هل يجد الانسان في الفضاء ضالته؟

 

شبكة النبأ: يواصل علماء الفضاء أبحاثهم المستمرة في سبيل رصد السماء وما تحتويه من نجوم وكواكب وأجرام مختلفة من خلال الاعتماد على أحدث التقنيات وأجهزة الرصد المتطورة، في سبيل الوصول الى معلومات ونتائج جديدة قد تسهم بحل بعض المشاكل المستقبلية او لتجنب بعض الاخطار التي تهدد كوكب الارض، خصوصا وان الفترة السابقة قد شهدت اقتراب بعض الكواكب والمذنبات التي كانت لها بعض التأثيرات المهمة،        وفي هذا الشأن قالت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن كويكبا يناهز حجمه حجم شاحنة صغيرة مر بالقرب من كوكب الأرض على مسافة تقل بأربع مرات عن تلك التي تفصل كوكبنا عن القمر، وذلك في أحدث نموذج لهذه الظاهرة التي بدأت بإثارة الوعي حول آثارها المدمرة المحتملة في حال ارتطام هذه الأجسام بالأرض.

وقالت الوكالة إن الكويكب الذي أطلقت عليه اسم 2013 LR6 - أكتشف قبل يوم واحد فقط من مروره قرب الأرض على ارتفاع 105 آلاف كيلومتر جنوب جزيرة تزمانيا الأسترالية. ولم يشكل الكويكب الذي يبلغ قطره عشرة أمتار أي تهديد لكوكبنا. وكان كويكب آخر أكبر حجما بكثير (يبلغ قطره 2,7 كيلومتر) له قمر خاص به قد مر على مسافة 5,8 مليون كيلومتر من الأرض.

وفي الخامس عشر من فبراير / شباط الماضي، انفجر كويكب صغير في الغلاف الجوي فوق مدينة شيليابينسك الروسية مما أسفر عن اصابة أكثر من 1500 شخص بجروح جراء الزجاج المتطاير والحطام المتساقط من المباني. وفي ذات اليوم، مر كويكب آخر على مسافة 27 الف و700 كيلومتر من الأرض وهي مسافة تقل عن تلك التي تحلق بها أقمار الإتصالات.

من جانب اخر قال علماء في إدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) ان تلسكوبا اليا يراقب القمر التقط صورا لصخرة وزنها 40 كيلوجراما وهي ترتطم بسطح القمر مثيرة ضوءا خاطفا براقا. وكان الانفجار الذي وقع هو الاكبر منذ ان بدات ناسا في متابعة القمر من اجل معرفة تأثير النيازك قبل نحو ثمانية اعوام. وسجل حتى الان اكثر من 300 ارتطام. وقال بيل كوك من مكتب بيئة النيازك في مركز مارشال الفضائي في هنتسفيل في الاباما في بيان "انفجر مسببا وميضا يزيد بريقه عشر مرات عن اي شيء رأيناه من قبل." بحسب رويترز.

ويبحث الان قمر صناعي لناسا يدور حول القمر عن الحفرة التي تكونت حديثا والتي يقدر علماء ان اتساعها يبلغ 20 مترا. وقالت ناسا ان الوميض كان براقا الى حد ان اي شخص كان ينظر للقمر لحظة وقوع الارتطام كان يمكن ان يراه دون تلسكوب.

تعقب الكويكبات

في السياق ذاته اطلقت وكالة الفضاء الاميركية ناسا حملة واسعة في اوساط العلماء وهواة علم الفلك للمساهمة في تعقب كل الكويكبات الفضائية التي قد تقترب من الارض مشكلة تهديدا على الحياة على سطحها، ولتطوير وسائل حماية الكوكب من هذه الاجرام. وتأتي هذه المبادرة في اطار "التحديات الكبرى" التي اطلقها البيت الابيض، وهي عبارة عن جملة من الاهداف الطموحة على الصعيدين الوطني والدولي.

