
دائما يصيبني الحزن وأنا أجد قطاعات كثيرة في العراق مهملة أو مدمرة
بالكامل وللأسف هذه القطاعات لم تتقدم خطوة إلى الأمام بسبب الروتين
الحكومي المقرف والفساد المستشري في جسد وطننا.
ودائما أسال نفسي ألم تسمع حكومتنا عن الخصخصة أي تحويل القطاع
الفاشل أو المعدوم إلى القطاع الخاص وفق شروط معينة ترضي الطرفين وبهذا
تعيد الحياة لهذا القطاع من دون أن تكلف نفسها أي جهد أو مبالغ تذكر.
والخصخصة ليست نظرية حديثة بل هي تطبيق معروف في كل الدول ذات
الاقتصاد القوي والمتين منذ وقت طويل للغاية بل أن دول كثيرة باتت
تخترع القطاعات لكي تسلمها للقطاع الخاص وتفرض على القطاع الخاص شروط
معينة لكي تنجز عملها وفق وقت محدد ضمن مواصفات معينة وتستقبل كل سنة
عدد من الباحثين عن فرص العمل لكي توظفهم.
ودعوني أتحدث الآن عن التيار الكهربائي فمنذ وقت طويل والحكومة
تحاول أن تغير من الواقع الأليم الذي نعيشه من ناحية التيار الكهربائي
ولكن لا شيء ملموس على أرض الواقع فلقد تم صرف مبالغ هائلة من أجل
تحسين هذا القطاع قد تقدر حسب أخر الاحصائيات بميزانية دول كبيرة
ومعروفة فلماذا لا يتم خصخصة وزارة الكهرباء بأكملها وتسلم لشركات
عملاقة متخصصة بمجال الطاقة كبعض الشركات الأمريكية أو شركات المانية
ونضع عليهم هيئة رقابية مكونة من شخصيات نزيهة وأكاديمية وتكون حلقة
الوصل بين شركات الطاقة والحكومة.
وهذا الأمر يحدث في قلب العراق وليس بعيدا وأنا هنا أقصد إقليم
كوردستان فلقد حلت مشكلة إنقطاع التيار الكهربائي تقريبا أما نحن فما
زلنا في مكاننا واقفين وكذلك منذ السنوات الأولى لسقوط النظام السابق،
طالب عدد كبير من مستثمرينا والاكاديميين أن يأخذوا قصور رمز النظام
السابق صدام حسين كأن يشترونها أو يأجرونها ويحولها إلى مشاريع مختلفة
كفنادق أو عيادات أو كليات ومعاهد ولكن لا حياة لمن تنادي.
ان تنفيذ الخصخصة سوف يحدث نقلة نوعية في كل القطاعات أن كانت
فاشلة أو كانت مدمرة فما فائدة المصانع والمعامل وبعض الدوائر الحكومية
ان كان لا يعمل فيها أحد ومكائنها قد أكلها الصدأ وحكومتنا تدفع
المبالغ الطائلة وبعد ذلك نكتشف أن هذه المبالغ قد ذهبت إلى جيوب
المفسدين. |