الكارثة البيئية

حسين علي غالب

 

منذ سقوط النظام السابق عليه اللعنة قمت وعدد من إخواني المثقفين بكتابة مواضيع بيئية قصيرة عن الوضع البيئي المخيف وكان أغلب ما تحدثنا عنه هو التلوث البيئي الناتج عن الحروب التي خاضها العراق حيث حتى هذه اللحظة لا نعلم كمية الأسلحة الفتاكة التي ألقيت علينا.

 وكالعادة كل جهدنا ذهب هباءا منثورا بل أن عدد من الصحف والمجلات باتت لا تنشر ما أكتبه لأن المواضيع البيئية لا تجلب القراء المتعطشين للمواضيع السياسية وللخطاب الثوري فقط لا غير، وها هي عشر سنوات قد مرت بلمح البصر وما نراه ونطلع عليه لا يمكننا تخيله وتصوره لأننا نعيش كارثة بيئية حقيقة.

 ودعوني أذكر بعض المعلومات على شكل نقاط مختصرة فالسواد الأعظم من مناطقنا السكنية تطفو على مختلف أنواع النفايات ويوم بعد يوم تزداد وتتكاثر ولا يوجد حل يفعله أفراد المجتمع إلا وأن يقوموا بحرق مختلف أنواع النفايات وللأسف هذا الحل لا يحل المشكلة فالنفايات يجب أن تجمع ويتم تصنيفها والتخلص منها وفق طرق معروفة ولا أريد أن أتحدث عن موضوع تدوير النفايات لأنه من سابع المستحيلات أن يتحقق على أرض الواقع.

 أما ثروتنا المائية فأنني أتحدى أن أجد منطقة على سبيل المثال في عاصمتنا بغداد بأكملها تمتلك شبكة مجاري كاملة وجديدة فكل الشبكات عندنا قد عفا عنها الزمن وهي من أحد أسباب هدر الماء النظيف وازدياد الأمراض المختلفة لأن الماء النظيف الصالح للشرب يندمج مع المياه الوسخة الملوثة.

 ولن أوجه انظاري إلى موضوع السدود المائية فالقارئ الكريم يعرف أين ذهبت مياه أمطارنا وكيف أننا لم نستفد منها بأي شيء يذكر رغم أننا نعتبر من الدول الفقيرة مائيا في وقتنا الحاضر.

 أما أرضينا فالتصحر يزحف كمرض السرطان داخل جسد وطننا وأصبحت المناطق الزراعية الكبيرة قليلة جدا أو تحولت إلى سكنية لأن القطاع الزراعي غير مدعوم بتاتا وكذلك هناك مناطق شاسعة تحتضن الألغام الأرضية وتكاليف وجهد نزع الألغام ليست بالقليلة ولكنني لم أسمع الحكومة أبدا تتحدث عن هذا الموضوع رغم أن هناك ضحايا كثر من الأبرياء قد ماتوا جراء إنفجار لغم عليهم وفي أحسن الأحوال يفقدون جزء مهم من جسدهم كايديهم أو ارجلهم وهناك الالاف القصص المعروفة لضحايا في المحافظات الجنوبية أوفي إقليم كوردستان.

 أما هواءنا فلم يتأثر كثيرا بالكارثة البيئية حيث أنه ملوث برائحة ادخنة المولدات الكهربائية وادخنة السيارات وروائح النفايات المقززة فقط لا غير وفي جعبتي الكثير عن حجم الكارثة البيئية التي نعيشها ونتحملها كل دقيقة ولكن ما فائدة المقالات والمواضيع والدراسات والندوات وحكومتنا مشغولة بالملف السياسي والصراع بين الكتل والحرب الإعلامية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/تموز/2013 - 12/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م