أكراد سوريا... من النأي بالنفس الى مواجهات محتدمة

 

شبكة النبأ: في الاونة الأخيرة برز الأكراد على الساحة الحربي في سوريا خاصة في المنطقة الشمالية، إذ تقاتل الميليشيات الكردية مقاتلين من جبهة النصرة السنية المرتبطة بالقاعدة، وأستطاع الأكراد بسط سيطرتهم على مناطق عديدة في الشمال ابرزها مدينة راس العين الحدودية مع تركيا في محافظة الحسكة شمال شرق، وادت هذه المواجهات الى سقوط عشرات المقاتلين من الطرفين، فيما يحاول جبهة النصرة استعادة المبادرة غير أن الأكراد يسيطرون على الأوضاع فيما يبدو وبقوة رصينة.

إذ يسعى الأكراد الذين يشكلون 15 بالمئة من سكان سوريا، ابقاء مناطقهم في منأى من العمليات العسكرية والاحتفاظ فيها بنوع من الحكم الذاتي، لذا يرى الكثير من المحللين أن الحكم الذاتي للأكراد في سوريا بدأ يحاكي ما يتمتع به الأكراد من شبه استقلال في شمال العراق المجاور فهم يريدون من خلال هذه المعارك التي يخوضونها ضد المقاتلين الجهاديين في شمال سوريا، الى تثبيت سلطتهم الذاتية على الارض والاقتصاد في المناطق التي يتواجدون فيها، في استنساخ لتجربة أقرانهم في العراق.

ويرى بعض المحللين أن ثمة اسباب تدفع الى الاعتقاد ان الحصول على الحكم الذاتي يشكل ناقوس خطر بالنسبة الى الاسلاميين، لان هذه المنطقة باتت شديدة الاهمية، خصوصا بالنسبة للجهاديين الذين يمكنهم تحويلها الى ملاذ آمن لهم، والافادة من عائدات الحقول النفطية الموجودة فيها.

لكن في الوقت نفسه يشكل الإصرار الكردي بحصول على حكم ذاتي مأزقا بالنسبة لأنقرة بينما تسعى إلى تحقيق السلام على أراضيها مع متشددين من حزب العمال الكردستاني الذي خاض قتالا لثلاثة عقود من أجل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي للأكراد في تركيا، وتخشى أنقرة أن يشجع انتزاع أكراد سوريا السيطرة على أجزاء من البلاد مقاتلي حزب العمال الكردستاني. لكنها أيضا لا تستريح لسيطرة جبهة النصرة التي أعلنت الاندماج مع ذراع القاعدة في العراق على مساحات واسعة من الأراضي على طول حدودها.

بينما بعض المحللين أن هناك مؤشرات على أن تركيا ترغب في العمل مع حزب الاتحاد وغيره من الجماعات الكردية إذا ما تأكدت من بقاء هذه الجماعات على معارضتها الشديدة للأسد وتعهدت بعدم السعي للحصول على حكم ذاتي من خلال العنف أو قبل حل الصراع السوري وبأنها لن تمثل تهديدا لأمن تركيا.

بينما دعت وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا الى النفير العام في مواجهة التنظيمات الجهادية اثر اغتيال المسؤول الكردي عيسى حسو في شمال شرق البلاد، ويرى الكثير من المراقبين تأتي دعوة الأكراد غير المسبوقة الى التعبئة في الحرب في سوريا لتشكل خطوة  من شانها أن تثير قلق مقاتلي المعارضة السورية وتركيا المجاورة وكل منهم يخشى إقامة دولة كردية محتملة.

أكراد سوريا يتحسسون خطاهم صوب الحكم الذاتي

في سياق متصل عندما ينظر عادل عبر الحدود إلى بلدته السورية التي فر منها يسترعى انتباهه علم كردي يعلو مباني البلدة الخانقة المنخفضة الارتفاع، يري الكردي البالغ من العمر 33 عاما المنتصرين يأتون ويغدون لكن وقت الاحتفال لم يحن بعد، يقول عادل "في البداية كان هناك بشار الأسد وكان هناك القمع ثم جاء الجيش الحر وكانت الأمور أفضل قليلا والآن فرض الأكراد سيطرتهم"، وأضاف "لا نستطيع أن نجزم كيف سيكون الحال معهم. سننتظر لنرى. لكن ليس المهم من يتولى السيطرة ما دام هناك أمن وعدل. هذا كل ما نريد".

