أمريكا وفضيحة التجسس... حرب خلف الكواليس

 

شبكة النبأ: فجر مسرب أسرار وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن، موجة غضب عارمة من لدن السياسيين الأوروبيين بشأن أعمال تجسس أمريكية مزعومة، تشي بأزمة سياسية خطيرة قد صلت إلى قلب العلاقات الأوروبية - الأمريكية، بعدما أثار الكشف عن برامج مراقبة امريكية بناء على وثائق أخذها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الامريكي والهارب حاليا ادوارد سنودن غضبا سياسيا في الولايات المتحدة وخارجها بشأن الموازنة بين حقوق الخصوصية والأمن القومي.، لكن المدى الذي بلغته واشنطن في التنصت على الحلفاء الأوربيين يمثل قضية تثير القلق على نحو خاص.

فقد اثارت المعلومات الجديدة التي كشفت عن مراقبة واسعة النطاق للاتصالات الالكترونية الالمانية من قبل اجهزة الاستخبارات الاميركية صدمة واستهجانا في المانيا، الدولة الحريصة على احاطة شؤونها الداخلية بحماية خاصة بسبب تاريخها.

حيث رأى أغلب المحللين ان قضية التجسس المتهمة فيها أمريكا ستؤثر سلبا على مسار تطوير العلاقات بين الاتحاد الاوربي وولايات المتحدة الامريكية ، محذرين من تداعيات خطيرة على العلاقات الثنائية بحال ثبوت صحة وثائق سربها سنودن لمجلة ألمانية تشير إلى تجسس واشنطن على مسؤولين أوروبيين.

وقد تجددت مخاوف أوروبا من تكتيكات التجسس الأمريكية بعدما كشف عن وثائق أمريكية سرية إن الولايات المتحدة تتنصت على نصف مليار من الاتصالات ورسائل البريد الالكتروني والرسائل النصية في المانيا شهريا وصنفت اكبر حليفة لها في اوروبا على أنها هدف مماثل للصين.

حيث تعد عملية التجسس احد اهم الاسلحة لدى الكثير من الدول والمؤسسات العالمية التي تسعى الى اضعاف قدرات اعدائها ومنافسيها من خلال جمع ورصد بعض المعلومات المهمة، ويمكن من خلالها اختراق بعض اكبر الدول وأشدها أمنا.

ويرى بعض المحللين أن  تزايد التوترات السياسية واحتدام الأزمات الدولية خلال الاونة الاخيرة،

خصوصا بعدما باتت الدول المتخاصمة اليوم شبه متوازنة القوى، قد تعيد قضية التجسس هذه الحياة للحروب الباردة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية بين الكتلتين المتخاصمتين، وعلى الرغم من تأكيدات بعض المحللين بأنه ما من أدلة على حدوث اختراقات أمنية كبرى ، تدور تكهنات على نطاق واسع بحصول امريكا على معلومات سرية، وازدادت تلك القناعة بفضل تصريحات مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية شرحا تفصيليا لأربعة وخمسين مخططا دبرها متشددون قال إنها أحبطت من خلال مراقبة الاتصالات الهاتفية والانترنت، وفي الوقت نفسه قدمت صحيفة بريطانية ادلة على عمليات تجسس أمريكية أوسع، كما أثارت مخلفات هذه الفضيحة تساؤلات هامة وضعت أوباما في موقف محرج، أهمها كيف سيتم معالجة هذا الشرخ الكبير في مؤسسة الامن القومي الامريكي؟، ولماذا كشفت فضيحة سنودن الان وليس في وقت حدوثها؟، وعليه حيث تذكي هذه الفضيحة الجاسوسية حروب التجسس التي تتخفى بالأساليب الملتوية والمبهمة، مما يمهد لعودة الحروب الباردة ويقلل فرص السلام في العالم.

سنودن يفجر أزمة تجسس أمريكا على أوروبا

في سياق متصل قال رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولز، في بيان حول القضية: "أشعر بقلق شديد وبصدمة حول هذه الادعاءات، وإذا ثبت صحتها فستكون مسألة خطيرة تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين أوروبا وأمريكا. باسم البرلمان الأوروبي أطالب بتوضيحات كاملة وتوفير المزيد من المعلومات حول هذه المزاعم من قبل السلطات الأمريكية."

