انفجرت من الضحك وأنا اقرأ تعليق وزير خارجية الولايات المتحدة على
التبرعات (السخية) وفعلا هي سخية ١٠٠ مليون دولار لملك العربية
السعودية لدعم مركز مكافحة الإرهاب، مع علم السيد كيري أن أكثر معتقلي
غوانتانامو هم من السعوديين إذ يبلغ عددهم ٥٣ معتقلا من اصل ٩٧ بمعنى
أن أكثر من نصف أخطر الإرهابيين حسب التصنيف الأمريكي هم من رعايا
العاهل السعودي، لكن على ما يبدو أن اللون الأخضر الذي تذُل له الرقاب
هو المحبب لدى جون كيري، أو أن السيد كيري لم يقرأ الصحافة العالمية
وبالخصوص الأمريكية والبريطانية التي ذكرت قبل أيام تصريحات للسفير
الأمريكي السابق في العراق (هيل) بأن من يمول العمليات الارهابية في
العراق، هي المملكة العربية السعودية، وربما يكون السيد كيري لا يشاهد
التلفزيون أو لا يقرأ التقارير التي تقول أن أعدادا كبيرة من المقاتلين
السعوديين يقاتلون في سوريا الى جانب جبهة النصرة المصنفة امريكا على
لائحة الإرهاب، ربما فهم الوزير الأمريكي أن الدعم السعودي مزدوج مرةً
لدعم الإرهاب وأخرى لمكافحته فأغمض عين وفتح أخرى.
ولو افترضنا أن جون كيري لا يقرأ ولا يشاهد التلفزيون، ألم يتناهى
إلى سمعه أصوات المحاميين الأمريكان الذين اتهموا أمراء العائلة
السعودية بدعم الإرهاب عام 2009، ألا يعلم الوزير كيري أن الأمير
السعودي تركي الفيصل المسؤول السابق عن جهاز المخابرات السعودية. ما
بين العامين 1979 و1989 هو أحد اهم ممولي القاعدة وحركة طالبان التي
حاربتها حكومته العتيدة، وان خمسمائة عائلة من عوائل ضحايا ١١ سبتمبر
اتهمت الأمير بشكل مباشر ورسمي. فأي إلتزام للمملكة يا سيادة الوزير
بمكافحة الإهاب، ألا تعتقد يا كيري أن تعليقك بهذه الفجاجة يثير
السخرية؟
والأكثر سخريةً في الخبر هو تحذير الملك عبد الله من تداعيات
الإرهاب الفكري الذي قال عنه (ولا أظنه هو القائل لأنه لا يحكم من
العربية جملتين) انه أباح - أي الإرهاب- بنظرياته الحزبية، ومطامعه
السياسية بشتى ذرائع التأويل والتدليس على الناس من خلال توجيه نصوص
الشرع والتطفيف فيها وفق مرادهم. وأنا أراهن أن جلالة الملك لا يفقه
كلمة تطفيف أو تدليس، ولكن على قاعدة احمل أخاك على سبعين محمل سأحتمل
انه صاحب الخطاب العرمرمي وأقول له يا جلالة الملك انت تعلم منْ ينشر
الإرهاب الفكري ومن ْ يدلس ويطفف.
ان من يُفرق وحدة المسلمين التي تذرف عليها دموع جلالتك الغالية هم
خريجو مدرستك المتشددة وان من ينشر الكراهية في العالم ويحرض على
الإرهاب إنما هم نجوم قنواتك الإعلامية التي تمولها , والضين يسكنون في
مملكتك, وان منْ صنع القاعدة وطالبان هم ابناؤك وأسرتك وشيوخ التظليل
في مؤسستك الدينية، فالعالم لا يريد أن تجود بأموال البترول كتبرعات
سخية لمكافحة الإرهاب، بل يريد منك أن توقف قنوات الشر وشيوخ الفتنة
وصناع الموت وان تمنع عتاتك عن الفقراء والبسطاء الذين يموتون يومياً
بلا ذنب سوى أنهم عشقوا الحياة ونبذوا الكراهية.
وأن تُصدر قانوناً يجرم الإرهاب والتكفير والتحريض على الكراهية كما
يريد منك آن تحتفظ بأموالك، فباعتقادي أن نصف هذا المبلغ كافي ليتخلص
العالم من الإرهابيين فيما لو قمت بخطوات عملية لمنع تفريخ الفكر
الإرهابي في عقول خريجي جامعة الملك عبد العزيز.
ودعني أقول لك أن تصريح جون كيري لا يعني أن الصورة الراسخة في
عقول الأمريكيين عنك وعن بلدك ستتبدل، فتصريحه المبجل هو مجاملة قيمتها
مئة مليون دولار وإن كان مثيراً للضحك ولكن للتصريحات أحكام.
فالسيد كيري والادارة الأمريكية تعلم تماما لو ان السعودية اوقفت
انتاج علماء التكفير الوهابيين ومنعت تمويل مثيري الفتنة واوقفت محطات
نشر الكراهية والتكفير، لما فجر انتحاري نفسه بالمسلمين ولما راينا
شلالات الدماء يوميات في العراق وسوريا وباكستان وأفغانستان، لكنها
المصالح ياكيري، سيما وان معظم الضحايا هم من المسلمين، لكنك تتحول إلى
ميكافيلي فتبرر للسعودية فعلتها من اجل التبرعات السخية.
دعني أقول لك أن كلامك مضحك جداً.
http://www.annabaa.org/news/maqalat/writeres/alaaahkateeb.htm |