وسعت الميليشيات الكردية خلال العام الماضي إلى تشديد قبضتها على شمال سوريا بعدما استغلت حالة الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية الدائرة في البلاد من خلال السيطرة على بعض الأحياء بينما تنشغل قوات الأسد بالقتال في مناطق أخرى في البلاد.

وكانت رأس العين البلدة الحدودية المتاخمة لبلدة جيلان بينار في تركيا والتي تضم خليطا عرقيا من العرب والأكراد، وقبل أسبوعين انتزع مقاتلون متحالفون مع حزب الاتحاد الديمقراطي -أقوى جماعة كردية محلية إذ تتمتع بميليشيات قوية جيدة التسليح - رأس العين من قبضة مقاتلي جبهة النصرة، وبعد ذلك بأيام أعلن صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي إن الحزب سيؤسس مجلسا مستقلا لادارة المناطق الكردية في سوريا حتى تنتهي الحرب.

ورفعت اللجنة الكردية العليا - وهي جماعة حديثة التكوين تنضوي تحت لوائها الأحزاب الكردية في سوريا ومن بينها حزب الاتحاد - علمها على البلدة لكنها لا تحكم قبضتها تماما على الأمور في البلدة.

أعاد مقاتلو النصرة تنظيم صفوفهم في تل حلف التي تقع على بعد أربعة كيلومترات إلى الغرب حيث يوجهون القذائف ويطلقون النيران في محاولة لتعويض خسائرهم على الرغم من أن الأكراد يسيطرون على الأوضاع فيما يبدو، وتراجعت الاشتباكات إلى اطلاق النار العشوائي لكن تبادلا كثيفا للنيران هذا الشهر أسفر عن وصول رصاصات طائشة وسقوط قذائف على الجانب التركي من الحدود. وقتل ثلاثة مدنيين أتراك بينهم صبي يبلغ من العمر 15 عاما قتل برصاصة في الرأس، وقال الجيش التركي الذي يرد على اطلاق النيران من سوريا عندما تسقط رصاصات طائشة أو قذائف داخل تركيا إنه أطلق عدة أعيرة نارية عبر الحدود عند جيلان بينار بعدما أصابت طلقة من سوريا البلدة.

واستمرت الاشتباكات اليومية بين الاكراد والاسلاميين في أنحاء شمال سوريا وقتل مقاتلو حزب الاتحاد الديمقراطي 12 متشددا اسلاميا في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا التي تتاخم تركيا والعراق حسبما قال المرصد السوري لحقوق الانسان، وعادة ما يوصف الأكراد الذين يعيشون منقسمين بين ايران وتركيا والعراق وسوريا بانهم أكبر جماعة عرقية بلا دولة لها، وعانى أكراد سوريا وهم أكبر أقلية عرقية في البلاد من القمع الحكومي لعقود من الزمن.

وفي ظل حكم الأسد ووالده من قبله يحظر على الأكراد تعلم لغتهم وكثيرا ما طردوا من أرضهم بل أحيانا كانوا يحرمون من الحصول على حقوق المواطنة السورية الكاملة. وتضم منطقتهم جزءا كبيرا من احتياطيات سوريا من النفط التي تقدر بنحو 2.5 مليار برميل لكن الأكراد لا يتمتعون سوى بالقليل من المزايا.

اما الآن فلا يتحدث اللاجئون الأكراد والعرب الذين فروا من رأس العين سوى عن حنينهم إلى العودة إلى منازلهم في سلام بغض النظر من يتولى السيطرة على الأمور، قالت خديجة (29 عاما) وهي من أصل عربي وفرت من بلدتها مع أسرتها مرتين خلال الثمانية أشهر الماضية إن سبعة من أقاربها الذكور اعدموا على يد مقاتلين عرب لأنهم أرادوا التهرب من التجنيد، وأضافت "نريد دولة يشكلها أي طرف. لا يهم من. الأمن هو هاجسنا الوحيد. لنكن فقط قادرين على العودة لمنازلنا..عرب أكراد أو أيا من كان"، وعبر الحدود تتوخي الجارة القوية التركية الحذر في خطواتها. بحسب رويترز.

