فن العمالقة... تاريخ تخلده الألوان

 

شبكة النبأ: لاتزال الاعمال الفنية المميزة التي أنتجها عمالقة الفن العالمي محط اهتمام الكثير من وسائل الإعلام وعشاق هذا الفن الرائع الساعين الى الحصول على تلك التحف و الإعمال الفنية الخالدة مهما كان الثمنها من خلال الدخول والاشتراك في المزادات الخاصة التي تقام لهذا الغرض باعتبارها ثروة لاتقدر بثمن يضاف الى ذلك إقامة المعارض العالمية وإنشاء المتاحف الخاصة التي أصبحت اليوم من أولويات بعض الحكومات والمؤسسات، وفي ما يخص اخر اخبار عالم الفن، فبعد خمسين عاما تقريبا على وفاته يقدم متحف الفن المعاصر في نيويورك معرضا كبيرا حول المعماري والمخطط المدني والرسام والاديب لوكوربوزييه وهو الاول بهذا الحجم يقيمه هذا المتحف الاميركي. والمعرض الذي يتمحور على موضوع "لوكوربوزييه، اطلس للمناظر الحديثة" يقدم حوالى 320 عملا من رسوم ومجسمات وصور ومشاريع ورسوم تحضيرية فضلا عن الكثير من اللوحات الزيتية والاكواريل لهذا الرجل الريادي الذي كان صعب المراس احيانا ويحلم ان يتم الاعتراف به كرسام.

ويوضح جان لوي كوهين احد امينين للمتحف واستاذ الهندسة المعمارية في جامعة نيويورك "انه لوكوربوزييه الذي يراقب المنظر ويبتكر المناظر. لقد اعتبر انه معماري يحتقر المدن ويريد ان يحصر الامور بمقياس واحد يقال انه مهندس المجمعات الضخمة وهذا خاطئ بشكل كبير. اعماله تستحق ان تكتشف بطريقة اخرى وعلى ضوء مزاياها الشاعرية والفنية". ويضيف ان ابنيته لم تكن فقط "الات للسكن" (وهو تعبير للوكوربوزييه) بل ايضا "الات للنظر الى المنظر" .

ويعتمد المعرض التسلسل الزمني والجغرافي ايضا من منطقة جورا السويسري حيث ولد شارل ادوار جانوريه غري المعروف باسم لوكوربوزييه في السادس من تشرين الاول/اكتوبر 1887 حيث تعلم الرسم، وصولا الى جنوب فرنسا حيث توفي في 27 آب/اغسطس 1965 مرورا بباريس وايطاليا والنمسا واليونان وبوينوس ايريس وريو دي جانيرو وموسكو والجزائر والهند.

ويغوص المعرض في اعمال متعددة الاشكال من اكثر عمارته حميمية الى اكبر مشاريعه في تخطيط المدن مثل استحداث مدينة شانديغاره الهندية. ويقدم المعرض ايضا اربعة تصاميم داخلية من بينها كوخ لوكوربوزييه في روكبورن كاب مارتان في جنوب فرنسا و غرفة في "البيت الابيض" الذي بناه لوالديه في لا شو دوفون مسقط رأسه.

ويقول جان لوي كوهين ان من خلال ذلك يقف الزائر على تطور وثبات "اهم معماريي القرن العشرين" و "الاول الذي جال العالم بهذه الطريقة". وبعض من مشاريعه الاربعمئة التي تعرض مجسمات بعضها، لن ترى انلور بتاتا مما اثار لدى لوكوربوزييه الذي حصل على الجنسية الفنرسية في العام 1930 كبتا كبيرا. الا ان اكثر من عشر دول في العالم تحتضن حوالى 75 من ابنيته. وتميزت علاقته بالولايات المتحدة ومتحف موما بالتحديد لسنوات طويلة ب"المشاريع المجهضة وسوء الفهم" و"الكثير من الفظاظة من قبل لوكوربوزييه".

