المتاحف... سير وذكريات لأمم قد خلت

 

شبكة النبأ: تولي العديد من الدول والحكومات اهتمام خاص بالمتاحف في سبيل حفظ وصيانة بعض الاثار والشواهد التاريخية القديمة، حيث يسهم وجود المتاحف وبحسب بعض المتخصصين على تحقيق الكثير من الأهداف الهامة من أجل خدمة الفرد والمجتمـع، وتساهم في تعميم الثقافة ونشر المعرفة وتنشيط الحركة الفنية والعلمية وغيرها من الامور الاخرى.

وفي هذا الشأن يسلط متحف جديد في العاصمة الامريكية واشنطن الضوء على تاريخ وثقافة الامريكيين من اصول افريقية، لكن سؤالا يطرح نفسه بشأن ما قد يسهم به المتحف في ابراز ثقافة التمييز العنصري؟ ومن المتوقع ان تتخذ المحكمة العليا الامريكية قرارا بشأن مشروعية برامج التمييز الايجابي الذي يتيح للجامعات اعتبار العرق عاملا في الالتحاق بها. وقال معارضو القرار إن التمييز الايجابي غير ضروري في امريكا الحديثة ويسهم في التمييز العنصري، في حين قال انصار القرار ان البرامج مازالت تمثل وسيلة فعالة لمكافحة قرون من العنصرية والاجحاف في امريكا.

وعلى بعد بضعة ابنية من المحكمة العليا في واشنطن ستجري مناقشات مماثلة بشأن متحف يعرض قطعا من كسر الزجاج وقطعا أثرية أخرى. وهذه القطع مخصصة للمتحف الوطني للتاريخ والثقافة الامريكية الافريقية. وعلى الرغم من عدم بناء المتحف حتى الان، إلا أن المديرين، أو المحافظين على تاريخ السود في الولايات المتحدة، يتعهدون بمتحف يثري الوعي لدى البلاد بشأن الارث العرقي الذي مازال يقسم الكثير من الامريكيين.

وقالت لوني بانتش، مديرة المتحف، "ندرس افكارا صعبة على الامريكيين." واضافت "لكنك ستصل إلى الحقيقة والمصالحة ومعالجة قضايا لطالما قسمتنا لعقود. وحانت الفرصة لفهم تاريخ الامريكيين الافارقة الثري فضلا عن كونها فرصة للامريكيين الافارقة انفسهم للتغلب على ماض مؤلم ." انها مهمة جريئة تعكس كفاح الامريكيين الافارقة في المجتمع.

ويذكر ان فكرة انشاء المتحف اقترحت للمرة الاولى قبل مئة عام لكنها قوبلت باعتراض من جانب المشرعين الذي باتوا يؤكدون على ان اولئك من ذوي البشرة السوداء لم يسهموا بشئ في الولايات المتحدة. وبرزت الفكرة من جديد خلال ستينيات القرن الماضي خلال حقبة الحقوق المدنية، لكن مؤسسة سميثسونيان (التابع لها المتحف) والتي تحصل على تمويلات فيدرالية، فضلت بدلا من ذلك دمج تاريخ السود ضمن مقتنيات متاحفها القائمة.

ولم تدخل الفكرة حيز التنفيذ الى ان وقع الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش عام 2003 مشروع قانون يكفل سداد الكونغرس نصف المبلغ اللازم لبناء المتحف وقيمته 500 مليون دولار. ودشن الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما بناء المشروع عام 2012، اذ يجري العمل في على قدم وساق. وتعززت جهود جمع الاموال الباقية هذا الشهر عندما تبرعت الاعلامية الشهيرة اوبرا وينفري بمبلغ 12 مليون دولار اضافة الى ما كانت تبرعت به عام 2007 وقدره مليون دولار.

كما جمع نحو 22 ألف قطعة حاليا لعرضها في المتحف من لا شئ، من بينها نسخة نادرة من الكتاب المقدس الخاص بزعيم ثورة العبيد عام 1831، نات تورنر. ومن بين المقتنيات الاخرى وشاح اعطته الملكة فيكتوريا لهاريت توبمان، وقطع من كسر الزجاج خاصة بكنيسة الاباما التي قتلت فيها اربعة فتيات في تفجير عام 1963، واغلال لعبيد افارقة. وجميع هذه المقتنيات معروضة بالفعل لدى المتحف الوطني للتاريخ الامريكي لكن سيخصص لها مكانها الخاص حال افتتاح المتحف في عام 2015.

