إسرائيل وحمى الحرب... مفترضة كانت أم مرتقبة

 

شبكة النبأ: في الاونة الأخيرة ألمحت إسرائيل القيام بضربة عسكرية قريبة الأجل ضد خصمها اللدود حزب الله، مما قد يذكي حربا جديدة في لبنان، وهذا يعني أن نشوب حرب مفاجئة ربما يكون وشكيا على المدى القريب، نظرا للتحشيد العسكري المتزايد بشكل مضطرد حاليا ودوامة الأعمال الاستفزازية المتواصلة في المناطق الحدودية، ناهيك عن تصاعد حرب التصريحات ورسائل التحذير التي جسدتها المناورات العسكرية والتدريبات المكثفة في مناطق حساسة وحيوية مثل من منطقة جولان ومثلث الحدود الأردنية- السورية – اللبنانية، جل هذه الأمور تفصح عن حرب مفترضة بين إسرائيل ولبنان، لكنها في الوقت نفسه تبرز هدف مشترك وهو ترسيخ وإبراز خطر هذه المعركة التي قد يكون لها عواقب مدمرة على منطقة الشرق الأوسط وربما أوسع من ذلك.

لكن يرى الكثير من المحللين أن إسرائيل لا ترغب في دخول بحرب جديدة قد تكون عواقبها وخيمة تهدد وجودها في المنطقة، لذا فأنها تعمد على  تكتيكات المماطلة والمناورة السياسية والعسكرية من خلال الدعاية والحرب النفسية كنهج دائمي في الحروب، وهذا يوضح دليل عن مدى الضعف الداخلي للدولة، التي تبرز خطر الحرب المفترضة لتحقيق أجندة متعدد الأوجه من الأهداف السياسية باستخدام الإستراتيجية التدريجية المرنة، لتصنع مؤشرات وبؤر الصراع في الكر والفر والعديد من علامات الاستفهام حول هذه الحرب الغامضة والمجهولة النتائج، ولهذا يبقى مشهد الحرب الإسرائيلية القادمة مبهما  لحد الآن.

فعلى الرغم من أن هناك افتراضات واسعة بأن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية وكذلك قيامها  بتطوير الأنظمة الدفاعية كنظام اعتراض الصواريخ، والقبة الحديدة والتسليح من الغرب عامةً، إلا أنه يرى العديد من الخبراء بهذا الشأن ان الحرب اسرائيل القادمة المفترضة ستكون مكلفة جدا للإسرائيلي، فهناك دليل يوضح خطورة الخسائر في حال وقعها بالحرب، وهذا الدليل هو حرب لبنان عام 2006، وقد تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة في حرب مفترضة قد لا تتمنى إسرائيل حتى في المستقبل البعيد.

بينما أصبحت الأزمة السورية الحالية العامل الأبرز الذي يلهب أتون الحرب الوشيكة بين الأطراف المتخاصمة، مما يدعو الى دق أجراس الإنذار بقوة في ساحة حرب حتمية وربما على نطاق أوسع من هذه المنطقة، لذا فقد ازدادت المخاوف الإسرائيلية بشأن نشوب الحرب ضدها، بعد أن زادت حدة التوتر كثيراً في منطقة الشرق الأوسط، خاصةَ بينها وبين حزب الله في الآونة الأخيرة، والصراع مع سوريا وايران، مما دفع بها للشعور بخطر نفيها من المنطقة مستقبلا، كونها محاطة بالدول التي لا ترغب بها من جميع الجهات، وبالتالي دعاها هذا الشعور الى اتخاذ عدة إجراءات احترازية تعتمد على سياسة الغموض الاستراتجي في العمليات العسكرية، وعليه تضفي جميع المعطيات آنفة الذكر أن الحرب المفترضة تشكل مصدر أساسي لهواجس القلق في نفوس الدولة المتخاصمة، لتبقى دوامة الحرب الوهمية مشروعا لصراع مستدام ومعركة سياسية باهظة التكليف وطريقا لسباق الأنفاس الطويلة.

