الساعات الذكية... هل ستنسى وقتها؟

 

شبكة النبأ: التكنولوجيا الحديثة اصبحت اليوم مقياسا لتقدم البشرية، فهي وبحسب بعض المتخصصين ضرورة من ضروريات الحياة لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها، لكونها اسهمت بتقديم الكثير من الحلول واختصرت المسافات، ومكنت الانسان من انجاز الكثير من المشاريع التي كانت فيما مضى مستحيلة وارشدت الانسان الى الكثير من الاختراعات والمعارف والعلوم، كما انها سمحت باستغلال الوقت وتقليل التكاليف وانجاز الاعمال والمهام بسرعة فائقة والحصول على معلومات هائلة ومتعددة في اوقات قياسية.

ومع هذا التطور المتسارع تسعى الشركات العالمية المهتمة بهذا النوع من الصناعات الى جذب اهتمام المستهلكين والسيطرة على السوق العالمي عن طريق رفد الاسواق العالمية بكل ما هو جديد ومميز في عالم التكنلوجيا المتقدمة، ومنها الساعة الذكية التي هي اليوم محط اهتمام الكثير، حيث ظهرت موديلات جديدة من هذا النوع تشتمل على وظائف أخرى غير إظهار الوقت، تحمل اسم الساعات الذكية التي تُعد ملحقاً خارجياً للهاتف الذكي مربوطاً بمعصم اليد.

وفي السابق كانت هناك محاولات متكررة لجعل الساعات أكثر من مجرد وسيلة لإظهار الوقت، لدرجة أن الجيل الجديد من الساعات الذكية أثار ضجة كبيرة، فقد تتمتع الموديلات الجديدة بالكثير من الإمكانات لكنها لم تصل إلى مرحلة النضج بعد. وترتبط الساعات الذكية من خلال تقنية البلوتوث بالحواسب اللوحية أو الهواتف الذكية، التي يجب أن تشتمل على تطبيق من الشركة المنتجة للساعة.

وتشير الساعات الذكية إلى ورود المكالمات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة، وتعرض أسماء المتصلين بشكل جزئي والأرقام الهاتفية والمواعيد والتحديثات الخاصة بأخبار الطقس مثلاً، وكذلك بيانات التطبيقات الأخرى المتوافقة معها. وتعمل بعض الموديلات أيضاً كتجهيزه للتحدث الحر والتحكم في مشغل الموسيقى بالهاتف الجوال ونظام الملاحة، أو تتصل بالتطبيقات الرياضية فترة وجيزة.

وترجع طريقة عرض الوقت في الساعات الذكية سواء كان ذلك بالطريقة الرقمية أو التناظرية إلى تفضيلات المستخدم نفسه. وفي النهاية يظل إظهار الوقت هو الوظيفة الأساسية للساعات الذكية. وأوضحت كورنيليا كيلبر، خبيرة الميديا والثقافة بمعهد المستقبل في فرانكفورت، من حيث سهولة الاستخدام تتفوق الساعات على الهواتف الذكية عندما يرغب المستخدم في معرفة الوقت.

وتعتبر الساعات الذكية جزءاً من اتجاه عام يُعرف باسم الحوسبة القابلة للارتداء، إذ تساعد هذه التقنية المستخدم بشكل خفي على قياس نشاطه البدني أو إخباره بالمعلومات المهمة، مثل أساور اللياقة البدنية أو مشروع نظارة غوغل جلاس.

وأضافت خبيرة الاتجاهات كيلبر ارتداء جهاز بالمعصم يختلف بعض الشيء عن التحكم في مجال رؤية أحد الأجهزة. وتحافظ الساعات الذكية على المسافة اللازمة بين الإنسان والآلة، وتبدو الساعة الذكية حالياً كأنها المفهوم المفضل بين مفاهيم الحوسبة القابلة للارتداء.

وأطلقت شركة بيبل الأميركية ساعة ذكية مقاومة للماء بشاشة بالأبيض والأسود مصنوعة من الورق الإلكتروني بمقاس 1.26 بوصة ومُخصصة لنظام تشغيل آبل آي، أو إس، وغوغل أندرويد. وهناك العديد من موديلات الأبيض والأسود الأخرى بشاشات موفرة في الطاقة، التي تخضع لعمليات التطوير حالياً.

وتنتمي ساعة Pebble من شركة ستارت آب إلى مجموعة من الساعات الذكية التي تهدف إلى أن تكون بمثابة ملحقات للهواتف الذكية، وهو ما ينطبق أيضاً على الساعات الذكية من سوني. وقد أعلنت الشركة اليابانية بالفعل عن إطلاق الجيل الثاني من الساعة القابلة للاقتران بهواتف سوني المزودة بنظام تشغيل غوغل أندرويد، التي يتوافر لها العديد من التطبيقات حالياً.

وتمتاز ساعة سوني SW2 بشاشة لمسية LCD ملونة مقاس 1.6 بوصة، ومقاومة لرذاذ الماء وتشتمل على تقنية اتصالات المجال القريب NFC لسرعة الاقتران بالهاتف الذكي. وأوضح اختبار لمجلة سي - تي الألمانية أن شحنة البطارية بالساعة الذكية تدوم أسبوعاً تقريباً.