أما وزيرة العدل الألمانية، سابين لوثيسر-شنارينبيرغر، فقد اعتبرت أنه في حال اتضاح صحة هذه المزاعم فسيشكل الأمر استعادة لفترة الحرب الباردة،" في حين طالب وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الجانب الأمريكي بتقديم "توضيحات عاجلة" معتبرا أن هذه الأعمال  - بحال اتضاح صحتها - ستكون مرفوضة بالكامل.

وكانت مجلة "ديرشبيغل" الألمانية قد نشرت نقلا عن وثائق سرية سربها سنودن أن عدة أجهزة أمنية أمريكية تجسست على مسؤولين أوروبيين، مشيرة إلى أنها اطلعت على ما يشير إلى التجسس على مكاتب مسؤولين من أوروبا في واشنطن ونيويورك، إلى جانب التسلل إلكترونيا إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، كما شملت أعمال التجسس ملايين الاتصالات والعمليات الهاتفية والإلكترونية في أوروبا، وخاصة ألمانيا التي كانت منظومة الاتصالات فيها على رأس أهداف الأجهزة الأمنية الأمريكية. بحسب السي ان ان.

من جانبه، رد مكتب رئيس وكالة الأمن القومي الأمريكي عبر بيان بالقول إن الحكومة الأمريكية سترد بشكل مناسب على الجانب الأوروبي من خلال "القنوات الدبلوماسية" مضيفا: "لن نعلق على مزاعم تتعلق بنشاطات أمنية ولكن سياستنا تقتضي التوضيح بأن الولايات المتحدة تجمع معلومات حول شؤون خارجية من النوع الذي تجمعه الدول الأخرى."

الاتحاد الأوروبي يواجه أمريكا

فقد طالب الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة بتفسير لما ورد في تقرير نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية يفيد بأن واشنطن تتجسس على الاتحاد مستخدما لهجة قوية بصورة غير معتادة مع أقرب حلفائه بشأن ما تردد عن أنشطة التجسس، وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية ان الاتحاد الأوروبي اتصل بالسلطات الأمريكية في واشنطن وبروكسل بشأن تقرير دير شبيجل بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت على مكاتب تابعة للاتحاد الأوروبي في واشنطن وبروكسل والأمم المتحدة.

وقالت المتحدثة "اتصلنا على الفور بالسلطات الأمريكية في واشنطن وبروكسل وقد واجهناهم بالتقارير الصحفية"، وأضافت في بيان "أبلغونا بأنهم يراجعون دقة المعلومات التي ذكرت بالأمس وسيردون علينا"، وطلبت فرنسا أيضا توضيحا، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "هذه الأعمال إذا تأكدت ستكون غير مقبولة على الاطلاق... نتوقع أن تستجيب السلطات الأمريكية لبواعث القلق المشروعة التي أثارتها هذه التسريبات الصحفية بأسرع ما يمكن."

وقالت المجلة في تقرير نشرته ان الوكالة الأمريكية تنصتت على نصف مليار محادثة هاتفية ورسالة بريد الكتروني ورسالة قصيرة في ألمانيا خلال شهر وهو ما يزيد كثيرا عن اي دولة أوروبية أخرى ويماثل البيانات التي جرى التنصت عليها في الصين أو العراق، كما استخدمت بيانات من مراكز لخدمات الانترنت في جنوب وغرب ألمانيا تنظم حركة تدفق البيانات الى سوريا ومالي. بحسب رويترز.

وقال مكتب المدعي الاتحادي في ألمانيا المعني بقضايا الأمن القومي انه ينظر فيما إذا كان يتعين فتح تحقيق في الأمر. وقالت المتحدثة باسم المكتب فروكه كولر لرويترز ان من المتوقع توجيه اتهامات جنائية، ولم تعلق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على تقرير دير شبيجل الأخير. وكانت ميركل دافعت قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لألمانيا في وقت سابق هذا الشهر عن برنامج حكومي لمراقبة الاتصالات عبر الانترنت وقالت ان قيام الولايات المتحدة بمثل هذا النشاط حال دون وقوع هجمات على الأراضي الألمانية.