تمرينات عسكرية حدودية كبرى

في سياق متصل كشف قائد كتيبة الاستطلاع التابعة للجيش الاسرائيلي عن إجراء تدريب مفاجئ في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وقال الليفتنانت كولونيل ميني ليبرتي قائد كتيبة الاستطلاع "ناهال" في تصريحات لصحيفة (جيروزاليم بوست) نشرتها إن رؤساءه أبلغوه في البداية ان التدريب سيكون قاصرا على القادة وانه سيتعلق فقط  باستخدام الخرائط، وفجأة أعلن عن تدريب قتالي واسع النطاق.

ووصف ليبرتي التدريب  بأنه كان "فريدا للغاية" مضيفا أنه لم ير خلال سنواته الطويلة في الخدمة في الجيش تدريبا بهذه الطبيعة، وتابع أن وحدات من الدبابات والمدفعية شاركت في التدريب، اضافة الى وحدة (سكاي رايدر) للطائرات بدون طيار (وهى وحدة تضم جنودا من سلاح المدفعية يقومون بتشغيل طائرات بدون طيار وينضمون الى القوات البرية في حالة شن هجوم)، وشدد ليبرتي على ان التدريب ليس له علاقة بما يدور على الساحة السورية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

واعترف  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في  شهر ايار /مايو الماضي بأن بلاده عملت في الماضي لمنع وصول أسلحة إلى حزب الله، وأكد أنها  ستواصل القيام  بذلك، في إشارة إلى إمكانية شن المزيد من الغارات الجوية على سوريا إذا ما اقتضت الضرورة، جاءت تصريحات نتنياهو عقب اعلان  سورية قيام إسرائيل بمهاجمة مركز للبحوث العلمية في منطقة جمرايا بالعاصمة السورية دمشق مطلع شهر ايار/ مايو، وهدد وزير الإعلام السوري،عمران الزعبي، بالرد على الهجوم، مما دفع إسرائيل إلى نشر بطاريتين من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.

منم جهته أعلن الأردن أن إسرائيل أبلغته بأن قواتها ستقوم بتنفيذ تمرين عسكري على المثلث الحدودي (الأردني- السوري- الإسرائيلي)، وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان ان "الجانب الإسرائيلي سيقوم بإجراء تمرين عسكري على المثلث الحدودي في منطقة تل خالد"، وأوضح أن التمرين الإسرائيلي يتخلله حركة آليات وجنود وإطلاق نار ورمايات من الأسلحة الخفيفة ومضادة للدروع، وأشار البيان إلى أن الجانب الأردني أبلغ نظيره الإسرائيلي "مراعاة جميع وسائل الأمان حفاظا على السلامة العامة للمواطنين والتجمعات السكانية القريبة من موقع التمرين". بحسب يونايتد برس.

توغل إسرائيلي في الأراضي اللبنانية

فيما اعلن الجيش الاسرائيلي اصابة اربعة جنود اسرائيليين على الحدود مع لبنان، بينما اعلن الجيش اللبناني انهم جرحوا في انفجار بعد توغلهم بعمق 400 متر في الاراضي اللبنانية، وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان اربعة جنود اصيبوا اثناء قيامهم "بانشطة ليلية" على الحدود، من دون ان يحدد على اي جهة اصيبوا، وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني مديرية التوجيه " وفي انتهاك جديد للسيادة اللبنانية، اقدمت دورية راجلة تابعة للعدو الاسرائيلي على خرق الخط الازرق في منطقة اللبونة الحدودية (جنوب) لمسافة 400 متر داخل الاراضي اللبنانية، واثناء تسلل عناصرها حصل انفجار ادى الى سقوط عدد من الاصابات في صفوفهم".

ولم تحدد قيادة الجيش طبيعة الانفجار، لكنه يرجح ان يكون ناجما عن لغم ارضي مزروع في المنطقة التي شهدت سلسلة من المعارك في العقود الماضية، لا سيما بين حزب الله اللبناني، واسرائيل التي احتلت اجزاء واسعة من جنوب لبنان حتى العام 2000، واوضح ضابط في قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) ان القوة الاسرائيلية التي خرقت الحدود كانت مؤلفة من اكثر من عشرة جنود، وان الجيش الاسرائيلي سحب المصابين عبر فجوات في الاسلاك الشائكة على الحدود، مطلقا قنابل مضيئة في سماء المنطقة.

