ليبيا... دولة بعدة رؤوس

الصراعات السياسية والهشاشة الأمنية

 

شبكة النبأ: في الاونة الأخيرة سقطت ليبيا في أتون فوضى أمنية وسياسية كبرى، وذلك خلفية على احداث عنف دامية عدة تمثلت بموجة انفجارات ضخمة هزت مدينة بنغازي، وسلسلة من الاغتيالات للمجموعة من الشخصيات السياسية والعسكرية كان آخرها اغتيال ناشط سياسي وضابطين في الجيش والشرطة، فضلا عن حداثة هروب السجناء التي صاعدة من التوتر الامني وأثارت الاستياء ضد الاحزاب في ليبيا .

فقد اصبح شرق ليبيا مسرحا لإعمال عنف كثيفة أدت الى هشاشة الأوضاع الأمنية على نحو خطير، إذ يرى الكثير من المحللين أن انفلات الأمني وتصاعد أعمال العنف وزيادة حدة التوتر والصراع بين الاطراف المتخاصمة الحكومية وغير الحكومية، فضلا عن تزايد الغضب الشعبي في ليبيا، جميعها هذه الامور تقود الدولة الى هشاشة امنية وسياسية ألقت بظلالها على كافة الأصعدة، وقد زادت هذه الاضطرابات والتناحرات من  تأزم الأوضاع ورفعت من حالة الاحتقان السياسي، لذا تعيش ليبيا اليوم صراعات وتحديدات جديدة تلوح بأفاق سياسية ممزقة، حيث شكل صراع أثبات الوجود تهديدات واضطرابات كبيرة، قد تفاقم من هشاشة الوضع السياسي في ليبيا، وهذا بدوره زاد من الإحباط الشعبي على مستوى الشارع الليبي خصوصا بعد الأحداث الأخيرة آنفة الذكر.

فمنذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي قبل أكثر من عامين تقريبا وحتى اللحظة الراهنة، ما زال يكتنف ليبيا مشهد العنف والفوضى المتكرر في الدولة المنقسمة، مما قد يضعها تحت وطأة الخطر حتى على المدى البعيد.

انفلاتا امنيا مضطردا

فقد اطلقت غرفة العمليات الامنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي، شرق ليبيا، تحذيرا للمواطنين بعدم الاقتراب من سجن الشرطة العسكرية في منطقة بوهديمة بناء على معلومات تفيد بمحاولة لاقتحام السجن لتهريب السجناء، فيما تشهد المدينة انفلاتا امنيا لافتا.

وقال المتحدث باسم الغرفة العقيد محمد الحجازي لوكالة فرانس برس ان "معلومات وردت للغرفة تفيد بمحاولة اشخاص اقتحام السجن لتهريب سجناء موقوفين على ذمة تهم تتعلق بمساندة نظام معمر القذافي في قتل المدنيين خلال ثورة 17 فبراير 2011"، واضاف ان "وحدات من القوات الخاصة والشرطة العسكرية عززت من قوتها داخل السجن العسكري وفي محيطه لغرض حمايته حتى لا يحدث له مثلما حدث في سجن الكويفية"، محذرا من انه "سيتم التعامل بالقوة ضد كل من يقترب من السجن لهذا الغرض"، وقد فر قرابة 1200 سجين معظمهم محكومون ومحتجزون على ذمة قضايا جنائية وقضايا متعلقة بمساندة نظام القذافي من سجن الكويفية العسكري والمدني في المدينة التي تشهد اضطرابات امنية.

واعلن الحجازي ان "هؤلاء السجناء ال 1200 الفارين بينهم محكومون ومحتجزون على ذمة قضايا جنائية وحق عام وقضايا متعلقة بمساندة نظام معمر القذافي"، وتضاربت الانباء حول كيفية هروب السجناء عقب الاحداث الدامية التي شهدتها المدينة من خلال اغتيال ناشط سياسي وضابطين في الجيش والشرطة، حيث حمل رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان سكان منطقة الكويفية الواقع بها السجن مسؤولية الحادثة "كونهم لا يريدون مقر السجن في منطقتهم".