وتأمل جماعات اقليات اخرى في أن يكون لها وجود في العاصمة واشنطن التي تضم بالفعل المتحف الوطني للهنود الامريكيين. غير ان المتحف الوطني لتاريخ المرأة مازال مؤسسة على الانترنت فقط ويسعى للضغط على الكونغرس من اجل الحصول على بناية. لكن هل يعد تخصيص متحف لكل جماعة- بمعزل عن متحف التاريخ الامريكي الرئيسي – بمثابة مزيد من التمييز لمن ينبغي لهم الاندماج في بوتقة "الانصهار" داخل المجتمع؟ وهل يمثل ذلك علاجا للجماعات المهمشة؟

ويعترض جيم موران، نائب الكونغرس عن ولاية فرجينيا، على انشاء متحف يقوم على هذا الاساس قائلا امام لجنة الكونغرس عام 2011 "متحف التاريخ الامريكي هو المكان الذي يعرض فيه جميع التقاليد الشعبية للبيض، كما ان متحف الهنود الامريكيين هو ما يجب ان يشعر من خلاله الهنود بانهم في وطنهم، كما يذهب الامريكيون الافارقة الى متحفهم، والامريكيون من اصول لاتينية الى متحفهم، هذا ليس ما ترغب فيه امريكا." واضاف "يتعلق الامر بالطريقة التي نصف بها التاريخ الامريكي وأين نقف، وربما الخطوة القادمة ستكون للامريكيين من اصول اسيوية، وبعدهم ربما الامريكيين من اصول ايرلندية، فليلطف بنا الله." غير ان المدافعين عن الفكرة يقولون ان المتحف يملأ فراغا مهما، اذ تقول ليزلي هينكسون، استاذ علم الاجتماع المساعد لدى جامعة جورج تاون "اسباب وجود متحف وطني للتاريخ والثقافة الامريكية الافريقية تعتبر مشروعة مثلها مثل ما يعتقده الاخرون بشأن المتاحف الاخرى."

ومازال النقاش بشأن تاريخ السود، وأفضل السبل لتقديمه، ومكانته في التاريخ الامريكي واسع النطاق، مثار جدل لكون الولايات المتحدة مازالت تتمسك بالعرق ، وهو ما اكدته لوني بانش. وقالت "العبودية مازالت اكثر القضايا غير المذكورة في الحياة الامريكية، إنها جزء من التحدي بالنسبة للامريكيين حيث نضع انفسنا موضع الجيدين. انقذنا اوروبا إبان الحرب العالمية الثانية وحاربنا الشيوعيين، لذا يصعب القول بان بعضنا يواجه نقدا بشأن تاريخه، ان مواجهة هذه الفكرة شئ مؤلم."

ومن اجل التصدي لمثل هذه القضايا الشائكة، عينت مؤسسة سميثسونيان خبراء نفسيين فضلا عن اجراء ابحاث تتعلق بالجمهور المحتمل وكيفية اجتذابهم، اذ تتوقع الدراسات ان 70 في المئة من رواد المتحف الجديد سيكونون من ذوي البشرة البيضاء. ويأتي ذلك في ظل رصد زيادة الوعي بشأن التاريخ الافريقي في امريكا اللاتينية. بحسب بي بي سي.

وكانت اول قطعة تاريخية يجري التبرع بها للمتحف الجديد هي مقعد في زورق خشبي من اكوادور يحمل نقش عنكبوت، رمز الاله (انانسي) في غرب افريقيا. وتقول ديبورا ماك، رئيس أحد اقسام المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الامريكية الافريقية، ان العنكبوت أصبح جزءا من التراث الشعبي بين المجتمعات الساحلية التي يسكنها السود في الامريكتين لاسيما في ولاية لويزيانا. وقالت "لا يوجد بلد واحد في امريكيا اللاتينية ليس لديه سكان افارقة ينحدرون من تجارة العبيد، باستثناء شيلي. والامريكيون لا يعتزمون معرفة ذلك، كما أن أحد أهدافنا هو إبراز هذه القصص."

