الفكرة لاتموت الا اذا اطلق صاحبها النار عليها

علي اسماعيل الجاف

 

يحتاج الانسان ان يفهم ان عقله وفكره متأثر ببيئته التي نشأ فيها ويستلهم منها افكاره ومشاريعه التي باتت ضرورية حديثا بفعل عجلة التغيير والتقدم والتطور المتسارع، لم يعد الانسان عاجزا عن الابداع والتمييز الفكري لان الوسائل والطرق والتقنيات الحديثة جعلت منه عاملا اساسيا في استخدامها، فحيث وجد الانسان وجدت التقنيات والتكنولوجيا والتفكير المتسارع والمتواصل بفعل المنافسة والتسويق لان الحاجة والطلب مستمرة من قبله كمورد بشري يسخر لاستهلاك تلك الحداثة والتمدن بفعل الثقافة والتحضر.

 نحن نحاول جاهدين ان نخلق من الموارد البشرية العربية الساكنة بفعل التغيب والتهميش المتعمد من قبل القيادة واصحاب القرار، فلا نريد ان يكون لدينا افكار قديمة او منتهية الصلاحية لان ذلك سيجعلنا نسير بطريقة تشبه السلحفاة في حين العالم يتحرك بعين التمساح التي لانفهمها الا اذا اقتربنا منها، اي ان نكون على دراية في فهم الملموس بفعل المحسوس ونتخلص من حكم المحكم.

يقوم عام التقييم على قياس الكفاءة التي نلمسها كمخرجات بناءة في التطبيق والممارسة، لكن تكون قياساتنا دائما هامشية وترقيعية وذات فائدة محدودة بفعل التشخيص والتدقيق والاهمية لاننا نحاول دائما ان يكون تفكيرنا عبر نافذة: نفكر بعقولنا ونبرر بعواطفنا. وكذلك، نحتاج ان نلمس النجاح كمدى وتحسين مستقبلي وليس فائدة فئوية وقناعة شخصية على حساب الاطراف التي تنادي بلغة التغيير دون فهم لمعناها الحقيقي. ونسعى الى معرفة مدى التغيير الواسع كوننا نبحث عن المجهول بفعل الحاجة والطلب بفعل الاقناع ولهذا تكون المدخلات تنظيرية وذات فعالية محددة بفعل التأثير والمؤثر كردة فعل ايجابية ام سلبية. تمثل عملية تقييم التدريب عمل وليس وسيلة نبتغي منها تحقيق غاية او ترف او مهمة كون المنح والتأييد والاستفهام والاستشارة والاثارة عمليات تتفاعل بحقيقة الطريقة المتبناة والاسلوب المستخدم والمنهج المتبع والنتائج المتوخاة لنقل اثر تطبيق الفائدة.

اثبتت الدراسات الحديثة ان هناك خمسة وسائل للتقييم: ردة الفعل ((Reaction، التعلم (Learning)، السلوك (Behaviour)، النتائج (Results) و العائد من الاستثمار (Return on Investment) كما اوجدها Donald Patrik والتي جميعا تركز على قياس الفعالية والوصول الى الجودة والاعتمادية، لكن الباحث الجاف يقول اين التمييز والابداع بفعل الوقت والقيمة والاهداف، فهناك ما يعرف حديثا التميزية والتطورية والقيمية وغيرها من النظريات الحديثة التي تسعى الى جعل الانسان هدفها وليس غايتها لان الهدف تحقيق شيئا ما خلال سقف زمني محدد، ولانريد ان نجعل مبررات التقييم هو حصول مشكلة او حاجة او طلب وانما وجود تميز وتطور وابداع ونحاول تقديم رؤيا وافكار جديدة تجعلنا في المقدمة والقمة، فهنا يحصل ما يعرف "تميز ذاتي بفعل رقابة التقييم".

وهناك مبررات التقييم منها:

1. تحديد ما اذا كان البرنامج قد حقق اهدافه،

2. تحديد التحسينات المطلوب ادخالها على المكونات المختلفة،

3. تحديد شكل العلاقة بين التكلفة والعائد،

4. تحديد من الذي ينبغي اشراكه في البرامج التي ستعقد مستقبلا،

5. تحديد المشاركين الذين حققوا اعلى او أدني استفادة،

6. الاستفادة من بيانات تقييم برنامج ما في تسويق ذات البرنامج مستقبلا،

7. تحديد ما اذا كان البرنامج مناسبا ام لا هل التدريب هو الحل،

8. لتأسيس قاعدة بيانات تساعد الادارة على اتخاذ القرار،

9. ان التقييم ادة لتحديد قيمة البرنامج وليس نجاح اهدافه فقط.

هنا نقول ان ادة مراقبة الجودة هي المفاهيم اعلاه، لكن هناك غياب لما يعرف "المشاركة والتفاعل والتبني الذاتي" لان غياب المجتمع او الفرد من هذه النظريات يعني تطبيق محدد ونمط مثالي بفعل الرؤيا والتحسين المركز وغياب الجماهير عن المساهمة والمبادرة والتفاعل كوننا نحتاج الى الثقافة العامة والشاملة حول برامجنا وان نجعل المجتمع هدفنا وليس الفئة او المجموعة! نريد ان نفهم اننا نجحنا وناجحون وسننجح، لابد من وجود ما يعرف العمل الميداني بدل المكتبي خصوصا في البلدان شرق اوسطية، ونريد ان نعرف أثر التدريب من خلال الكفاءة (Efficiency) التأثير (Effectiveness) الانتاج (Production) الجودة (النوعية) (Quality) والعناية بالزبون (Customer Care) لان الجمعية الامريكية للتدريب والتنمية (ASTD) توصلت الى الاحصائيات الاتية: تكاليف تحليل (20%) تكاليف التطوير (35%) تكاليف التقويم (35%) والتقييم (10%).

واخيرا، يرى الباحث الجاف الاتي: "البلدان العربية تحتاج ان تتبنى التدريب والتطوير والتنمية والتحسين والتعزيز والتثقيف من خلال نافذة الطفولة والاجيال الفتية عبر تحويل المناهج والمدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية مدخلات اولية في التطوير... كون بلداننا تحتاج الى موجه وراعي ومحسن ومطور وممكن عن قرب وليس اختيار فئة على حساب الالاف ويصبح المخرج شكلي وظاهري..."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/تموز/2013 - 28/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م