واوضحت قيادة الجيش ان "لجنة عسكرية مختصة من الجيش اللبناني تتولى التحقيق في ظروف الحادث ونوع الانفجار بالتنسيق مع قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان"، والمنتشرة في المناطق الجنوبية وعلى الحدود، و"الخط الازرق" هو الخط الذي رسمته الامم المتحدة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000، بعد احتلال دام 22 عاما. ولا توجد حدود رسمية بين لبنان واسرائيل اللذين لا يزالان في حالة حرب. بحسب فرانس برس.

وقال ضابط ميداني لبناني ان "جسمين مشبوهين انفجرا" في المنطقة التي يعتقد انها مزروعة بالالغام، لكونها شكلت طوال اعوام طويلة ساحة حرب بين اسرائيل وحزب الله اللبناني، وقال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان الوزارة ستتقدم بشكوى الى مجلس الامن بعد "الاعتداء السافر" على سيادة لبنان، وردا على سؤال لم يكن بوسع المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي توضيح سبب الانفجار او ما اذا وقع داخل الاراضي الاسرائيلية. واكد ان الجنود نقلوا الى المستشفى، من جهته، تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن الحادث في زيارة قام بها الى جنوب اسرائيل دون الادلاء بتفاصيل حول ذلك. وقال ان "جنودنا يدافعون عنا وعن حدودنا وهكذا حدث الليلة الماضية. سنواصل العمل بشكل مسؤول للدفاع عن حدود اسرائيل"، وتابع في تصريحات بثتها اذاعة الجيش الاسرائيلي "سنواصل العمل من اجل ضمان حماية دولتنا"، واشارت الاذاعة العامة الاسرائيلية الى ان الجنود الاربعة ينتمون الى وحدة من وحدات النخبة في الجيش مشيرة الى ان الجيش قام بنشر تعزيزات عسكرية على الحدود بعد الانفجار، وعززت قوات الامم المتحدة من تواجدها في جنوب لبنان بعد حرب العام 2006 وصدور قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 الذي وضع حدا للاعمال العدائية.

حرب لبنان الثالثة قادمة

على صعيد ذو صلة كشف جنرال في قيادة الشمال في الجيش الاسرائيلي، ان التدريبات التي اجراها الجيش بشكل مكثف على احتلال بلدة لبنانية تأتي ضمن التوقعات بان حرب لبنان الثالثة قادمة لا محالة دون ان يستبعد وقوعها في هذا الصيف، ويستعد الجيش لان تكون حرباً قصيرة وقاسية ومؤلمة.

وفي رسالة بعث بها هذا الجنرال للجنود، في ذكرى مرور سبع سنوات على حرب تموز، دعاهم إلى الاستعداد لاحتمال تنفيذ التدريبات على احتلال بلدة لبنانية على ارض الواقع مشيراً الى ضرورة تكثيف التدريبات، وبان عدد الاهداف التي وضعها الجيش في لبنان ارتفعت بشكل ملحوظ، ووفق ما ذكرت مصادر اعلامية اسرائيلية فان توقعات الجيش واجهزة الامن ان تنفجر الحرب في كل لحظة، على رغم انشغال حزب الله في حرب سورية اذ ان الحزب يوجه ما يملك من صواريخ باتجاه اسرائيل. وفي التوقعات الاسرائيلية ستكون الحرب صعبة واكثر فتكا وعدوانية عن حرب تموز وستشمل ضربات قاتلة من الجو، فيما العمليات البرية ستنفذ بشكل حاد وسريع وعدواني جدا وان منطقة جنوب لبنان ستتغير.

ونقل عن تقرير للجيش حول حزب الله ان الحزب يضع في مركز اهدافه تحقيق ما اسموه "سلاح يوم القيامة"، اهمها صواريخ بعيدة المدى ومنظومات صواريخ ياخنوت الروسية المضادة للسفن الى جانب سعيها لامتلاك منظومة صواريخ للدفاع الجوي المتطورة وصواريخ والأسلحة الكيميائية بالطبع. وذكر ان للحزب قوة هائلة ويمتلك الاف الصواريخ المضادة للدبابات، ومدافع الهاون والمدفعية وآلاف الصواريخ من مختلف المسافات.

