سوريا... حمى التسليح تنذر بحرب واسعة النطاق

 

شبكة النبأ: أظهرت المستجدات والتطورات الأخيرة في الأزمة السورية، تصاعد حمى التسليح بين كبرى القوى الدولية التي تقود حربا بالوكالة باستخدام أدوات محلية وإقليمية، مما زادت حدة التوتر كثيراً في سوريا خاصةَ في الآونة الأخيرة، ليلتهب صراع النفوذ والهيمنة الذي يحرك بوصلة المصير المشترك بين الحلفاء وسوريا وخاصة روسيا، والغرب وخاصة الولايات المتحدة، وذلك من خلال وحدة المصالح بمختلف أشكالها، مما يزيد من مخاطر نشوب صراع حربي أوسع نطاقا من منطقة الشرق الأوسط.

خصوصا بعدما أعلنت أمريكا أنها ستبدأ في تسليح مقاتلي المعارضة السورية الساعين إلي الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بذريعة قواته استخدمت أسلحة كيميائية.

إذ يرى الكثير من المحللين أن هذه الخطوة تلقي بثقل القوة العظمى خلف المعارضة المسلحة وتشير إلى نقطة تحول محتملة فيما يتعلق بالتدخل العالمي في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

واثارت الخطوة غضب روسيا حليفة سوريا منذ الحرب الباردة التي تبيع الاسلحة للاسد. واستخدمت موسكو حق الاعتراض الذي تتمتع به في مجلس الامن (الفيتو) لمنع صدور قرارت ضده، وتنفي روسيا الادلة الامريكية على ان قوات الاسد استخدمت الاسلحة الكيمائية، وتثير خطة الولايات المتحدة أيضا شكوكا جديدة حول خطط عقد مؤتمر دولي للسلام دعت إليه واشنطن وموسكو في أول محاولة مشتركة خلال عام للتوصل إلى تسوية.

لكنها تواجه جبهة عظمى تساند الجيش السوري والمتمثلة بالتحالف الوثيق بين روسيا وإيران وسوريا وحرب الله، فقد استنكرت روسيا الحليف الاوحد لسوريا مزاعم هذه الخطوة الامريكية، ورأت بأنها خطوة يمكن أن تفاقم الأزمة السورية ولا تحلها. كما حذرت من أن مثل هذا التدخّل سيضع المنطقة على حافة الانفجار، ولن يكون في مصلحة الخليج والغربيين.

فيما شكلت خطوة دخول الاردن في خط التسليح وذلك من خلال فتح حدوده أمام حملة تقودها السعودية لنقل أسلحة إلى جنوب سورية، كما بينت الحقائق والدلائل باعترافات مباشرة من تنظيم القاعدة أن هذا التنظيم احد اهم فصائل القتال في سوريا التي تحولت ارضها الى ساحة قتال تشارك فيها الكثير من الفصائل والجماعات الجهادية المسلحة المدعومة من بعض الدول الاقليمية، عكست هذه الحقائق والدلائل مدى التنافس والغايات والأجندة التي تهدف اليها الدول الداعمة والمحرضة للمعارضة الدموية.

في حين راى الكثير من المحللين إن ما يجري حالياً في سوريا هو سباق بين تنظيم القاعدة والمتمردين، ولن يكون من مصلحة أحد أن يفوز الأول بهذا السباق، بينما يقول بعض المراقبين إن هذه الخطوة يمكن أن تشجع روسيا وإيران حليفتا الأسد على زيادة إمداداتهما من الأسلحة لحكومته مما يشعل سباق تسلح، وهذا ما حدث بالفعل فقد تم تسليح سوريا بصفقة عسكرية من قبل روسيا باسلحة متطورة، على الرغم من محاولة من إسرائيل التأثير في القرار الروسي إزاء بيع أسلحة سوريا.