متحف البيت الاحمر

الى جانب ذلك يبتسم كاميران عزيز وهو يضع يديه المتشابكتين خلف ظهره، مستعيدا اساليب التعذيب التي تعرض لها في كانون الثاني/يناير 1990 داخل مبنى “البيت الاحمر” في مدينة السليمانية، ابان حكم نظام صدام حسين. وتحول “البيت الاحمر” الذي يقع في احد احياء السليمانية (270 كلم شمال بغداد) عام 1996 الى متحف لكشف اهوال التعذيب التي كان يمارسها النظام الديكتاتوري في هذا المبنى.

ويؤكد عزيز الرجل الستيني بحسرة واضحة حتى الان لا استطيع الجلوس لفترة طويلة. وتحيط بالمنزل جدران عالية ما زالت مغطاة باللون الاحمر، رغم اختفاء بقع منها تدريجيا، ولا تزال الاسلاك الشائكة التي ثبتت لمنع اي محاولة للهروب في اماكنها القديمة. وعانى اقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1985 وحتى العام 1991، من نظام صدام حسين الذي زج في هذا المكان المبني من قطع خرسانية خشنة، مئات الناشطين الاكراد الذين اتهموا بكونهم “مخربين”، ومن بينهم محافظ السليمانية الحالي بهروز قشاني.

ويقول مدير المتحف اكو غاريب ان “هذا (المكان) لم يكن سجنا عاديا، لقد كان مركز تحقيق يقضي فيه المعتقلون ستة او ثمانية اشهر ثم يرحلون الى سجن ابو غريب او سجن بغداد” خارج اقليم كردستان العراق. ورغم مساعي قوات التحالف، بعد سقوط نظام صدام عام 2003، لتشجيع قوات الشرطة على اعتماد الادلة اكثر من الاعترافات، مازال مفهوم “الاعتراف” يرتبط بالمحقق القاسي.

واشار تقرير منظمة العفو الدولية السنوي الذي في وقت سابق الى ان “التعذيب وسوء المعاملة هي ممارسات شائعة ومنتشرة في السجون وسائدة في التعامل مع جميع المعتقلين”. واكد التقرير ان “التعذيب يستخدم لانتزاع معلومات واعترافات يمكن استخدامها بعد ذلك ضد المعتقلين اثناء المحاكمة”. وفي نهاية الثمانينات ومطلع تسعينات القرن الماضي، كل قسم من المبنى الاحمر كان يشهد نوعا من التعذيب، وفقا لمدير المتحف.

ففي احدى غرفه المعزولة الصوت، كان المعتقلون يعلقون بانابيب صلبة وتبقى اقدامهم على بعد نصف متر عن الارض. ويستذكر عزيز الذي التحق بصفوف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، في سبعينات القرن الماضي، والذي دخل الى تلك الغرفة، عبارات معذبيه “قالوا لي اذا لم تعترف سنعذبك ثم وضعوا اسلاكا كهربائية على عضوي التناسلي ومرروا فيه الكهرباء. ويؤكد علي، الموظف في وزارة التعليم في اقليم كردستان، حتى اليوم اشعر بالم شديد في الظهر والعمود الفقري من اثار الاعتقال ولا استطيع البقاء جالسا لفترة طويلة والا شعرت بالم فظيع.

وتابع كلما اذهب للنوم اتذكر ذلك المكان الذي لم اجد فيه سوى قطعة كارتون انام عليها طوال شهرين. واشار مدير المتحف الى موقع اخر من البيت الاحمر، هي غرفة مظلمة بدون نوافذ كان السجناء يتعرضون فيها للضرب على باطن القدم بعد ان تعلق اقدامهم في انابيب من ست الى 12 ساعة بكابلات تستخدم للتعذيب. بحسب فرانس برس.

وقضى عزيز سنة كاملة في “البيت الاحمر” قبل ان يرحل الى سجن ابو غريب، الذي يقع غرب بغداد، ثم افرج عنه لدى وقوع الانتفاضة ضد نظام صدام حسين في السليمانية عام 1991، والتي مثلت نهاية التعذيب وقصة “البيت الاحمر”. ويؤكد عزيز “لن ننسى هذا المبنى وسيبقى مثل حصن للديكتاتور”

فحص المومياوات

على صعيد متصل يخطط متحف في السويد لعمل نماذج رقمية للمجموعة التي تضمها أروقته من المومياوات وعرضها بتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد، وهو ما سيسمح رقميا لزائري المتحف بإزالة لفافات تلك المومياوات. وسيجري عمل النسخ الرقمية للمومياوات الموجودة بمتحف "Medelhavsmuseet " بالعاصمة السويدية استكهولم من خلال تكنولوجيا تعتمد على الصور والأشعة السينية لعمل نماذج ثلاثية الأبعاد من تلك المومياوات. ويأمل أمناء المتحف أن تساعد الفكرة الجديدة زائري المتحف على تكوين مفهوم أعمق حول حياة قدماء المصريين.

