السباق نحو الفضاء... تنافس يعود الى واجهة الاولويات

 

شبكة النبأ: استكشاف اسرار الفضاء الخارجي اصبح اليوم من اهم الامور للعديد من دول العالم، خصوصا وان الفترة الاخيرة قد شهدت تقدما كبيرا في النشاط الفضائي، من خلال الاعتماد على أحدث التقنيات وأجهزة الرصد المتطورة وإنتاج الأقمار الصناعية وإطلاق المركبات الفضائية في سبيل الوصول الى معلومات ونتائج جديدة او في سبيل التعرف على بعض الاسرار الخفية، التي قد تسهم بحل الكثير من المشاكل المستقبلية او لتجنب بعض الاخطار التي تهدد كوكب الارض. وفي هذا الشأن اطلق تلسكوب صغير لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) إلى مدار حول الأرض في مهمة لتحديد كيف ترفع الشمس حرارة غلافها الجوي الى ملايين الدرجات وترسل انهارا من الجسيمات التي توضح حدود المجموعة الشمسية.

والدراسة بعيدة جدا عن الصبغة الأكاديمية. ويؤثر النشاط الشمسي مباشرة على مناخ كوكب الأرض والبيئة الفضائية وراء الغلاف الجوي للكوكب. ويمكن للعواصف الشمسية ان تعطل شبكات الطاقة وتشوش على الإشارات اللاسلكية وتتدخل في الاتصالات والملاحة والأقمار الصناعية الاخرى في المدار. ويحاول العلماء منذ عقود الكشف عن الآليات التي تقود الشمس لكن احد الأسرار الرئيسية يظل كيفية استطاعة الشمس اطلاق طاقة من سطحها البارد نسبيا والذي تبلغ درجة حرارته 5500 درجة مئوية الى الغلاف الجوي الذي قد تصل حرارته الى 2.8 مليون درجة مئوية.

والشمس من الداخل عبارة عن محرك صهر عملاق يخلط ذرات الهيدروجين بالهيليوم. وكما هو متوقع فان درجات الحرارة تنخفض مع انتقال الطاقة نحو الخارج من خلال طبقاتها. لكن بعد ذلك وفي الغلاف الجوي الأدنى ترتفع درجات الحرارة مرة اخرى. وقد تساعد الصور والبيانات التي سينقلها مطياف تصوير منطقة السطح البيني على ايجاد بعض الإجابات عن كيفية حدوث هذا. وبلغت تكلفة المطياف حوالي 145 مليون دولار امريكي بما في ذلك خدمة الإطلاق وصمم المطياف ليستمر لمدة عامين.

الى جانب ذلك ما زال المسبار الأميركي "فويجر-1" الذي أطلق من الأرض في العام 1977، يقترب من حدود النظام الشمسي ليكون بذلك أول آلة من صنع البشر تقترب من حدود الفضاء الخارجي، بحسب المعلومات التي أرسلها المسبار إلى الارض. وبعد إقلاع "فويجر-1" في العام 1977 من كوكب الأرض والانطلاق في الفضاء بسرعة عالية، بات اليوم على بعد 18 بليون كليومتر من الشمس، ومازال يزود العلماء بمعلومات جديدة حول المنطقة الحدودية من المجموعة الشمسية مع الفضاء الخارجي التي يجتازها حاليا، قبل أن يخترق في الأشهر أو السنوات المقبلة الغلاف الشمسي، وهي أشبه بفقاعة هائلة ناجمة عن العواصف الشمسية.

والمنطقة الحدودية التي يمر بها المسبار الآن تسمى حافة الغلاف الشمسي، وهي آخر مناطق فاعلية العواصف الشمسية في التصدي للأشعة الكونية والعواصف النجمية الآتية من الفضاء الخارجي ولا سيما من نجوم مجرة درب التبانة التي تنتمي اليها شمسنا والكواكب السيارة حولها. ونشرت ثلاث دراسات في مجلة ساينس الأميركية، تصف كيف دخل فويجر-1 في العام 2012 في هذه المنطقة من حدود المجموعة الشمسية التي يطلق عليها أيضا اسم "الطريق السريع المغناطيسي"، إذ سجلت أجهزته أعلى نسبة من الإشعاعات الكونية حتى اليوم، مصدرها الفضاء الخارجي، في مقابل انحسار كبير للجزيئات الشمسية.