في الوقت نفسه اثار توجه بريطانيا وفرنسا لإمداد مقاتلي المعارضة السورية بالاسلحة، مخاوف اسرائيل من انتقال الحرب ضدها، لكن في ظل تسليح السعودية وقطر لمقاتلي المعارضة السورية علنا فإن بريطانيا وفرنسا - الملتزمتين مع واشنطن بتحقيق هدف رحيل الرئيس بشار الأسد - تريدان على الأقل ضمان وصول الأسلحة للجماعات المعنية والا تكون شديدة التقدم حتى لا تمثل تهديدا للغرب.

وفي إطار موقفها الجديد قالت واشنطن ايضا انها ستبقى طائرات وصواريخ سطح جو في الاردن وهي دولة حليفة يمكن استخدام اراضيها للمساعدة في تسليح وتدريب مقاتلي المعارضة، وللولايات المتحدة 4300 جندي في الاردن يشاركون في مناورات هناك، ولم تستبعد واشنطن فرض منطقة حظر طيران فوق اجزاء من سوريا ربما قرب الحدود الاردنية الا انها لم تتخذ بعد قرارا بهذا الشأن.

وتامل واشنطن في ان يعيد دعمها الزخم للمعارضة بعد أن انتزعت قوات الاسد زمام المبادرة اثر حصولها على الدعم المفتوح من حزب الله اللبناني الذي ارسل الوف المقاتلين المحنكين لمساعدة الاسد، فقبل شهور قلائل كانت الدول الغربية تعتقد ان ايام الاسد باتت معدودة. لكن مع دعم حزب الله تمكن من احراز نصر كبير هذا الشهر في القصير وهي بلدة ذات موقع استراتيجي كانت تحت سيطرة المعارضين المسلحين على طريق رئيسي من لبنان.

لكن الغربيين يخشون ان تقع اسلحة متطورة جدا بايدي المجموعات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل في سوريا، وتضفي المعطيات آنفة الذكر بأن تصاعد حمى التسليح في سوريا سيؤثر على مجريات الاحداث في سوريا على نحو خطير.

بوتين: الغرب يسلح معارضين سوريين مسلحين يأكلون لحوم البشر

في سياق متصل قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد وصوله إلى بريطانيا قبل قمة دولية إنه يتعين على الغرب ألا يسلح مقاتلين يأكلون لحوم البشر.

فيما يقول البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيحاول الضغط على بوتين لإسقاط تأييده للأسد خلال قمة الثماني التي يستضيفها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وبعد اجتماع مع كاميرون في لندن قال بوتين إن روسيا تريد تهيئة الأجواء لحل الصراع، وأضاف بوتين "على المرء ألا يدعم أشخاصا لا يقتلون أعداءهم فحسب بل يشقون أجسادهم ويأكلون أحشاءهم أمام الناس والكاميرات"، ومضى قائلا "هل هؤلاء هم الذين تريدون دعمهم؟ هل هؤلاء هم من تريدون تزويدهم بالسلاح؟ اذن قد لا تكون لذلك علاقة تذكر بالقيم الإنسانية التي يجري التبشير بها في اوروبا منذ مئات السنين".

وكان بوتين يشير على الأرجح إلى لقطات فيديو صورت الشهر الماضي لقائد في المعارضة المسلحة وهو يشق جسد جندي قتيل ويقضم جزءا من أحد أعضائه.

بينما لم تذكر بريطانيا انها ستسلح المعارضين ايضا لكن المشكلة مثار خلاف حتى داخل حكومة كاميرون التي يقودها المحافظون. وقال نيك كليج نائب رئيس الوزراء من حزب الديمقراطيين الاحرار شركاء بلير في الائتلاف الحاكم "لا نعتقد بوضوح انه الشيء الصواب الذي نفعله في الوقت الراهن والا لكنا فعلناه"، من جهتها اعلنت الحكومة السورية عن خطط كبرى للسيطرة على الشمال بما في ذلك حلب اكبر مدينة سورية ومركز البلاد التجاري التي تقع مساحات كبيرة منها تحت سيطرة المعارضة المسلحة منذ حوالي عام. وتقول الامم المتحدة انها تخشى من حمام دم في الشمال.