في العام 1953 كانت شروطه تعجيزية عندما اعلن متحف موما نيته تنظيم معرض كبير يتناول اعماله فتم التخلي عن المشروع بعد ثلاث سنوات من مفاوضات عسيرة جدا. ويوضح كوهين "كان يريد ان يتحكم بكل شيء" مشددا على انه كان يسعى الى اجر مرتفع جدا. ويقام المعرض الاستعادي اخيرا بعد ستين عاما على هذا المشروع الفاشل. ويستمر المعرض الى 23 ايلول/سبتمبر وقد كلف مليون دولار. بحسب فرانس برس.

وقد اعارت مؤسسة لوكوربوزييه في باريس الكثير من الاعمال فيما يأتي قسم اخر من صندوق لوكوربوزييه في لا شو دوفون. وثمة اعمال ايضا من مجموعة متحف موما الخاص. وينتقل المعرض بعد ذلك الى اسبانيا في برشلونة من السادس الى الحادي عشرمن ايار/مايو 2014 ومدريد من 11 حزيران/يونيو الى 19 تشرين الاول/اكتوبر 2014.

مزادات عالمية

 في السياق ذاته بيعت لوحة من القرن السابع عشر للفنان الهولندي جيريت فان هونتهورست كانت من مقتنيات المستشار الفني لامبراطورة روسيا كاثرين العظيمة ومتحف الهرميتاج في روسيا قبل ان يستولى عليها النازيون بنحو 3.4 مليون دولار في مزاد. وفي المزاد الذي أقيم بصالة كريستي لاعمال كبار الفنانين بيعت لوحة (الثنائي) بمبلغ 3371750 دولارا بما في ذلك العمولة. وكان النازيون استولى عليها من مقتنيها اليهودي برونو سبيرو ثم بيعت عام 1969 لمتحف مونتريال للفنون.

ثم أعاد متحف مونتريال اللوحة لورثة سبيرو في ابريل نيسان وقدر الخبراء لها ان تباع بمبلغ يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار. وكان الثمن الذي حققته في المزاد بمثابة رقم قياسي لاعمال هونتهورست الذي ولد عام 1592 وتوفي عام 1656 . ووصف نيكولاس هول الرئيس المناوب لقسم كبار الفنانين وفن القرن التاسع عشر في كريستي اللوحة التي رسمت عام 1624 بانها "لوحة رائعة بكل المعاني من حيث التكوين وحالتها وأصلها." وصرح بان اللوحة شهدت مضاربات قوية وعرض اربعة من المتنافسين دفع أكثر من مليوني دولار فيها واشترتها في النهاية شركة جوني فان هيفتون المحدودة ومقرها لندن المتخصصة في اعمال كبار الفنانين الهولنديين والفلمنكيين.

من جهة اخرى بيعت لوحة رسمها بيكون عام 1966 لإيزابيل راوسثرون، صديقة الفنان وحبيبته وملهمته، بمبلغ 11.3 مليون جنيه إسترليني. وبيعت لوحتان من أعمال الفنان البريطاني فرانسيس بيكون، إحداهما كانت أول لوحة باعها الفنان في حياته، بمبلغ 21 مليون جنيه إسترليني في مزاد فني في العاصمة البريطانية لندن. وبيعت لوحة "رأس 3 " بمبلغ 10.4 مليون جنيه إسترليني، لتكون ضمن مجموعة فنيه خاصة لجامع تحف فنية أمريكي، وكانت هذه اللوحة بيعت بمبلغ 150 جنيه إسترليني في أول معرض شخصي لبيكون قبل 54 عاما. وقدر المزاد سعر بيعها بمبلغ يتراوح بين 5 ملايين إلى 7 ملايين جنيه إسترليني.

وبيعت لوحة بورتريت ثلاثية (مؤلفة من ثلاثة لوحات) رسمها بيكون عام 1966 لإيزابيل راوسثرون، صديقة الفنان وحبيبته وملهمته، بمبلغ 11.3 مليون جنيه إسترليني. وتعارف بيكون وإيزابيل خلال تحضيراتهما لمعارضهما الأولى في غاليري هانوفر بلندن عام 1949. وكان المبلغ المقدر لبيع هذا العمل الفني هو 10 ملايين إلى 15 مليون جنيه إسترليني.