وفي بيان نادر هذا الشهر ذكر الجيش التركي أنه أطلق النار على مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي ووصفهم بانهم "ارهابيون انفصاليون" بعدما أصابت طلقات من رأس العين الجانب التركي. ولم تحدد البيانات السابقة الأهداف التي رد عليها الجيش التركي، وقال مسؤول كبير في الحكومة التركية طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع "ليس لدينا أي مشكلة مع تطلعاتهم... ما لا نريد من أي جماعة هو أن تستغل هذا الوضع لتفرض ارادتها بالقوة"، وتم توصيل الرسالة مباشرة إلى صالح مسلم حينما دعته تركيا لزيارة أسطنبول لاجراء محادثات مع المخابرات التركية بعدما أدت السيطرة على رأس العين إلى ما وصفه المسؤول الحكومي بانه شعور جديد بضرورة التحرك بسرعة، وأضاف المسؤول "لقد فهمناه وفهمنا، "خرج وهو مقتنع بأن موقفنا من الأكراد واضح كما أوضح موقفه... بأنهم لا يسعون في الوقت الحالي لاقامة حكم ذاتي بأي شكل"، وتبحث الحكومة التركية إعادة فتح المعابر الحدودية إلى المناطق الكردية في سوريا للمساعدة في تدفق المعونات الانسانية ومن بينها معبر عند جيلان بينار أغلق في غمار حالة عدم اليقين بشأن من يسيطر على الجانب الاخر من الحدود، وقال اسماعيل أرسلان رئيس بلدية جيلان بينار الذي ينتمي إلى حزب السلام والديمقراطية وهو الحزب الرئيسي الموالي للأكراد في تركيا "وصلت تركيا بالفعل إلى مرحلة تدرك فيها ما يجب القيام به. على الأقل أدركت أن معاملة الأكراد مثل العدو ومساندة جماعات مثل النصرة ليست في مصلحتها"، وبالنسبة لعادل وأولاده الخمسة يبدو اليوم الذي تنعم فيه المناطق الكردية من سوريا بالأمان تحت حكم أي طرف أمرا بعيد المنال، يقول "لا يحدوني أي أمل... لن يتم اصلاح سوريا حتى في عشر سنوات. قد أبقى هنا كل هذه الفترة. لن أعود حتى تنتهي هذه الحرب".

تغيير مسار الحرب في سوريا

على الصعيد نفسه رحب رئيس الحزب الكردي الرئيسي في تركيا بالاتصالات بين حكومة أنقرة وأكراد سوريا قائلا انها يمكن ان تكثف الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد وان تساعد في تغيير مسار الحرب.

واجتمع ضباط مخابرات أتراك في اسطنبول مع صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا وهو جماعة كردية تقاتل ميليشياتها من اجل السيطرة على أجزاء في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية، جاء الاجتماع بعد اعلان مسلم ان الجماعات الكردية ستشكل مجلسا مستقلا يدير المناطق الكردية في سوريا الى ان تنتهي الحرب.

وقال صلاح الدين دميرطاش رئيس المجموعة البرلمانية لحزب السلام والديمقراطية التركي لرويترز في مقابلة "زيارة صالح مسلم لاسطنبول مؤشر واضح على ان تركيا تتحرك نحو تغيير سياسة تفترض ان الاكراد يمثلون تهديدا"، وقال "لن يؤثر ذلك فقط على العلاقات التركية الكردية بل وعلى مسار الاحداث في سوريا من خلال ممارسة ضغوط على النظام"، وتابع "يمكن ان يكون الاكراد فاعلين في سوريا ونحتاج لزيادة الدعم لهم. ويجب على الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة ان تقيم علاقات ملائمة مع أكراد سوريا".

وتركيا من أقوى مؤيدي المعارضة التي تسعى للاطاحة بالاسد في الحرب منذ مارس اذار 2011، وقال مسؤولون إن تركيا تريد ضمانات من حزب السلام والديمقراطية بأنه لن يهدد امن الحدود أو يسعى الى قيام منطقة شبه مستقلة في سوريا من خلال العنف وان ينتهج موقفا معارضا بحسم للاسد. بحسب رويترز.

وحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من أي تحرك "خطأ أو خطير" يمكن ان يضر بالامن التركي، ودميرطاش لاعب رئيسي في جهود تركيا لإنهاء صراع على أراضيها مع المسلحين الأكراد قتل فيه أكثر من 40 الف شخص منذ عام 1984، وقام دميرطاش بعدة زيارات الى السجن المحتجز فيه عبد الله أوجلان رئيس حزب العمل الكردستاني المحظور منذ ادانته بتهمة الخيانة عام 1999 وسلم رسائل منه الى انصاره المسلحين في شمال العراق، واعلن حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد3 الاوروبي جماعة إرهابية وقفا لاطلاق النار في مارس اذار لتشجيع محادثات مع اوجلان ينظر اليها على انها افضل فرصة حتى الآن لانهاء صراع من اطول الصراعات في العالم.