في المقابل قال عبد الجبار العكيدي وهو قائد عسكري في الجيش الحر في حلب لتلفزيون العربية ان هناك اختلافا بين حلب والقصير موضحا ان مقاتلي المعارضة في القصير كانوا محاصرين بقرى استولى عليها حزب الله ومناطق موالية للاسد. واضاف انه لم يتوفر حتى مكان لاسعاف الجرحى من المعارضة. وقال ان المعارضين المسلحين في حلب لديهم عمق استراتيجي ودعم لوجستي كما انهم افضل تنظيما، واندلعت معارك ايضا داخل حلب نفسها حيث يحتشد الوف من جنود الاسد والميليشيات المدعومة بقوات حزب الله ويهاجمون المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حتى اجبروهم على التقهقر. بحسب رويترز.

وقال نشطاء معارضون إن الجيش ينقل أيضا جنودا بطريق الجو خلف خطوط المعارضين في عفرين وهي منطقة كردية الأمر الذي سيتيح لهم إمكانية شن عملية اجتياح أكبر داخل المدينة، وبعد دعم حزب الله الشيعي للاسد الذي ينتمي الى الاقلية العلوية الشيعية في سوريا ضد المعارضين المسلحين وغالبيتهم من السنة زادت المخاوف من انتشار اعمال عنف طائفية في الدول المجاورة، وفي لبنان قالت مصادر أمنية إن مسلحين قتلوا بالرصاص أربعة رجال من الشيعة في كمين بسهل البقاع قرب الحدود مع سوريا. ولم يعرف من الذي قتلهم، وما زال لبنان يتعافى من حربه الطائفية التي استمرت من عام 1975 حتى 1990. كما كان القتال بين السنة والشيعة وراء الكثير من أعمال العنف في العراق خلال العقد الماضي منذ الغزو الامريكي عام 2003.

باريس لم تغير موقفها حيال عدم تزويد مسلحي المعارضة السورية

من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قبل انعقاد مجلس اوروبي في بروكسل مخصص لبحث الوضع في سوريا، ان فرنسا "لم تغير موقفها" بشان عدم تسليم مسلحي المعارضة السورية اسلحة فتاكة.

وقال فابيوس في ختام لقاء مخصص للمسائل الدولية مع القيادي فرنسوا بايرو (وسط) "في الوقت الراهن لم تعدل فرنسا موقفها. لم نسلم اسلحة فتاكة، هذا هو موقفنا"، وتحت ضغط لندن وباريس، قرر الاوروبيون في نهاية ايار/مايو رفع الحظر المفروض على شحنات الاسلحة الى المعارضة السورية. بحسب فرانس برس.

الا انهم التزموا (من دون ان يكون ذلك قرارا الزاميا) بعدم تسليم اسلحة قبل الاول من اب/اغسطس وتوافقوا على اعادة النظر بموقفهم من الان وحتى ذلك التاريخ، والاجتماع الشهري لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل هو الاخير قبل هذا الموعد، واعلن فابيوس ان "القرار الذي اتخذ (برفع الحظر) هو بمثابة اذن (بتسليم اسلحة)، ويعود لكل بلد الان ان يستخدم هذا الاذن ام لا"، مذكرا بان "شروطا" وضعت لاي شحنة اسلحة محتملة، ويطالب الائتلاف الوطني السوري المعارض بتسلم معدات مضادة للدبابات ومضادات للطيران للجيش  الحر.

اسرائيل تؤيد قرار امريكا تسليح المعارضة السورية

من جهته ألقى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بثقله خلف خطط الولايات المتحدة لتسليح مقاتلي المعارضة السورية مهونا من شأن مخاوف من أن تلك الاسلحة قد تستخدم يوما ما ضد اسرائيل، ومن بين المشاكل الكثيرة التي يعج بها الشرق الاوسط قال السياسي الاسرائيلي المخضرم الحائز على جائزة نوبل للسلام إن جماعات الارهاب تمزق اوصال العالم العربي،

وحذر ساسة اسرائيليون كثيرون من تقديم اسلحة الي مقاتلي المعارضة السورية الذين تتزايد نزعتهم المتشددة خشية ان تلك الاسلحة ستستخدم عاجلا أو آجلا ضد اسرائيل التي لها حدود متوترة مع خصمها القديم سوريا. بحسب فرانس برس.

