الإستراتيجية وطرائق التدريس والتعليم

تطوير التلميذ والطالب، المعلم والأستاذ ينتج جيلا متطورا معرفيا

علي إسماعيل الجاف

 

الإستراتيجية مصطلح عسكري يعني فن استخدام الإمكانيات والمواد المتاحة بطريقة مثالية لتحقيق الأهداف، بعدها انتقل هذا الاسم الى ميدان التخطيط المدني والتدريسي وهي القدرة على توفير الظروف والأدوات المناسبة والملائمة لاستخدام الموارد والمواد والأدوات والآلات بقصد تحقيق أفضل المخرجات التعليمية.

اما طريقة التدريس هي الأسلوب الذي ينظم به المعلم او المدرس او الأستاذ الموقف، الحالة، الدرس، المادة،... التي يريد طرحها الى تلاميذه او طلبته لتحقيق الأهداف. او هي الوسيلة لتنظيم عرض المادة العلمية او المنهج المقرر الذي يقدم للمتعلم او المشارك او المتلقي. ويوجد عدة عناصر تؤثر على طريقة التدريس منها: المعلم او المدرس او الأستاذ؛ التلميذ او الطالب او المشارك او المتلقي؛ المدرسة او الكلية؛ المادة او المقرر العلمي او مفردات المنهج او المحاضرات المستعارة؛ القاعة او الصف او الغرفة و الوقت او زمن الدرس او زمن المحاضرة او زمن المقرر الرسمي من قبل الجهات العليا.

لابد ان نفهم ما فائدة طرق التدريس التي تعتبر العمود الفقري للعلمية التربوية او التعليمية من خلال دفع التلميذ او الطالب للتعلم وتحاول توفير بيئة ملائمة تناغم ميوله وقدراته وقبلياته وتهتم بجميع النواحي الخاصة بالتلميذ او الطالب، كما تحفز نشاطاتهم وتقوي ذاكرتهم وتمكن الذهنية الخاملة وتفعل المدركات الداخلية وتنشط الذهن من خلال متابعة الفروق الفردية بينهم والأعداد في الفصل الدراسي وطبيعة المادة العلمية والإنسانية المقدمة من حيث السرد والكلام والأمثلة والإلقاء والأسلوب والتنظير والتطبيق لان المحتوى أساسي ان يفهم ويطبق ويتأثر أولئك التلاميذ والطلبة بالمعلم والمدرس والأستاذ وشخصيته، ولابد ان نعي عامل الزمن والبناية والمكان والمحفزات الطبيعية التي تساعد على خلق اجواء دراسية وتعليمية ناجحة كالساحات والمختبرات ورياض الأطفال والنشاطات اللاصفية وتعزيز دور الفن والرياضة من خلال إدخال التقنيات الحديثة والوسائل التعليمية المتاحة في المدرسة والكلية.

يرى الباحث الجاف ان أفضل طريقة تدريس وتعليم (صغار وكبار) هي التي تؤدي الى تحقيق الأهداف المرسومة ضمن الإستراتيجية العامة للمؤسسة التي تم تخطيطها ووضعها وفق عامل زمني ومحاولة تحقيق الهدف في اقل وقت وجهد يبذله الطرفان (التلميذ والمعلم، الطالب والأستاذ)، وتوجد العديد من الأبحاث والدراسات والكتب تتحدث عن الطرق والأساليب القديمة والحديثة؛ لكن ان أفضل تلك بوجهة نظر الجاف هي التي تثير وتحفز اهتمام التلاميذ والطلبة وتشجعهم على العمل الايجابي والمشاركة الفعالة في الدري او القاعة وعدم تحويل التلاميذ او الطلبة الى دمى بطريقة الكلام المباشر او المحاضرة السردية او المناقشة العقيمة، وإنما إيجاد روافد ومنافذ تمكن من استخدام أسلوب التفكير الحر وتجنب حكم المحكم في العملية التربوية والتعليمية، التدريس والتعليم والتدريب، كون التلميذ والطالب بات مغيبا بفعل مخرجاته النهائية عندما يصل مرحلة التطبيق والاسترجاع الذهني بلغة العصف او التغذية الاسترجاعية.