وسيرتكز مشروع تعقب الكويكبات على تعاون بين متخصصين في فروع علمية متعددة ووكالة ناسا وغيرها من الوكالات الاميركية والدولية والجامعات وهواة علم الفلك. وهو مشروع مكمل لمشروع اعلنت ناسا في الآونة الاخيرة عزمها تنفيذه، وهو يقضي بجر كويكب صغير الى جوار القمر حتى يدور في مداره، وبذلك يصبح متاحا ارسال رواد فضاء الى سطحه لدراسته.

وقالت المديرة المساعدة لوكالة الفضاء الاميركية لوري غارفر "تعمل وكالتنا على رصد الكويكبات التي تشكل خطرا على كوكبنا، وقد رصدنا حتى الآن 95% من هذه الاجرام الاكبر حجما، وعلينا ان نتابع العمل حتى رصدها جميعها". واضافت "يكمن التحدي الكبير في رصد الكويكبات وفي تحديد ما ينبغي فعله في حال كان احدها يشكل خطرا على الارض" مشيرة الى اهمية التعاون مع "الجمهور ومع قدرته على الابتكار، ومع هواة الفلك للمساهمة في التوصل الى حل لهذه المسألة العالمية".

وتسبح في المجموعة الشمسية اعداد كبيرة من الكويكبات التي تشكلت مع تشكل النظام الشمسي، وهي مختلفة الاحجام، ومنها ما يسبح على مقربة من كوكب الارض. وتمكنت وكالة ناسا حتى الآن من رصد 95% من الكويكبات الاكبر حجما، اي تلك التي يفوق قطرها كيلومترا واحدا، وقد ساهم ارتطام احد هذه الكويكبات بسطح الارض باندثار الديناصورات قبل اكثر من 65 مليون سنة.

ويؤكد العلماء ان ارتطام احد هذه الكويكبات بالارض أمر نادر الحدوث، وان الكويكبات المرصودة حتى الآن لا تشكل اي خطر من هذا النوع. ومع ان العلماء قادرون على رصد الكويكبات ذات الاحجام الكبيرة بسهولة، يختلف الامر مع الاجرام الاصغر حجما، وهي اكثر عددا.

وكان الكونغرس الاميركي طلب من وكالة ناسا في العام 2005 ان ترصد كل الكويكبات التي يزيد قطرها عن 140 مترا، والتي يمكن ان تصطدم بالارض في المستقبل وتسبب دمارا كبيرا. وتقدر الوكالة عدد الكويكبات التي لا يزيد قطرها عن مائة متر والتي تسبح حول الشمس في مدارات مجاورة لمدار الارض حول الشمس، ب25 الفا رصد 25% منها فقط.

وتتكثف الابحاث المتصلة بالكويكبات منذ الخامس عشر من شباط/فبراير الماضي، عندما مر كويكب بمحاذاة كوكب الارض، وفي اليوم نفسه سقط نيزك قطره 15 مترا في روسيا موقعا الف جريح ومسببا حالة ذعر واسعة. وتحاول ناسا، رغم سياسة التقشف المتبعة في السنوات الاخيرة، تطوير نظام قادر على نقل الكويكبات الصغيرة في الفضاء. بحسب فرانس برس.

وهي تمول مشروعا في جامعة هاواي اطلق عليه اسم اطلس يهدف الى انشاء نظام مراقبة للكويكبات التي يبلغ قطرها 45 مترا والتنبيه منها قبل اسبوع من اقترابها من الارض. اما الكويكبات التي يزيد قطرها عن 150 مترا فيمكن التحذير منها قبل ثلاثة اسابيع بواسطة نظام اطلس الذي قد يدخل حيز التنفيذ في العام 2015. وفي العام 2012، اطلق علماء سابقون في ناسا مؤسسة تحمل اسم "بي 612" تهدف الى تشييد اول تلسكوب فضائي تابع للقطاع الخاص ومتخصص في مراقبة الكويكبات و"حماية البشرية".