ومن الأعمال الفنية الأخرى التي عرضت في مزاد سوذبيز للفن المعاصر العمل الذي احتفى به ديفيد هوكني بموطنه، داوبل إيست يوركشاير، وقد بيع بمبلغ 3.4 مليون جنيه إسترليني، أي أكثر بـ 400 ألف جنيه من المبلغ المقدر لبيعه. وقال أليكس برانتشيك، رئيس قسم الفن المعاصر في مزاد سوذبيز بلندن "لقد كانت ليلة قوية للفن البريطاني وللفوتغراف وأعمال التجريد الأوروبية وللفنانين الألمان. وأضاف "لقد قدمنا بعض الأعمال الفنية التاريخية وحققنا بعض الأسعار العظيمة لها. إذ توافد المشترون على مسار معروضات اختيارات الخبراء، يشترون بذكاء وحماس عاطفي".

الى جانب ذلك يتوافد هواة جمع التحف الفنية من أنحاء العالم أجمع إلى سويسرا لحضور الدورة الرابعة والأربعين من معرض "آرت بازل" الذي يعد أكبر معرض عالمي للفن المعاصر. ولم يتم اختيار إلا 304 صالات عرض من أصل الصالات الألف التي قدمت ترشيحها لعرض مجموعاتها لذواقة الفن. ولا يختار القيمون على هذا المعرض إلا عددا ضئيلا جدا من المشاركين، حرصا منهم على سمعة هذا المعرض، بالرغم من توسيع صالاته إثر أعمال ترميم واسعة النطاق. وقد خصص "آرت بازل" هذه السنة حيزا أكبر للمجموعة المعروفة ب "آنليميتد" والتي تشمل التحف الفنية الكبيرة.

وقال مارك شبيغلر مدير المعرض "لدينا 79 مشروعا، أي أكثر باثني عشر مشروعا من الدورات السابقة. وقد يمضي المرء يوما كاملا في جناح آنليميتد". ويقدم المعرض للجمهور فرصة الاطلاع على أعمال ابرز اسماء الفن المعاصر، من أمثال الصيني آي ويوي والبريطاني انطوني غورمليي، بالإضافة إلى فنانين آخرين أقل بروزا. وصرح آشلي روولينغز مدير الفرع الياباني من صالة عرض "بلام أند بو" في لوس أنجليس "هذه مناسبة رائعة لتسليط الضوء على فنان معين وجزء من أعماله".

وتقدم "بلام أند بو" في هذه الدورة أحد أعمال الفنان الياباني نوبيو سكين التابع للحركة المعروفة ب "مونو ها" التي أبصرت النور في نهاية الستينيات، في مسعى إلى تسليط الضوء على هذا الفنان الذي يعد من كبار فناني ما بعد الحرب في اليابان لكنه ليس ذائع الصيت خارج الأرخبيل. وأقر مارك شبيغلر "نأمل أن تثير هذه القطعة اهتمام مؤسسة كبيرة".

وسرعان ما أصبح جناح "آنليميتد" محطة يتوقف عندها كبار مرتادي المعرض، حتى لو كان الهدف الأساسي منه بيع المعروضات إلى متاحف أو مؤسسات كبيرة. وصرح ماركو ستيفيل وهو هاوي تجميع يزور المعرض منذ 20 عاما "أبدأ جولتي هنا لأن الجناح هادئ". فالهدوء الذي يخيم في هذا القسم من المعرض يتعارض تماما مع الجلبة السائدة في القسم المخصص لصالات العرض التي تقدم أجمل أعمالها لشد انتباه الشراة المحتملين.

