العسكري الكبير في 2009 والذي هدف الى القضاء على بوكو حرام، ادى الى مقتل 800 شخص على الاقل، ولكن الجماعة عادت للظهور في العام التالي وشنت هجمات اكثر ضراوة ووحشية. واسفر التمرد عن مقتل نحو 3600 شخص منذ العام 2009 قتل بعضهم بنيران قوات الامن المتهمين بارتكاب انتهاكات خطيرة.

وتقول بوكو حرام انها تسعى الى اقامة دولة اسلامية في نيجيريا، اكبر الدول الافريقية من حيث عدد السكان. ويعتقد ان الجماعة تضم فصائل مختلفة لديها اهداف مختلفة. وتخضع المناطق الشمالية الشرقية من البلاد لحالة الطوارئ على وقع الهجوم الذي يشنه الجيش للقضاء على تمرد بوكو حرام المستمر منذ اربع سنوات. ويبلغ عدد سكان نيجيريا 160 مليون نسمة مقسمين بين غالبية مسيحية في الجنوب وغالبية مسلمة في الشمال.

واعلن ابو بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام في فيديو مسؤولية الجماعة عن سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها اخيرا على قوات الامن في شمال شرق البلاد. وكان الجيش وصف تصريحاته السابقة بانها دعائية محضة مؤكدا انه يلاحقه رغم ان مكان تواجده غير معروف. كما لم يشر الجيش الى الكيفية التي سيتعامل بها مع تصاعد العنف مؤخرا. وقال ابو بكر تساف مسؤول الشرطة السابق في مدينة لاغوس عاصمة نيجيريا الاقتصادية "الحكومة تزعم انها تكسب الحرب، ولكن ذلك غير صحيح".

من جانب اخر اسفرت معارك بين الجيش النيجيري ومتمردين من جماعة بوكو حرام عن سقوط 35 قتيلا معظمهم من المتمردين، في شمال شرق نيجيريا كما اعلن الجيش. وجاء في بيان للجيش "ان شرطيا و17 ارهابيا من بوكو حرام" قتلوا في اشتباك اندلع في بلدة باما على اثر هجوم على مركز للشرطة، ثم "قتل جنديان و15 ارهابيا" في الاشتباك الثاني في بلدة ملام فاتوري. واوضح الجيش ان المتمردين كانوا مجهزين ب"اسلحة متطورة" ومتفجرات. وتقع بلدتا باما وملام فاتوري في ولاية بورنو الشمالية التي تعد مهد بوكو حرام.

على صعيد متصل قال الجيش النيجيري ان جنوده قتلوا اثنين من كبار قادة جماعة بوكو حرام أثناء معركة بالاسلحة استمرت أربع ساعات في ولاية اداماوا بشمال شرق البلاد.

وقال بيادي ماركوس مارتنز قائد قوات الجيش في بلدة موبي للصحفيين انه تم اعتقال محمد باما وأبو بكر زكريا ياو بالقرب من بلدة موبي وانهما اعترفا بانهما خططا لعملية في ولاية تارابا التي تقع الى الجنوب. وقتل الرجلان اللذان رصدت مكافأة قيمتها 62200 دولار لمن يقدم معلومات عنهما في معركة بالاسلحة اندلعت بعد أن اصطحبا ضباط جيش لاظهار مخبأهما في موبي. وقال مارتنز ان عددا كبيرا من اعضاء جماعة بوكو حرام قتل كذلك.

وتتهم منظمات لحقوق الانسان الجنود النيجيريين بالقيام بأعمال قتل خارج نطاق القانون أثناء معركتها ضد بوكو حرام. وينفي الجيش دائما هذه الاتهامات. واصبحت بوكو حرام التي تريد فرض الشريعة في شمال نيجيريا وجماعات اسلامية اخرى منبثقة عنها أكبر تهديد لاستقرار البلاد.

من جهة اخرى اعلن متحدث عسكري ان مسلحين ينتمون على الارجح الى جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة اطلقوا النار وقتلوا عشرين حارسا من المدنيين في ولاية بورنو في شمال نيجيريا عندما هاجمتهم مجموعة من الحراس. وقال هارون محمد ساني المتحدث باسم القوة المشتركة لنيجيريا وتشاد والنيجر في بيان ان "عناصر يرجح انتماؤهم الى الجماعة وصلوا مسلحين واطلقوا النار عشوائيا وقتلوا اكثر من عشرين مدنيا ابرياء".