وقال مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي وهو ألماني أيضا انه اذا ثبتت صحة التقرير فسوف يكون له "أثر خطير" على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأثناء زيارة لجنوب افريقيا رفض نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي بن رودس التعليق واكتفى بالقول "هؤلاء هم بعض أقرب شركائنا في مجال المخابرات لذا من المهم الاشارة الى أن الاوروبيين يعملون بشكل وثيق للغاية معنا. لدينا معهم علاقات مخابراتية وثيقة للغاية"، وقال بعض صانعي السياسة في الاتحاد الأوروبي انه يجب تجميد اتفاق للتجارة الحرة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي لحين الحصول على توضيحات من الولايات المتحدة، وقالت المفوضة الأوروبية للعدل والحقوق الأساسية فيفيان ريدنج في كلمة القتها في لوكسمبورج "الشركاء لا يتجسسون على بعضهم."

في الوقت نفسه نقلت مجلة دير شبيجل الألمانية عن وثائق سرية أن الولايات المتحدة تنصتت على مكاتب للاتحاد الأوروبي واخترقت شبكات كمبيوتر داخلية للاتحاد وذلك في أحدث حلقة في سلسلة تسريبات لمعلومات عن برامج امريكية مزعومة للتجسس، واستشهدت دير شبيجل بوثيقة "سرية للغاية" تابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكية يرجع تاريخها إلى سبتمبر أيلول 2010. وقالت المجلة إن موظف الوكالة السابق والهارب إدوارد سنودن أخذ هذه الوثيقة معه واطلع صحفيوها على أجزاء منها.

وتوضح الوثيقة كيف تنصتت وكالة الأمن القومي على مكاتب للاتحاد الأوروبي وتجسست على شبكات كمبيوتر داخلية تابعة للاتحاد في واشنطن والأمم المتحدة وأن الأمر لم يقتصر على التنصت على المحادثات والمكالمات الهاتفية فقط بل تضمن أيضا الاطلاع على بعض الوثائق والرسائل الإلكترونية، ووصفت الوثيقة بشكل واضح الاتحاد الأوروبي بأنه "هدف"، ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من مسؤولين أمريكيين.

وقال مارتن شولز رئيس البرلمان الأوروبي إنه إذا صح هذا التقرير فسيكون له "تأثير خطير" على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، واضاف قائلا في بيان بالبريد الإلكتروني "باسم البرلمان الأوروبي أطالب السلطات الأمريكية بالإسراع في تقديم توضيح كامل وأطلب المزيد من المعلومات بخصوص هذه المزاعم"، وأبلغ وزير خارجية لوكسمبورج جان اسلبورن مجلة دير شبيجل "إذا كانت هذه التقارير صحيحة فإنها مثيرة للاشمئزاز"، وقال "من الأفضل للولايات المتحدة أن تراقب أجهزتها المخابراتية بدلا من مراقبة حلفائها. يجب أن نحصل الان على ضمان من أعلى المستويات لوقف هذا الأمر على الفور". بحسب رويترز.

برلين على واشنطن ان تعيد بناء الثقة بعد قضية التجسس

من جانب آخر اعلن متحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان على الولايات المتحدة ان "تعيد بناء الثقة" مع حلفائها الاوروبيين بعد الكشف عن برنامج التجسس الاميركي، واضاف المتحدث ستيفن سيبرت ان الحكومة الالمانية اعربت للبيت الابيض في نهاية الاسبوع عن "دهشتها" لتلك المعلومات، مضيفا ان هذه القضية بحاجة الى توضيحات، وقال سيبرت في مؤتمر صحافي عادي للحكومة ان "اوروبا والولايات المتحدة شركاء واصدقاء وحلفاء. يجب ان تكون الثقة اساس تعاوننا. والثقة في هذه القضية يجب ان يعاد بناؤها".