لكن شيخ قبيلة البراغثة واحد وجهاء منطقة الكويفية عبد السلام البرغثي نفى في تصريحات له قيام اهالي المنطقة باطلاق سراح السجناء، مطالبا رئيس الحكومة على زيدان الذي وصل للمدينة بالاعتذار عن تصريحاته في هذا الشان، وقال العقيد الحجازي ان "الفرار جاء اثر تمرد في السجن العسكري سانده هجوم لمجهولين من خارج السجن فجر السبت. سيطرت قوات الشرطة العسكرية والشرطة القضائية على الموقف في بداية الامر ومن ثم انفلتت الامور بعد ان اضرم السجناء النار في بعض غرف الاحتجاز"، واشار الحجازي الى ان "اوامر صدرت للحراس بعدم اطلاق النار على السجناء"، لافتا الى ان السجناء كان من بينهم اجانب يحملون جنسيات افريقية وعربية". بحسب فرانس برس.

من جهته اعلن مكتب الاعلام في القوات الخاصة (الصاعقة) ان "عملية الفرار سهل لها افراد من الشرطة القضائية والشرطة العسكرية المكلفين بحماية السجن من خلال ايصال بعض الاسلحة النارية الخفيفة للسجناء"، وقال المكتب ان "القوات الخاصة امنت السجن في بداية الاضطرابات من داخله وبعدها خرجت القوة وحوطت السجن من الخارج لتفاجأ لان السجناء خرجوا بشكل جماعي"، وقال مصدر قضائي لفرانس برس ان "17 من السجناء الموقوفين على قضايا قتل عمد قتلوا خارج اسوار السجن بعد فرارهم"، موضحا ان "عمليات القتل تمت من قبل اولياء الدم للثار لقتلاهم واستيفاء للحق بالذات بعيدا عن القانون".

انفجارات ضخمة

في سياق متصل اصيب 13 شخصا على الاقل بجروح في انفجارين متزامنين في بنغازي بشرق ليبيا استهدفا مجمع نيابات ومحاكم شمال المدينة ومكتب المحامي العام الواقعين على بعد كيلومتر واحد من بعضهما، كما افاد مصدر رسمي، وقال المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الامنية المشتركة لحماية مدينة بنغازي العقيد محمد الحجازي ان الانفجارين اللذين وقعا وقت حلول الافطار خلفا ايضا اضرارا مادية جسيمة، واضاف ان "انفجارا هز مجمع محاكم ونيابات شمال بنغازي بشارع احمد رفيق المهدوي بجانب ساحة الحرية التي شهدت منطلق ثورة 17 فبراير 2011".

واضاف ان "انفجارا اخر هز مبنى ما يعرف ب(بمحكمة الشعب) وهي مكتب المحامي العام لمدينة بنغازي مقابل مستشفى السابع من اكتوبر في شارع جمال عبدالناصر"، لافتا الى ان "هذا الانفجار ليس الاول من نوعه لذات المكان، واوضح ان "الانفجارين وقعا في وقت متزامن مع وقت افطار الصائمين،  واكد ان "13 جريحا على الاقل سقطوا جراء هذه الانفجارين"، لافتا الى ان "اصاباتهم متفاوتة"، وافاد مراسل فرانس برس ان فتحة كبيرة اصابت الجدار الشرقي المقابل لساحة الحرية في مجمع محاكم ونيابات شمال بنغازي بفعل الانفجار الذي تسبب في تحطيم الواجهات الزجاجية وبعض الجدران لبعض المباني المجاورة اضافة الى تدمير بعض السيارات. بحسب رويترز.

واضاف المراسل ان مكتب المحامي العامي تعرض جانبه المقابل لمستشفى السابع من اكتوبر الى اضرار جسيمة وصلت الى الطابق الثالث للمبنى بالاضافة الى اضرار جسيمة اصابت المبنى المجاور لشركة البريقة لتسويق النفط المجاور للمبنى.