وسيقوم المتحف بعمل النماذج الثلاثية الأبعاد عن طريق دمج الصور الملتقطة لتلك المومياوات مع نتائج عمليات مسح باستخدام الأشعة السينية. ومن المتوقع أن تساعد هذه النماذج زوار المتحف على استكشاف المومياوات بطريقة أقرب لما يقوم به علماء الآثار من البحث عن اكتشافات جديدة في الآثار القديمة.

وقال توماس ريديل من المعهد التفاعلي السويدي: "نهدف إلى وضع معايير جديدة للطريقة التي يمكن من خلالها للمتاحف أن تعمل بتقنية النماذج التفاعلية ثلاثية الأبعاد، وذلك حتى تكون تلك القطع الأثرية في المتحف متاحة بشكل أكبر للمتاحف الأخرى، إضافة إلى الباحثين وزوار تلك المتاحف." وأضاف: "على الرغم من أن هذا المشروع يركز على المومياوات، إلا أنه من المؤكد أن الطريقة نفسها يمكن أن تستخدم مع أشياء أخرى مثل الآثار المتعلقة بالتاريخ الطبيعي والقطع التاريخية الأخرى التي صنعها الإنسان بيده."

كما يمكن لزوار المتحف الذين سيستخدمون تلك التقنية أن يقوموا بتضخيم صورة تلك المومياوات بقدر عال من الجودة، للوقوف على التفاصيل الدقيقة منها، كالعلامات المنقوشة على التوابيت الحجرية. ويمكن للزوار أيضا أن يقوموا إلكترونيا بعملية "فك لفافات حفظ المومياوات"، وذلك عن طريق رفع الطبقات الرقمية الافتراضية لتلك اللفافات لاستكشاف القطع الأثرية التي دفنت مع جثة المومياء. وأضاف ريديل: "يمكننا بالفعل عمل نموذج افتراضي من المومياء، يمكن مشاركتها مع المتاحف الأخرى، أو أن تكون جزءا من تجربة تفاعلية يقوم زوار المتحف." بحسب بي بي سي.

ويأتي العمل على هذا المشروع بالتعاون بين باحثي التصوير السويديين ومتحف البحر الأبيض المتوسط في استكهولم إضافة إلى شركتين تكنولوجيتين، هما "أوتوديسك" و"فارو". وقالت إلنا نورد، وهي مسؤولة عن المعرض: "ستعمل هذه التقنية على تمكين زوارنا من تكوين مفهوم أعمق عن الرجال والسيدات الموجودين بتلك اللفافات." وأضافت: "يمكن للزائر أن يقوم برفع تلك اللفافة طبقة تلو الأخرى عن المومياء، ومن ثم سيتمكن من معرفة جنس تلك الجثة وعمرها ووضعها المعيشي ومعتقدها. وبفضل هذه التقنية، ستصبح المومياوات وسيط قوي لسبر أغوار الماضي."

المتحف اليهودي

من جانب اخر دشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتي الخميس قاعة المتحف اليهودي الجديد في موسكو حيث يتم حاليا نقل مجموعة كتب ومخطوطات تطالب بها الولايات المتحدة معتبرا ان الجدل اغلق. وكان بوتين دعم في وقت سابق نقل هذه المجموعة الى هذا المتحف في موسكو لان روسيا ترفض منذ سنوات تسليمها لحركة حباد لوبافيتش الدينية اليهودية ومقرها نيويورك والتي تطالب بها. وقال بوتين بعد ان اطلع على بعض هذه الكتب "آمل في ان يسمح النقل الى المتحف اليهودي ومركز التسامح في مكتبة شنيرسون الذي يثير اهتماما وله قيمة كبيرة للشعب اليهودي ليس فقط لليهود الروس بل ايضا لليهود المقيمين في بلدان اخرى، بتسوية هذه المشكلة نهائيا".

