هدم الأسوار.. أم فضح الأسرار!

زاهر الزبيدي

 

"هدم الأسوار" هي الخطة التي أطلقها زعيم تنظيم القاعدة في العراق قبل عام، وكان الغرض منها تحرير أعضاء التنظيم المعتقلون في السجون العراقية، ذات القضبان الخشبية والسطوح الورقية، وفعلاً تمكن التنظيم من القيام بعشرات العمليات النوعية بتخطيط وبرمجة نوعية لم يسلم منها سجن من سجون العراق على طول وعرض مساحته فكل شيء كان متاحاً أمام التنظيم، كالتخطيط للفرار من الداخل عبر أنفاق وحفر.. مهاجمة السجون من الخارج.. الاتفاق مع رجال المنظومة الأمنية في داخل السجون.. أقول إمكانيات كبيرة وقد تكون لدى التنظيم إمكانيات أكبر من تلك العملية التي حرر بها "خيرة" رجاله كما يقول بيانه عن تلك العملية.

تلك الإمكانات سوف تستمر بالتصاعد والقوة وبامتلاكها للقابليات المتنوعة.. على الرغم من كل التصريحات للقوات الأمنية التي تدعي تدمير التنظيم والقضاء على خلاياه.. ذلك حين كشف مصدر رفيع " أن جهاز مكافحة الإرهاب، تمكن من تفكيك "مايسمى بولاية بغداد" التابعة لدولة العراق الإسلامية بعد سلسلة من العمليات الأمنية النوعية وقال المصدر، وهو ضابط كبير في جهاز مكافحة الإرهاب، إن "معلومات استخبارية دقيقة، قادت إلى تنفيذ سلسلة عمليات استباقية، أسفرت عن قتل واعتقال معظم قيادات الولاية المذكورة ".

 التصريح هذا تناقلته الصحف والمواقع الإخبارية العراقية في يوم السبت 21/7 الماضي، وفي مساء الأحد 22/7.. عاد التنظيم ليعلن عن أكبر عملياته العسكرية مستهدفاً السجنين محققاً نجاحاً مطلقاً في تلك العملية وموقعا لخسائر فادحة بحرس السجن التي لم يستطع أحد إخفاءها وحتى اللحظة تتواتر الأخبار عن طرق الإحتلال والإنقضاض السريع والمنظم على كل مرافق السجنين والتمكن من إطلاق سراح المئات من العناصر التي عمل كل الجهد الاستخباري والعسكري والأمني والمخابراتي على جمعهم خلال سنوات وتم صرف الملايين على تلك العمليات التي قامت بها القوات الأمنية في مراحل الإعتقال المختلفة من كافة مساحة العراق.. وبمساء واحد فقط وساعات قليلة تمكن التنظيم من الإنقضاض على السجنين وفقاً لتخطيط وتنظيم عال المستوى ليعيدهم الى مسرح العمل الإرهابي وليبدؤوا بعد حين عملياتهم وتشكيلهم لجيش جديد وإستهدافهم للحياة في العراق.. سويعات فقط تمكن فيها التنظيم الإرهابي من إنهاء سنوات من العمل للقوات الأمنية على إختلاف صنوفها بالفشل الذريع.

لقد توسعت دائرة الصراع، اليوم، مع التنظيمات الإرهابية وستزداد خلال الأيام القليلة الماضية شراستها وحدتها وستصبح لهذا التنظيم مخالب أطول من تلك التي كانت له قبل 22/7 وقد تصل تلك المخالب الى المنطقة الخضراء المحصنة.. فاليوم تنظيم القاعدة يعيد تنظيم خلاياه ويستعد لضربة قوية لايحمد عقباها.. وأمام كل تلك التحديات لازلنا حتى اللحظة نتخبط بفشلنا في حفظ أمن بلدنا وشعبنا وندمن على نقل الحقائق المغلوطة ونعرضها أمام ابناء شعبنا ناقصة بل لا محل لها من الأعراب..

ففي لقاء لرئيس الوزراء تم في 23/7 مع مجموعة من المختصين في الشأن السياسي والإقتصادي، أوضح دولته بأن هناك من يقدم له الحقائق عبارة عن أكاذيب في إشارة منه الى التصريحات التي أطلقت حول تمكن العراق من تصدير الكهرباء في نهاية عام 2013 وحول الحصة التموينية ومشاكلها العقيمة.. ونحن نقول مثلما تصل دولته تلك الأكاذيب عن الواقع الاقتصادي؛ تعرض أمامه أكاذيب أكبر وأعنف وأخطر عن إستقرار الوضع الأمني وكأن دولته لا يمتلك المئات من المستشارين ممن يمكنهم أنه يحللوا الأرقام ويفسروا التقارير التي تقدم لمكتبه عن الكهرباء والحصة التموينية وغيرها من الحقائق التي من المخجل أن يتم الحديث عنها اليوم بعد مرور سنوات على تصدي دولته لرئاسة الوزراء.

نحن لا نشك مطلقاً بوطنية دولته ولكنه المسؤول الأول عن كل ما يجري اليوم في العراق.. فهو السلطة التنفيذية القادرة تحريك كل شيء وإيقاف كل شيء بأمر واحد وإطلاق وإيقاف صرف كل شيء وعليه أن يبدأ بدراسة أولئك الرجال حوله ممن ينقلون له الحقائق المغلوطة وأن يعيد النظر بكل مستشاريه ونوابه، حينذاك ستفضح الكثير من الأسرار الخافية والتي تعبر عن مدى فشل الكثير من القادة الأمنيين والمدراء العامين والمستشارين في تحقيق أمل حقيقي لأبناء شعبهم.. حفظ الله العراق وشعبه.

[email protected]

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/Zahiralzubaidy.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/تموز/2013 - 18/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م