وتصاعدت السنة اللهب في محيط المكان وساد الهلع والغضب العديد من السكان والمسلحين في المكان فيما طوقت قوات الصاعقة محيط المنطقة واجرت عمليات تمشيط موسعة، وافاد مراسل فرانس برس انه شاهد في منطقة مجمع المحاكم ثلاث سيارات بالقرب من جدار المبنى محطمة تحطيما كاملا، وقال احد شهود العيان للمراسل ان "سيارة مفخخة هي التي انفجرت وتسببت في الحادثة"، واكد المتحدث الرسمي باسم الغرفة الامنية "اصابع الاتهام تتوجه الى من تمكن من الفرار من سجن الكويفية من المطلوبين للعدالة"، وفر قرابة 1200 سجين معظمهم محكومون ومحتجزون على ذمة قضايا جنائية وقضايا متعلقة بمساندة نظام القذافي من سجن الكويفية العسكري والمدني في المدينة التي تشهد اضطرابات امنية، ودان رئيس المنظمة الليبية للقضاء القاضي مروان الطشاني في تصريح لفرانس برس الحادث واصفا اياه ب"المؤسف"، مطالبا الحكومة بوضع حلول عاجلة لتامين الاماكن الحيوية والمواطنين.

محتجون ليبيون يقتحمون مقار حزب العدالة والبناء

على الصعيد نفسه هاجم محتجون في عدد من المدن الليبية مقرات حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا إحتجاجا على موجة الإغتيالات التي شهدتها مدينة بنغازي والتي وصلت إلى أربعة أشخاص ما بين مدنيين وعسكريين.

وعقب تظاهرات لحشود من المحتجين في مدن طرابلس وبنغازي والزاوية وطبرق والخمس والزنتان احتجاجا على هشاشة الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد والتي أدت إلى هذه الموجة من الإغتيالات أقدم المحتجون على اقتحام مقرات حزب العدالة والبناء في هذه المدن.

وبدأت حشود من المتظاهرين التجمع بميدان الشهداء بوسط العاصمة طرابلس فيما قامت جموع أخرى باغلاق عدد من الطرق والشوارع ،ورددوا شعارات ترفض إستمرار الأحزاب بإدارة الدولة قبل اصدار الدستور.

ويحمل المتظاهرون الحكومة وبرلمان بلادهم مسؤولية الإنفلات الأمني للحكومة وطالبوهما باتخاذ الإجراءات الفورية العاجلة لحماية المواطنين من المسلحين الذين يرتعون في البلاد دون حسيب أو رقيب.

ويشار إلى انه بعد اغتيال الناشط السياسي عبد السلام المسماري عقب خروجه من صلاة الجمعة في بنغازي أمس توالت التصفيات الجسدية لثلاثة آخرين، حيث أغتيل آمر مكتب الدفاع المحلي والتدريب بقاعدة بنينة الجوية سابقا العقيد المُتقاعد سالم السراح، كما اغتيل مدير مركز شركة منطقة اجخرة العقيد خطاب عبد الرحيم الزوي خلال تواجده بمدينة بنغازي، فيما أغتيل أحد عناصر مركز شرطة الفويهات بالمدينة نفسها.

امازيغ ليبيون يغلقون خطا نفطيا

من جهة أخرى أغلق أمازيغ ليبيون من سكان مدينة نالوت في جبل نفوسة الغربي (250 كلم جنوب غرب طرابلس) خطا للبترول يمر عبر المدينة ويغذي مجمع مليتة النفطي بالغاز، وذلك احتجاجا على اعتماد المؤتمر الوطني العام لقانون انتخاب الهيئة التاسيسية المكلفة صياغة دستور البلاد.

واوضح مراسل فرانس برس ان مجموعة من امازيغ الجبل قامت في الساعات الاولى من صباح الخميس باغلاق خط للبترول يمر عبر مدينة نالوت، احدى اكبر المدن التي يقطنها الامازيغ، ويغذي هذا الخط مجمع مليتة (80 كلم غرب طرابلس) بالغاز القادم من حقل الوفاء بحوض مدينة غدامس (600 كلم جنوب غرب طرابلس)، ومجمع مليتة للنفط والغاز يقع في مدينة زوارة الساحلية الواقعة بالقرب من الحدود الليبية مع تونس وهي المدينة الساحلية الوحيدة التي تقطنها اقلية الامازيغ التي تشكل 5 في المئة من عدد السكان، ويغذي مجمع مليتة النفطي عبر انبوب بحري ايطاليا بالغاز تنفيذا لاتفاقيات ابرمها نظام معمر القذافي قبل سقوطه في العام 2011 واستمرت حتى الوقت الحالي.