وتضم المجموعة 12 الف كتاب و50 الف وثيقة منها اكثر من 380 مخطوطة، وكانت تعود للحاخام جوزف اسحق شنيرسون من بلدة ليوبافيتشي (منطقة سمولينسك غرب) احد مراكز الحركة الدينية اليهودية الحسيدية التي طردت من الاتحاد السوفياتي في عشرينات القرن الماضي. وفي كانون الثاني/يناير حكم القضاء الاميركي على روسيا بدفع غرامات يومية قيمتها 50 الف دولار اذا اصرت على رفضها تسليم المجموعة لحركة حباد لوبافيتش الدينية اليهودية.

ويعتبر ممثلو هذه الحركة انفسهم "الورثة الشرعيين" لجوزف اسحق شنيرسون الذي هاجر الى الولايات المتحدة في 1940. وزار بوتين قاعة المطالعة مع وزير الثقافة فلاديمير مدينسكي وحاخام روسيا الكبير بيريل لازار ورئيس اتحاد المجموعات اليهودية في روسيا الكسندر بورودا. وكان قسم من المجموعة امم في العهد السوفياتي ووضع في مكتبة الدولة الروسية.

اما القسم الاخر منها فقد نقله شنيرسون الى بولندا حيث وضع النازيون يدهم عليه خلال الحرب العالمية الثانية لكن القوات السوفياتية اعادته الى روسيا بعد سقوط الرايخ الثالث. وهذا القسم موجود في ارشيف المحفوظات العسكرية الروسية. وسينقل قسم من هذا الارشيف تدريجيا بحلول نهاية السنة الى المتحف اليهودي في موسكو احد اكبر متاحف العالم. وسيتمكن الجمهور من الاطلاع عليه في قاعة مخصصة للمطالعة.

دليل تاريخي

من جانب اخر أطلق المتحف البريطاني مشروعا لكتاب إرشادي يركز على كشف دلائل عن المثلية بين القطع التي تحويها أروقته. ويسعى الدليل الذي يحمل اسم "تاريخ موجز للمثليين" إلى استخلاص الرموز عن المثلية من مقتنيات عدة من برديات قدماء المصريين، والمشاهد الجنسية لمثليين على كأس وارين الروماني إلى اللوحات التي رسمها الرسام الإنجليزي ديفيد هوكني.

ويكشف الدليل الذي يشرف عليه ريتشارد باركينسون، أحد أمناء المتحف في قسم المصريات، الأعمال الفنية التي تبين حقيقة أن تكون مثليا وصعوبات الحصول على سجلات تاريخية للرغبات الجنسية للمثليين. وكشف الستار عن هذا الدليل التاريخي المصغر تزامنا مع انطلاق مهرجان "لندن برايد". كما سيركز الدليل أيضا على عدد من القطع الهامة الموجودة داخل المتحف البريطاني تعود إلى التاريخ القديم والحديث معا.

وفي ذلك الدليل، قال باركينسون موضحا "كان المتحف ولا يزال مكانا هاما يقصده الناس لسبر أغوار هوياتهم الجنسية." وأضاف "تضم أغلب المتاحف بين جنباتها مجموعات من التماثيل اليونانية والرومانية التي تصور الرجال وهم عراة، لذا فقد تكون تلك الأماكن مقصدا للرجال الذين يشعرون برغبة جنسية تجاه الذكور، حتى يتمكنوا من النظر إلى تلك الأجساد العارية المعروضة بصورة فنية".

وبدأ المشروع عام 2010 كجزء من فاعلية "تاريخ ال جي بي تي" التي استمرت لشهر، والتي كانت تركز على متابعة تاريخ المثليين من الجنسين، ومنذ ذلك الحين، تطورت الفكرة لتتبلور في كتاب باركينسون، الذي يؤكد على أن بعض الشخصيات التي لعبت أدوارا هامة في التاريخ كانت ذات ميول جنسية مثلية. وأوضح باركينسون أن نتائج استطلاع آراء الزوار عن المعرض الذي أقامه المتحف البريطاني عام 2008 حول الإمبراطور الروماني هادريان أظهرت أن القليل كانوا يعرفون أن ذلك الإمبراطور كان مثليا. وأضاف باركينسون "غالبا ما يظن الناس أن تاريخ المثليين يعتبر تاريخا للأقلية، إلا أنه ومن المؤكد أنه كان جزءً من تاريخ البشرية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/تموز/2013 - 9/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م