اصطياد كوكب

على صعيد متصل أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أنها تخطط لاصطياد كويكب وجره إلى مدار حول القمر، بما يسمح لرواد الفضاء باستكشاف الجرم الفضائي، ومن ثمّ إعداد العدة لغزو المريخ. لكن السؤال المطروح... هل من الممكن ذلك؟ وفقا للسيناتور بيل نيلسون، رئيس اللجنة الفرعية للعلوم والفضاء في مجلس النواب الأمريكي، فإن "ناسا" تسعى لاستخدام مركبة فضائية آلية في العام 2019، لسحب كويكب زنته 500 طنًا، ووضعه في مدار حول القمر، بحيث يتمكن رواد الفضاء على مركبة "أوريون" من استكشافه، والتنقيب فيه لمعرفة المزيد عن مكوناته.

وأشار نيلسون، إلى أن هذه المهمة ستتيح لـ "ناسا" الدفاع عن الأرض في مواجهة كويكبات شاردة، قد تصطدم بالأرض في المستقبل. وكشف نيلسون، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سيخصص "100 مليون دولار" لهذه المهمة. كما أوضح أنه سيتم اصطياد الكويكب، بمركبة تحتوي على حاوية مثل كيس قابل للإغلاق بمشد.

كل هذا جيد، لكن ووفقا لمجلة Science فإنّ المشروع برمته بات محل إعادة نظر، حيث أن عددا من المسؤولين البارزين في ناسا نفسها، باتوا يسخرون منه، وهذه هي الأسباب: لم تتم استشارة الهيئة المتخصصة في متابعة ودراسة المذنبات والكواكب التابعة لناسا. ويفسر بعض المختصين ذلك بافتقار المشروع للمصداقية الحقيقة.

يفسر البعض إعلان المشروع واقتصار ذلك على "مسؤولين إداريين من وكالة أبحاث الفضاء" "بتزامن التغطية الإعلامية مع بدء مناقشة موازنة ناسا." وفقا لخبراء فإنّ "ناسا" لم تجانب "المغامرة" بتفكيرها في هذا المشروع. ففكرة عام 2016 كأجل مبدئي للبداية الفعلية للمشروع بتحديد المذنب أو الكوكيب الهدف، تبدو غير معقولة. فالكوكيب إذن يقتضي بعض المواصفات، ليس أقلها أنه ينبغي أن يكون "متجاوبا" بمعنى أنّ الوكالة كانت تتعامل حتى الساعة مع أقمار تصنعها بنفسها وفقا لأهواء "ناسا" نفسها. في حين أنّ مثل هذه الكواكب أو المذنبات، بالحجم المطلوب، من الصعب التكهن بتحركاتها ومن الصعب أيضا اكتشافها وتحديد مساراتها، وما حدث فوق سماء روسيا مثال على ذلك.

رغم أن "ناسا" ستنشر مسبارا ضخما في هاواي، يكوت قادرا على مراقبة السماء واكتشاف كل جسم غريب بصدد الاقتراب من الأرض، إلا أنه من الصعب ترجيح أن ينجح ذلك في غضون السنتين أو الثلاث المقبلة. يضاف الى لك صعوبة إعداد "شباك الصيد" الشبيهة بصيد الفراشات وجعلها مرنة بكيفية تجعلها قادرة على التقاط الكوكيب بضخامته، ثم سحبه إلى مأواه. بحسب CNN.

التشكيك في "حكمة" تجريب "السيطرة" على المذنبات المماثلة من حيث الوزن والحجم. حيث أنّه ببساطة فإنّ مثل هذه المذنبات تحترق وتدمر بمجرد دخولها المجال الأرضي. أما المأخذ الأخير على هذه الفكرة فهي ببساطة أنّه إذا أراد الإنسان معرفة كوكب فعليه أن يذهب بنفسه إليه لا أن يجلبه إليه.