ورد بيريس بالايجاب على سؤال عما إذا كان القرار الامريكي حكيما، وقال "هم ليس لديهم خيار"، "مما يؤسف له انها تتحول بشكل متزايد الي مجابهة بين قوتين عظميين وهناك تدخل متزايد من قوى خارجية... إنها مأساة"، وان جميع "الارهابيين العاطلين" في العالم يتوجهون الي المنطقة جالبين معهم الدمار، "هم يقتلون لبنان.. هم يقتلون سوريا.. هم يقتلون العراق. حيثما يوجودون فانهم يعرضون الهويات العربية للخطر".

الأسد: أوروبا ستدفع الثمن إذا سلحت المعارضة

في المقابل قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة ألمانية إن أوروبا "ستدفع الثمن" إذا سلمت أسلحة لقوات المعارضة في سوريا مضيفا ان مثل هذا الاجراء سيمد الارهاب الى القارة، وأضاف في المقابلة التي نشرها الموقع الالكتروني لصحيفة فرانكفورتر الجماينه تسايتونج "إذا سلم الأوروبيون أسلحة فسيصبح الفناء الخلفي لأوروبا إرهابيا وستدفع أوروبا ثمن ذلك"، وحذر الاسد في أول تصريحات له منذ أعلنت الولايات المتحدة انها ستزود مقاتلي المعارضة السورية بمساعدات عسكرية من ان تسليح المعارضة سيؤدي الى تصدير "الارهاب" الى اوروبا، وقال "سيكتسب الارهابيون خبرة في القتال وسيعودون بعقائد متطرفة"، وأضاف وفقا لنص المقابلة الذي نشرته أيضا الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) "لا يوجد لهم (لأوروبا) أي مخرج آخر .. أو أن يضطروا للتعاون مع الدولة السورية ولو لم تعجبهم".

وعندما سئل بشأن مزاعم حكومات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بأن سوريا استخدمت اسلحة كيماوية قال الاسد "لو كانوا (باريس ولندن وواشنطن) يملكون دليلا واحدا فقط على أننا استخدمنا سلاحا كيماويا أما كانوا أعلنوا عنه على الملأ أمام الدنيا كلها؟، وقالت الولايات المتحدة إن ما بين 100 و150 شخصا قتلوا في هجمات بأسلحة كيماية تم رصدها في سوريا لكن الأسد قال إن من غير المنطقي استخدام أسلحة كيماوية لقتل هذا العدد من الاشخاص لأن الاسلحة التقليدية يمكنها ايضا ان تحقق ذلك، وقال "نحن لم نعلن بأننا نمتلكها أو لا نمتلكها"، وعندما سُئل عن سبب رفضه السماح لمفتشي الامم المتحدة بدخول البلاد قال إن هذا سيسمح لهم بكشف أسرار أمنية سورية لا علاقة لها بهذه الترسانة. بحسب رويترز.

وقال "نحن دولة لدينا جيش لدينا أسرار ولن نسمح لأحد بأن يطلع عليها .. لا الامم المتحدة ولا فرنسا ولا بريطانيا ولا غيرها"، وأضاف ان الحكومة كانت منفتحة على الحوار من اليوم الاول ولم تغير موقفها في هذا الشأن لكن تركيا وقطر والسعودية وفرنسا وبريطانيا تعارض الحوار، وقال ان سوريا مستعدة رغم ذلك للتفاوض مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وقال "سنفاوض عمليا أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأدواتهم تركيا وقطر والسعودية.. فهذه القوى التي تسمى معارضة الخارج مجرد موظفي"، ولمح الاسد إلى أنه ليست لديه نية للتنحي. وقال "عندما يكون البلد في أزمة .. تكون مهام الرئيس أكبر ليست أقل .. فمن الطبيعي ألا تترك البلد خلال الازمة.. بالعكس يجب ان تعالج الوضع أولا"، وتابع "إذا كان قراري أن أترك في هذه الظروف فهي خيانة وطنية.. ولكن عندما يكون قرار الشعب أن تتخلى عن منصبك فهذا موضوع آخر"، وقال "الرئيس ليس هو المشكلة. ولكنهم وضعوا الرئيس عنوانا لكي يقوم هذا الرئيس بتقديم البلد مجانا الى الدول التي تقف خلف المعارضة ويأتوا بدلا عنه برئيس إمعة هذه هي القضية".