وكشفت مجلة دير شبيغل الالمانية في عددها الاحد ان وكالة الامن القومي الاميركية تجسست على مبان رسمية تابعة للاتحاد الاوروبي في الولايات المتحدة، وكذلك في بروكسل منذ سنوات عدة. ومن ضمن الاتحاد الاوروبي كانت المانيا هدفا مميزا بحسب المجلة، وقال سيبرت ان "التقارير (صحافية) لا تشكل دائما وقائع. ولذلك سيتعين تقديم توضيحات"، لكن "اذا ما تاكد ان ممثليات دبلوماسية تابعة للاتحاد الاوروبي ودول اوروبية تعرضت للتجسس، فسيكون علينا عندئذ ان نقول بوضوح: التجسس على اصدقاء غير مقبول، (...) لم نعد في الحرب الباردة". بحسب فراس برس.

وجرت اتصالات ايضا مع واشنطن تمهيدا لمحادثات حول الموضوع بين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الاميركي باراك اوباما، وقال سيبرت ان اوباما "يقوم بجولة حاليا في افريقيا. لكن اجهزتنا على اتصال، واعتقد ان محادثات ستحصل قريبا" مع المستشارة. وبرر هذه الحاجة الى الحوار بما تكشف منذ ان تم التطرق الى الموضوع بين ميركل واوباما اثناء زيارة الرئيس الاميركي الى برلين في 19 حزيران/يونيو، ودعت وزارة الخارجية الالمانية السفير الاميركي في برلين فيليب مورفي ايضا "للتباحث". ورفض سيبرت استخدام كلمة "استدعاء" لهذا اللقاء، وردا على سؤال حول انعكاس محتمل لقضية التجسس على المفاوضات بشان معاهدة التبادل الحر عبر الاطلسي، شدد المتحدث باسم الحكومة الالمانية على الحاجة الى "الثقة" بين الطرفين، وقال "نريد هذا الاتفاق للتبادل الحر". لكن "من الواضح انه من اجل التباحث بشان اتفاق، نحتاج الى ثقة متبادلة. ان اتفاقا مماثلا ينبغي ان يتم التفاوض بشانه بين متساوين وفي جو من الثقة، وهذا هو بالتحديد الجو الذي ينبغي بناؤه".

هولاند يدعو الولايات المتحدة للتوقف فورا عن التجسس على الاتحاد الاوروبي

من جهته طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من الولايات المتحدة ان توقف "فورا" تجسسها على الاتحاد الاوروبي، وقال ان فرنسا لا يمكن ان "تقبل بمثل هذه التصرفات"، واضاف الرئيس الفرنسي على هامش زيارة الى لوريان (غرب) "لا يمكن ان نقبل بهذا النوع من التصرف بين شركاء وحلفاء"، معتبرا ان "العناصر باتت متوافرة بما يكفي لكي نطلب توضيحات"، وقال هولاند "نطلب التاكيد او النفي. لا يمكننا ان نصدر احكاما مسبقة".

واضاف "لا يمكن، في فرنسا، ان نجري مفاوضات او تعاملات في كل المجالات الا فور حصولنا على هذه الضمانات، ولكن هذا ينطبق ايضا على كل الاتحاد الاوروبي، كل شركاء الولايات المتحدة"، في اشارة الى المفاوضات التي ستبدأ في تموز/يوليو بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حول منطقة للتبادل الحر عبر الاطلسي. بحسب فرانس برس.

وتابع الرئيس الفرنسي "نعرف جيدا ان هناك انظمة ينبغي ان تراقب وخصوصا من اجل مكافحة الارهاب، لكني لا اعتقد ان هذا الخطر قائم في سفاراتنا او في الاتحاد الاوروبي"، واوضح فرنسوا هولاند انه طلب من لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي "الاتصال فورا بنظيره (الاميركي) جون كيري للحصول على كل التوضيحات وكل المعلومات"، واضاف "بالطريقة نفسها، سيكون هناك لقاء بين وزير الخارجية وسفير الولايات المتحدة لتقدير الامر وابلاغه انه لا يمكننا قبول هذا النوع من التصرفات بين شركاء وحلفاء".