رصد كوكب أزرق

في السياق ذاته تمكن علماء فلك وللمرة الاولى من تحديد اللون الفعلي لكوكب خارج المجموعة الشمسية، بواسطة التلسكوب الفضائي هابل، وهو كوكب ذو لون أزرق يشبه لون الأرض. لكن التشابه بين الكوكبين يقف عند هذا الحد على ما يبدو، فهذا الكوكب الذي يقع على بعد 63 سنة ضوئية عن الارض (600 مليار كيلومتر) في كوكبة الثعلب، والذي اطلق عليه العلماء اسم "اتش دي 189733 بي"، هو كوكب غازي يسبح في مدار قريب من شمسه، ولا يشكل بأي حال بيئة مناسبة لتشكل الحياة وتطورها.

وترتفع حرارة هذا الكوكب الى الف درجة مئوية، وتهب على سطحه رياح تصل سرعتها الى سبعة الاف كيلومتر في الساعة، وتهطل عليه "امطار من زجاج"، بحسب ما جاء في بيان لوكالة الفضاء الاوروبية. وهذا الكوكب "اتش دي 189773 بي" هو احد الكواكب الخارجية الأقرب الى مجموعتنا الشمسية، ويمكن رصده من الارض عندما يمر بين شمسه وبين الارض.

ويرصد العلماء الكواكب الخارجية ويدرسونها بناء على تأثير موقعها على ضوء شمسها الآتي الى الارض.

واجربت دراسات عدة على هذا الكوكب بواسطة التلسكوب هابل وتلسكوبات أخرى، لكنها المرة الاولى التي يتمكن فريق من الباحثين، وهم بقيادة فريديريك بونت من جامعة اكستر البريطانية، من تحديد لون كوكب خارج مجموعتنا الشمسية. ولتحديد لون الكوكب، عمد العلماء الى قياس الضوء المعكوس من سطحه وهي خاصية تسمى "البيدو".

وجاء في بيان لوكالة الفضاء الاوروبية ان قياس لون الكوكب "هو الاول من نوعه". واضاف "يمكننا ان نتخيل شكل هذا الكوكب لو كنا ننظر اليه مباشرة". لكن اللون الازرق السماوي لهذا الكوكب ليس ناتجا، كما هو الحال في كوكب الارض، عن انعكاس للمحيطات والبحار، بل عن غلاف جوي مضطرب وضبابي، مؤلف بشكل أساسي من غاز الهيدروجين، ومحمل بجزيئات السيليكات التي تشع باللون الازرق.

وكانت دراسات سابقة اعتمدت على مناهج علمية مختلفة، اشارت الى ان الكوكب يبث ضوءا أزرق، لكن عمليات الرصد هذه التي اجراها التلسكوب هابل قطعت الشك باليقين. ويقول فريديريك بونت "من الصعب التحديد الدقيق للعامل الذي يسبب اللون في الغلاف الجوي لأي كوكب، حتى في ما يتعلق بالكواكب التابعة لمجموعتنا الشمسية". واضاف "ان عمليات المراقبة الجديدة هذه، تشكل خطوة في هذا المجال".

ويصنف كوكب "اتش دي 189733 بي" في فئة كواكب "المشتري الحارة" وهي تسمية تطلق على الكواكب الغازية العملاقة التي تسبح في مدار قريب الى شمسها. فهذا الكوكب مثلا يبعد عن نجمه مسافة توازي واحدا على ثلاثين فقط من مسافة الارض عن الشمس، اي انه اقرب الى شمسه من قرب عطارد الى شمسنا بعشر مرات. ويتم هذا الكوكب دورة حول شمسه في 53 ساعة، وهو ذو كتلة تعادل 1,1 كتلة المشتري. بحسب فرانس برس.