واضاف ان القتلى وهم من الحراس المدنيين توجهوا الى قرية داواش في مايدغوري بولاية بورنو لطرد عناصر بوكو حرام منها. ولدى وصولهم قام المسلحون الاسلاميون باطلاق النار عليهم. واوضح المتحدث ان القتلى هم في غالبيتهم صيادون وتجار ينتمون الى القوة المدنية المشتركة لمايدغوري وهي قوة من الحراس تشكلت في هذه المدينة التي ظهرت فيها بوكو حرام لمحاربة هذه الجماعة المتطرفة التي تقوم بترهيب سكان المنطقة منذ سنوات. بحسب فرانس برس.

وقال ان نحو عشرة مدنيين اخرين اصيبوا بجروح ولكنه لم يتحدث عن ضحايا في جانب المهاجمين. ولم يتسن التحقق من عدد الضحايا وظروف الحادث من مصدر مستقل. وشكلت القوة المشتركة المتعددة الجنسية بين نيجيريا وتشاد والنيجر في 1998 لمحاربة الجرائم عبر الحدود، لكن مهامها اتسعت لتشمل محاربة بوكو.

هذا واكد الجيش ايضا انه انقذ نساء واطفالا كانوا محتجزين رهائن لدى بوكو حرام بعد معارك في احد معاقل الحركة الاسلامية. ويعتبر حي بولابولين نغانارام في مدينة مايدوغوري (شمال شرق) حيث دارت المعارك معقلا لبوكو حرام. وقال اللفتنانت كولونيل صغير موسى المتحدث باسم الجيش في بيان "تم انقاذ عدد كبير من النساء والاطفال والفتيات المحتجزين وتسليمهم لعائلاتهم". واضاف ان الجنود النيجيريين خاضوا مواجهات مع عناصر من بوكو حرام وتمكنوا من قتل "بعض الارهابيين".

مجزرة المدارس

في السياق ذاته برر زعيم جماعة بوكو حرام الاسلامية النيجيرية المتطرفة ابو بكر شيكاو في شريط فيديو المجزرة التي ارتكبت في مدرسة بشمال شرقي نيجيريا وذهب ضحيتها 42 شخصا ولكن من دون ان يعلن مسؤوليته عنها. وقال ابو بكر شيكاو في شريط فيديو مدته 10 دقائق "نؤيد بالكامل الهجوم على مدرسة التعليم الغربية تلك في مامودو" بولاية يوبي، في اشارة الى المجزرة التي اودت بحياة 41 تلميذا ومدرس بحسب حصيلة اعلنها مصدر طبي.

لكن شيكاو لم يقدم نفسه على انه المدبر لتلك المجزرة، مؤكدا على عكس ذلك بلغة الهاوسا "نحن لا نهاجم تلامذة". والحدث النادر هو ان الزعيم الاسلامي تكلم لبضع ثوان باللغة الانكليزية في نهاية رسالته، مؤكدا مرة جديدة ان الغرب يريد تدمير الاسلام. وافادت مصادر طبية ان الهجوم على مدرسة مامودو الداخلية اوقع 42 قتيلا لكن الجيش احصى 21 اي اقل بالنصف.

وكان المهاجمون المسلحون جمعوا التلامذة والموظفين في القسم المخصص لسكن التلامذة ثم وضعوا متفجرات وفتحوا النار بحسب شهود عيان. وكان ذلك ثالث هجوم يستهدف مدرسة في المنطقة ، وقع اثنان منها في ولاية يوبي. وفي شريط الفيديو يصف شيكاو جميع "مؤسسات التعليم الغربية" بانها جزء من "مؤامرة ضد الاسلام". واسم جماعته "بوكو حرام"، يعني "التعليم الغربي حرام". وكانت الولايات المتحدة اعلنت عن مكافأة بقيمة سبعة ملايين دولار لاي معلومة تساعد على القاء القبض على زعيم بوكو حرام المدرج اسمه على لائحة الارهابيين الدوليين.

ونفى شيكاو في رسالته المعلومات التي مفادها ان بوكو حرام بدأت مفاوضات مع الحكومة من اجل وقف اطلاق النار. وذلك بعد ان اعلن وزير المهمات الخاصة النيجيري كبير تانيمو تراكي لصحافيين انه يتفاوض مع احد مساعدي شيكاو وانه يجري العمل على اتفاق لوقف اطلاق النار الذي ملات التقارير بشأنه الصفحات الاولى للصحف النيجيرية. وقال شيكاو في رسالة الفيديو "ان المزاعم عن دخولنا في هدنة مع حكومة نيجيريا غير صحيحة". واضاف "لا نعرف كبير تراكي، لم نتحدث اليه اطلاقا. انه يكذب".