خطة التقليصات في الجيش الإسرائيلي

من جهته عبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، عن أمله "بألا نسقط" جراء خطة التقليصات في الجيش، مشيرا إلى أن احتمال تعرض إسرائيل لهجوم عسكري من جهة جيش نظامي ليس عاليا خلال السنتين المقبلتين.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن غانتس تطرقه إلى خطة التقليصات، خلال مؤتمر اتحاد الصناعيين المنعقد في تل أبيب، وقوله إنه "لا أذكر تغييرات كهذه خلال السنوات ال12 التي كنت خلالها عضوا في هيئة الأركان العامة، وينبغي التأكد من ألا نسقط في السنتين القريبتين"، وأضاف غانتس "سنضطر إلى تنفيذ إجراءات سريعة واستغلال الفترة القريبة التي فيها التهديد الهجومي (ضد إسرائيل) ليس عاليا"، وتقضي خطة "تيعوزا" (الشجاعة) التي وضعها غانتس بإغلاق وحدات عسكرية وبضمنها وحدات في سلاحي الجو والبحرية، وتقليص عدد العسكريين في الخدمة الدائمة بما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف عسكري وتقليص التدريبات العسكرية وغير ذلك، في أعقاب تقليص ميزانية الأمن.

وقال غانتس إن "الأمور ستكون صعبة في السنتين المقبلتين، لكننا سنخرج منها بواسطة تنفيذ إجراءات حكيمة، وإذا أخطأت بشيء ما فإنه لن يكون بوسعك تصحيحه، لكننا ملزمون بالتحلي بالشجاعة ويجب التحرك قدما مع الأدوات ذات العلاقة"، وأضاف غانتس أن "على الجيش أن يتجدد والنظر إلى الواقع بصورة واقعية" لكنه أشار إلى أن "طبيعة الحرب لم تتغير، وسنرى نيرانا أكثر، وعدوا يختفي عند الحدود وفيالق أقل، وسنعرف كيف نواجه ذلك"، وتابع غانتس أن نتيجة خطة التقليصات ستظهر بعد فترة تتراوح ما بين سنتين إلى أربع سنوات "وسيكون لدينا عديد قوات أقل ولكنه سيكون اقوى ومسلح أكثر". بحسب يونايتد برس.

وقال غانتس إن 250 باحثا في الكليات العسكرية الإسرائيلية يدققون في الجوانب الاقتصادية والعسكرية لخطة "تيعوزا"، وأن "ليونتنا ليست لا نهائية ويجب إجراء هذه التغييرات فيما نحن مستقرين من حيث الجهوزية والتأهيل، ولكن يجب أن نتذكر أن الحرب لن تكون برنامجا وفق رغبتك"، واستعرض غانتس الأوضاع عند حدود إسرائيل مشيرا إلى انعدام الاستقرار في دول مجاورة، وقال "كل يوم قد ينتهي بشكل مختلف عن بدايته، ونحن في هزة إقليمية متواصلة مع إمكانية حدوث تبعات أمنية فورية أو آخذة بالتطورة".

رقم قياسي في بيع الأسلحة

الى ذلك اعلن رئيس قسم الدعم الامني في وزارة الدفاع الاسرائيلية شمعيا ابيئيلي، ان اسرائيل باتت واحدة من اهم عشر دول في العالم من حيث تصدير الاسلحة الى دول العالم، مشيراً الى ان قيمة صادراتها في العام 2012 بلغت  7.5 بليون دولار، وتشكل نسبة 71 في المئة من الأسلحة التي تنتجها مصانع الاسلحة الاسرائيلية.

وفي مؤتمر صحافي عقدته وزارة الدفاع لعرض هذه المعطيات، اعلن المسؤولون في وزارة الدفاع ان اسيا ودول البحر الباسفيكي، تعتبر المركز لتجارة هذه الاسلحة حيث تجاوزت قيمة الصادرات الاسرائيلية لها 4 بلايين دولار، فيما بلغت قيمة الاتفاقيات التي وقعت لبيع اسلحة مع دول اوروبية والولايات المتحدة وكندا وامريكا اللاتينية وافريقيا  3.5 بليون دولار.

وادعى المسؤولون الاسرائيليون ان الاتفاقيات التي وقعت هذه السنة بين اسرائيل ودولة عدة تشير الى ارتفاع ملحوظ، ستعود بالارباح على الاقتصاد الاسرائيلي. ورأى القائد السابق لسلاح الجو الاسرائيلي ايتان ايشل، الذي يشغل اليوم رئيساً لدائرة البحوث والتطوير في وزارة الدفاع، ان الهدف الذي وضعه العسكريون والامنيون في اسرائيل لتحسين القدرات العسكرية الاسرائيلية والتركيز على جانب تطوير الاسلحة، بدا يؤكد ضرورته، فإلى جانب اهميته الايجابية للجيش ومساهمته في تعزيز قدراته العسكرية فانه يعود بالارباح الكبيرة والمنعشة للاقتصاد الاسرائيلي.