الطريقة الإلقائية التي تجعل عقل وذهن التلميذ او الطالب جامدا او متلقي بارع للمعلومات والأفكار ومنها استخدام المحاضرة، الشرح، الوصف، القصة ونعلم انها اقتصادية وتدرب على الإصغاء والاستماع وضبط الدرس او المحاضرة وتعلم سردي؛ لكن تظهر سلبية واضحة لدى التلميذ او الطالب في المحافظة على الانتباه طويلا والاستماع لغرض لفظي وسردي وإهمال التطبيق. كذلك، طريقة المناقشة التي تقدم على شكل أسئلة وأجوبة وفتح علاقات التواصل مع التلميذ او الطالب والمعلم والأستاذ والتي تؤكد على الفهم والمشاركة العلمية وعدم شرود الذهن وهي أسلوب تدريسي وبحثي ويعود التلاميذ والطلبة الى العودة للمصادر العلمية، لكنها مختصة بمراحل محددة وعدم التعمق وتحتاج الى خبرة ومهارة عالية وعلمية، وكذلك لابد ان يكون هناك تخطيطا جيدا للموضوع والحوار.

وبعدها لابد ان نشير الى الطريقة الحوارية التي تعني حوار شفهي للوصول الى الاستجواب والكشف عن الحقيقة وتظهر مشاركة التلاميذ والطلاب وإتاحة الفرصة في التعبير عن الرأي واحترام الآراء؛ لكن لابد من الرجوع الى المصادر وتعود الجميع على اكتشاف الحقائق وهي أسلوب لمعرفة القدرات العلمية لدى التلاميذ او الطلبة، وتتطلب الخبرة والإمكانية العلمية وربما تركز على جانب وإهمال أخر وهناك حاجة الى صياغة الأسئلة بأسلوب سمارت.

ونفهم ان الطريقة الاستقرائية التي تركز على المتابعة والتقييم والتقويم وتقديم الأمثلة والبحث عن الجزئيات لغرض الوصول الى الكليات للوصول الى القاعدة، ويمكن القول انها طريقة بحث وجمع وتكوين ودمج ولاشك ان هناك زمن وفئة لتقديم هذه الطريقة في بداية الدرس لغرض الكشف والتحضير والصياغة. وتكون الطريقة الاستنتاجية مختلفة عن الطريقة الاستقرائية فهي تبدأ من الكليات الى الجزئيات وصولا لتكوين القاعدة فهي تجزأ الأمور وصولا الى المعرفة وفق التحليل والقياس بلغة الأرقام والعقل لغرض الخروج بنتائج لمعرفة جودة الأداء والتطبيق. يرسخ الاستنتاج القواعد في أذهان التلاميذ والطلبة وقاعدة الاستنتاج هي ثلاثية المسار: إنسان، مادة وقاعدة. يحتاج الجميع الى مرحلتين الأولى استقراء والثانية استنتاج وصولا الى الاستنباط وتعني معرفة وتطبيق.

جاءت حديثا طريقة الاستكشاف التي تجعل التلميذ او الطالب باحثا عن المعلومة والحل واستخدام عمليات عقلية لاكتشاف شيئا او حالة او موضوعا او مسألة معينة، ويكون الاستكشاف حر وموجه ويلعب الاستكشاف كطريقة في التوجيه والإرشاد وتفعيل دور المشاركة ونختصر القول بانها عملية تحويل المهمة من المعلم او الأستاذ الى التلميذ او الطالب وتحتاج وقتا كافيا ودعما ماديا متواصلا لان مراحلها هي: الملاحظة، المسح، التصنيف، القياس، الوصف، التنبؤ، الاستنتاج والتوصيات.

وظهرت حديثا أيضا طريقة العروض العلمية والتعلم التعاوني وأكدت على استخدام الجهاز والآلة بدل المعلم او الأستاذ والتركيز على التحليل المباشر وتوصل الجاف من خلال بحثه هذا الى ان هناك ثلاثة أنواع من التعلم ذات أهداف وأساليب هادفة هي: التعلم الفردي (نادر جدا)، التعلم التنافسي (نسب متفاوتة) والتعلم التعاوني (غير معياري).

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/aliismaeelaljaf.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/آب/2013 - 10/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م