ومنذ التسعينات من القرن العشرين، رصد علماء الفلك ما يقارب 900 كوكب خارج مجموعتنا الشمسية، تدور حول شموسها. وتقدر دراسات حديثة ان يصل عدد هذه الكواكب في الكون الى مليارات عدة. واطلق التسلكوب هابل الى الفضاء في العام 1990، وهو ثمرة تعاون بين وكالة الفضاء الاميركية ناسا ووكالة الفضاء الاوروبية.

اكتشافات اخرى

من جانب اخر قال علماء ان نجما مجاورا تدور في فلكه ستة كواكب على الاقل بينها ثلاثة تدور على مسافة مناسبة تسمح بوجود مياه وهو شرط يعتقد انه ضروري للحياة. وفي السابق كان هذا النجم الذي يعرف باسم جليز 667 سي يستضيف ثلاثة كواكب أحدها يقع فيما يطلق عليه "منطقة صالحة للسكنى" حيث درجات الحرارة يمكن ان تدعم وجود مياه سطحية سائلة. وهذا الكوكب والاثنان اللذان اكتشفا في الآونة الأخيرة أكبر من الارض لكنهما أصغر من كوكب نبتون.

وقال عالم الفلك بول باتلر من معهد كارنيجي بواشنطن دي. سي. في بيان "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد ثلاثة كواكب كهذه تدور في هذه المنطقة بنفس النظام." ويقول العلماء ان اكتشاف ثلاثة كواكب في منطقة قابلة للسكنى بمدار نجم يزيد احتمالات العثور على عوالم تشبه الارض حيث ربما تكون الظروف مواتية لتطور الحياة. وقال عالم الفلك روري بارنز من جامعة واشنطن في بيان "بدلا من النظر الى عشرة نجوم بحثا عن كوكب واحد يحتمل ان يكون قابلا للسكنى فاننا نعرف الان انه يمكننا ان ننظر الى نجم واحد وتكون لدينا فرصة كبيرة للعثور على عدة كواكب."

وأظهرت ملاحظات إضافية عن النجم جليز 667 سي واعادة تحليل المعلومات الموجودة بالفعل انه يستضيف ستة كواكب على الاقل وربما سبعة. ويقع هذا النجم على مسافة قريبة نسبيا من الارض هي 22 سنة ضوئية (207 تريليون كيلومتر). ويوازي حجمه ثلث حجم الشمس تقريبا.

في السياق ذاته رصد باحثون ما لا يقل عن 26 ثقبا أسود محتملا في مجرة المرأة المسلسلة المعروفة باسم "أندروميدا" القريبة جدا من كوكب الأرض. وهو أكبر من عدد من الثقوب السوداء التي يتم العثور عليها في التاريخ خارج "طريق الحليب." ونظرا لكون العلماء حددوا تسعة ثقوب سوداء في نفس المجرة سابقا فإنّ ذلك يعني أنّه في المجرة يوجد 35 ثقبا أسود.

ويمكن مشاهدة مجرة اندروميدا بالعين المجردة بدون استخدام المنظار وهي تبعد عنا نحو 2.5 مليون سنة ضوئية. وتحتوى على نحو 250 مليار نجم ويبلغ قطرها 150 ألف سنة ضوئية, وهي بذلك أكبر من مجرتنا التي تحتوي على نحو 200 مليار من النجوم ويبلغ قطرها 100 ألف سنة ضوئية. ويوجد فيها من الأجرام السماوية ما يماثل الأجرام السماوية التي نجدها في مجرتنا. ومن أهم خصائص مجرة المرأة المسلسلة مركزها وهو حول ثقب أسود بالغ الكتلة. بحسب CNN.

تبلغ كتلة هذا الثقب الأسود نحو 30 مليون مرة كتلة شمسية. كما توجد في مركز مجرة المرأة المسلسلة مصادرا للأشعة السينية، ربما كانت تلك الأشعة صادرة من نجوم نيوترونية وثقوب سوداء، تجذب إليها مادة من أطراف نجوم تابعة لها وتتسبب في إنتاج الاشعة السينية.