ومن ضمن خصائص الساعة الذكية التناظرية، التي يمكن اقترانها بهاتف آي فون الشهير، أنها مقاومة لرذاذ الماء وتقوم بإظهار الرسائل والتنبيهات عن طريق الرموز فقط في قرص الساعة. ويمكن استخدام زر قابل للبرمجة بحرية مثلاً لتشغيل كاميرا الهاتف الجوال. وتقدم شركة مارتيان لنظام غوغل أندرويد موديلات مزودة بشاشة تناظرية بها سطر واحد. ويمكن استخدام هذه الموديلات عن طريق الأوامر الصوتية، فضلاً عن أنها تعمل كتجهيزه للتحدث الحر.

ويجرى العمل حالياً على تطوير الساعة الذكية التي من المتوقع أن تستجيب لإيماءات المستخدم بفضل تجهيزها بمستشعرات مختلفة، فعلى سبيل المثال يمكن استقبال المكالمة الهاتفية بواسطة تجهيزه التحدت الحر المدمجة عن طريق هز الذراع، وتقترن هذه الساعة بالهواتف الذكية المزودة بنظام غوغل أندرويد أو آبل آي أو إس أو ويندوز فون.

وتتوافر الساعة الذكية لنظام أندرويد وآي أو إس نظير كلفة تبلغ 390 دولاراً، وتشتمل على تجهيزة التحدث الحر أيضاً. وتصف مجلة ألمانية جودة الصوت الصادرة عن السماعة المدمجة بأنها سيئة، بالإضافة إلى فراغ شحنة البطارية بعد يوم واحد. ومن أهم خصائص الساعة الذكية Leikr المزودة بشاشة ملونة مقاس 2 بوصة النظام العالمي لتحديد الموقع وخرائط، وتشتمل تجهيزات الساعة الذكية بشاشة ملونة مقاس 1.54 بوصة على نظام GPS وشبكة WLAN لاسلكية والعديد من المستشعرات المختلفة التي تهدف إلى تلبية متطلبات مجموعة واسعة من الجمهور، ولاتزال هذه الساعة الذكية تخضع لعمليات التطوير.

وتنتمي الساعة الذكية Simvalley PW-315 إلى مجموعة صغيرة من الموديلات التي تهدف إلى أن تحل محل الهواتف الجوالة من خلال تجهيزها بوحدة الاتصالات الهاتفية الجوالة. وتشتمل تجهيزات هذه الساعة الذكية على شاشة ملونة مقاس 1.54 بوصة ووحدة GSM. بالإضافة إلى الساعة Neptune Pine بشاشة ملونة مقاس 2.4 بوصة وكاميرا بدقة وضوح تبلغ 5 ميغابيكسل، ووحدة UMTS، حتى إنها تتيح إمكانية تشغيل أي تطبيق من تطبيقات أندرويد.

لكن الخبيرة الألمانية كورنيليا كيلبر لا تعتقد بنجاح الساعات الذكية المستقلة تماماً في الأسواق لأن الاستخدام الفعال مثل إجراء المكالمات الهاتفية وكتابة الرسائل يتطلب بطبيعة الحال واجهة مختلفة، وهو المجال الذي أثبتت فيه الهواتف الذكية جدارتها وكفاءتها.

ساعة عصرية

في السياق ذاته توصل العاملون بأحد الشركات التكنولوجية بالولايات المتحدة الأمريكية لتصميم ساعة جذابة وعصرية تقوم بتتبع حالتك الصحية بدقة عالية وإرسالها إلى تطبيق صفحة خاصة بك على الشبكة العنكبوتية. وجاء في التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن الساعة الجديدة التي تم تصنيعها من قبل شركة "باسيس،" مزودة بخمسة مجسات وحساسات تقتفي معدل ضربات القلب وضغط الدم بالإضافة إلى معدل السعرات الحرارية التي تم حرقها والجهد البدني المبذول خلال اليوم بالإضافة إلى العديد من المهام الأخرى إلى جانب تزويد المستخدم بالوقت والتاريخ ودرجة الحرارة الخارجية.

وجاء في التقرير أن الساعة الجديدة ترسل هذه المعلومات إلى صفحة خاصة بك على الشبكة العنكبوتية، يمكن للفرد من خلالها متابعة حالته الصحية بشكل دوري بالإضافة إلى تحديد السعرات الحرارية المراد حرقها خلال اليوم بالنسبة للأشخاص الراغبين بتتبع حميات غذائية معينة. وألقى التقرير الضوء على أن هذه الساعة بكل هذه المواصفات يبلغ سعرها 200 دولار وهي متوفرة حاليا في أسواق الولايات المتحدة الأمريكية حيث من المتوقع أن يتم شحنها إلى الأسواق العالمية قريبا.