السعودية تزود المعارضة السورية بصواريخ

على الصعيد نفسه قال مصدر خليجي مطلع لرويترز إن السعودية التي تعارض بقوة الرئيس بشار الأسد منذ وقت مبكر في الصراع السوري بدأت في إمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات "على نطاق صغير" منذ نحو شهرين.

وذكر المصدر ان الصواريخ التي تطلق من الكتف تم الحصول على معظمها من موردين في فرنسا وبلجيكا مضيفا ان فرنسا دفعت تكاليف نقل الأسلحة إلى المنطقة، وأضاف المصدر أن الامدادات تصل إلى اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش الحر الذي مازالت السعودية تعتبره "القائد" الرئيسي في المعارضة السورية، وقال المصدر الخليجي إن السعودية بدأت في القيام بدور أنشط في الصراع السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب تصاعد الصراع. لكنه لم يذكر تفاصيل، ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم وزارة الخارجية.

وعاد الملك عبد الله إلى السعودية بعد أن قطع عطلته في المغرب للتعامل مع ما وصفته وسائل الإعلام الحكومية بأنه "تداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة حاليا"، وتقول مصادر دبلوماسية في المملكة إن الرياض يزداد قلقها بعد دخول حزب الله اللبناني الشيعي في الصراع وما أعقب ذلك من هزيمة المعارضة في القصير.

وحث ادريس في حديث مع رويترز الحلفاء الغربيين على تزويد المعارضة بالصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات واقامة منطقة حظر طيران قائلا انه اذا تم تزويد الجيش السوري الحر بالاسلحة المناسبة فانه يمكنه هزيمة جيش الاسد خلال ستة أشهر، وقال ادريس ان قواته تحتاج بصفة عاجلة لاسلحة ثقيلة في مدينة حلب بشمال البلاد حيث قال ان حكومة الاسد اعلنت انها تستعد لشن هجوم كبير.

وبدأت الامدادات السعودية التي اشارت اليها التقارير قبل ان تعلن الولايات المتحدة حليفها الرئيسي انها سترسل أسلحة الى المعارضة السورية وهو تطور تشجع عليه الرياض منذ فترة طويلة، وعقد أمراء سعوديون كبار اجتماعات مع العديد من الحلفاء في الاسابيع القليلة الماضية لبحث الوضع في سوريا. بحسب رويترز.

واحتلت باريس بؤرة هذا النشاط وزارها في مايو آيار وزير الداخلية الامير محمد بن نايف كما زارها هذا الشهر رئيس المخابرات الامير بندر بن سلطان ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل.

والامير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني موجود هناك هذا الاسبوع بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة. واجتمع ولي العهد السعودي الامير سلمان مع وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند في جدة في اوائل يونيو حزيران، وقال مصار دبلوماسية في الرياض ان السعودية وفرنسا وبريطانيا تجمعها ارضية مشتركة بشأن السعي لدى واشنطن لاتخاذ اجراء أكثر حسما ضد الاسد، وأمضت الرياض سنوات في محاربة متشددين محليين شنوا حملة تفجيرات ضد أهداف سعودية وامريكية في العقد الماضي بعد عودتهم من القتال تحت راية الاسلاميين في افغانستان والعراق.