ويطالب امازيغ ليبيا بالاضافة الى "امازيغ تينيناي" او "امازيغ الصحراء" وهم "قبائل التبو والطوارق" بدسترة لغتهم ومنحهم حقوقهم الثقافية والعرقية في دستور ليبيا المرتقب، وقال عضو مجلس الشورى بمدينة نالوت خيري الطالب لفرانس برس ان "قطع الخط النفطي عن الامداد جاء نتيجة لانتهاء المهلة الممنوحة من قبل الامازيغ للمؤتمر الوطني العام بشان احقية المكونات الثقافية في الدستور الليبي والوصول الى العملية التوافقية في دسترة حق الامازيغ والطوارق والتبو بالدستور الليبي الجديد". بحسب فرانس برس.

من جهته هدد الناشط الامازيغي خالد الماقوري بالقول ان "هذا العمل المتمثل في قفل خط البترول من منطقة نالوت يعد بسيط جدا"، لافتا الى ان "هذا الاجراء يعد وهي رسالة للمؤتمر الوطني العام تذكرهم باحقية الامازيغ الثقافية في الدستور القادم"، وخصص المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة تشريعية في ليبيا في النهاية حصة من 6 مقاعد فقط من اصل 60 للنساء، كما اختار ان تكون الترشيحات "فردية" على حساب الاقتراع على اساس اللوائح، فيما خصص 6 مقاعد اخرى لاقلية الامازيغ.

وستتشكل الهيئة من 20 عضوا عن كل من الاقاليم الثلاث لليبيا، وقد قاطعت المناقشات بشان هذا القانون اقليات التبو والامازيغ والطوارق التي تندد بـ"تهميشها"، ويعد هذا العمل تطور في الموقف الموقف من مظاهرات سلمية طيلة اليومين الماضيين إلى عصيان مدني شامل في مناطق جادو ويفرن ونالوت وكاباو والرحيبات وزوارة، وقامت المناطق الأمازيغية بتنكيس العلم الوطني الليبي تعبيرا عن عدم توصل الجهات الوطنية إلى صيغة تفاهم معهم.

سلسلة اغتيالات خطيرة

على الصعيد نفسه اعرب الاف المتظاهرين عن غضبهم من الاحزاب السياسية وخاصة الاخوان المسلمين واتهموها بالتسبب في انعدام الاستقرار في ليبيا وذلك غداة اغتيالات استهدفت ناشطا مناهضا للاسلاميين وضابطين في الجيش والشرطة، وتخللت التظاهرات اعمال عنف وشغب استهدفت مقرات اكبر حزبين، حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، وخصمه تحالف القوى الوطنية (ليبرالي)، وفي بنغازي (شرق) مهد الثورة ضد نظام معمر القذافي في 2011، هاجم متظاهرون شبان مقر حزب العدالة والبناء في وقت مبكر من صباح السبت وخربوه.

وجاب مئات الاشخاص شوارع المدينة مساء الجمعة منددين باغتيال المحامي والناشط السياسي والحقوقي المحامي عبد السلام المسماري واثنين من ضباط الجيش. واتهم المتظاهرون الاخوان المسلمين بالوقوف وراء اغتيال المسماري على غرار عشرات الضباط المستهدفين منذ الثورة وخصوصا في بنغازي، وفي طرابلس تجمع المئات في وقت مبكر صباح السبت في قلب العاصمة "تضامنا مع بنغازي" وضد الاخوان المسلمين، وبعد خروجهم من المساجد بعد صلاة الفجر ردد المتظاهرون "دماء الشهداء لن تذهب هباء" وتوجهوا نحو ساحة الشهداء كما لاحظ مراسل فرانس برس.

وبعد ذلك توجه مئة شاب الى مقر حزب العدالة والبناء في حي بن عاشور حيث دمروا ونهبوا مكاتبه واثاثه وكسروا زجاجه، وفي البداية استهدفت التظاهرة خصوصا الاخوان المسلمين المتهمين بالوقوف وراء اغتيال عبد السلام المسماري لكن المتظاهرين رددوا ايضا شعارات مناهضة لتحالف القوى الوطنية الفائز بانتخابات تموز/يوليو 2012، وتوجه مئة متظاهر نحو مقر التحالف في حي الاندلس وخربوه والقوا وثائق من النوافذ.