وفي نيجيريا، غالبا ما تتهم الحكومة والجيش ببث معلومات خاطئة حول حركة التمرد الاسلامية التي يعلن بانتظام عن هزيمتها. وكان الجيش اعلن تحقيق انتصارات كبيرة في الهجوم المستمر منذ شهرين غير انه من الصعب التاكد من تلك الانتصارات كما ان هجمات بوكو حرام تواصلت في بعض المناطق. بحسب فرانس برس.

ويعتقد ان شيكاو هو زعيم الفصيل الاسلامي المتشدد في بوكو حرام، غير ان معظم المحللين يقولون ان المجموعة تضم فصائل مختلفة. ونيجيريا تُعتبر اكبر دولة افريقية من حيث التعداد السكاني واكبر منتج للنفط. وينتشر فيها الفقر المدقع رغم ثروتها النفطية. وهي منقسمة بين شمال غالبية سكانه من المسلمين وجنوب غالبيته من المسيحيين. وتكثف بوكو حرام اعمال العنف في شمال البلاد ووسطها.

ميليشيات مدنية

طهرنا المدينة من مصاصي الدماء في بوكو حرام"، هذا ما قاله ابوبكر ملام قائد القوة المدنية المشتركة، ميليشيا للدفاع الذاتي حملت السلاح لمحاربة الجماعة الاسلامية في مايدوغوري بشمال شرق نيجيريا. وتجوب ميليشيات الدفاع الذاتي المسلحة بالسواطير والفؤوس والهراوات والاقواس والسهام في شوارع هذه المدينة المغطاة بالغبار تحت وهج شمس حارقة.

وفي هذه المدينة التي تعتبر مهد حركة بوكو حرام التي تنامى خطرها في نيجيريا، يتولى مسؤولية احد الحواجز شاب في الرابعة والعشرين يمسك بيده ساطورا ملطخا بالدم. وقد تشكلت مجموعات الدفاع الذاتي في مايدوغوري بمباركة العسكريين النيجيريين. وبرزت القوة المدنية المشتركة المتروكة لقدرها بدون تدريب والتي تسلحت في وقت قصير، مؤخرا في عاصمة ولاية بورنو العالقة بين فكي كماشة بين الجيش والاسلاميين.

ويؤكد مقاتلو القوة المدنية المشتركة خبرتهم بالمجموعة الاسلامية ومتمرديها. وقال داود بكار احد المسلحين في اقليم اوماراري "اننا نعرفهم جيدا فهم يعيشون بيننا". وتتبنى هذه الميليشيات غارات على منازل المشتبه بانتمائهم الى بوكو حرام، وعمليات توقيف متمردين وتسليمهم الى قوات الامن. كما تؤكد قيامها بعمليات قتل فورية. وبحسب قادة القوة المدنية المشتركة واهم ميليشياتها ميليشيا مايدوغوري، ان انشاء مجموعتهم يعود الى الهجوم الدامي الذي شنه عناصر بوكو حرام على حي هاوساري.

وكان الاسلاميون قد وصلوا تحت غطاء جنازة وهمية، ثم توقفوا في وسط الشارع واخرجوا كلاشنيكوفاتهم من النعش وبدأوا اطلاق النار على المارة. وقتل خمسة عشر مدنيا. وعلت اصوات تؤكد دعمها للميليشيات الجديدة في مايدوغوري، بدءا بالعسكر الذين يرون فيها سلاحا مفيدا ضد بوكو حرام. بحسب فرانس برس.

وقال اللفتنانت كولونيل صغير موسى المتحدث باسم الجيش "اننا نساند القوة المدنية المشتركة ونوصي بها ونثمن جهودها". ويسعى ضباط الى تنظيم المجموعة وتدريبها وكذلك تنسيق عملياتها مع الجيش. واذا كان التأكيد على طرد جميع عناصر بوكو حرام من مايدوغوري مبالغ فيه، فان هجوم الجيش النيجيري وتشكل ميليشيات الدفاع الذاتي تتزامن مع تراجع الهجمات في المدينة ومعاقل الاسلاميين الاخرى في شمال شرق نيجيريا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 21/آب/2013 - 13/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م