كما قالت مصادر ان من المحتمل ان تتضمن الاسلحة التي سترسلها الولايات المتحدة لمقاتلي المعارضة في سوريا قذائف صاروخية ومورتر بعد ان وافق الرئيس باراك اوباما على تسليح مقاتلي المعارضة، وكان البيت الابيض قد اتهم قوات الرئيس بشار الاسد باستخدام اسلحة كيماوية واعلن ان الولايات المتحدة ستقدم مساعدات عسكرية مباشرة لمقاتلي المعارضة . وصرح مسؤول امريكي بان هذا يعني تزويدهم باسلحة لاول مرة.

وصرح مصدران امنيان اوروبيان بان الولايات ستعزز نوعية الاسلحة والذخيرة التي تقدمها دول اقليمية مثل السعودية وقطر لمقاتلي المعارضة بالاضافة الى تقديم بعض من الاسلحة الثقيلة مثل القذائف الصاروخية، وسيؤدي حصول مقاتلي المعارضة على مزيد من القذائف الصاروخية الى زيادة قدرتهم على التصدي للعربات المدرعة الحكومية بل وللدبابات. وكان مقاتلو المعارضة قد منيوا بخسائر امام القوات الحكومية السورية ومقاتلي حزب الله في الاونة الاخيرة. بحسب فرانس برس.

ولكن مسؤولا امريكا قال انه لا يتوقع ان تؤثر المساعدات الامريكية الجديدة على مجريات الاحداث في سوريا على نحو خطير، وقالت المصادر الثلاثة انه لا توجد خطط لارسال صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف لمقاتلي المعارضة واغلبهم من السنة.

وقد يستغرق وصول اول امدادات عسكرية ما بين اسبوعين وثلاثة اسابيع كحد ادنى وسترسل هذه الامدادات للمجموعات التي يقودها قائد الجيش الحر سليم ادريس، ورفض بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي ان يوضح كيف ستسلح واشنطن مقاتلي المعارضة.

وستصل على الارجح المساعدات لمقاتلي المعارضة عن طريق تركيا حيث تتواجد الولايات المتحدة في قاعدة سرية اقامتها تركيا مع السعودية وقطر لتوجيه المساعدات العسكرية والاتصالات مع المعارضة المسلحة السورية. وقد تصل ايضا المساعدات الامريكية عن طريق الاردن التي يتواجد فيها الاف من الجنود الامريكيين في مناورة مشتركة. ويوجد هناك ايضا نحو 200 جندي اخرين من الفرقة الاولى من الجيش الامريكي .

الصواريخ الروسية ستزيد الأسد جرأة

الى ذلك أدان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة شحنة صواريخ روسية مضادة للسفن إلى سوريا قائلا إنها يمكن أن تزيد قوات الرئيس بشار الأسد جرأة وتستمر في خوض حرب دامية، وقال الجنرال مارتن ديمبسي للصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) "إنه على أقل تقدير قرار يدعو للأسف سيزيد النظام جرأة ويطيل المعاناة.. ولذا فهو في وقت غير مناسب ويدعو للأسف الشديد."

ولم يرد أي تعليق مباشر من موسكو على الشحنة رغم أن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد تأكيد الموقف الذي تتبناه روسيا منذ فترة طويلة وهو أنها ستظل "تفي بالتزاماتها التعاقدية بوجب العقود التي جرى توقيعها في السابق."

وقال مسؤول تحدث مشترطا عدم الكشف عن شخصيته إن سوريا تسلمت مؤخرا أحدث صواريخ وهي أرض-جو من طراز ياخونت لكن لم يتضح بدقة تاريخ تسليم الصواريخ، وقال نيك براون رئيس تحرير مجلة انترناشونال ديفنس ريفيو إن الصواريخ المضادة للسفن التي أرسلتها روسيا مصممة لإبقاء السفن المعادية بعيدا عن المياه السورية. وتزيد سرعتها مرتين ونصف عن سرعة الصوت ويصل مداها إلى حوالي 300 كيلومتر ولرأسها الحربي الذي يزن 200 كيلوجرام قوة تدمير هائلة، وأضاف "اكتشافها صعب ومن الأصعب إسقاطها أو خداعها ومن ثم فهي أداة قوية لإبعاد السفن الحربية عن الساحل السوري."