وقال دميرطاش الذي اجتمع مع اوجلان للمرة الاولى في سجنه بجزيرة ايمرالي هذا العام "انه أشبه بلاعب شطرنج بارع. يتخذ خطوته بعد أن يتوقع الخطوات الثماني أو العشر التالية مقدما"، ووصف أوجلان بأنه خبير في سياسة الشرق الاوسط وذواق للادب والفلسفة والفن والتاريخ، وفي الاسابيع الاخيرة طلب المعارضون من حكومة اردوغان ان تظهر مزيدا من الالتزام لكي يستمر وقف اطلاق النار وأن تعالج شكاوى الأكراد من خلال توسيع حقوقهم السياسية والثقافية.

الاكراد يدعون الى التعبئة ضد الجهاديين

من جهتها  دعت وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا الى "النفير العام" في مواجهة التنظيمات الجهادية اثر اغتيال المسؤول الكردي عيسى حسو في شمال شرق البلاد، حسب ما جاء في بيان صادر عن هذه الوحدات، وفي حمص (وسط) حيث حققت القوات النظامية انتصارا كبيرا على مقاتلي المعارضة وفي منطقة حلب (شمال)، وعلى الصعيد السياسي، قال احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض انه يؤيد المشاركة في مؤتمر جنيف 2 شريطة ان يكون التفاوض مع النظام السوري "محددا في الزمن"، مشيرا الى احتمال اعلان حكومة في المنفى في نهاية اب/اغسطس، وجاء في البيان الذي نقله المرصد السوري لحقوق الانسان عن وحدات حماية الشعب الكردي "نناشد الشعب الكردي والشباب في مقدمتهم في كل مكان وكل من يستطيع حمل السلاح بالانخراط في صفوف وحدات حماية الشعب للوقوف في وجه هجمات هذه الجماعات المسلحة وحماية مناطقنا. وبناءً على هذا نعلن النفير العام خدمةً للمصلحة الكردية العليا في غرب كردستان". بحسب فرانس برس.

واضاف البيان "رغم نداءاتنا المتكررة إلى الائتلاف الوطني السوري وقيادة الجيش الحر لتوضيح مواقفها من هذا الهجوم البربري إلا إن الأطراف المذكورة لم تحدد موقفها من الهجمات وهذه الجماعات . والان وبعد مضي اكثر من اسبوعين على هذه الاشتباكات العنيفة تبين بان غالبية كتائب الحر وبالتنسيق مع جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق وبلاد الشام باتوا طرفاً واحداً في الهجوم على الشعب الكردي في جبهة واسعة من ديرك وانتهاءً بحلب وعفرين"، وتعتبر وحدات حماية الشعب الكردي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي يعتبر بدوره الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا والذي تعتبره انقرة "حزبا ارهابيا"، وصرح محمد مصطفى العضو الكردي في المجلس الوطني السوري (معارضة) لفرانس برس ان الجهاديين "بدلا من محاربة القوات النظامية يشنون هجمات على المناطق التي لم يعد يسيطر عليها النظام ويهاجمون الاكراد".

مقتل 12 جهاديا وخطف200 كردي

الى ذلك قتل 12 مقاتلا جهاديا في اشتباكات جديدة مع مقاتلين اكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وقال المرصد ان "اشتباكات دارت في بعض القرى الواقعة بين مدينتي جل آغا (الجوادية) وكركي لكي (معبدة)، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب (الكردية) من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة (المرتبطتان بتنظيم القاعدة) من جهة اخرى".

وافاد المرصد ان الاشتباكات التي اندلعت اثر هجوم الجهاديين على بعض القرى الكردية "اسفرت عن مصرع 12 مقاتلاً من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام"، من دون معلومات عن خسائر في صفوف المقاتلين الاكراد، وقال الناشط الكردي هفيدار لوكالة فرانس برس ان مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا "تعرضت فجر اليوم لقصف عنيف"، مشيرا الى وقوع اشتباكات على اطرافها. بحسب فرانس برس.

وتدور منذ اكثر من اسبوعين اشتباكات عنيفة بين الجهاديين والاكراد في مناطق واسعة من شمال سوريا، حيث تمكن الاكراد الذين اعلنوا "النفير العام"، من طرد المقاتلين الاسلاميين من عدد من المناطق، ابرزها مدينة رأس العين، وافاد المرصد ان المقاتلين الجهاديين احتجزوا نحو 200 كردي اثر سيطرتهم على بلدة تل عرن في ريف محافظة حلب (شمال) ومحاصرتهم بل تل حاصل المجاورة لها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/آب/2013 - 29/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م