معادن نادرة

قد تكون ركائز معدنية اكتشفت في فوهات في القمر، بقايا نيازك تحطمت فوق سطحه ومصدرها ليس تاليا باطن هذا الكوكب على ما ذكرت دراسة جديدة. وكان الاعتقاد السائد بين العلماء والخبراء ان النيازك والكويكبات تتبخر بالكامل عندما تصطدم بجرم فضائي مثل القمر، وتختفي مكوناتها، لكن الابحاث العلمية المنشورة في مجلة نيتشور جيوساينس البريطانية من شأنها أن تدفع العلماء الى تغيير هذه الفكرة واعادة النظر في فهم تركيبة القمر.

فقد عثر على معدني اوليفين وسبينال، وهما معدنان نادران في كوكب الارض، في فوهات عدة على القمر، دون أن يجد العلماء اثرا لهما على السطح خارج هذه الفوهات. وعلى ذلك، خلص العلماء الى القول ان هذين المعدنين مصدرهما الاجرام التي ارتطمت بقوة على سطح القمر، فتركت اثارا من مكوناتها تحت سطحه.

وهذان المعدان هما من المكونات المعروفة للنيازك والكويكبات، وقد عثر عليهما في قلب فوهات كوبرنيكوس، وتيخو، وتيوفيلوس، التي يصل قطر الواحدة منها الى مئات الكيلومترات. وقد صمم باحثون صينيون واميركيون محاكاة الكترونية لتشكل تلك الفوهات، ووفقا لحساباتهم، فان الجرم الذي يضرب القمر بسرعة تقل عن 12 كيلومترا في الثانية لن يتبخر، ولكن سيتفتت ويتآكل شكله فقط.

وبالتالي، فان العثور على اثار لهذه الاجرام ومكوناتها المائية والمعدنية أمر ممكن. ويعتقد العلماء ان ربع الاجرام التي ترتطم بسطح القمر تكون ذات سرعة تقل عن 12 كيلومترا في الثانية. وجاء في الدراسة "لقد توصلنا الى ان العديد من المعادن غير المألوفة والموجودة في فوهات القمر، قد يكون مصدرها خارج القمر".

وبحسب جاي ميلوش الباحث في جامعة بوردو انديانا الاميركيية وأحد الباحثين في هذه الدراسة، فان هذه الفرضية التي توصل اليها مع زملائه من شأنها أن تحل اللغز الذي واجه العلماء، وهي ان حجم الفوهات الموجودة على سطح القمر لا تشير الى انها نبشت الصخور من داخل القمر واخرجتها الى السطح. وقال ان العلماء ينبغي ان يكونوا حذرين، والا يرتكزوا على تحليل المواد الموجودة في فوهات القمر ليستخلصوا منها تركيبة باطنه، التي قد تكون مختلفة تماما. بحسب فرانس برس.

غير ان الباحث ايريك اسبوغ نشر تعليقا منفصلا في مجلة نيتشور اعتبر فيه ان فوهة كوبرنيكوس تشير الى اصطدام جرى بسرعة كبيرة جدا، وهو افتراض يتناقض مع الفرضية الجديدة التي يدافع عنها جاي ميلوش وفريقه. ويذهب ايريك اسبوغ ابعد من ذلك، ويتساءل "لماذا لا تكون اثار معدن سبينال على القمر مصدرها كوكب الارض نفسه". فقبل مليارات السنين، كانت قوة اصطدامات الاجرام الفضائية بسطح الارض قادرة على قذف الصخور الى مسافات بعيدة جدا، وصولا الى القمر، بسرعة لا تتجاوز كيلومترين في الثانية، وهي سرعة تسمح بهبوط الصخور على سطح القمر سليمة كاملة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/تموز/2013 - 7/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م