وفكرة تصنيع "ساعة متصلة" بالانترنت موضوعة في الادراج منذ حوالى عقد. وقد اطلقت شركة مايكروسوفت نموذجا اول لهذا الابتكار في العام 2003. كما ظهرت ساعات اخرى في الاسواق مثل "بيبل" التي يمكن ربطها باجهزة اي فون او تلك العاملة بنظام اندرويد، وتعطي المستخدم اشعارا من خلال رجرجة صامتة لدى ورود اي اتصال او رسالة او رسالة الكترونية الى هاتفه.

وحتى اليوم، كانت هذه الساعات قادرة على الاتصال بالهواتف الذكية بواسطة شبكات ال"واي فاي" كما انها تعطي امكانية تصفح محدودة للشبكة العنكبوتية. لكن بالنسبة للخبراء، حالما يكون هذا الابتكار قد جذب اهتمام اكبر عدد من المستخدمين، سيتهافت مصممو التطبيقات بكثافة لتقديم مروحة واسعة من الخاصيات الجديدة.

واعتبر غرينغارت ان دخول لاعبين كبار مثل آبل الى هذا القطاع الواعد "قد يمثل انطلاقة جديدة للاسواق"، موضحا انه ما زال يتعين اثبات فائدة هذه الساعات الذكية كما الحال بالنسبة لاي ابتكار جديد. وحافظت آبل على تكتمها بشأن مشاريعها الجديدة. لكن وفق مواقع متخصصة، فإن عملاق المعلوماتية الاميركي في طور تجربة اجهزة لها قدرات الهواتف الذكية ويمكن حملها مثل الساعة. وتم تحديد اسم هذا الابتكار: "آي ووتش".

وتوقع مركز "ايه بي اي ريسرتش" للابحاث الاقتصادية ان يصل هذا القطاع الى مرحلة "نمو كبير في العام المقبل" ليصل الى 485 مليون وحدة مباعة سنويا حول العالم بحلول العام 2018. ويبدو اوليفر تشن المحلل في مجموعة سيتي، واثقا في مستقبل هذه الاجهزة التي قد تحقق مبيعات قيمتها تصل الى ستة مليارات دولار سنويا، مع ارباح "اعلى من المعدل".

ورأى جوش فلود الخبير في "ايه بي اي ريسرتش" ان ساعة "آي ووتش" من آبل قد تشكل "اكتشافا". وقال "السؤال هو معرفة ما اذا ستكون هذه الساعة المزودة بشاشة رقمية جهازا تكميليا لهواتف آي فون من آبل او انها ستكون منتجا مستقلا مع خصائص خاصة". وابدت ساره روتمان ايبس من مركز "فورستر ريسرتش" للابحاث الاقتصادية قناعتها بأن دخول آبل الى هذا السوق "مسألة وقت". لكن الساعة لن تكون بالضرورة الاكسسوار الذي سيحدث الفرق، اذ ان تدرجات اخرى لهذا المفهوم مثل النظارات الذكية التي جربها غوغل، قد تحقق نجاحا في الاسواق. بحسب فرانس برس.

اما دانيال ليفيتاس من مركز "اي دي سي" فرأت في الساعات الذكية فرصة حقيقية مشيرة الى ان غالبية الناس يريدون ان يكونوا متصلين بشبكة الانترنت باستمرار "والنظر الى معصم اليد اكثر تهذيبا من اخراج الهاتف الذكي من الجيب". الا ان مصممي هذا الابتكار عليهم في بادئ الامر تحديد ما يريده المستهلكون حقا. وهذا الامر يشمل الجانب الجمالي خصوصا لناحية تحديد الحجم المناسب لهذه الساعات بشكل تكون كبيرة بما يكفي للفعالية من دون ان تبدو ضخمة في معصم اليد. "هذا الامر سيكون اصعب بالنسبة للنساء" وفق ليفيتاس.

من جانب اخر تقوم المجموعة المعلوماتية الاميركية "مايكروسوفت" هي أيضا بتصميم ساعة ذكية مزودة بشاشة تعمل باللمس، على ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" على موقعها الإلكتروني. وقد نقلت الصحيفة هذه المعلومة عن مسؤولين في شركات تتعاقد معها "مايكروسوفت" من الباطن قولهم ان المجموعة طلبت منها قطعا لهذا الغرض.

وكانت "مايكروسوفت" قد أطلقت قبل حوالى 10 سنوات ساعة ذكية تعرض عناوين الأخبار أو نتائج المباريات الرياضية، لكنها توقفت عن تسويقها في العام 2008. ويتوقع الخبراء ازدهار سوق المنتجات الإلكترونية التي يمكن للمستخدم ان يضعها على جسمه. وتقوم "غوغل" بتطوير نظارات ذكية، لكن يبدو أن المصنعين جميعهم يركزون جهودهم على الساعات. وقد اطلقت عدة مجموعات صغيرة نماذجها الخاصة التي يمكن وصلها بالهواتف الذكية، مثل شركة "بيبل"، لكن التكنهات جارية في الصحف حول خوض المجموعات الرئيسية، مثل "آبل" و"سامسونغ"، غمار هذا المجال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/تموز/2013 - 14/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م