وقال تيم مارلوو مدير معارض صالة "وايت كيوب" اللندنية التي باعت عدة قطع بعد ساعات قليلة على افتتاح "آرت بازل" أبوابه لنخبة من الزوار، "أظن ان المبيعات كثيرة فنحن بعنا مثلا قطعة (للفنان الأميركي) مارك برادفورد في مقابل 725 ألف دولار". وبالرغم من الأزمة الاقتصادية، تشهد سوق الأعمال الفنية ازدهارا ملحوظا، إذ ان القطع الفنية تسمح لكبار الأثرياء بتنويع استثماراتهم. بحسب فرانس برس.

وأفاد موقع "آرتبرايس.كوم" الفرنسي المتخصص في سوق الفنون أن إجمالي مبيعات المزادات قد ارتفع أكثر من مرتين منذ العام 2009 ليتخطى في العام 2012 عتبة الثمانية مليارات يورو. وشرح فيليب هوفمان المدير العام لمجموعة "فاين آرت فاند غروب" المتخصصة في إدارة الأموال في مجال الفنون أن نحو 5 % من كبار الأثرياء يستثمرون اليوم في الأعمال الفنية، متوقعا أن ترتفع هذه النسبة إلى 40 % في غضون السنوات العشر المقبلة.

مارينا بيكاسو

 من جهة اخرى غالبا ما كانت مارينا بيكاسو، حفيدة الرسام الشهير بابلو بيكاسو، تجد في صغرها باب منزل جدها ومشغله مقفلا. وبعد 40 سنة من وفاته، استعادت ملكية الفيلا الفخمة في كان في جنوب شرق فرنسا. واليوم، باتت بوابة الفيلا تفتح على الفور امام الزوار. وتجلس مارينا بيكاسو على أريكة وتروي قصة عائلية حزينة. وتقول مارينا التي ورثت في سن الثانية والعشرين الاف الاعمال من جدها بعد معاناتها من الحرمان لسنوات طويلة "في البداية، لم اكن احتمل رؤية رسومه. واحتجت الى الكثير من الوقت كي افصل بين الفنان والجد".

بعد 40 سنة من وفاة الرسام، امتلأت الفيلا بالرسوم والمنحوتات والخزفيات التي صنعها بيكاسو. وتقول حفيدته "مرت 15 سنة قبل ان اتمكن من القيام بهذه الخطوة". وبطلب من مدينة كان، اخرجت مارينا بيكاسو من صناديقها 90 تحفة لبيكاسو تم عرضها في معرض صيفي، من بينها مجموعة مميزة من رسوم العري. وأقرضت ايضا تحفتين من الفيلا. وهي تقول "احب التبادل، انها صفة موروثة لدي". وعندما كان بيكاسو يعيش في كان مع زوجته الثانية جاكلين بدءا من العام 1955، كان الصالون الحالي المزين بأثاث قديم مشغلا تعمه الفوضى. وتروي مارينا "كان يعيش وسط صناديق لليمون، كان يعيش كل يوم بيومه".

وتقول انها تصالحت مع بيكاسو الفنان، وليس الرجل، شارحة "لم يكن جدا بكل ما للكلمة من معنى ولا ابا عطوفا". وتوفي باولو، ابن بيكاسو وراقصة الباليه الروسية اولغا خوخلوفا من جراء ادمان الكحول في الخمسين من العمر، بعد سنتين من رحيل والده. وتروي مارينا انه "لطالما كان في خدمة والده ولم يكبر. كان يحضر الأطر لوالده كي يضع رسومه عليها".

اما ابنته مارينا فولدت سنة 1950 بعد شقيقها بابليتو. ونادرا ما كان الاثنان يزوران بيكاسو في صغرهما او يحصلان منه على المال. وتقول مارينا ان ذكرياتها في كان تختصر ب"الانتظار لفترة طويلة خلف البوابة" ريثما يستيقظ "السيد". وتضيف "كان يدعونا لزيارته عند الحادية عشرة صباحا ويستقبلنا احيانا عند الساعة الثانية بعد الظهر ونحن من دون طعام. وكانت جاكلين تطلب منا ان ننتظر لانها كانت تتجنب كل ما يزعجه". وتتابع "بالنسبة الي، كان فنانا مندفعا ورجلا قلقا".

