المنزل... بيئة محفوف بمخاطر التسمّم

 

شبكة النبأ: يُعد المنزل نطاقاً محفوفاً بمخاطر التسمم، لاسيما بالنسبة للأطفال. وتمتد قائمة مخاطر الإصابة بالتسمم في المنزل من المنظفات مروراً بالأطعمة الفاسدة، وصولاً إلى الأدوية والعقاقير الطبية.

وأكد بيتر سيفرين، عضو اتحاد روابط أطباء الطوارئ الألمان، أنه «يُمكن أن يتحوّل أي شيء، حتى الماء، إلى مادة سامة عند تناوله بجرعات معيّنة».

فإذا أفرط الإنسان مثلاً في تناول المياه بكميات كبيرة للغاية، فيُمكن أن يتسبب ذلك في الإضرار بالمحتوى الملحي الموجود في جسده، ما قد يؤدي في أسوأ الأحوال إلى الوفاة.

الأسباب

جديرٌ بالذكر أن أغلب حالات التسمم، لاسيما لدى الأطفال، تحدث بسبب الأطعمة الملوّثة واستنشاق غازات الحرائق، وكذلك المنظفات المنزلية. وعن هذه المواد يقول البروفيسور توماس تسيلكر، أخصائي علم السموم بجامعة ميونيخ التقنية: «عادةً ما تتسبب هذه المواد في حدوث حالات تسمم، لاسيما لدى الأطفال الصغار؛ حيث تخدعهم حاسة البصر أو الشم وتجعلهم يعتبرون أن هذه المواد صالحة للتناول، سواء في صورة طعام أو شراب». بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

 وأضاف الخبير الألماني تسيلكر أن الأدوية تُعد السبب الرئيس في حالات التسمم لدى الأطفال، موضحاً «ربما تتسبب الأدوية في إصابة الأطفال بحالات تسمم، نتيجة أنهم يعتقدون مثلاً أن أية أقراص ملوّنة تعتبر سكاكر، ما يدفعهم إلى تناولها؛ فيُصابون بالتسمم».

مدى الخطورة

عن مدى خطورة التسمم وتركيزه، فيتعلق هذا الأمر بعوامل عدة، ألا وهي: الكمية التي تحتويها هذه المادة من سموم، إلى جانب الجرعة التي تم تناولها منها، كذلك المدة التي وقع خلالها المصابون تحت تأثير السم. فضلاً عن ذلك تلعب الحالة الجسدية والصحية للمصابين بالتسمم دوراً حاسماً في مدى تأثرهم بالمادة السامة.

وتطرح دانيلا آكفارونه من الجمعية الألمانية لإغاثة حالات التسمم: «تقل الخطورة التي يتعرض لها الطفل الصغير، عند إصابته بحالة تسمم ناتجة عن تناوله لسيجارة مثلاً، عمّا يتعرض له عند تناول السوائل، التي ظلت بداخلها أعقاب السجائر طوال الليل». وأرجعت الخبيرة الألمانية سبب ذلك إلى أن مادة النيكوتين في الحالة الثانية تكون في صورة سائلة؛ ومن ثمّ يمتصها الجسم على نحو أسرع. وعن مدى الأضرار التي تتعرض لها أعضاء الجسم نتيجة إصابة الإنسان بحالة تسمم، يقول طبيب الطوارئ الألماني سيفرين: «يتوقف هذا الأمر على نوعية المادة السامة، وكذلك على المسار الذي تتخذه داخل الجسم». ومن هذا المنطلق يُمكن أن يؤدي استنشاق أبخرة الكلور مثلاً إلى حدوث مشكلات بالرئة، في حين تتسبب الجرعة الزائدة من أدوية الباراسيتامول في الإضرار بالكبد؛ لذا لا يوجد عرض مميز يُمكن الاستدلال من خلاله على الإصابة بالتسمم.

الأعراض

أوضحت الخبيرة الألمانية آكفارونه أن هناك بعض الأعراض العامة التي ربما تُشير إلى الإصابة بالتسمم، قائلةً: «مثل الغثيان والقيء والصداع، وكذلك اضطرابات التنفس والدورة الدموية وفقدان الوعي». ونظراً لعدم وجود أعراض محددة للإصابة بالتسمم، فعادةً ما يواجه الأشخاص عديمو الخبرة صعوبة بالغة في معرفة إذا ما كانوا مصابين فعلياً بالتسمم أم لا. لذا تجدر الإشارة إلى بعض الظواهر، التي تساعد هؤلاء الأشخاص على التحقق من ذلك، من بينها مثلاً الشعور بآلام مفاجئة، في حين يكون الشخص قبلها في كامل صحته. وكذلك عند تزامن إصابة أكثر من شخص في محيط اجتماعي واحد، في مكان عمل واحد مثلاً أو بعد تناولهم للطعام نفسه.

سُبل العلاج

إذا ساور الآباء شك في إصابة طفلهم بالتسمم، فينبغي عليهم حينئذٍ استشارة طبيب متخصص، علماً بأن استخدام الوسائل المنزلية العادية يُمكن أن يتسبب في تزايد الخطر الناتج عن التسمم؛ حيث يؤدي تناول الحليب مثلاً إلى إسراع تأثير بعض السموم. كما يُمكن أن يتسبب إجبار الطفل على التقيؤ إلى وصول هذا القيء إلى القصبة الهوائية، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى إصابته بضيق في التنفس. أما إذا كان الطفل المشتبه في إصابته بالتسمم في كامل وعيه، ولاتزال حالته مستقرة، فيكفي حينئذٍ الاتصال بخدمة الطوارئ الخاصة بحالات التسمم وإطلاعهم على الحالة بالتفصيل.

وكي يُمكنهم تشخيص الحالة على نحو سليم، أوصى طبيب الطوارئ الألماني سيفرين، قائلاً: «من المهم أن يتم إطلاع خدمة الطوارئ على عمر الطفل المشتبه في إصابته بالتسمم، وكذلك نوعه ووزنه، فضلاً عن أعراض الحالة التي انتابته بالتفصيل. وبالإضافة إلى ذلك، يُفضل أيضاً إطلاعهم على نوعية المادة، التي يتشككون في أنها السبب في حالة التسمم، والكمية التي تم تناولها منها بالتحديد وكذلك موعد تناولها، إن إمكن».

ومن هذه المعلومات سيتسنى للآباء بعد اتصالهم بخدمة الطوارئ التعرف الى ما يتوجب عليهم فعله. فعلى سبيل المثال سيُمكنهم تحديد إذا ما كان في إمكانهم علاج الطفل المُصاب عن طريق بعض الإسعافات الطبية البسيطة، أو أن الأمر يستلزم نقله إلى المستشفى ليتم فحصه من قبل طبيب الطوارئ.

أما إذا كان الطفل المصاب بالتسمم في حالة فقدان تام للوعي أو يُعاني ضيقاً في التنفس، فيُشير ذلك إلى خطورة حالته الصحية إلى أقصى حد؛ لذا سينبغي على الآباء الاتصال بالطوارئ على الفور أو اصطحابه إلى أقرب مستشفى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/آب/2013 - 29/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م