ويقول عالم الفيزياء الفضائية ستاماتيوس كرينيغيس الباحث في مختبرات جامعة جونز هوبكينز الأميركية "لقد سجلنا انحسارا سريعا ومباغتا للجزيئات الشمسية اذ انخفضت نسبتها بمعدل الف مرة ما إن دخل المسبار الطريق السريع المغناطيسي" وهذان مؤشران على قرب خروج المسبار من النظام الشمسي، أما المؤشر الثالث الذي ينتظره العلماء ويدلل على خروج المسبار فعليا من الغلاف الشمسي إلى الفضاء الخارجي فهو التغير المفاجئ في اتجاه الحقل المغناطيسي.

ويقول ايد ستون المسؤول العلمي عن المهمة في وكالة ناسا "إن هذه المنطقة الغريبة والأخيرة قبل الفضاء الخارجي بدأت تتكشف لنا بفضل فويجر-1، أبعد مسبار في الفضاء اليوم عن الأرض". لكن ايد ستون لديه رأي آخر حول مكان وجود المسبار. ويقول "اذا نظرنا إلى ارتفاع نسبة الأشعة الكونية، وانحسار الإشعاعات الشمسية، يمكن أن نستخلص أن فويجر-1 قد أصبح فعلا في الفضاء الخارجي خارج حدود المجموعة الشمسية". ويوضح قائلا "إن الفريق المشرف على فويجر يعتقد أن المسبار ما زال داخل حدود الغلاف الشمسي لأنه ما زال تحت تأثير الحقل المغناطيسي للشمس". بحسب فرانس برس.

وكان الأستاذ المتقاعد في علم الفلك بيل فيبير أعلن في وقت سابق أن تحليل المعطيات الواردة من فويجر يوحي بأن المسبار قد خرج إلى الفضاء الخارجي. ويشار إلى أن مهمة فويجر أطلقت في العام 1977، وقوامها مسباران، فويجر-1 وفويجر-2، بهدف دراسة كواكب المجموعة الشمسية، وقد حلقا فعلا فوق كواكب المشتري وزحل واورانوس ونبتون واقمارها الثمانية والأربعين و ما زالا يعملان بشكل جيد في حين جمعت الأجهزة التسعة الموجودة على متن كل من المسبارين، معلومات جعلت من مهمة فويجر أكثر المهمات الفضائية فائدة علمية.

شنجو 10 تعود

في السياق ذاته عادت الكبسولة الفضائية الصينية شنجو-10 الى الارض بحسب ما اظهرت مشاهد مباشرة بثها التلفزيون الحكومي، وذلك في ختام أطول مهمة مأهولة ينفذها قطاع الفضاء الصيني. وكان في الكبسولة ثلاثة رواد من بينهم امرأة. وحطت شنجو-10 في سهوب منغوليا الداخلية، بعد 15 يوما من التحليق في مدار الارض. وتملك الصين برنامجا فضائيا طموحا وهي تعتزم اقامة محطة فضائية مأهولة في مدار الارض بحلول العام 2020.

واظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون مباشرة تقنيين يعملون على فتح باب الكبسولة من الخارج، قبل ان يقترب منها اطباء لاجراء كشف اولي على صحة الرواد. وكانت طاقم شنجو (المركبة الالهية) تمكن من تنفيذ التحام للمركبة مع المختبر تيانغونغ (القصر السماوي) وهو مسبار علمي يسبح في مدار حول الارض.

وكانت الصين نجحت في ارسال اول رائد الى الفضاء في العام 2003، ونجحت في العام 2011 في تنفيذ اول عملية التحام فضائية بين شنجو-8 وتيانغونغ 1، اللذين كانا يسبحان في مدار الارض بسرعة 28 الف كيلومتر في الساعة، وعلى ارتفاع 343 الف متر عن سطح الارض. ومن ضمن الطموحات الصينية في مجال الفضاء، ارسال رائد الى القمر، وهو ما تعتبره بكين رمزا للقوة الصينية الصاعدة ولطموحات الحزب الشيوعي الحاكم.