وتضيف "كانت بصمة جدي فينا كبيرة جدا الى درجة اننا كنا نعجز تقريبا عن التفكير من دونه. وعندما علمنا بخبر وفاة جدي (سنة 1973)، اراد شقيقي ان يقبله للمرة الاخيرة لكن جاكلين طردته الى الخارج. فانتحر لاحقا بشرب سائل مبيض". وقد عرفت ملهمات بيكاسو كلهن مصيرا مأسويا. فماري تيريز والتر شنقت نفسها وجاكلين بيكاسو اطلقت النار على نفسها ودورا مار توفيت في البؤس بعدما رفضت بيع لوحاته. وتقول مارينا "كان يحب النساء ويستفيد منهن كي يكون خلاقا"، مشيرة الى صورة لجدتها اولغا التي توفيت مشلولة في كان من دون ان يزورها بيكاسو. بحسب فرانس برس.

وتقر مارينا بأن "العيش في هذا المنزل قد يكون وسيلة لا واعية للتعويض عن الوقت الضائع في مكان لم يستقبلونا فيه"، مضيفة انها وجدت "صعوبة في قبول ارث انتقل اليها من دون محبة" وانها وجدت نفسها من خلال العلاج. فهذه الوريثة السخية التي لديها 5 اولاد، 3 منهم بالتبني، كرست حياتها للاخرين، ومولت على مدى 25 سنة قرية ل350 يتيما من فيتنام. وهي تختم بالقول "الآن، اريد ان اقدم المزيد الى فرنسا. الاولاد هم بداية الحياة، وكلما ساعدناهم في الصغر، كانت حياتهم افضل في الكبر".

صاحبة لوحة الموناليزا

في السياق ذاته فتح باحثون مقبرة قديمة ترجع لعدة قرون في فلورنسا بحثا عن رفات قد تؤكد هوية المرأة التي خلد الرسام ليوناردو دافينشي ابتسامتها الغامضة في لوحته الشهيرة موناليزا. وحفر الباحثون في ارضية حجرية لكنيسة شيدت فوق مقبرة أسرة تاجر الحرير في فلورنسا فرانشيسكو دل جيوكوندا الذي يعتقد أن دافينشي رسم زوجته ليزا جيرارديني في القرن السادس عشر.

وتعددت النظريات عن شخصية موناليزا الحقيقية غير ان سيلفانو فينستي الكاتب والباحث الذي يرأس اللجنة الوطنية لدعم التراث التاريخي والثقافي يعتزم اجراء تحاليل الحمض النووي على العظام الموجودة في المقبرة ومحاولة الوصول لحمض نووي مطابق لها من رفات ثلاث نساء دفن في دير قريب.

ويقول مؤرخون ان جيرارديني ويطلق اسمها بعد الزواج "جيوكوندا" على لوحة موناليزا في ايطاليا امضت سنواتها الاخيرة في دير سانت اورسولا حيث بدأت رحلة البحث عن عظامها في العام الماضي. ويعتقد فينستي ان ليزا جيرارديني احدى النساء الثلاث المدفونات في الدير. ويأمل فينستي أن تكون بعض العظام في المقبرة الواقعة اسفل الكنيسة لشخص تربطه صلة دم بموناليزا ملهمة دافينشي وأن يكون على الأرجح ابنها بييرو. بحسب رويترز.

وبعد مطابقة الحمض النووي يقول فينستي انه يمكن رسم صورة لوجه الهيكل العظمي في سانت اورسولا ومقارنته باللوحة التي تجتذب ملايين الزائرين لمتحف اللوفر في باريس كل عام. ويقول المتحف ان اللوحة رسمت على الارجح بين عام 1503 و1506. وقال فينستي "حين نجد تطابقا بين الحمض النووي للام والابن شنكتشف من هي الموناليزا."