اوباما يعد الاوروبيين بتوضيحات في قضية التجسس

في المقابل وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يواجه خطر توقف المفاوضات التجارية بين بلاده والاتحاد الاوروبي، حلفاءه الاوروبيين بتقديم كل "المعلومات" التي يطالبون بها حول قضية التجسس الالكتروني على مؤسساتهم من جانب وكالة اميركية، وطلب المستشار السابق في الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن الذي يقف وراء كشف المعلومات حول التجسس، اللجوء السياسي الى روسيا وفق ما اعلن مسؤول قنصلي روسي.

وقال اوباما الذي يزور تنزانيا ان واشنطن تواصل "تقييم" اتهامات سنودن التي نقلتها وسائل الاعلام الاوروبية، مؤكدا ان الولايات المتحدة "ستتواصل (لاحقا) في شكل مناسب مع حلفائها"، واثر الاستياء الاوروبي الذي اثاره كشف معلومات عن عمليات تنصت ومراقبة لمؤسسات اوروبية قامت بها وكالة الامن القومي الاميركية.

بدورها، كتبت صحيفة ذي غارديان البريطانية ان فرنسا وايطاليا واليونان هي من ضمن 38 "هدفا" راقبتها الوكالة الاميركية، واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه لن يسلم سنودن للولايات المتحدة والذي لا يزال عالقا في منطقة الترانزيت في احد مطارات موسكو لان "روسيا لا تسلم احدا على الاطلاق"، واضاف بوتين ان على سنودن في حال اراد البقاء في روسيا ان يتوقف عن "القيام بنشاطات تهدف الى الاضرار بشركائنا الاميركيين"، وتابع "ان يقوم الحلفاء بالتجسس على بعضهم البعض فهذا امر لا يعنينا، فليفعلوا ما يريدون"، وبدات اتصالات بين واشنطن وموسكو في شان مصير سنودن الذي طلب اللجوء السياسي في روسيا، وصباح الاثنين، حاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري التقليل من اهمية الفضيحة خلال لقائه نظيرته الاوروبية كاثرين اشتون على هامش قمة اسيوية في بروناي، وقال كيري "كل دولة في العالم مشاركة في الشؤون الدولية ومهتمة بامنها القومي تقوم بالكثير من النشاطات لحماية امنها القومي وجميع اشكال المعلومات تساهم في ذلك".

كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في أول رد على ما نشر عن أن واشنطن تجسست على الاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرين إن كل الحكومات الوطنية تقريبا وليس الولايات المتحدة وحدها تلجأ "للكثير من الأنشطة" لحماية مصالحها وأمنها، وطالب الاتحاد الأوروبي بشدة الولايات المتحدة بتفسير تقرير نشرته مجلة المانية عن أن واشنطن تتجسس على الاتحاد. وقال إن هذا أمر صادم لو صدق. بحسب رويترز.

وقالت المفوضية الأوروبية إن كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي تحدثت هاتفيا مع كيري لإبداء قلقها لما تردد عن تجسس الولايات المتحدة على مسؤولين بالاتحاد. وأضافت المفوضية أنه تم كذلك استدعاء السفير الأمريكي لدى الاتحاد وليام كينارد للتشاور في الأمر مع بيير فيمونت كبير الدبلوماسيين بالاتحاد، وقال كيري في مؤتمر صحفي "أقول إن كل دولة في العالم معنية بالشؤون الدولية وبالأمن القومي تقوم بالكثير من الأنشطة لحماية الأمن القومي وكل المعلومات التي يمكن أن تسهم في ذلك. كل ما أعرفه إن هذا ليس غريبا في الكثير من لدول"، وطالب بعض صناع القرار في الاتحاد الأوروبي بتجميد محادثات الاتفاق على منطقة تجارة حرة بين واشنطن والاتحاد حتى تقدم الولايات المتحدة المزيد من الايضاحات.

التنصت ساعد في احباط 54 مؤامرة

على صعيد ذو صلة قدم مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية شرحا تفصيليا لأربعة وخمسين مخططا دبرها متشددون قال إنها أحبطت من خلال مراقبة الاتصالات الهاتفية والانترنت، وفي الوقت نفسه قدمت صحيفة بريطانية ادلة على عمليات تجسس أمريكية أوسع.