تجنيد العرب المسيحيين في الجيش الإسرائيلي

من جهة أخرى قرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يشرف بنفسه على مخطّط لتجنيد المواطنين العرب المسيحيين من طائفة الروم الأرثوذكس في الجيش الإسرائيلي، وسط معارضة واسعة من جانب المؤسسات الوطنية العربية المسيحية لهذا التجنيد.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن "نتنياهو أوعز بإقامة منتدى مشترك للحكومة والطائفة، سيُكَلف بمهمة دفع انخراط أبناء الطائفة المسيحية في الجيش الإسرائيلي والخدمة المدنية ودمجهم في الحياة العامة في الدولة"، وجاء ذلك خلال لقاء عقده نتنياهو، مع الأب جبرائيل ندّاف، كاهن الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة والزعيم الروحي لمنتدى تجنيد أبناء الطائفة المسيحية في الجيش الإسرائيلي، وناجي عبيد، رئيس المجلس الأرثوذكسي في قرية يافة الناصرة، وشادي حلول رئيس المنتدى.

وقال بيان مكتب نتنياهو إن "هذا المنتدى سيعمل على دمج أبناء الطائفة المسيحية في إطار قانون المساواة في تحمّل الأعباء وعلى معالجة الأبعاد الإدارية والقانونية المطلوبة وعلى الدفاع عن داعمي التجنيد والمجندين من ظواهر العنف والتهديدات التي توجه ضدهم وتعزيز فرض أحكام القانون من أجل العمل ضد المشاغبين والمحرضين على العنف".

ووفقاً للبيان، فإنه تزايد بشكل ملموس، خلال العام الماضي، عدد المجندين المسيحيين الذين ينخرطون في صفوف الجيش وارتفع من 35 مجنّداً في العام الماضي إلى حوالي 100 مجنّد هذا العام، وأن 500 شاب وشابة من أبناء الطائفة المسيحية يخدمون في إطار الخدمة المدنية، وقال نتنياهو في اللقاء "يجب تمكين أبناء الطائفة المسيحية من التجنيد في الجيش الإسرائيلي، وأنتم مواطنون موالون تريدون الدفاع عن الدولة، وأنا أؤدي لكم التحية وأدعمكم، ولن نتحمّل التهديدات ضدكم، وسنعمل من أجل فرض أحكام القانون بيد من حديد ضد من يضطهدكم ولن أقبل أي محاولة لتفتيت الدولة من الداخل ودولة إسرائيل ورئيس الوزراء يقفان إلى جانبكم"، ونقل البيان عن ندّاف قوله إن "هدفنا هو صون الأرض المقدّسة ودولة إسرائيل. لقد كسرنا حاجز الخوف والدولة تستحق أن نلعب دورنا بالعمل والدفاع عنها، ومن يعارض دمج الطائفة المسيحية في مؤسسات الدولة لا يسير على درب المسيحية". بحسب يونايتد برس.

لكن هذا المخطط يلقى معارضة واسعة من جانب المجلس الملي الأرثوذكسي في مدينة الناصرة وغيرها من المدن والقرى العربية، الذين يعبّرون عن معارضهم لتجنيد الشبّان العرب المسيحيين من منطلقات وطنية ويؤكدون على انتمائهم للشعب الفلسطيني، وأدّى هذا الموقف إلى قيام جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) باستدعاء عدد من النشطاء المسيحيين وفي مقدمتهم رئيس المجلس الملي الأرثوذكسي في الناصرة، الدكتور عزمي حكيم، للتحقيق والتحذير من عواقب نشاطهم المناهض للتجنيد، وكان المجلس الملي الأرثوذكسي قد أصدر قراراً قبل عدة شهور يقضي بمنع ندّاف من ممارسة أي طقوس دينية في كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس في الناصرة، وذلك بسبب ضلوعه بتجنيد شبان من الطائفة في الجيش الإسرائيلي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/آب/2013 - 5/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م