وقال المتظاهر احمد الطرابلسي "نريد حل كل هذه الاحزاب، انهم مصدر كل مشاكلنا، يجب المصادقة على دستور ثم قانون ينظم الحياة السياسية قبل السماح للاحزاب بممارسة نشاطها"، ويرى المتظاهرون ان التنافس السياسي يحول دون استقرار البلاد التي تعج بالاسلحة لا سيما ان حزب العدالة والبناء وتحالف القوى الوطنية متهمان ايضا بالتلاعب بالمليشيات المسلحة التي تخدم مصالحها والحؤول دون تشكيل جيش وشرطة مهنيين، وخلافا لبلدي "الربيع العربي" الآخرين تونس ومصر، لم يفز الاسلاميون باول انتخابات حرة في ليبيا.

وفي الانتخابات التشريعية في تموز/يوليو 2012، فاز تحالف القوى الوطنية بزعامة محمود جبريل وهو ائتلاف احزاب ليبرالية يقودها مهندسو الثورة على العقيد القذافي في 2011، ب39 مقعدا من اصل ثمانين مخصصة للاحزاب السياسية في المؤتمر العام الوطني، اكبر هيئة سياسية وتشريعية في البلاد، بينما حل حزب العدالة والبناء في المرتبة الثانية وفاز ب17 مقعدا، وتوزعت المقاعد ال120 المتبقية على نواب احرار ومن مختلف الانتماءات السياسية، واتهم الحزبان بالعمل على توسيع نفوذهما وتخويف خصومهما بالارتكاز على المليشيات المسلحة، واثار اغتيال عبد السلام المسماري وضابط في الجيش واخر في الشرطة، الجمعة صدمة في البلاد، وكان المحامي من اول المناضلين الذين شاركوا في التظاهرات ضد الدكتاتور معمر القذافي في شباط/فبراير 2011، وبعد الثورة اشتهر خصوصا بمناهضته الاخوان المسلمين والمليشيات الاسلامية التي كان يقول انها تعمل على الاستحواذ على الحكم رغم معارضة الشعب، ومنذ انهيار نظام القذافي اصبح شرق ليبيا مسرحا لاعمال عنف كثيفة استهدفت ايضا قضاة وعسكر وشرطيين خدموا في عهد النظام البائد.

الى ذلك افاد مسؤول امني ليبي ان القنصل الفخري لفرنسا في بنغازي، شرق ليبيا، جان دوفريش نجا م من محاولة اغتيال، وقال محمد حجازي المتحدث باسم الاجهزة الامنية الليبية في بنغازي ان سيارة دوفريش تعرضت لاطلاق نار مساء الخميس من سيارة اخرى بينما كان عائدا الى منزله برفقة زوجته، وكان القنصل قد غادر مع زوجته مستشفى بنغازي نحو الساعة 23،00 (21,00 تغ) عندما اطلق مسلحون النار عليهما من سيارة اخرى يستقلونها، واوضح حجازي ان "عشر رصاصات على الاقل اصابت السيارة الا ان احدا لم يصب باذى"، مضيفا "ان دوفريش وزوجته عادا الى المستشفى حيث وضعا تحت حماية الاجهزة الامنية"، واضاف المتحدث الليبي ان "فريقا من القوات الخاصة في الجيش الليبي تولى حماية امن قنصل فرنسا حتى مغادرته اليوم" الى تونس. بحسب فرانس برس.

من جهته قال احد المقربين من القنصل الفرنسي ان الاخير كان يقود سيارته عندما اقترب مسلحون يستقلون سيارة ثانية من سيارته واطلقوا عليه رصاصات عدة، وقال المصدر نفسه انه شاهد اثار سبع رصاصات على الاقل في هيكل السيارة "الا ان القنصل وزوجته لم يصابا بلذى وغادرا بنغازي باتجاه تونس"، وتعرضت مصالح غربية لاعتداءات عدة في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي عام 2011 خاصة في شرق البلاد معقل الثورة الليبية ومجموعات اسلامية متشددة، وفي الحادي عشر من ايلول/سبتمبر الماضي هاجم اسلاميون مقر القنصلية الاميركية في بنغازي ما ادى الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا كريس ستيفنس وثلاثة اميركيين اخرين، كما استهدفت سيارة مفخخة مقر السفارة الفرنسية في طرابلس في الثالث والعشرين من نيسان/ابريل الماضي ما ادى الى اصابة اثنين من قوى الامن الفرنسية التي تحرس المكان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/آب/2013 - 30/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م