ويأتي الكشف عن ذلك بعد مرور أكثر من أسبوع على اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على عقد مؤتمر في محاولة لوقف الحرب. لكن المبادرة تواجه عقبات متزايدة بما في ذلك معارضة فرنسية لدعوة إيران، وقد تزيد إمدادات الأسلحة الروسية لسوريا من ضغوط بعض المشرعين في الكونجرس كي تزيد الولايات المتحدة من دورها في سوريا خصوصا بعد أن اعترفت حكومة الرئيس باراك أوباما بمعلومات مخابرات أولية بشأن استخدام القوات الموالية للأسد أسلحة كيماوية.

وقال السناتور روبرت مننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي "يمكننا أن نقف موقف المتفرج أمام إنقلاب الموازين لصالح الأسد أو أن نحمي المصالح الوطنية الأمريكية بدعم تسليح المعارضة التي تقاتل من أجل بناء مستقبل سوري جديد"، ومننديز هو صاحب تشريع يقضي بفرض عقوبات على الأسلحة تشمل حظر الأسلحة ومبيعات النفط مع دعم المعارضة السورية بالأسلحة القاتلة وبالتدريب.

لكن كثيرا من المسؤولين الأمريكيين يخشون أن تسقط الأسلحة في أيدي جماعات متشددة مرتبطة بالقاعدة، كذلك أبدت إسرائيل انزعاجها من احتمال تزويد روسيا سوريا بصواريخ الدفاع الجوي المتقدمة وهي من طراز إس-300، وعند سؤال ديمبسي عن صواريخ إس-300 قال "إنها تجعلنا أقرب قليلا للمواجهة وتزيد الخطر لكن من المستحيل منعها."

وأضاف ديمبسي مشيرا إلى القدرات السوري بشكل عام "ما يزعجني حقيقة هو أن الأسد سيقرر ذلك منذ أن حصل على هذه المنظومات فإنه أصبح آمنا بدرجة أكبر إلى حد ما و)أو أكثر ميلا لإساءة الحسابات، ولم يعلق متحدث باسم شركة روسوبورون اكسبورت الروسية المملوكة للدولة التي تحتكر تصدير السلاح لدى سؤاله عن إرسال صواريخ ياخونت إلى سوريا.

وسبق أن أرسلت روسيا هذه الصواريخ إلى سوريا في عام 2011 في صفقة قدرت قيمتها بمبلغ 300 مليون دولار في ذلك الوقت، وحذر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل من أن تصعيد الحرب السورية يشكل مخاطر كذلك للمصالح الروسية، وقال هاجل في المؤتمر الصحفي مع ديمبسي "ما لا نريد رؤية حدوثه وما لا يرغب الروس في رؤية حدوثه هو انفجار الوضع في سوريا إلى الحد الذي قد نجد أنفسنا فيه في حرب إقليمية في الشرق الأوسط"، وأضاف "وعليه نحن مستمرون في العمل مع الروس بخصوص مصالحهم وكل ما نستطيع هو أن نقنع القوى المعنية في المنطقة أن تلتزم الحذر من تصعيد الخيارات والمعدات العسكرية. سنواصل العمل في ذلك. بحسب رويترز.

ودافع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن مبيعات الأسلحة لسوريا قائلا إن موسكو تنفذ عقودا تم الاتفاق عليها في وقت سابق ولا تريد أن تخسر سمعتها كمورد يمكن الوثوق فيه، وأفادت بيانات نشرها مركز أبحاث عسكري مقره موسكو أن مبيعات روسيا من الأسلحة لسوريا بلغت حوالي مليار دولار عام 2011 رغم أن المبيعات تراجعت بدرجة كبيرة العام الماضي، وأكد المسؤول الأمريكي كذلك تقريرا أشار إلى أن روسيا أرسلت 12 سفينة حربية أو أكثر لحراسة المياه القريبة من قاعدتها البحرية في سوريا، وقال "ليس هذا بالضرورة أسلوب ردع من أجل سوريا خصيصا. إنه على الأرجح استعراض أوسع لقوة البحرية الروسية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/تموز/2013 - 14/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م