من جانب اخر قدمت رائدة فضاء صينية تحلق مع فريق من زملائها في مدار الارض، دروسا تطبيقية في الفيزياء نقلت عبر البث التلفزيوني المباشر الى مئات الملايين من طلاب المدارس والمشاهدين، في أداء تقني يعكس طموحات الصين في مجال غزو الفضاء. وقامت رائدة الفضاء هذه، وتدعى وانغ يابينغ وهي ثاني امرأة ترسلها بكين الى الفضاء، بإجراء سلسلة من التجارب التعليمية حول قانون الجاذبية.

ونفذت هذه التجارب الصغيرة على متن الكبسولة تيانغونغ (القصر السماوي) التي تحلق في مدار الارض على ارتفاع 300 الف متر. وقام زميلاها في مهمة شنجو-5، الجنرال ني هيشينغ والكولونيل جانغ شياغوانغ، بتصوير العرض العلمي الذي شاهده من كوكب الارض اكثر من 60 مليون تلميذا ومدرسا صينيا. واجابت رائدة الفضاء على اسئلة طلاب احدى المدارس في بكين. وسألها طفل يرتدي وشاحا احمر يدل على انتمائه الى منظمة الشبيبة الشيوعية "هل رأيتم نفايات في الفضاء؟"، فأجابت "لم نر نفايات، لكن هناك الكثير منها". بحسب فرانس برس.

وتعد مهمة شنجو-5 خطوة مهمة جدا لبرنامج الفضاء الصيني الذي يطمح الى انشاء محطة فضائية تسبح في مدار الارض، وتكون مأهولة بالرواد بشكل مستمر، وذلك بحلول العام 2020. وسيبقى اعضاء المهمة 15 يوما في الفضاء، وهي اطول مدة يمضيها رواد صينيون خارج كوكب الارض. وتطمح الصين ايضا الى ارسال رائد فضاء الى القمر في السنوات المقبلة، لتكون أول بلد آسيوي يحقق هذه الخطوة.

صواريخ الشيطان

على صعيد متصل قال باحثون روس إنه يمكن استخدام الصواريخ البالستية العابرة للقارات (إس إس 18) أو صواريخ «الشيطان» لتدمير أجسام فضائية تشكل خطراً على كوكب الأرض، بعد أربعة أشهر على سقوط أجزاء من نيزك فوق الأورال الروسي مسبباً إصابة 1200 شخص. ونقلت وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية عن الباحث في مركز تصميم صواريخ الدولة الروسي، سابيت سايتغاراييف، في إقليم تيشليابينسك الروسي، قوله إن الصواريخ الحاملة التي صممت على أنها صواريخ بالستية عابرة للقارات مثل صاروخ فويفودا (أو الشيطان) التي تستخدم وقوداً سائلاً يرتكز إلى مركب الهيدرازين، مجهزة بشكل مناسب لضرب الأجسام التي تُكتشف بشكل مفاجئ. وأضاف الباحث أن الصواريخ: يمكن أن تبقى طوال 10 سنوات أو اكثر في جهوزية للإطلاق، بعد إعادة تزويدها بالوقود.

وأوضح أن وقود كريوجينيك الذي يستخدم في الصواريخ الفضائية من نوع سويوز أو أنغارا لا يمكن حفظه طويلاً، بل يجب أن تزوّد الصواريخ به قبيل موعد الانطلاق، كما يتطلب تحضير هذه الصواريخ عدة أيام، ما يجعلها غير مناسبة لتدمير أجسام فضائية صغيرة قد تكتشف قبل ساعات عل ضربها الكرة الأرضية. غير أنه لفت إلى أن صواريخ «الشيطان» يمكن استخدامها لتدمير أجسام فضائية صغيرة قد يبلغ قطرها 100 متر، وقد تكون تشكّل خطراً على الأرض، شرط تركيب المرحلة الثالثة، موضحاً أنه في حال تزويد هذه الصواريخ بمعزز، فستكون عندئذِ قادرة على تدمير الأجسام الفضائية من 5 إلى 6 ساعات قبل اصطدامها بالأرض. بحسب يونايتد برس.