وقال رئيس وكالة الأمن القومي الأمريكية كيث الكسندر في كلمة ألقاها في بالتيمور إن قائمة القضايا التي أحيلت للكونجرس شملت 42 قضية انطوت على إحباط مخططات و12 قدمت فيها الأهداف التي خضعت للمراقبة دعما ماديا للإرهاب.

وجاءت تأكيدات الكسندر بشأن فعالية المراقبة التي تقوم بها الوكالة فيما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالة الأمن القومي الأمريكية جمعت على مدى سنوات كميات هائلة من البيانات من خلال مراقبة حسابات البريد الالكتروني والانترنت لمواطنين أمريكيين ومقيمين بالولايات المتحدة، ونقلت الصحيفة عن مسودة تقرير سري للغاية وضعه المفتش العام لوكالة الامن القومي عام 2009 أن جمع "بيانات وصفية تراكمية" بدأ بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 بفترة قصيرة، والبيانات الوصفية هي معلومات عن البيانات وهي عبارة عن مادة الكترونية ما سواء كانت ملفات نصية او فيديو او غيرها ويمكن تشبيهها ببطاقات الفهرسة في المكتبات التي تحمل معلومات وبيانات حول طبيعة المعلومات والبيانات الواردة في الكتاب. بحسب رويترز.

وفي البداية لم يجمع البرنامج سوى معلومات كان فيها أحد الاطراف خارج الولايات المتحدة او اتصالات بين أجانب. لكن البرنامج توسع عام 2007، وقالت الصحيفة إن "البيانات الوصفية" شملت عناوين مرسل ومستقبل الرسائل ومنها عناوين بروتوكول الانترنت التي يمكن أن تظهر مكان تواجد الشخص. ونقلت عن مسؤولين قولهم إن عمليات جمع هذا النوع من المعلومات انتهت عام 2011.

وقال الكسندر خلال كلمته إن الوكالة قدمت قائمة المؤامرات المحبطة اواخر لعدة لجان بالكونجرس. وأضاف أن 50 من 54 حالة وردت في القائمة أسفرت عن اعتقالات او عمليات احتجاز، وتابع أن 25 اعتقالا او احتجازا حدث في اوروبا و11 في اسيا وخمسة في افريقيا. وقال إن 13 مخططا كانت داخل الولايات المتحدة.

الاكوادور تكشف تجسسا على سفارتها في لندن التي تؤوي اسانج

الى ذلك كشف وزير خارجية الاكوادور ريكاردو باتينو ان اجهزة استخبارات بلاده عثرت على مذياع مخبأ في السفارة الاكوادورية في لندن التي لجأ اليها مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج قبل عام، وقال الوزير الاكوادوري في مؤتمر صحافي "علينا ان نبلغكم ويا للاسف بالعثور على مذياع مخبأ في سفارتنا في لندن"، موضحا انه سيكشف مصدر هذا التسلل وسيطلب توضيحات من الحكومة التي يشتبه في ضلوعها بالامر، واضاف باتينو انه تم العثور على المذياع خلال عملية تفتيش للبعثة الدبلوماسية قبل زيارتها العاصمة البريطانية في 16 حزيران/يونيو، وتابع "لاسباب امنية، قمنا بتفتيش السفارة وعثرنا على مذياع مخبأ كان يستقبل معلومات في مكتب سفيرتنا (انا البان)"، ولفت الوزير الى انه تلقى المعلومات التي تحدثت "بالضبط عن مصدر الاعتراض" على ان يكشف التفاصيل. بحسب فرانس برس.

ونفى ان يكون "يلمح" الى صلة بين ما تم العثور عليه وقضية المستشار السابق في الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن، وقال "اعتقد ان المصدر مختلف، سنعرف الامر غدا"، وخلال زيارته لندن، التقى باتينو نظيره البريطاني وليام هيغ سعيا الى حل لقضية اسانج. وقرر الوزيران تشكيل مجموعة عمل لايجاد مخرج دبلوماسي للمسالة، ورفضت لندن حتى الان السماح لاسانج بالتوجه الى الاكوادور.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/تموز/2013 - 27/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م