زائد غيغا.. ناقص غيغا

زاهر الزبيدي

 

أضع يدي على قلبي كلما خرج علينا رجال الكهرباء بتصريحات لا ينوبنا منها إلا الألم.. فكلما خرجوا علينا بتصريح بإضافة حمل جديد للطاقة الكهربائية الوطنية ؛ نرى تدهوراً في تجهيزها للمواطنين.. كان آخرها تصريح بإضافة 1000 ميكا، مايعادل واحد غيغا، الى الخدمة مع نهاية الأسبوع الماضي، تبعها تصريح للناطق باسم الوزارة السيد مصعب المدرس أن 1000 ميكا قد فقدت بسبب شح الوقود وانخفاض ضغط الغاز!!.. وبذلك تكون الإضافة = صفر، أي أن نتيجة ملموسة تذكر على أرض الواقع وكأن الأرض تمتص تلك الطاقات المضافة أو تذهب هدراً مع أن السيد الناطق قد صرح بأن الطاقة المفقودة تبلغ 2200 ميكا واط ضاعت هدراً بين وزارة النفط التي لم تجهز الوقود أو تأخر تنفيذ العقود وأشياء أخرى لا تعني الموطن البتة.. فما يعنيه أن يزيد التجهيز ويترك كل الأمور لمختصي الكهرباء والموازنة التي تخصص لتلك الخدمة التعيسة.

وفي تصريح آخر في منتصف حزيران الحالي من السيد وزير الكهرباء بإضافة 5000 ميكا واط، مايعادل الـ 5 غيغا، الى الخدمة واعداً بتحسن الخدمة مع حلول شهر رمضان المبارك الذي لم يتبق على حلوله سوى أقل من عشرة ايام.. ولكننا لم نشعر بتلك الغيغات المباركة حتى اللحظة.

الجميع يعلم بأن أمر الكهرباء ليس بالسهل أن يتم توفير حاجة العراق الكلية من الطاقة الكهربائية والتي تبلغ، حسب تقديرات المختصين بـ 17 غيغا واط، قابلة للزيادة حسب طبيعة المجتمع العراقي وما يرافق تلك الحاجة من خطط تنموية إقتصادية خمسية يتطلب العمل بها المزيد من الطاقة الكهربائية لتغطية تلك الخطط ؛ لذلك نرى أننا أمام هذا التحدي الكبير ومع طول الفترة التي استقرت امور الوزارة الكهربائية منذ عقد من الزمان ولغاية يومنا هذا كان من المفترض أن نكون قد أكملنا بناء البنية التحتية لتجهيز تلك الخدمة لكوننا أمام مطبات أكبر من مرحلة التوليد تلك الى مرحلة التجهيز وهي مرحلة لاتقل صعوبة عن التوليد.

 فمع تهالك الشبكات الكهربائية التي تم تجهزها في ثمانينات القرن الماضي وما حصل عليها من تجاوز والتوسع الكبير في المحلات وضعف المحولات وقدرتها الإستيعابية وأمام مرحلة رفع ملايين الأطنان من الأسلاك الكهربائية التي أستخدمها العراقيون في تجهيز الخدمة من المولدات الأهلية وتأثيراتها على الشبكة الكهربائية ومخاطرها على أرواحنا.. عمل جبار لا يقل خطورة ولا جهد مضاعف من إنجاز التوليد بالطاقة الكاملة.

لقد اقترب موعد التصدير للطاقة الكهربائية ولا نرى أملاً بنجاح عملية التصدير الموعودة تلك فحتى اللحظة غير قادرين على أن نكتفي منها.. فرأفة بأبناء شعبنا وعلى هذا المسلسل العقيم من التصريحات أن تنتهي حلقاته التي ما برحت تقبض على أعمارنا كل يوم لتقلص مساحات السعادة لدينا.. حفظ الله العراق.

zzubaidi@gmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/تموز/2013 - 27/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م