وقال الباحث إن صاروخ الشيطان يمكنه الإقلاع في غضون 10 إلى 20 دقيقة بعد صدور أمر بإطلاقه، مرجحاً أن يكون الصاروخ بحاجة إلى ساعتين للوصول إلى هدفه، وإلى ساعتين أخريين لتحديد مسار الجسم الفضائي، وساعة إضافية لتنسيق إطلاق الصاروخ مع رؤساء البلدان الآخرين. وكان نيزك دخل الغلاف الجوي في شباط/فبراير الماضي، من دون أن ترصده وسائل المراقبة الفضائية وسقطت أجزاؤه فوق الأورال الروسي محدثاً انفجاراً هائلاً ومتسبباً بجرح 1200 شخص، بينهم 52، نقلوا إلى المستشفى.

من جانب اخر أعلنت وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، عن إطلاق صاروخ "سويوز-2.1 ب" الروسي، من مركز بايكونور في كازاخستان، ونجاحه في وضع القمر الاصطناعي للتصوير عالي الدقة "ريسورس بي" في المدار. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن وكالة الفضاء، أن عملية إطلاق صاروخ "سويوز-2.1 ب" حاملاً قمر "ريسورس بي" الاصطناعي للتصوير عالي الدقة اجريت من مركز بايكونور بكازاخستان. وأوضحت ان عملية انفصال القمر عن الصاروخ تمت في الموعد المحدد بالنظام الطبيعي.

ويشار إلى ان القمر الجديد مصمم لالتقاط صور مفصلة لسطح الأرض وسيحل مكان القمر "ريسورس دي كاي"، وهو قمر التصوير عالي الدقة الروسي الوحيد في المدار. ويذكر ان عمر هذا النوع من الأقمار هو 5 سنوات، وهو سيزود وزارات الزراعة والنقل والطوارئ والموارد الطبيعية والدفاع الروسية بالصور التي تحتاجها. وكان من المحدد أن يطلق القمر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لكن الإطلاق أرجئ لإجراء مزيد من الاختبارات والتحسينات.

عملة كونية و مركبة شحن

في السياق ذاته اعتبرت خدمة الدفع الأميركية باي بال أن الوقت حان لتصميم عملة فضائية يمكن أن يستخدمها المسافرون بين الكواكب، وأطلقت بحثاً في هذا الاتجاه. وقال مدير باي بال دايفيد ماركوس في بيانه: لقد حان الوقت للتخطيط للمستقبل، علينا أن ننقل رؤيتنا الأرضية إلى الفضاء. وستكشف المجموعة عن مشروعها رسمياً ، بمشاركة عالمة الفضاء جيل تارتر المتخصصة في البحث عن حياة خارج الأرض، ورائد الفضاء السابق باز الدرين. وتنوي جمع كل الأطراف الذين قد يؤدون دوراً في التجارة في الفضاء وفي تصميم نظام مالي كوني.

وقال متحدث باسم باي بال: لقد وصلنا اليوم إلى مرحلة يبدو فيها كل شيء عادياً لدى العلماء والحكومات والعالم. وقد يكون أول المستفيدين من هذا النظام رواد الفضاء الذين يقيمون في محطة الفضاء الدولية التي تدور في مدار الأرض، إذ إن النظام يتيح لهم تسديد فواتيرهم مقابل مشترياتهم، وإن كانت هذه الأخيرة تقتصر على الكتب الرقمية والموسيقى الرقمية أيضاً.

وتعتبر باي بال أن مشاريع الرحلات السياحية التي ستنظم في السنوات المقبلة إلى الفضاء، مثل سبايس اكس وفيرجن غالاكتيك، قد ساهمت في تعزيز الفكرة، إذ إن السياح سيكونون في حاجة إلى المال في الفضاء عندما يغادرون الأرض.

وقال ماركوس: هناك مشروع لبناء فندق يدور حول الأرض في السنوات المقبلة، علينا إذاً أن نفكر في كيفية دفع البقشيش والمصاريف المختلفة. وإذا فكرنا في احتمال أن يسكن أشخاص على كواكب أخرى، سنكون بحاجة إلى التفكير في تفاصيل الحياة اليومية لهؤلاء الأشخاص. ويرى القيمون على هذه الفكرة أنها تبدو غير واقعية للوهلة الأولى، لكن «غزو الفضاء أقرب بكثير مما نتوقع.

من جانب اخر التحمت مركبة الشحن الاوروبية "البرت اينشتاين" بمحطة الفضاء الدولية التي تدور على ارتفاع حوالى 400 الف متر عن سطح الارض، بتأخير مقداره عشرون دقيقة عما كان متوقعا، بحسب ما اعلنت وكالة الفضاء الاوروبية التي نقلت وقائع العملية مباشرة على موقعها الالكتروني.