ترميم اللوحات

 من جانب اخر وفي الطوابق السفلية لمتحف الملكة صوفيا في مدريد يتنقل روبوت ضخم ببطء على لوحة للرسام الكاتالوني السوريالي خوان ميرو ملتقطا مئات الصور لها بأدق تفاصيلها التي ستشكل اداة مهمة جدا في ترميمها. والصور الملتقطة من الروبوت الذي يستخدم الاشعة دون الحمراء وفوق البنفسجية، ستساعد الخبراء في تحليل وضع اللوحة الزيتية البالغ طولها 260 سنتمترا وعرضها 185 سنتمترا والعائدة الى العام 1974 وهي بعنوان "نساء، طير الليل".

على هذه اللوحة كما على لوحات اخرى يكمن هدف هذه الاداة البالغة التطور اظهار التشققات الصغيرة والخدوش فضلا عن طبقات الصباغ الاصلية او التنقيحات التي لم تكن مرصودة من قبل. ويقول امبرتو دوران (47 عاما) خبير المعلوماتية المتخصص في ترميم اللوحات الذي اشرف على تصميم الروبوت "يمكننا الان ان نرى الكثير من التفاصيل التي لا يمكن ان نراها بالعين المجردة".

ويضيف وهو يرتدي الرداء الابيض الذي يضعه فنيو المختبرات وهو جالس امام حاسوب يساعده في توجيه الروبوت "على هذه اللوحة رصدنا سلسلة من التنقيحات والبقع التي كانت مخفية بالكامل". والروبوت لذي اطلق عليه اسم "بابليتو" استخدم للمرة الاولى العام 2012 في ترميم رائعة بابلو بيكاسو "غيرنيكا".

ويبلغ طول الروبوت تسعة امتار وارتفاعه 3,5 امتار ووزنه 1,2 طن. وقد التقط 22 الف صورة للوحة الكبيرة وهي تحلل راهنا في مشاغل الترميم في متحف "رينا صوفيا" (الملكة صوفيا) للفن الحديث الذي افتتح العام 1992 واستقبل 2,5 مليون زائر العام الماضي. ومنذ ذلك الحين استخدم الروبوت في ترميم حوالى عشر لوحات غالبيتها لميرو في اطار التحضير لمعرض مكرس للفنان سيقام العام المقبل في الولايات المتحدة.

ويقول مدير خدمات الترميم في المتحف خورخي غارثيا (52 عاما) "نتوصل الى تحديد وضع اللوحة بدقة كبيرة جدا، فضلا عن طبقات الصباغ المختلفة وما هي المشاكل وكيف تم تنفيذها". ومتحف الملكة صوفيا وهو من اهم الصروح الثقافية في مدريد يضم لوحات لدالي وميرو وفرانسيس بايكون وهو مقام في مستشفى قديم يعود الى القرن الثامن عشر تم ترميمه. وقد ابرم المتحف شراكة مع شركة "تيليفونيكا" للاتصالات لتطوير هذا الروبوت البالغة كلفته 150 الف يورو. بحسب فرانس برس.

والروبوت الذي يمكنه العمل على مدار الساعة من دون مراقبة يتنقل بدقة 25 ميكرونا او 25 مليم من الميلمتر ويمكن برمجته لالتقاط الصور عن قرب او بعد. وقد صمم "بطريقة بحيث لا يلمس اللوحة ابدا" على ما يؤكد خورخي غارثيا. وعلى صعيد لوحة "غيرنيكا" التي رسمت العام 1937 في خضم الحرب الاهلية الاسبانية للتنديد بقصف المدينة الباسكية بالطيران الالماني، تم جمع الروبوت قبالة اللوحة لتجنب نقلها الى مشاغل الترميم الواقعة في الطابق السفلي للمتحف.

لكن في غالبية الحالات تنقل اللوحات الى المشغل لتحليلها. وتوضح كارمن مورو وهي عالمة كيميائية في الثامنة والخمسين تعمل في مشغل الترميم "يساعدنا كثيرا في عملنا. قبل ان نبدأ العمل على شيء ما، يجب ان نعرف ما لدينا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/آب/2013 - 10/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م