واطلقت هذه المركبة على متن صاروخ من طراز أريان-5، من قاعدة كورو الفضائية في غويانا الفرنسية، وهي تزن عشرين طنا، اي انها تشكل اكبر حمولة ترسلها اوروبا الى الفضاء. وتتسع مركبة الشحن هذه لحمولة 6,6 أطنان من المياه والمؤن والوقود واللوزام المختلفة، مخصصة ليستخدمها رواد الفضاء المقيمون بشكل دائم على متن المحطة الدولية في مدار الارض. وتمكنت المركبة من الاقتراب من المحطة والالتحام بها آليا علما انها يدوران حول الارض بسرعة 28 الف كيلومتر في الساعة، لكن السرعة النسبية بينهما لا تتعدى بضعة سنتيمترات في الثانية.

وجرت هذه العملية باشراف رائدي الفضاء الايطالي لوكا بارميتانو، والروسي الكسندر ميسوركين. وما ان تتم عملية الالتحام بين كافة التوصيلات الكهربائية والمعلوماتية، بين المحطة والمركبة، سيفتح الباب بينهما. ومن المتوقع ان تكون حمولة المركبة في حوزة طاقم المحطة الدولية ، وهي 860 كيلوغراما من الوقود، و565 ليترا من مياه الشرب، و100 كيلوغرام من الاوكسجين، و2,6 طن من المواد المختلفة. بحسب فرانس برس.

وتضطلع مركبة الشحن بوظيفة اخرى اضافة الى نقل المؤن، وهي تعديل مدار المحطة ورفعها الى الاعلى بانتظام، والا فان دوران المحطة حول الارض ينتهي باقترابها منها تدريجا وسقوطها على سطح الارض. وتنتهي مهمة مركبة الشحن في 28 تشرين الاول/اكتوبر المقبل، عندما توضع كل نفايات المحطة على متن المركبة، وتعود ادراجها الى الارض، حيث تتفتت وتحترق وهي وحمولتها كاملة.

هيرشل يتوقف عن العمل

على صعيد متصل توقف التلسكوب الفضائي هيرشل الذي اطلق في ايار/مايو من العام 2009 لمراقبة تشكل النجوم، عن العمل كليا بحسب ما اعلنت وكالة الفضاء الاوروبية. وقال مدير الوكالة جان جاك دوردان على هامش مؤتمر صحافي عقد في باريس "توقف هيرشل عن العمل... لكن هذا الامر لم يكن مفاجئا بل متوقعا. فقد نفد منه السائل المبرد، وعندما ترتفع حرارته يصبح غير صالح للعمل، لذلك اوقفناه عن العمل". وكان هيرشل توقف عن العمل بعدما تبخر غاز الهيليوم الذي كان مزودا به بالكامل، وغاز الهيليوم ضروري لخفض درجة حرارة اجهزته الى الصفر المطلق، اي 271 درجة تحت الصفر.

لكن التلسكوب ظل في الخدمة لمدة اسابيع بعد ذلك، واجرى العلماء عليه تجارب يخشون عادة تنفيذها على معدات فضائية او اقمار اصطناعية خوفا من تعريضها للضرر. وارسل مركز التحكم في وكالة الفضاء الاوروبية اشارة التحكم الاخيرة التي قضت يوقف عمله تماما، مختتمين بذلك مهمة امتدت على اربع سنوات تم خلالها تسجيل 25 الف ساعة من البيانات الغنية بالمعلومات حول ولادة النجوم وتشكل المجرات. بحسب فرانس برس.

وقد وضع التسلكوب في مدار حول الشمس بحيث لا يتداخل مداره مع معدات فضائية او اقمار اصطناعية اخرى، وبغية تجنيب محيط الارض الملوثات الصناعية. وكان العمر التشغيلي المرتقب لهذا التسلكوب ثلاث سنوات، وهو اكتسب اسمه تيمنا بعالم الفيزياء وليام هيرشل الذي اكتشف الاشعة تحت الحمراء في العام 1800. ويبلغ قطر عدسة التسلكوب 3,5 امتار، وهو اكبر تلسكوب يرسله البشر الى الفضاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/آب/2013 - 26/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م